منذ /02-04-2013, 07:32 PM
#1
|
رقم العضوية :
11568
|
تاريخ التسجيل :
Dec 2011
|
الجنس
:
ذكر
|
الدولة :
Iraq
|
مجموع المشاركات :
10,688
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2139
|
|
|
مثل الإنسان في الدنـيا
يحكى ان رجلا كان يسير في البادية ، وفجأة راى سبعا مقبلا نحوه يريد ان يفترسه .
ففتش عن مكان يأوي اليه ، فلم يجد غيـــر بئر ،
نبتت في جداره شجرة تيـــن ، فالقى نفسه فيه ،
وتعلق بغصنين منها ، وركز رجليه على حجرين ناتئين في الجدار .
ونظر حوله فاذا عند رجليه حيات أربع ، قد اخرجن رؤوسهن من جحورهن .
ثم نظر الى قعر البئر فاذا بثعبان اسود قد فتح فاه ،
ينتظر سقوطه حتى يلتهمه . ونظر جانبا الى الغصنين ،
فاذا في أصلهما جرذان ، احدهما ابيض والآخر اسود ،
يقرضان الغصنين ، دائبين لا يفتران .

وبينما هو في تلك الحالة من الخوف والجوع
إذا به يبصر امامه عشّ نحل قد امتلأ عسلا ،
فذاق العسل ، فشغلته حلاوته والهته لذّته ،
عن التفكير في شيء من أمره وان يلتمس الخلاص لنفسه .
ونسي ان رجليه على حيات أربع ، لايدري متى يفتكن به ،
وان الجرذين دائبان في قطع الغصنين ،
وان السبع متربص به من الاعلى ، وان الثعبان ينتظره من الاسفل ..
فلم يزل لاهيا غافلا ، مشغولا بتلك الحلاوة الزائدة ،
حتى انقطع الغصنان ، ووقع في فم الثعبان ، فالتهمه .

العبرة من هذه القصـــــة
هذه القصة تنطوي في حقيقتها على تصوير رمزي لحياة الانسان ،
وما يجري عليه فيها .
" فالبئــر " رمز للدنيا المملوءة آفات و شرورا ، واخطارا و غرورا .

" والحيــات الأربع " رمز لطبائع الانسان المنحرفة ،
فانها متى هاجت او هاج احدها ، كانت كسم الافاعي .
" والغصنان " رمز الى عمــر الانسان الذي يدوم الى حين ،
ثم ينقطع لا محالة .
" و الجرذان " الاسود والابيض ، رمز الى الليل والنهار ،
الدائبين في افناء العمر .
واما " الســبـع " فهو الموت يطارد الانسان ،
والانسان يهرب منه .
واما " الثعبان " فهو القبــر الذي يجد فيه كل انسان نهايته المحتومة .
واما " العســل " فهو رمز لشهوات الدنيا و ملذاتها
التي حين ينال الانسان منها شيئا فانها تلهيه عن امر آخرته ،
وتصده عن سبيل قصده ، وتنسيه ذكر الموت .

يقول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه :
{ أيها الناس ، انّ أخوف ما أخاف عليــكم اثنان :
إتباع الهوى وطول الامل . فاما إتباع الهوى فيصدُ عن الحق ،
واما طول الأمل فينسي الآخرة } .
|

|
|
|