۩ نفحــــــة يوم الجمعة)22( ۩
أ. سهاد عكّيلة
يكبر الواحد منكم و تكبر معه أحلامه ،
فمنكم مَن يحلم بأن يكون
إعلامياً ، معلِّماً ، طبيباً ، محامياً ، مهندساً ...
و منكم مَن يطمح بأن يكون قائداً عظيماً ،
أو رئيساً لدولة ...
و منكم مَن لا أحلام لديه و لا طموحات...
أتدري أيها الفتى ، و أيتها الفتاة :
ما الذي يميّز الإنسان الطَّموح من الكَسول ؟
الطَّموح يحوّل أحلامه إلى أهداف يسعى لتحقيقها ...
و إنْ سألت كيف ؟ أقول لك :
إذا حلمت بأنك نلت المرتبة الأولى
و اجتهدت لتصبح الأول في صفّك
فقد جعلت التفوق هدفاً و اجتهدت للوصول إليه ...
بينما الكسول يغرق في أحلامه
و لا يتحرك لكي يصل إلى ما يتمنى .
الطَّموح يتعلم من خطئه فلا يكرره ،
أما الكسول الخامل
فإنه يخطئ و يقع في الخطأ نفسه مرات و مرات .
الإنسان الطموح - أيها الأعزاء - يفكر بطريقة إيجابية ،
لأنه يعلم بأن الأفكار السلبية ستجعله حزيناً يائساً
لا يقدر على فعل شيء مفيد .
كما أنه يعرف بأن التفكير السلبي من صفات الكُسالى .
الطَّموح حين يسمع ممن حوله عبارات :
أنت لا تستطيع ،
من الصعب أن تقوم بهذا العمل ،
لا زلتَ صغيراً ...
فإنه لا يسمح بأن تؤثر عليه ،
بل يردد دائماً :
-بإذن الله أستطيع ،
-سأتوكل على الله و أقوم بهذا العمل مهما كان صعباً ،
-لم أعد صغيراً ، بل أنا فتى - أو فتاة - يُعتمد عليَ ،
-و سأكون عند حُسن ظن أهلي و معلِّمِيّ و زملائي ...
بينما يصدِّق الكَسول هذه العبارات و يردِّدها
لأنها تريحه من بذل الجهود فيظن أنه سعيد ،
و أن الحياة أجمل في نظره بلا تعب و لا اجتهاد ...
الإنسان الطَّموح هو الذي يسأل أهله و معلِّميه
عن قصص العظماءمن الصحابة و الصالحين
و العلماء و النابغين ...
و هو الذي يبحث عنهم ليتعلم منهم و ليكون مثلهم
و ليتفوّق عليهم في طريق الخير .
و الكسول يتابع أخبار الفاشلين و الكُسالى مثله ،
و يقلِّدهم في كل شيء.
الطَّموح هو الذي يسعى لاكتشاف مهاراته ليطوّرها ،
و هو الذي يعتمد على الله ثم على نفسه في إنجاز أعماله ،
و الكسول هو الذي يُلقي أعباءه على غيره ،
و إذا ما فشل ،فإنه يتّهم الآخرين بأنهم سبب فشله
|