منذ /11-24-2011, 07:20 PM
#1
|
رقم العضوية :
10814
|
تاريخ التسجيل :
Aug 2011
|
الجنس
:
أنثى
|
الدولة :
none
|
مجموع المشاركات :
12,063
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2414
|
|
|
هي المؤمنين رمله بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميه القرشيه ، أمّها صفية بنت أبي العاص بن أميه
وأخواها معاويه كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عتبه والي عمر بن الخطاب على الطائف .
وهي بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس من أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الديار أبعد منها.
ولدت قبل الإسلام ، وكانت تُكنّى أم حبيبه ، نسبةً إلى ابنتها من زوجها الأول ، وهي من الثلّة المؤمنة التي أسلمت مبكراً في مكه.
تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي، وعاشت معه تلك التجربه القاسيه التي لاقاها المؤمنون في بدايات الدعوه المكّيه ، وما انطوت عليه من معاناة مريره وأحداث مروعه ، ولم يكن ثمّة مخرجٍ من هذه الحال سوى هجرة الأوطان وترك الديار ، إلى أرضٍ تسمح لهم بحرّية العباده ، ووقع الاختيار على أرض الحبشه ، وهكذا هاجرت أم حبيبه مع زوجها إلى الحبشه ليظفروا بالأمن والأمان ، ولم تدم سعادتها طويلاً ، فقد حدث لها ما لم يكن في الحسبان .
تقول أم حبيبه : " رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صوره وأشوهها ، ففزعت
فقلت في نفسي : تغيّرت والله حاله ، فلما أصبح الصباح دعاني
وقال لي : يا أم حبيبه إني نظرت في الدين قبل إسلامي ، فلم أرى ديناً خيراً من النصرانيه ، وكنت قد دنت بها ، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد ، ولكني الآن أرجع إلى النصرانيه ،
ففزعتُ من قوله وقلت : والله ما هو خيرٌ لك .
وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتها فيه ، فلم يحفل بها ، وأكبّ على الخمر يعاقرها حتى مات .
فأصابني من ذلك همٌّ وغمٌّ عظيمين ، إلى أن رأيت فيما يرى النائم من يناديني قائلاً : يا أم المؤمنين
فأولتها أن رسول الله يتزوجني ، فما هو إلاّ أن انقضت عدّتي ، حتى أتاني رسول النجاشي يستأذن الدخول علي ، فإذا هي جاريةٌ له يقال لها أبرهه
كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلتْ عليّ
فقالت : إن الملك يقول لك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجك إيّاه ، ففرحت
وقلت : بشّرك الله بخير
فقالت لي : يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك ، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته ، وأعطيتُ الجاريه ما عندي من حليٍّ وجواهر مكافأةً لها على ما بشّرتني به .
فلما كان العشي أمر النجاشي بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين ، فخطب النجاشي
فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام ، المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله
وأنّه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام ، أما بعد :
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبه بنت أبي سفيان ، فأجبته إلى ما دعا إليه ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار .
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد
فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، أما بعد :
فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوّجته أم حبيبه ابنة أبي سفيان، فبارك الله لرسوله .
ثم قام ودفع إليّ الدنانير ، ثم أرادوا أن يقوموا
فقال لهم النجاشي : اجلسوا ؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعامٌ على الزواج ، فدعا بطعامٍ فأكلوا ثم تفرقوا ".
وتواصل أم حبيبه سرد قصتها قائلةً : فلما وصل إليّ المال أرسلتُ إلى الجاريه التي بشّرتني
فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذٍ ولا مال بيدي ، فهذه خمسون مثقالًا فخذيها واستغني بها
لكنها ردّت إليّ كل ما أعطيتها
وقالت : عزم عليّ الملك ألاّ آخذ منك شيئاً ، وإني قد تبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله ، فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه ، فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنه أخبرته كيف كانت الخطبه ، وما فعلت بي الجاريه
فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( وعليها السلام ورحمة الله ) .
لقد احتفلت المدينه بهذا الحدث العظيم سنة 7هـ ، وكان عمرها يومئذٍ 36 سنه
وأنزل الله تعالى في شأن هذا الزواج المبارك قوله : {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } ( الممتحنة : 7 )
يقول ابن عباس رضي الله عنهما :
" فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبه بنت أبي سفيان ، فصارت أم المؤمنين ، وصار معاويه خال المؤمنين " .
هذا وقد شهد لها القريب والبعيد بالذكاء والفطنه ، والفصاحه والبلاغه ،، وكانت فوق ذلك من الصابرات المجاهدات ، ويظهر جهادها وصبرها من خلال هجرتها إلى الحبشه مع زوجها ، تاركةً أهلها وقومها ، ثم صبرها على الإسلام عندما تنصّر زوجها ، مما أدى إلى انفصالها عنه ، فصارت وحيده لا زوج لها ولا أهل ، وفي غربةٍ عن الديار ، لكن الإسلام يصنع العجائب إذا لامس شغاف القلوب ، فثبتت في موطن لا يثبت فيه إلا القليل ، مما رفع قدرها ، وأعلى منزلتها في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد مواساتها بزواجه منها .
وكان لها مع والدها أبي سفيان وقفة براءٍ من الشرك وأهله ، فإنه لمّا قدم المدينه راغباً في تمديد الهدنه ، دخل على ابنته أم حبيبه ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه ، فاستنكر والدها ذلك
وقال : " يا بنيّه ، أرغبتِ بهذا الفراش عنّي؟ ، أم أم رغبتِ بي عنه ؟ "
فأجابته إجابة المعتزّ بدينه المفتخر بإيمانه : "بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت امرؤ نجسٌ مشرك " .
وأما إسهامها في باب الروايه ، فقد روت عدداً من الأحاديث النبويه ، منها ما جاء في "الصحيحين" :
أنه لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبه رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث ، فمسحت عارضيها وذراعيها
وقالت : إني كنت عن هذا لغنيةٌ لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( لا يحل لامرأه تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج ، فإنها تحد عليه أربعةِ أشهرٍ وعشرا ) .
ولما أحسّت بقرب رحيلها دعت عائشه رضي الله عنها
وقالت لها : " قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر ، فهل لك أن تحللينني من ذلك ؟ " ، فحلّلتها واستغفرت لها
فقالت لها : " سررتِني سرّك الله "
وأرسلت إلى أم سلمه رضي الله عنها بمثل ذلك ، ثم ماتت رضي الله عنها سنة أربع وأربعين للهجره بالمدينه ، وقد بلغت من العمر اثنان وسبعون سنه
فرضي الله عنها وأرضاها ، وجعل الجنة مأواها.
|
|
|
|