![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() بعد أن ظلت قرية القصار صامدة لمئات السنين، حيث إنها من القرى التراثية القديمة التابعة لجزيرة فرسان، الجزيرة الحالمة في الجنوب الشرقي من البحر الأحمر، وتبعد عن الجزيرة بنحو خمسة كيلو مترات جنوباً، وتعتبر أكبر واحة نخيل فيها. وتم بناؤها من الحجارة وجريد النخل. فمنذ قرابة المائة عام استخدمت كمصيف لسكان جزر فرسان في موسم قطف التمور، وتتميز بجمالها وبالنقوش الزخرفية على جدران مبانيها، وتعدد آبار المياه فيها، وأيضا لكونها قريبة جداً من وادي مطر المليء بقطعان الغزلان (الآدمي) والتي تعتبر منطقتها من المحميات الفطرية المهمة لجذب السياح. وتعتبر القصار أكبر واحة للنخيل في جزر فرسان، وقد كان الأهالي ينتقلون إليها على الجِمال بعد موسم صيد سمك الحريد في أواخر شهر أبريل، وتعود أهميتها لكونها منتجعاً صيفياً يقضي فيها الفرسانيون ما يزيد على ثلاثة أشهر؛ حيث تتزامن مع موسم "العاصف" وهي رياح الشمال الصيفية التي تعلن عن موسم نضوج الرطب في نخيل القرية، وارتبط موسم الرطب في قرية القصار عند أهالي فرسان قديماً بالأفراح، فقد اعتادوا على تأجيل أفراحهم إلى حين اقتراب موعد نضوج الرطب لإقامة حفلاتهم ومناسباتهم. ويقول المؤرخ السعودي إبراهيم عبد الله مفتاح المهتم بالآثار في المنطقة: «قرية القصار هي الجرح الدامي فهي منطقة خصبة بالآثار التي تعود إلى العهد الروماني؛ إذ بداخلها ما يشبه كنيسة قديمة وفيها بعض الرسومات والكتابات القديمة جداً بعضها تعود للعهد الحميري، والمؤسف في الأمر، أنها تتعرض في بعض الأحيان إلى السرقة من قبل أناس لا يعون أهمية التراث، وتُباع على مرأى من الناس من دون أي اهتمام بقيمتها التاريخية، ولم تنل القرية اهتمام المسؤولين الأثريين». وتقع بالقرب من القصار أيضاً قلعة لقمان على بعد 2 كم منها، فتظهر على مكان مرتفع أطلال لبرج أو حصن دفاعي قطره أكثر من عشرة أمتار مبنيّ بحجارة ضخمة، وهو في مكان إستراتيجي بالنسبة للجزيرة، ويعود هذا الحصن الأثري إلى الفترة الإسلامية المتأخرة، وذلك يتضح من نوعية الفخار المنتشر حول الموقع. وقد عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً على تطويرها بتكلفة بلغت 2.100.000 ريال، تضم أكثر من 400 منزل حجري بني على طراز فريد، يأتي ذلك ضمن خطة الهيئة لإحياء القرى التراثية بجازان, وتُعدُّ القصار قرية تراثية سياحية ترفيهية شعبية تحتوي على المطاعم والمقاهي الشعبية ومعرض للحرف البحرية ومتحف للتراث الفرساني ومحلات لبيع المنتجات الفرسانية التراثية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن قرية القصار تحفة سياحية حضارية تراثية على مستوى المملكة، وقد حرصت الهيئة على استخدام عناصر البيئة في أعمال الترميم والرصف حتى لا تفقد القرية خصوصيتها المعمارية والبيئية, وستكون إضافة نوعية لمجال السياحة والترفيه في جزيرة فرسان والمنطقة وقد روعيت فيها الأجواء الأسرية العائلية وكذلك احتياجات الشباب. المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||