هؤلاء شباب ام بنات؟

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

جلس سعيد في محطة الباص منتظراً أن يصل الباص الذي يقله إلى بيته حيث كانت الباصات تأتي الواحد تلو الآخر ويصعد إليها ناس وينزل منها آخرون وسعيد يراقب أشكالهم من حوله... أكثر ما أثار تعجبه هو منظر الشباب والفتيات والملابس الغريبة التي يرتدونها إلتفت إلى الشخص الواقف جنبه وقال:

سبحان الله يا أخي الواحد فينا أصبح يعجز عن التمييز بين الشباب و البنات في أيامنا هذه! فلسنا نوقن أين الشاب و أين البنت!

ردّ عليه الرجل ببرود:

-نعم... انه و الله لامر محير

تصور يا أخي أن البنت أصبحت تقص شعرها مثل الصبيان وتلبس سروالا مثلهم و تحمل سيجارة في يدها كأنها شاب طائش!!

-صحيح يا أخي صحيح

والشاب أصبح يطيل شعره و ينزع حواجبه و لا ينقصه سوى فستان ليصبح ما شاء الله عروس

-لا حول ولا قوة إلا بالله

طيب أين رقابة الأهل؟ أين الإرشاد والنصح؟ أين المجتمع؟

-لا أحد يهتم فقط اتركها على الله

والفضائيات ما شاء الله تعرض ليل نهار كليبات لمطربين ومطربات لا أحد يحدد جنسهم من الوان و ملابس غريبة عجيبة...

- يا أخي كلامك من ذهب.

أضف إلى هذا المسلسلات الأجنبية والعربية التي كلها سخافة ومسخرة والممثلين فيها كل واحد منهم مدلّل كالبنات وأكثر.

- صحيح أنا معاك 100%

ومن ناحية أخرى التطرف والارهاب يجذب الشباب ليدمروا المجتمع الذي يعيشون فيه بإسم الدين، يعني الشباب محاصرين من جهتين: الانحلال والفساد من جهة والارهاب والتطرف الديني من جهة تانية.

- نصر الله دينك إن كلامك يجب أن يُكتب بماءِ الذهب.

لاآآآ ..لا تبالغ ليس إلى تلك الدرجة!! أنا فقط مواطن بسيط لا يريد أن يرى الشباب العربي الذي نعتمد عليه لبناء البلد في المستقبل في هذه الحالة... لا البنات بنات ولا الصبيان صبيان... كيف سيبنون المستقبل و عائلاتهم و بيوتهم؟ ويا ترى بهذا النمط من التفكير الذي يطغى عليهم.. هل سيتحملون مشاق الحياة مثلما نحن الآن و آباءنا قبلنا؟

- الله أعلم يا أخي

وهنا رأى سعيد من بعيد شاب أو فتاة بنفس الملابس العجيبة والتسريحة الغريبة والمشية التي لا تشبه مشية الرجال ولا النساء يتجه إليهم فأشار سعيد إلى جهته وقال لجاره:

- أنظر بالله عليك هل هذا المخلوق العجيب بنت أو ولد؟

وهنا أجاب جاره ب

- طبعا بنت يا أخي المحترم!!

- ولكن كيف عرفت؟ لا الملابس ملابس بنات ولا الشعر؟؟!

- عرفت لأنها ابنتي يا أخي و قد اتفقنا على التقابل هنا!!

أحسّ سعيد بالحرج الشديد بعدما قاله واحمرّ وجهه خجلاً وقال بصوت متلعثم:

- آسف للغاية، حقك عليّ، من فضلك لا تؤاخذني، لو عرفت انك أبوها لما تكلمت هكذا...

- لا باس عليك... ولكنك أخطأت من جديد!!

- كيف انا لم أفهم قصدك؟!

- أنا لست أباها بل أمها!!!

طار عقل سعيد وقفز في أول باص أمامه هربًا من الموقف مع علمه بأن هذا الباص يذهب في الاتجاه الغير صحيح !!!

المصدر: منتدى الخليج