من منا لم يمر على مسامعه كلمة معاق ومن منا لم يشاهد المعاق ، فهم موجودون بيننا ويعيشون حولنا .
إنهم إخوة لنا شاء الله أن يكونوا على ما عليه وشاء الله أن نبتلى بهم ويبتلوا بنا ، نرى بعضهم يعاني من عنف وقع عليه إما من أسرته أو من مجتمعه ، وعلى الرغم من أن الكثير من الدول حاولت دمجهم في المجتمع في كافة الميادين إلا أنها مازالت تعاني من الاضطهاد والظلم الواقع عليهم .
ولقد كان لمشاهدتي بعض المواقف التي يتعرض لها هؤلاء دورٌ كبيرٌ في الكتابة عنهم هادفاً من هذا إرسال رسالة إلى المجتمع الذي نعيش فيه وفي هذا العدد استعرضٌ لخطوات اكتشاف حالات العنف ضد المعاقين .
خطوات اكتشاف العنف الواقع على الأشخاص ذوي الإعاقة :
كيف نكتشف حالات العنف الذي يتعرض لها المعاقون ؟ سؤال يتوارد إلى الأذهان ! فالعديد من الأطفال والمراهقين الأسوياء يستطيعون التعبير عما تعرضوا له من إساءة إلا أنه في حالة الأشخاص ذوي الإعاقة قد يكون الأمر صعباً ،
وفي هذا الجانب سوف أحاول أن أضع بعض الآثار التي تساعدنا على اكتشاف حالات العنف بشكل عام لدى الأسوياء وحالات العنف لدى المعاقين بشكل خاص .
لظاهرة العنف آثار يمكن لأي شخص أن يميز فيها الشخص المعنف من خلال وجود هذه الآثار ، والآثار متنوعة فهي قد تكون بدنية ، وقد تكون انفعالية، وقد تكون سلوكية ، ومن أبرز الآثار التي تظهر على الشخص المتعرض للعنف :
1-العلامات البدنية :
و تظهر على شكل كدمات في أماكن متفرغة بالوجه وبالعينين وآثار لجروح ملتئمة، وعلامات تأخذ أشكالا منتظمة وهي تعكس الأشياء التي ضرب بها المعاق ، أو قُيد بها مثل: أسلاك الكهرباء ، والسوط الجلدي ، والحبال ، أو آثار لأسنان بشرية أو علامات قبض وضغط شديدة على الذراعين والكفين وسحجات و تمزقات في الذراعين أو الساقين أو الكفين ، وآثار حروق من السيجارة أو الملعقة أو غيرها على القدم و راحة اليد والظهر أو الردفين ، أو كسور بالضلوع أو عظام اليدين أو القدمين ، وفي حالة حدوث العنف الجنسي فإنه يلاحظ على الشخص المتعرض للعنف صعوبة المشي أو الجلوس وألماً أو حكة في المناطق التناسلية وتلوث الملابس الداخلية بالدماء أو تمزقها. واكتشاف أمراض تنتقل عن طريق الجنس ، ووجود جروح أو خدوش ملتئمة في الجزء الخارجي للمهبل أو للشرج مع ألم في التبول أو التبرز .
2-العلامات الانفعالية والسلوكية:
العدوانية والغضب ،الانسحاب أو العزلة ،الخوف من الذهاب إلى المنزل ، الخوف عندما يبكي طفل آخر أو عند فحصه من قبل الطبيب ، تأرجح المزاج بين القلق والاكتئاب والخوف والغضب والكوابيس المتكررة واضطرابات النوم ،نوبات من الدوار عند الاستيقاظ ،الشكوى من أعراض جسدية متكررة مثل الصداع والصداع النصفي وآلام المعدة وصعوبة التنفس ، والسلبية والعناد والشعور بالذنب والعزلة الاجتماعية والشعور بالخزي، وصعوبة فهم وحل المشكلات الاجتماعية ، والمخاوف المرضية الحادة كالخوف من الظلام .
3-علامات تشير إلى إهمال الطفل المعاق :
ارتداء ملابس غير مناسبة بصفة عامة ، وقوع حوادث للطفل داخل وخارج المنزل ، كالحروق بسبب سوائل ساخنة أو الصعق الكهربائي أو السقوط من الشرفة وأعتقد أن هذه الآثار يمكن ملاحظتها في حالة الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة إلا أن الأمر الأخطر بالنسبة لهم ويصعب اكتشافه هو تعرضهم للتحرشات والاعتداءات الجنسية خصوصاً من قبل الأقارب والخدم والسائقين القائمين على خدمتهم .
وتعود صعوبة اكتشاف حالات العنف الواقع عليهم إلى الأسباب التالية :
1-عدم تصديق الناس لهم خصوصاً المتخلفين عقلياً .
2-عدم قدرة بعضهم على التعبير عما تعرضوا له مثل الصم والبكم .
3-إقامة بعض من الأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن منعزلة كدور الرعاية الشاملة حين يشرف على رعايتهم عمالة أجنبية قد يتعرضون للعنف والتحرشات من قبلهم دون وجود متابعة لحالاتهم من قبل الأسرة والمختصين .