![]() |
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
مازال مسلسل الإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة قائما،ولا يدفع ثمنه إلا المريض المسكين و الذي يذهب بالفعل إلى المستشفى لكي يتعافى و هو لا يعلم انه من الممكن أن يخرج منه لتزداد معاناته بعدها، أين رسالة الطب السامية أين الضمير المهني أين ملائكة الرحمة ، هل ذابوا في عالم من الإهمال و عدم الرقابة و انعدام الضمير، أم لم يجدوا من يحاسبهم على أخطائهم، فهذه معاناة جديدة يرويها زوج إحدى السيدات و التي دخلت أحد المستشفيات الخاصة لكي تقوم بعملية «تنظيف» اثر سقوط للحمل، لتكتشف بعد ذلك وجود اثر لبقايا حملها، ما يعني أن العملية لم تجر بالطريقة الطبية السليمة، لتضطر بعد ذلك هذه المريضة المسكينة لاجراء العملية للمرة الثانية لتكتشف أيضا نفس المشكلة بوجود بقايا للحمل داخل الرحم،لتقوم بعد ذلك بإجراء نفس العملية للمرة الثالثة و لكن بمستشفى آخر، فمن المسئول عن معاناة هذه السيدة التي دخلت المستشفى للتعافي. وبحسب اليوم تعود تفاصيل الحالة والذي يرويها زوجها بقوله:» عندما دخلت زوجتي إلى قسم أمراض النساء والتوليد في احد المستشفيات الخاصة وتقرر تنويمها وهذه ليست المرة الأولى فقد أحضرت من قبل إلى قسم الطوارئ بسبب تعرضها لنزيف مهبلي و في تلك اللحظة كانت، لديها حمل مدته 7 أسابيع «تسقيط حمل» وقد أجريت من قبل عمليتين قيصريتين في السابق، وقد تم تنويمها في احدى الغرف حيث أعطيت وقتها محاليل وريدية ومضادات حيوية وأجريت لها الفحوصات المخبرية اللازمة. ويضيف الزوج:» أجريت لها في تلك اللحظة عمليةكحت وقد تعافت من آلامها بصورة جيدة وكانت وقتها حالتها مستقرة وبعد عدة أيام خرجت من المستشفى.ولكن المصيبة أنها بعد أسبوع تعرضت لنزيف، حيث قمت بإعادتها للمستشفى مره أخرى، وقد تبين عندما أجريت لها الأشعة الصوتية عن وجود بقايا حمل، في تلك اللحظة تم تنويمها مرة أخرى لغرض إجراء التجهيزات والفحوصات السابقة للعملية، بحيث تم عمل موجات صوتية وقد أوضحت الفحوصات بأنها لا تعاني من أي أعراض اخرى. وأضاف الزواج:» بسبب الإهمال الذي وجدته من المستشفى الخاص الذي عالجت فيه زوجتي، توجهت بعدها الى مستشفى حكومي بغرض استكمال علاج زوجتي، حيث تبين بعد عمل موجات أشعة صوتية عن وجود نزيف بالمهبل و ذلك نتيجة لوجود بواق وفضلات، لعمليات سابقة، ولهذا فإنا أناشد جميع المسئولين في وزارة الصحة بأن يتدخلوا لفرض رقابة مشددة على جميع المستشفيات الخاصة، التي أصبح همها هو الكسب المادي على حساب أرواح الناس، و ما قام به المستشفى مؤشر على تهاونهم بحياة المريض، لذا ينبغي إيقاف هذا التهاون من خلال فرض عقوبات صارمة تحد من هذا التلاعب بأرواح الناس . «اليوم» تحتفظ باسم المستشفى و الطبيب المعالج و كذلك التقارير الطبية التي تبين إهمال المستشفى. تقتل 2500 سنوياً أدى خطأ التخدير الذي أدى لوفاة استشاري طب الأسنان في المستشفى التخصصي بجدة الدكتور طارق الجهني، إلى فتح باب الأخطاء الطبية في المستشفيات السعودية على مصراعيه. ولا تزال رحى القضية تدور في محكمة جدة بين ذوي الجهني ومسؤولي المستشفى المتسبب بالوفاة، علماً أنها واحدة من أكثر من 2500 حالة وفاة سنوياً يُشك بحصولها نتيجة خطأ طبي. ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد المتضررين من أخطاء الأطباء، إلا أن وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، كشف في تصريحات صحفية، أن "مجموع القرارات الخاصة بإدانة أخطاء طبية وصل إلى 670 حالة في 2009، فيما بلغ عدد القرارات الصادر بها إدانة للحق الخاص 51 وبالحق العام 130، من خلال 18 هيئة صحية شرعية". وكانت تحقيقات وزارة الصحة كشفت عن وفاة 129 شخصاً نتيجة الأخطاء الطبية خلال عام واحد. وأوضحت الوزارة في تقريرها السنوي أن الحالات المعروضة على مراكز الطب الشرعي العام الماضي بلغت 2502 حالة، وتشريح 555 جثة، والحالات المعروضة على الهيئات الصحية بلغت 1356 حالة، وصدر فيها 650 قراراً من الهيئات الصحية، لافتةً إلى أن عدد الجلسات بلغ 1598 جلسة. واحتلت جدة المقدمة بـ 287 حالة معروضة، وصدر فيها 108 قرارات من الهيئة الصحية في جدة، تلتها الرياض بـ 280 حالة معروضة، وصدر فيها 130 قراراً من الهيئة الصحية في الرياض. أخطاء لا يمكن حصرها ويؤكد المراقبون أن الأخطاء الطبية التي تشهدها المستشفيات السعودية أكبر بكثير من الإحصاءات الرسمية التي تصدرها وزارة الصحة، لأن كثيراً من الحالات التي يقع فيها خطأ طبي لا تسجل نتيجة عدم شكوى المتضررين. ويعتبر الدكتور محمد الخازن العميد المشارك في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك سعود الصحية، أن المشكلة تكمن في انعدام الرقابة ودقة رصد الأخطاء الطبية التي تقع. ويقول إن "الجزء الأكبر من المشكلة يعود إلى أن أخطاء كثيرة تقع ولا ترصد، بسبب قصور في الرقابة على الأطباء". ويتابع: "في دراسة أجريت على إحدى المدن الطبية الكبيرة اتضح أن 41% فقط من الأطباء يلتزمون بتحديد آلام المريض بشكل دقيق، وأن 32% فقط من ملفات المرضى مرتبة بشكل جيد، وان أغلب الأطباء لا يكتبون متى دخل المريض بالتحديد ولا المرض الذي يعاني منه، أو الخطوات التي أجريت له، ولا يصححون حتى أخطاء الكتابة". ويواصل: "لدينا سوء في النظام. أكثر الأطباء يرتبكون الأخطاء ولا يكتشفون، كما أن الأطباء الذين يتم التعاقد معهم من الخارج إمكاناتهم محدودة ولا يعرفون حتى الأدوية الموجودة في البلد". ويتهم الخازن، الذي شارك في تأليف كتاب "المشهد الصحي السعودي" الصادر قبل أسابيع، النظام الطبي في السعودية بالغموض وعدم الدقة. وقال "ليس هناك متابعة، والأنظمة لدينا غير جيدة. يقول المسؤولون أنه حتى أمريكا المتقدمة طبياً تشهد أخطاء، لكنهم يحددون الخطأ والمتسبب فيه. أما لدينا فلا تستطيع معرفة المتسبب، لأنه لا يوجد لدينا نظام قادر على كشف تلك الأخطاء. كثيراً ما تقع أخطاء في التشخيص والعلاج ولكن لا ترصد. ودائما يختار طبيب أو آخر ليكون كبش فداء لأنه ليس لدينا دقة في تحديد المسؤولية". ويطالب الخازن بوجود نظام طبي صارم ودقيق، يمكن أن يكشف الخطأ دون أن يكون هناك داع لوجود شكوى، مع إصدار تشريعات تجعل من العقوبة التي توقع على الطبيب المخطئ أكبر. ويقول: "لا يجب أن ننتظر حتى يتقدم ذوي المريض بشكوى. يجب أن يكون هناك متابعة ومراقبة لكل الإجراءات الطبية التي يتم اتخاذها". ويستدرك "لكن الرقابة لدينا ضعيفة جداً، كما أن العقوبات التي تتخذ بحق الطبيب المخطئ ضعيفة، فعندما يغرم الاستشاري 2000 ريال بينما مرتبة يتجاوز الـ70 ألف فهو لن يهتم بهذه الغرامة البسيطة. فلا بد أن تضاعف تلك الغرامات كي تكون رادعاً أكبر". كما طالب أن تكون الرقابة والمحاسبة أشد، ويضيف: "هناك مجاملات واضحة في الهيئات الطبية الرقابية، فهي تضم أطباء يجاملون زملاءهم، أما القاضي فلا يملك الخبرة الطبية الكافية ولا يعرف الإجراءات التي تتم وهم من يخبرونه بذلك للحكم ودوره يقتصر فقط على تحديد الغرامة". تأخر بت القضايا وتترافق الأخطاء الطبية التي تشهدها المملكة مع تأخر بت القضايا المنظورة في اللجنة الطبية الشرعية، والتي يمكن أن تطول لعدة أشهر. ويؤيد الدكتور ناصر العود، أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعه الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، إنشاء محكمة للقضايا الطبية، ويقول لـ"العربية.