#71 | |||||||||||||
|
|
||||||||||||
#72 | |||||||||||||
|
۩ نفحــــــة يوم الجمعة(32) ۩ ماذا تنتظر؟ الفرصة ما زالت أمامك للسِّباق نحو جنات الفردوس، ويا سعادة وفرحة قلبٍ يظفر بحُبِّ الله ورضاه! فينعم بجنته هنا، وبجنات الخلد هناك. فليكن شعارنا ما حَيِينا، قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- : ( اتَّق الله حيثما كنتَ ، و أتبع السيئة الحسنة تَمْحُها ، و خالِقِ الناس بِخُلُق حسن ) رواه الترمذي وحسَّنَه الألباني. فالحسنة تمحو السيِّئة كما في الحديث، وكما هو نص القرآن: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } هود: 114 لا تتوانَ عن فعل الخيرات، وقُل دائمًا: { قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } طه: 84 قال الفضيل لرجل : كم أتى عليك؟ قال: سِتُّون سنة، قال له: أنت منذ ستِّين سنة تسير إلى ربِّك، يوشك أن تَصِل. وقال أبو الدَّرداء: إنما أنت أيام، كلَّما مضى منك يوم، مَضى بعضك. فيا أبناء العشرين، كم مات من أقرانكم وتخلَّفْتم! ويا أبناء الثلاثين، أُصِبتم بالشباب على قرب من العهد، فما تأسَّفتم. ويا أبناء الأربعين، ذهب الصِّبا وأنتم على اللَّهو قد عكَفْتم. ويا أبناء الخمسين، تنصَّفتم المائة وما أنْصَفتم. ويا أبناء الستِّين، أنتم على مُعْترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتم! وفي صحيح البخاري عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ( أعذَرَ اللهُ إلى مَن بلَّغَه ستِّين سنة ) والدُّنيا دار ابتلاء، لا قرار فيها ولا استقرار، ولنا في كتاب الله العبر والعظات لِمَن أراد اللهَ والدار الآخرة؛ فقد قال -عزَّ وجلَّ-: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } الكهف: 45 يا له من وصف اختصر الزَّمن والمكان في سطر واحد؛ ليفتح لنا آفاقًا للتأمُّل، وكأنما هي سَنَا برْق، ومَضَ ثم اختفى، رهبة وخوف يغمر النَّفس أمام هذه الحقيقة، وليتنا نأخذ العبرة، ونستعدُّ للرحيل . أقبِلْ ولا تخَفْ؛ فللرُّوح أشواق وأشجان لا تَهْدأ أبدًا إلاَّ بين يدَيْ مولاها، ولا يَفْتُر حنينها وأنينها إلاَّ في القرب من الله -سبحانه وتعالى- اشتر سعادة أبديَّة بالوقوف على باب الكريم، قال ابن القيِّم -رحمه الله تعالى-: "في القلب شعث تفرَّق، لا يلمُّه إلاَّ الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلاَّ الأنس بالله، وفي القلب خوف وقلق، لا يُذهبه إلاَّ الفرار إلى الله، وفي القلب حسرة لا يُطْفِئها إلاَّ الرِّضا بالله - عزَّ وجلَّ- أقبل وأسلم لربِّك كُلَّ الأمر، فلن يَخِيب رجاؤك وأملك، وستَجْني يومًا ثمارًا حلوة للصَّبر، واحتسابك وسيْرك على درب الصالحين، قال - جلَّ من قائل سبحانه -: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } هود: 115
|
||||||||||||
#73 | |||||||||||||
|
۩ نفحــــــة يوم الجمعة(33) ۩ ما أجملَ أن أقول : أنا أقصد بها ثقتي بنفسي وبقدراتي، وبنعمة ربي وفضله على عبده الضعيف الفقير إليه ! هي رائعةٌ نجد فيها قدرًا كبيرًا من الثقة والاعتراف بفضل الله عليه، وتلك الأنا تذكِّرنا بقول الذي عنده علم من الكتاب: { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } [النمل: 40]، وكقول يوسف - عليه السلام -: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [يوسف: 55] والرَّخاء والرفاهية لشعوبنا. ومن أروع صنوف الأنا: أنا الضعف والخضوع والمَذَلَّة والعبودية لله رب العالمين، وخير مثال على ذلك خضوعُ العبدِ لربه، معترفًا مُقرًّا له - سبحانه - بالربوبية والتوحيد: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك"، فـ" أنا عبدك" هي أروعُ وأجمل أنا في الوجود. وقد تكون فلسفة الأنا تعبيريةً كأن يعبر صاحبُها عن سعادته بقوله: "أنا سعيد"، أو عن حزنه فيقول: "أنا حزين، أو أنا مهموم، أو أنا كئيب ...". وتعبِّر "الأنا" عن كل أحاسيس البشر، فمن يحبُّ يقولُها، ومن يَعجَبُ يقولها، ومن يسأم يقولها، كلنا في كل أحوالنا باختلاف أحاسيسنا نقول: "الأنا " والحديث عن الأنا يتشعب ويطول، لكن من الواضح أنا حُلْوة ومُرَّة، هيِّنة وصعبة، قريبة وبعيدة، واضحة وغامضة، أجملها أنا الخضوع لله، وأقبحها أنا البعد عنه سبحانه، فلنكن جميعًا: أنا القرب لا البعد، أنا الحب لا الكراهية، أنا الإيثار لا الأثرة، أنا الوحدة والأُلفة لا التشرذم والخلاف والفُرْقة، أنا أحبُّكم جميعًا في الله.
|
||||||||||||
#74 | ||||||||||||||||||||||
|
من بريدي
|
|||||||||||||||||||||
#75 | |||||||||||
|
|
||||||||||
#76 | |||||||||||||
|
شكرا لمرورك اخي/الرحيل الصامت جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة اللهم تقبل منا واجعلها خالصة لوجهك الكريم
|
||||||||||||
#77 | ||||||||||||||||||||||
|
من بريدي
|
|||||||||||||||||||||