منذ /02-22-2012, 06:35 AM
#1
|
|
«الثوب العسيري» يشهد إقبالا بعد دخول التطريز والألوان المتوهجة
يتبع الحداثة مغادرا خزائن التراث واللون الأسود |
برزت في الآونة الأخيرة بين النساء وخاصة عند تواجدهن في المناسبات الوطنية ظاهرة ارتداء الزي التراثي القديم، بعد أن أدخلت عليه تطورات حديثة، فصار أكثر جمالا، فقد تطورت الثياب العسيرية والجلابيات بمعظم المناطق، وظهر هذا التطور في مزيج من الأشكال الحديثة، منها استبدال التطريز بالشك، وإضافة صور وطنية.
و" نظرة المرأة للثوب القديم أصبحت مختلفة، ففي عسير كان الزي النسائي المتعارف عليه هو الثوب العسيري، وكانت السيدات في بعض مناطق المملكة يرتدين ثوبا يسمى ثوب (النشل)، وهو ثوب ذو قصة خليجية، وفي نجد ثوبا يسمى "الدراعة"، وهو الثوب المعروف بالقصة الواسعة، ويلبس في الأعراس".
وأشارت حلبي إلى أن الزي التراثي يظل موجودا عبر الأزمان، وقد عاد الآن بموضة جديدة، مشيرة إلى أن عدداً من المصممات السعوديات قمن بإحياء الزي العسيري، وتطوير نقوشه، والقماش الذي يصنع منه باختلاف تطريزاته وألوانه، حتى أصبح زي الكبيرات والصغيرات اللواتي يتباهين به في احتفالات الزواج والمناسبات المختلفة.
و"هناك أساسيات في الثوب السعودي والعسيري بالأخص، لا يمكن الخروج عنها، وفيها يكمن جماله وتميزه، ولكن يمكن إدخال اللمسات الحديثة عليه مثل الإكسسوارات والفضة، مثلما حصل مؤخرا بوضع الخارطة السعودية عليه، حيث تزيده وطنية وتراثا وتميزا".
و"الثوب العسيري الذي عرفت به منطقة عسير من أجمل الثياب، وقد قامت المصممات السعوديات مؤخرا بإضافة بعض التجديدات عليه، ليتواءم مع العصر ومستجدا ته، مثال ذلك استبدال التطريز الموجود في الثوب العسيري بالشك، وقد قدم ذلك التطوير بمهرجان الجنادرية، وحاز على إعجاب الجميع، ثم ظهرت أيضا طباعة الصور الوطنية على الثوب".
وفي هذا العام طلبوا الزي العسيري، حيث نال إعجابهم واستحسانهم، وكان لباس المشرفات على الجناح في قرية عسير هو الزي العسيري الكامل، مما جذب انتباه الزائرات والدبلوماسيات والأوربيات الزائرات لجناح عسير، حيث طلبن اقتناءه والتصوير به.
ويقول المتخصص في بيع الثياب العسيرية " الثوب العسيري ينال استحسان جميع النساء، سواء من المنطقة أو خارجها، بسبب ألوانه وشكله الجذاب، وزاده جمالا هذا العام وضع الصور الوطنية عليه".
و الثوب العسيري قديما كان يستغرق تفصيله مدة أربعة شهور أو خمسة، لأنه كان يعتمد على العمل اليدوي، ويقوم به رجال متمرسون في هذه الصنعة، وكان يستخدم في صناعته أجود أنواع الحرير والقصب، وأفضل أنواع القطيفة، وكان ثمنه قديما مناسبا بشكل يتيح لكل امرأة ارتداءه، أما الآن فهناك أنواع وخامات متعددة، والموضة تدخلت فيه، ولم تعد المرأة تريده مثل ما كان قديما، بل أصبحت تبحث عن الموديلات الجديدة في الثوب العسيري .
وعن سعره بعد دخول التحديثات الجديدة قال عزيز " الزي العسيري سابقا كان سعره يتراوح بين 35 ريالاً و50 ريالاً، ولكن حاليا وخاصة في هذه الفترة أصبح سعره يبدأ من 100 ريال حتى 500 ريال وهذا يعود إلى نوعية القماش والتطريز والصور الموجودة عليه مكبرة أم مصغرة، وغيرها من الأمور التي ترفع من سعر الثوب ".
وتقول إحدى الفتيات اللاتي لبسن الثوب العسيري هند إبراهيم "الثوب العسيري لا يلبس في كل المناسبات، بل في المناسبات الرسمية، وأحيانا في مناسبات الأعياد، وفي الأغلب يلبس عندما تكون هناك مناسبة تخص الوطن، فالكل يلبس اللباس الوطني، ويترك اللباس الإفرنجي للمناسبات المختلفة غير الوطنية".
وتقول هنادي عسيري (معلمة) "كان ارتداء الجلابية أو الثوب مقتصرا على السيدات كبيرات السن اللواتي يتشبثن بالماضي وبكل ذكرياته، ولكن الجلابية حاليا أخذت تقتحم الأسواق الأوروبية، لتعبر عن التراث الشرقي، وأصبحت الشابات والسيدات متوسطات العمر وصغيرات السن يرتدينها، فقد وجدن فيها الفخامة وجمال التصميم، وأصبحت السيدات يتباهين بارتدائها في المناسبات والسهرات والاجتماعات النسائية، وترتديها المرأة وهي تشعر بالفخر وبالأناقة " .
وتقول مصممة الأزياء نجلاء هاني"الثوب العسيري غالبا ما يستغرق عمله شهرا كاملا أو أقل، لوجود الشغل اليدوي الدقيق فيه، ونسعى نحن المصممات السعوديات إلى إحياء التراث، وجذب جيل اليوم للأشياء التقليدية، مع إضافة بعض اللمسات التي لا تخرج الثوب عن شكله الأصلي".
وأشارت إلى أنها أنشأت مركزا خاصا بتفصيل الثياب العسيرية والجلابيات، بعد إضافة بعض التعديلات البسيطة في القماش والموديلات والإكسسوارات، وإبراز مبتكرات جديدة في التطريز، مشيرة إلى أن الثوب العسيري أصبح الآن مجال منافسة بين المصممات السعوديات نحو الإبداع والابتكار، وهناك مقارنات بين أفضل الثياب وأفضل القصات وما أدخل عليه من جديد.
|
|

|
|
|