النوم والكائنات الحية

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

النوم والكائنات الحية

هل يستطيع الكائن الحى أن يتنازل عن النوم أو يلغيه من قانون حياته بغرض مثلا ً زيادة أوقات العمل أو أى شىء ٍ آخر ؟ بالطبع لا . ولقد وصف الله عز وجل النوم فى القرآن الكريم بأنه آية من آياته فلماذا ؟ إن من أهم ما أنعم الله به على الكائن الحى النوم ، وهو فى الواقع دليل لا يقاربه شك على وجود الله فالنوم عملية تتم دون أن يكون للإنسان دخل بها . ولا سيطرة له عليها . فهو فى وقت معين تبدأ قواه فى التناقص ، وتعتريه حالة من الإستعداد للنوم ، ثم لابد بعد ذلك من أن ينام

وأهمية النوم يمكن إدراكها بالتجارب التى أجريت على الحيوان ، واتضح منها أن النوم أهم للحياة من الطعام والشراب وقد قرر علماء الروس أن التجارب التى أجريت على صغار الكلاب أثبتت أنها لم تستطع الحياة لأكثر من خمسة أيام بلا نوم ، بينما عاشت مثيلاتها التى تنام عشرين يوما ً بلا أكل ولم يتمكن العلماء أن يحددوا ماذا يتم فى الجسد أثناء النوم أكثر من أن النائم يتخلص من إجهاده الجسدى وإرهاقه الفكرى ، كما أن إسترخاء عضلات الإنسان بنومه ، تساعد على تنشيط وتنظيم الدورة الدموية

ومن دلائل وحدانية الله أن تشترك الكائنات الحية فى النوم ، فالحيوانات تنام وتصحو كالإنسان ، وقد ثبت أن الحيوانات تحلم كذلك فى منامها ، وأن بعض الكلاب تنهض من نومها فزعة تتلفت فى كل الإتجاهات ، مما يدل على أنها كانت فريسة حلم مخيف ولقد ثبت أن الأسماك والحشرات تنام أيضا ً ولكنه من الصعب تمييز حالتها بين اليقظة والنوم ومن المعروف لدى الأمهات أن الطفل لا يكون فى حالته الطبيعية إن كان يريد النوم ويظل هكذا حتى يحصل على القسط الكافى له من النوم

ومن المعروف أن الإنسان يستطيع أن يتحكم فى تحديد الساعات التى يريد أن ينام فيها هل هى بالليل أم بالنهار . كما أن النبات على سبيل المثال يستطيع أيضا ًالنوم ليلا ً أو نهارا ً وذلك على أساس أنواعها وقد قرر علماء النبات ، أنهم بدراسة الأزهار والتطورات التى تشملها ، إتضح لهم أن النبات ينام كما ينام كل كائن حى ، وأن مشاهد النوم تظهر واضحة جلية فى الأزهار ، ومما يثبت أن تفتح الأزهار لا دخل له بالشمس والضوء ، ما نراه فى الأزهارالتى يختص بها بعض فراشات الليل إذ تتفتح أزهارها فى الليل وتكون فى تمام تفتحها عند منتصف الليل سواء أكانت الليلة قمرية أم مظلمة ، وهناك أزهار تغلق أوراقها ، وتستسلم للنوم العميق ظهرا ً ، حتى أن أولاد الفلاحين فى الجهات التى تنمو فيها هذه الأزهار يعرفون موعد غذائهم من نومها