نت" إن الأرقام كبيرة جداً بحكم التقدم الطبي الكبير في السعودية. صحيح أن الأخطاء الطبية طبيعية وموجودة ولكن يجب أن تكون أقل بكثير من ذلك. فوفاة 129 شخصاً بأخطاء طبية أمر خطير، وما بالك بالأخطاء الأقل؟ كما أن هناك أخطاء كثيرة لا يفصح عنها". ويتابع: "يجب أن يكون هناك لجنة طبية محايدة من خارج منظومة الصحة، للتأكد من الإجراءات الطبية، لأن هناك كثيراً من الممارسات غير مقبولة من الأطباء. نحن بحاجة إلى محكمة طبية تبت في الأخطاء بسرعة". ويلخص العود أسباب الأخطاء بسوء إعداد الأطباء وعدم المراقبة، مضيفاً أن "الأخطاء متوقعة في ظل ممارسات الكثير من الأطباء وهوسهم بالعمل في القطاع الخاص بحثاً عن المزيد من المال. فما تدفعه المراكز الخاصة أضعاف ما تدفعه الحكومية منها. لهذا بات الأطباء يعملون أكثر من المعتاد للحصول على رواتب أكبر. وهناك أخطاء أكبر تحصل من الإجراءات التجميلية، مثل تصغير المعدة أو التقشير وهي إجراءات لها خطورتها، وليس لها حاجة ضرورية. فالخطأ الطبي هنا وارد بقوة، في ظل إغراءات شركات التأمين التي تدفع قيمة تلك العمليات". وينتقد العود الإجراءات النظامية التي تراقب عمل الأطباء، ويطالب بأن يكون هناك تدقيق أكثر في إجراءاتهم. ويقول "لا بد أن يشتكي المريض كي تشكل لجنة لدراسة حالته، وهذا خطأ. فلماذا لا تكون هناك لجنة من الأساس، مهمتهما مراجعة الإجراءات الطبية، وتحدد هل يحتاج المريض فعلاً للعملية أو لا. فالأطباء يستفيدون من العمليات لأنها تسجل في سجله الوظيفي وعلى ضوءها يترقى إلى استشاري، لهذا هم يبالغون في إجراء علميات قد لا يكون لها داع. فهناك ممارسات غير أخلاقية موجودة تؤدي إلى أخطاء طبية". وكانت وزارة الصحة السعودية كشفت عن نيتها إعادة النظر في الدية المقدّرة شرعاً، والعمل على زيادتها، فيما ستقوم هي بالادعاء على المخطئ. كما أكد المتحدث الإعلامي للوزارة الدكتور خالد مرغلاني، في جلسة الحوار الوطني الثامن للحوار الفكري الذي عقد في نجران، أن الوزارة تعمل على إلزام جميع المنشآت السعودية بمعايير الجودة والتعليم الطبي المستمر للكوادر الصحية والتدريب على المهارات الإكلينيكية، وتطبيق برنامج لقياس الأداء ومؤشراته واعتماد أساليب العلاج المتعارف عليها واستحداث لجان الجودة والمعايير الصحية بوزارة الصحة والاستمرار في عمل الندوات وورش العمل لرفع المستوى الصحي للعاملين في المجال الصحي. أخطاء في كل مكان ولا تقتصر الأخطاء الطبية على المملكة وحدها، إذ تكشف إحصاءات عالمية أن هذا النوع من الأخطاء منتشر في جميع أنحاء العالم. ففي بريطانيا أشارت مجله بريطانيا متخصصة بالشؤون الطبية إلى أن عدد المتوفين نتيجة هذه الأخطاء وصل إلى 10 ألف وفاة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فبلغ عدد المتوفين بسبب هذه الأخطاء، سنوياً، حوالي 98 ألفاً، وهي أرقام سببت حالة من الذعر بين الأمريكيين. إذ أن هذه النسبة تفوق مجموع عدد المتوفين نتيجة حوادث السيارات والطائرات والانتحار والتسمم أو الغرق. وبالنسبة للدول العربية، وحسب بعض الأرقام المصرح بها، فإن أكثر من 1120 دعوى قضائية بسبب الأخطاء الطبية ترفع في السعودية، منها 295 حالة نظرتها 14 لجنة طبية شرعية عام 2005 كانت كفيلة بفتح ملف الأخطاء الطبية. المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
![]() |
|
|