آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
#8 | |||||||||||||
|
ليلة النصف في الجزائر يحتفل الجزائريون بليلة النصف من شهر رمضان من خلال طقوس وطرق خاصة ورثتها الأسر الجزائرية منذ عقود من الزمن.وتعتبر ليلة الـ15 من شهر رمضان من كل عام ليلة غير عادية في بيوت الكثير من العائلات الجزائرية حيث تحضر فيها أنواع عديدة من الأطباق والحلويات كما تعد ليلة تتلاقى فيها العائلات والأقارب والأصدقاء.ويعد الاحتفال بهذه الليلة تقليدا مميزا في شهر رمضان بما تنفرد به كل منطقة من أصناف المأكولات الشعبية المتداولة في مثل هذه المناسبات.وقالت احدى المواطنات اللاتي يقطن في حي "بلكور" العتيق إن الجزائريين متمسكون بالاحتفال بهذه الليلة لأنها فرصة لجمع شمل العائلة والأقارب بعد الافطار.وترى أن ليلة نصف شهر رمضان متميزة عن باقي أيامه وفرصة لاعداد أجمل موائد شهر الرحمة يجتمع بينها الأهل والأقارب والجيران وتوجه الدعوات أيضا للفقراء والمساكين.وأعدت الأسر الجزائرية أشهى الأطباق الجزائرية التقليدية ففي مدينةوهران غربي العاصمة الجزائرية تقوم النسوة بطهي طبق شوربة "الحريرة" أو "الشربة" كما يسميها معظم الجزائريين.ويحضر هذا الطبق في مدينة وهران بطريقتين اما بالطحين أو القمح اللين وهو المكون الرئيس للحساء واما بالقمح المطحون ما يسمى "التشيشة" ويضاف اليه أصناف من الخضر واللحم ومجموعة من التوابل تتضمن الزنجبيل والفلفل الأسود. والزعفران وغيرها.ومن بين أشهر الأطباق في منطقة الغرب الجزائري التي يتم اعدادها بمناسبة الاحتفال بليلة نصف رمضان طبق "الحلو" وهو طبق مكون من فاكهة المشمش والكمثرى والتفاح والبرقوق طهوة مع قطع اللحم الصغيرة ويتميز هذا الطبق بطعم القرفة كما تعمد النساء الى تزيين هذا الطبق بمختلف بأنواع المكسرات.وفي ولاية سيدي بلعباس يعد في هذه المناسبة طبق "المعقودة" وهو عبارة عن قطع من البطاطس يضاف اليها البيض والكزبرة وتقدم مع طبق "الشربة".واحتفلت العائلات في ولاية بسكرة شرقي العاصمة الجزائر بليلة "النصفية" كما يسميها سكان هذه المنطقة بتحضير طبق "الدوبارة" الشعبي الشهير وهو وجبة حارة جدا تطهى بالحمص والفول ويضاف اليها زيت الزيتون والكثير من التوابل.وتعد طبق "تيكربابين" بالاضافة الى طبق "البكبوكة" أطباق تقليدية تفننت في اعدادها النساء في منطقة وسط الجزائر في ولايتي "تيزي وزو" و"بجاية".وتتضمن أطباق الحلويات التي قدمت في ليلة النصف من شهر رمضان كذلك "الزلابية" و"الهريسة" و"البقلاوة" و"المحنشة" و"المقرود" وهي حلويات لا تستغني عنها العائلات في سهرة نصف الشهر الكريم.ولم تفوت النساء الفرصة للتسامر في هذه الليلة في جلسة خاصة حول "البوقالات" وهي عبارات تراثية متناغمة وتحمل معان وأشعار شعبية حيث تضع احدى السيدات وتكون كبيرة في السن خاتما من ذهب في اناء من طين وتقوم احدى الفتيات كل واحدة بدورها وتسحب الخاتم وتطلب منها العجوز أن تتمنى شيئا لتقرأ لها العجوز "البوقالة" التراثية.وتقول الكاتبة فوزية لارادي المهتمة بالشعر الشعبي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن البوقالة هي عبارة عن تراث جزائري ورثته النساء في الجزائر منذ القدم حيث تبدأ "باسم الله بديت وعلى النبي صليت وعلى الصحابة رضيت وعيطت يا خالقي يامغيث كل مغيث يارب السماء العالي". وغالباً ما تحمل البوقالات بين كلماتها معاني الحب والأماني والأمل الذي تحمله خصوصا الفتيات اللواتي يحلمن بفارس الأحلام.وتتضمن العبارات التي تردد "كلام على كلام والكلام على سقيلة العين في العين والدعوة مقبولة" وتعني أن ضالة الكريم الثناء عليه.ومنها أيضاً "يا شمس واش بيك ذابلة الا لابيك الزين راني نفكر فيك واذا بيك الزهر ربي ما يتخلي عليك وتعني "سعيد من شغله عيبه عن عيوب الناس".وتضيف الكاتبة لارادي أن "البوقالات" رجعت الى سابق عهدها بعدما اختفت سنوات عدة ولا تقتصر فقط على ليالي رمضان بل في قاعات الحفلات في الأعراس والمناسبات أيضاً.
|
||||||||||||
|
|