في غرفة بابا ضبع . يقول الشيخ/علي الطنطاوي رحمه الله : كنت أطالع يومًا في غرفتي فسمعت حوارًا بين ابنتي الصغرى بيان (وهي الآن محاضِرة في الجامعة بجُدَّة ، وكان
يقول الشيخ/علي الطنطاوي رحمه الله :
كنت أطالع يومًا في غرفتي فسمعت حوارًا بين ابنتي الصغرى بيان
(وهي الآن محاضِرة في الجامعة بجُدَّة ، وكان عمرها أربع سنوات) وبين أمها .
قالت البنت : ماما ! في غرفة بابا ضبع .
قالت أمها : ضبع ؟!
قالت : إي والله ، تحت كومة المجلات .
قالت : حرام الكذب يا بنت .
قالت : والله والله ، في غرفة بابا ضبع .
قالت : بَسْ يا بنت (كلمة "بَسْ" فصيحة) ، لا تكذبي .
فبكتِ البنت وهرعت إليَّ تستشهدني .
فضحكْتُ وقلتُ لأمها : اسأليها ما هو حجم الضبع الذي رأته وما لونه ؟
قالت : هو أسود بقدر الأصبع .
فغضبَتِ الأم وقالت لي : كيف تقول إن الأطفال لا يكذبون
وهذه البنت تكذب وتُصِرُّ على الكذب ؟
قلت : إنها لا تكذب ، فتعالي حتى أريك هذا الضبع .
وذهبنا فإذا هو صرصور ،
فقلت لها : الأولاد مفطورون على الصدق ،
فإذا كذب الطفل فإنما يكذب لسوء التقدير كما قدَّرَتْ أن الصرصور ضبع ؛
ذلك أنها تسمع أن الضبع حيوان مخيف قبيح ولا تعرف ما هو ،
فلما رأت الصرصور فخافت منه واستقبحته
ظنَّته هو الضبع