منذ /02-05-2012, 09:08 PM
#1
|
رقم العضوية :
8677
|
تاريخ التسجيل :
Sep 2010
|
الجنس
:
أنثى
|
الدولة :
Kuwait
|
مجموع المشاركات :
24,593
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
4920
|
|
|
شاب طموح ارتقى وتدرج صعود سلم التعليم إلى أن وصل إلى قمم المعالي ,
تفوق على أقرانه , ونبغ في دراسته ,
قررت دولته أن تبعثه إلى الخارج ينهل من العلم حتى يروي طموحه ,
ويشبع تطلعه , سافر وكله شوقاً وحنيناً لبلده المعطاء , تحلى بالصبر مع أنه
يرى أن مدة دراسته بعيداً عن أهله ووطنه كعمره الذي مضى ,
رجع حاملاً معه شعاعاً من شمس المعرفة كي يضيء به ولكن تجري الرياح بما لا
تشتهي السفن , فما فائدة التعليم إذا لم يكن هناك تطبيقاً له على أرض الواقع ,
بحث عن عمل هنا وهناك فلم يجد , بل وجد أصحاب المصانع يشكون إفلاس مصانعهم ,
والتجار يشكون كساد تجارتهم ,
لأن بلاده فتحت بابي الاستيراد والمنافسة على مصراعيهما من كل حدب وصوب
وكأن هناك أيادي خفية تقلل وتثبط من جودة البضائع الوطنية , بما أنها
أجود بكثير من البضائع المستوردة , وتسعى جاهدة في تصدير العقول
كما سعت من قبل في تصدير رؤوس الأموال إلى الخارج , فأصبحنا كالشارد
من الموت إلى حضرموت ,
حينئذ ٍ انعدمت الثقة بين أبناء المجتمع الواحد , ذهب إلى السوق لشراء بعض الحوائج
فحزن حزناً شديداً عندما رأى رجلاً كورياً يشتري لباساً من صنع بلده .
قال له : لماذا تشتري هذا اللباس بما أن هناك أجود منه ؟
قال : من قال لك هذا .. إن اللباس الذي تراه أفضل لباس في العالم كله ,
أما تعلم أنه من صنع بلدي , فقد أردت من ذلك دعمهُ ودعم اقتصادهُ .
قال له ساخراً : أتدعمه بلباسك هذا !!
قال : نعم لأننا الشعب الكوري لا نشتري إلا منتجات بلدنا الغالي ,
اشتريت من التاجر سلعة , وأنا أعلم علم اليقين أنه سيكررها مرة أخرى .
فأراد ذلك الشاب الاعتزاز بخدمة وطنه ومجتمعه , ولكن دون جدوى ,
فقد حال بينه وبين ذلك فرصة عمل ضائعة في فلاة البطالة ,
وأدت ذلك الطموح في صدره .
سافر وكله حزناً وأسى لأنه لم يستطع أن يقدم لوطنه الغالي سوى التنهدات
والآهات التي زادت في ضيقه واكتئابه ِ النفسي الحاد .
|
|
|
|
|