في العطلة لا تعطلي

 

في العطلة لا تعطلي

	في العطلة لا تعطلي في حياتنا تعابير شائعة , أعتبرها مضرة بعقولنا ,,, مثلاً ,,, عندما يصل الإنسان إلى 60 سنة يطلب منه المجتمع إن " يتقاعد" أي أن يجلس في بيته ينتظر أجله . المجتمع علمنا بقصد أو بدون قصد , أن الإنسان لا " يقف" على قدميه ويعمل وينتج إلاّ من خلال الوظيفة , وبالتالي إذا ترك الوظيفة فإنه ينبغي أن يجلس أو" يتقاعد " ولا يتوقع منه عندئذ أن يعمل ولا أن ينتج . وتعبير أخر شائع وهو "العطلة" وكأن الفتاة آلة تعمل تسعة أشهر في السنة فقط خلال العام الدراسي , ثم تتعطل في الصيف .. فالمدرسة هي محطة البنزين الوحيدة لتشغيل العقل , والإجازة الصيفية هي فترة تعطيل ذلك العقل . تعبير العطلة يقول للفتاة كما يقول تعبير "متقاعد" لمن بلغ الستين . في المدرسة تعلمي , واكتبي الواجب , وذاكري للامتحانات . وفي العطلة تسود مفردات شتى في الشرق والغرب ( خذي الأمور ببساطة ! , استمتعي بوقتك ! , لا تجهدي نفسك !) وترسخ هذه التعابير التي تدعوا إلى الراحة " بمعنى الخمول" تصور سلبياً بأن التعليم ممارسة موسمية , وفي فترة معينة من السنة , وأن القراءة هي قراءة الكتاب المدرسي , وقراءته بهدف النجاح في الامتحان , والتقدم للسنة الدراسية القادمة وفي العطلة : أي بعد نهاية السنة الدراسية , يتعطل كل شيء (القراءة والتعليم , وإمكانية تنمية العقل والمهارات ). كوني مختلفة وغيري نظرتك !! يجب أن تفكري خلاف ما هو سائد , فيكون عندك الإستعداد لأن تتعلمي بلا حدود , وبلا شروط , وبلا مواسم , وبلا توقعات مسبقة . وأن تستغلي حيويتك في تفعيل هذا الاستعداد حتى أخر يوم في حياتك بلا " عطلة " ولا " تقاعد" . إذا أردتي أن تكوني مختلفة فغيري نظرتك للزمن , وتصور الناس للوقت . تصورنا للزمن أصبح يتمركز حول : * المدرسة للطالبة . * الوظيفة للموظفة . فغيري نظرتك للزمن , ووظفي طاقتك , ونمّي قدرتك من المهد إلى اللحد. مقطوعة .. هي من كتاب شيق في اسلوبه , جذاب في طرحه استمتعتُ به كثيراً فلا أمل مجالسته وأحببتُ أن تشاركوني جلسته , ويكون من مقتنيات المكتبة لا سيما ونحن في اجازة , ألا وهو كتاب كوني مختلفة ,, د / هشام العوضي .

المصدر: منتدى الخليج