منذ /12-26-2014, 02:39 AM
#1
|
|
فى احدى الليالى الممطرة وانا اسير فى الطرقات بسيارتى وانظر المطر من خلف نافذةشباكى رايت طفل صغير يبكى فى هذ الجو العاصف
كانت دموعه اشبه بحبة لؤلؤعلى وجنتيه الصغيرتين وبه نظرة حسرة
توقفت جانبا لارى مابه لعلىاقدراساعده او انه تائه فاوصله لمنزله
رميت عليه السلام وسالته مابك ياصغيرى فلم يردعلى قلت له لاتخف
مابك لعلى اساعدك فزاد بكائه فرق قلبى له اكثر قلت له لاتبكى وقل مابك
اطلب اى اشى ياصغيرى اريد مالا اتريد طعاما اتريد لعبة اى اشى
قال لى بصوت مختنق كلمةواحدة اريد ابى فقط قلت له لاباس ساخدك اليه
فزاد بكاء الطفل اكثر واذ بامراة تنادى اين انت يا مصعب واذ بالصغير
يرد انا هنا ياماه فاسرعت الينا وقالت ماذا حدث قلت لها ان ابنك يبكى
ويريد اباه فتوقت للمساعدة فنظرت اليه وقالت مرةاخرى يامصعب فبكى
مصعب ووجه للارض وبصوت مخنوق قال اماه ابى ومشتاق له ولا انساه قالت لاباس مصعب قم سنذهب للمنزل وانا فى حيرة من امرى لهذا الطفل وهذه الام وجاء فى خاطرى انها نفس الماساة ابوين منفصلين واطفال تعانى والسبب خلاف بين الكبار فعرضت عليها توصيلها لعلى اشفى فضولى امتنعت وقالت لاباس سناخذ سيارةاجرة ولكنى الحيت عليها وقلت لها ان الجوماطر ولن تجدوا سيارة بسهولةوبعدالحاح منى وافقت فركب مصعب بجانبى وهى وراء فى المقعد الخلفى قلت لها لاباس اختى وقمت وعرفتها علىنفسى وانى اعمل صحفى فى احدى الجرائد الكترونيةوانى على عادتى احب السير فىالامطار واخذت اتكلم
حتى تطمئن الى وانا انظر اليها رايت شبح امراة وليست كباقى النساء
على الرغم من صغر سنها الا انها تحمل علامات الكبروالمرارة
عينيها تذهب الى عالم اخر وكانها تنظر الى عالم مجهول تكتفى بهز راسها بالايماء فقط ومصعب الصغير صوت دموعه اللتى يحاول يخفيها
عن امه حتى لاتقلق اكثر اشعر بها وكانها كرات من نار تحرقنى
تعجبت لتلك العائلةالغريبة هناك سر ويجب ان اعرفه واساعد تلك العائلة
على الفور كلمت الام بصورةمباشرة وعرضت عليها المساعدةوقلت لها
انى اعرف عدد من الجمعيات الخيريةمن الممكن ان تساعدك
فردت بكلمة واحدة واحدة فقط لا شكرا اخى الكريم فنحن ميسورىالحال
واذ بمصعب يقول فقط نريد ابى فصرخت عليه مصعب اسكت اباك لن يعود افهمت لن يعود فانفجر مصعب بالبكاء اكثر حاولت تهدئته وقلت له لاباس ياصغيرى ان شالله سيعود لك فاذ بالمراة تقول لا لن يعود وانفجرت هى الاخرى بالبكاءشعرت ان العالم كله صغير فى عينى رباه
ماهذا اليس لهذه الام قلب حتى تجرح صغيرها ولو بكذبة صغيرة تريح قلبه الصغيرسالت نفسى ماذا فعل الاب لتكرهه هذه المراة كل هذا الكره
قلت لها اختاه لايصح كل هذا ماذا فعل الاب لكل هذايبقى اب لابنائك
فان الله يسامح الا تسامحين انتى ارحمى صغيرك ودعيه يرى ابيه ولو لمرة هنا ابتسمت المراة ابتسامة مرار وسخرية من كلامى فازددت غضبا وقلت لها يبدوا لى انك انتى المخظئةفى حق زوجك وهنا ابتسمت اكثر وقالت لى من اين انت تعجبت وقلت لها لقد عرفتك على نفسى
قالت نعم وهل تعيش فى غزة معنا قلت لها نعم اسافر كثيراو أعودلماذاتسالين تبسمت مرة اخرى وقالت هل تعتقد انى لم اكن احب زوجى وليس بى حنان لصغيرى قلت بسرعة وبصراحة نعم
هنا قالت المراة يبدوا لى انك لست فلسطينى قلت وكيف لا وانا اعيش هنا
اذهب وارجع بحكم عملى قالت اتريد قصتى كصحفى؟ام كانسان فضولى
قلت لها كان فى الاول يتملكنى الفضول اما الان فانا انسان وقد مزع بكاء طفلك قلبى قالت وهل تستطيع ان تعيد البسمةلصغيرى قلت لها نعم ان ابنك لايريد سوى اباه فلماذا لاتدعيه يراه فيرتاح الصغير
قالت الم اقل لك انك غريب ياخى ان زوجى شهيدقاموا اليهود بقصف
سيارته لانه كان مقاوم ومصعب يعرف ان اباه عندربه وهو يريد ان يلحق بابيه ليراه بالجنةيريد ان يقاوم ويستشهد وهنا الخلاف بينا انا اقول له مازلت صغير وهو يقول انه كبرثم يركض حيث التقيته هناك اسشتهد اباه
فهمت الان لماذ يبكى فهمت معنى ان يطلب ابنك طلب ولاتسطيع ان تلبيه له فهمت الان من المراة الفلسطينية فانا اخت شهيد وعمةشهيدوزوجةشهيدواربى ابنى وانا اعرف مصيره وبكت المراة
كانها اخرجت سر كل العالم يعرف الا انااما انا فلم اعرف ماذا اقول
حتى وصلنا منزلهاكان بداخلى كلام ولكنه اختفى قالت انزلنا هنا اخى الكريم فقد وصلنا نظرت اليها وقبل اى كلمة منى قالت لاباس اخى هدا واقع نحن تربينا عليه ونربى عليه ابنائنافلا تبتاس قلت لها لك الله اختى
قالت ومن انا بالنسبة لغيرى فغيرى قدم الزوج والابناء اذهب اخى يرعاك الله نظرت الى منزلها وكان متواضع قلت لها اختى دعينى اساعدك باى شىء تبسمت مرة اخرى ان اجرى على الله فاذ اردت مساعدتى فاظهر
معناةشعبك اظهر من هم الشهداء اين يذهب ابنائهم هل يتعلمون هل يمارسون طفلوتهم كباقى الاطفال هل وهل اذهب اخى بارك الله فيك
وذهبت وانا انظر الى مراة تساوى الكثير من الرجال مراة تمثل مقاومة من نوع خاص تفتخر بها بطن حملتها فى احشائها مراة تتمنى الكثير من ان يحذين حذوهاوودعهتا بقلبى داعيا الله ان يثبتها ويعوضها فى الاخرة
وهذه قصةحقيقة
بقلم وليدالبحار |
|
|
|