![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 | |||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في خير القرون , واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً ، وأقومهم ديناً ، وأغزرهم علماً ، وأشجعهم قلوباً , قوماً جاهدوا في الله حق جهاده , فأقام بهم الدين وأظهرهم على جميع العالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين , صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , وسلم تسليماً . أحبتي في الله عبادة عظيمة وأجر وافر يغفل عنه كثير من الناس مع أن الحاجة ماسة إلى تلك العبادة في كل حين ، وفي الآونة الأخيرة أشد . لقد عملوا للحب عيداً ، ولا يخفى ما فيه مما لا يرضي الرب جل وعلا . فما أحوجنا نحن المسلمون إلى تلك العبادة الأصيلة . فما هي تلك العبادة ؟ وما فضلها وشروطها وواجباتها ؟ فتعالوا أحبتي في الله نمتع أنظارنا بشيء من أخبار المتحابين في الله الحب أصله في لغة العرب الصفاء لأن العرب تقول لصفاء الأسنان حبب وقيل مأخوذ من الحُباب الذي يعلوا المطر الشديد وعليه عرفوا المحبة بأنها : غليان القلب عند الاحتياج للقاء المحبوب وقيل مأخوذ من الثبات ومنه أحب البعير إذا برك فكأن المحب قد لزم قلبه محبة من يحب فلم يرم عنه انتقالاً وقيل غير ذلك أحبتي في الله الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ، وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة ، وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان . ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل الله ، فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله يوالي له ويعادي له ، وهكذا الحياة كلها لله { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) } سورة الأنعام . وقد امتن الله عز وجل بهذا التأليف للقلوب قال سبحانه وبحمده : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) }سورة آل عمران . وقال جل وعلا :{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) }سورة الأنفال . وقال تعالى :{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (29) } سورة الفتح . هذه المحبة امتدت لتشمل من رأيناهم ومن لم نرهم , تأملوا في تلك الآية :{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) } سورة الحشر . فسبحانك ربي محبة تربط أجيال بأجيال أخرى لم يحصل بينهم أي تلاقى ٍ للأجساد ولكن جمعتهم المحبة في الله . يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فيقول وددت لو لأني رأيت أحبابي قالوا يا رسول الله ألسنا أحبابك قال " أنتم أصحابي أحبابي يأتون بعدي آمنوا ولم يروني " . تخيل , بل تأمل , النبي صلى الله عليه وسلم يحبك أنت ويشتاق لك . ولذا وجد في الأمة من يتمنى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بما له من أهل ومال , فانظر إلى جيل التابعين ثبت في مسند الإمام أحمد عن محمد بن كعب القرظي قال : قال فتى منا لحذيفة بن اليمان( يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال نعم يا ابن أخي ، قال فما كنتم تصنعون ؟ قال والله لقد كنا نجهد ، قال والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولجعلناه على أعناقنا ) . وهذه المحبة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ممتدة لأهل الإيمان وإن كانت في حق النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تقدم على النفس والأهل والمال ، فإن محبة المؤمنين أيضا هي من الإيمان . · بل إن بها حلاوة الإيمان :في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار " . · وبها يستكمل الإيمان :فعن أبي أمامة رضي الله عنه : " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان "رواه أبو داود . · بل هي أوثق عرى الإيمان :عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً: " أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله "رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط . · وهي طريق إلى الجنة :روى مسلم من حديث أبي هريرة" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " · وتجلب محبة الله :في موطأ مالك بإسناد صحيح وصححه بن حبان والحاكم ووافقه الذهبي عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ( أي أبيض الثغر كثير التبسم ) وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك في الله فقال آلله ؟ فقلت الله ، فقال آلله ؟ فقلت الله ، فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه ، فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" قال اللهتعالى : وحقت محبتي للمتحابين فيّ وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتيللمتواصلين فيّ وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ " رواه الحاكم وصححه . روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرسل الله له على مدرجته ملكا ً, فقال إن الله قد أحبك كما أحببته فيه " . · بل تجلب محبة الملأ الأعلى أجمعين مع القبول في الأرض :في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " إذا أحب الله عبداً دعى جبريل فقال يا جبريل إني أحبه فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " . هذا غيض من فيض في الدنيا ، فإذا حقت الحاقة ووقعت الواقعة وزلزلت الأرض زلزالها ودنت الشمس من الرؤوس فحدث و لا حرج عن الكرامات لهؤلاء المتحابين بجلال الله . يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وتأمل في هذا الرابط الوثيق بين كون المحبة لله وكون الظل في ظل عرش الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر : " أن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " . المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||
#2 | ||||||||||||
![]()
|
على هذا الطرح وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
#3 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
يعطيك ربي العافية
|
|||||||||||
#4 | |||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
|
||||||||||
#5 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
ويعطيك ألف عافية
|
||||||||||||
#6 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
جزاك الله خير وجعلها الله في ميزاان حسنااتك يعطيكـ الف عااافيه ع الطرح ودّي واحترامي
|
|||||||||||
#7 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
|
||||||||||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
وآنآ, الله, الحب |
|
|