التفكير العبثي

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

التفكير العبثي

من الصعب أن تتحكم في مشاكلك الكبيرة، إذا لم يكن بإمكانك السيطرة على المشاكل اليومية الصغيرة، والتي تتشكل، وتصطدم بها في العمل، أو في تفاصيل الحياة ومباشرتك في التعامل معها.
من الصعب أن تحل مشكلة حقيقية إذا عجزت أن تتعامل مع مشاكلك اليومية والصغيرة والتي تأتيك أحياناً مراراً، وأحياناً تذهب إليها أنت من منطلق الحراك اليومي.
في رحلة الحياة اليومية المليئة بتوضيب ممراتها الإنسانية قد تعجز عن استيعاب فظاظة أحدهم، أو تعمد آخر التعامل معك بهمجية، وافراط في السوء.
قد تعجز في فهم حرصك على البقاء داخل أرض خسرت كل أمتارها، وانهارت عليك فجأة بخطأ لم ترتكبه، لكن حصل الانهيار، وسدت الحجارة الطريق المؤدية إلى الخروج، وفاض المكان باليأس فجأة، وبردت جمراته لتشعر فجأة بالبرودة في عز الحر، وبالتالي لا يكون أمامك سوى الصمت صاغراً، والبحث عن مخارج حتى وإن كان التفكير لحظتها لا يولد سوى الفراغ.
لاشك أن التفكير هو الموجود في لحظة محاصرة الخسارة، وهو الملجأ والقانون الذي ترتكن إليه.

لكن هل بالامكان أن تجد فرصة للخروج من عنق الزجاجة إذا حاولت؟

هل لديك الايمان بقدراتك على اعتبار انها جزء أساسي من حل المشكلة؟

هل تمتلك القدرة والحس في الابتعاد عن التفكير العبثي والمتخيل لتصل إلى لحظة ايقاظ مقدراتك الابداعية واستفحالها في حل مشاكلك المستعصية؟

الخبير المشهور
والدكتور فريدريك كوينج قال: ان الإنسان يستطيع ايقاظ قدراته الابداعية واستخدامها في التغلب على مشاكله من خلال اتباع اقتراحات ثمانية بسيطة:

أولاً: لا تحاول أن تكون منطقياً إلى حد بعيد.
لا تؤطر نفسك بالروتين والتفكير البنيوي، فمثلاً افترض انك تحاول بناء خزانة كتب في مكان فريد، قلب الأمر بذهنك فخزانة الكتب ليست بالضرورة أن تكون مستطيلة الشكل، وربما ألواح خشبية مختلفة الأطوال ستحل تلك المشكلة!

ثانياً: اتبع التفكير التصوري.. فمثلاً تصور الشكل الذي ستكون عليه خزانة الكتب إذا صنعتها، ووضعتها في غرفتك، لا تفكر بالمشكلة فقط بالكلام والمقاسات، تصور الامكانات.
ثالثاً: تحدث عن المشكلة التي تحاول أن تحلها إما مع نفسك بصوت مرتفع أو مع أحد أصدقائك، ومن خلال صياغتك للمشكلة بالكلمات فإنك تجبر نفسك بشرح ما تحاول أن تنجزه بالضبط، وإذا اخبرت شخصاً آخر بالمشكلة التي تواجهها فإنه من الممكن أن يكون قادراً على تقدير نصيحة قيمة.

رابعاً: حاول التوصل إلى عدة حلول: فبمجرد التفكير بالامكانات سيساعد على تنشيط ملكتك الابداعية.

خامساً: لا تستبعد أفكارا بالحال، قد تبدو بعض الأفكار غير عملية ولكن التفكير بها من الممكن أن يقترح حلاً آخر.

سادساً: فكر مثل الطفل، فالأطفال لديهم طريقة تفكير رائعة في كيفية اقتصار وضع معين إلى أبسيط تعبيراته.

سابعاً: لا تثقل ذهنك بالمعلومات غير الضرورية، لأنه إذا كنت تجهد نفسك بكل التفاصيل الدقيقة فإنك لن تبدأ ابداً، فقط تحتاج إلى قدر ضئيل من المعلومات عند البدء في مشروع جديد، وستحتاج إلى المزيد من المعلومات كلما تتقدم في ذلك المشروع.

ثامناً: فكر بالمشكلة قبل النوم: ركز على المشكلة التي تواجهها والحلول الممكنة لها قبل أن تنام، وعادة ستجد لها إجابة «حلاً» في الصباح عندما تستيقظ.

وربما يرى قارئ أن لديه قدرات ابداعية خاصة به من الممكن أن تساعده في حل مشاكله لم يذكرها الخبير، ويعتمد عليها، ويختص بها من خلال استيعابه وفهمه لما لديه من قدرات، المهم في النهاية يستطيع الشخص السيطرة على مشاكله وحلها وتجاوزها.

المصدر: منتدى الخليج