المذيع المحلي.. أزمة عدم انتشار

#1

المذيع المحلي.. أزمة عدم انتشار

غادة يوسف

على الرغم من الطفرة الكبيرة في عالم الإعلام والتواصل الاجتماعي، وكثرة الفضائيات والإقبال على العمل الإعلامي، فإننا مازلنا نلحظ ضعف انتشار المذيع المحلي، وعدم تخطيه لحدود المحلية والإقليمية، والتي قد تكون مسببة بضعف التسويق للبرامج المحلية، أو عدم دعم المؤسسات للخروج من هذه الدائرة.
حول هذا الموضوع استطلعنا آراء الإعلاميين.

الإعلامية ندين صيداني قالت: التواصل الذي نعيشه مع الجمهور من خلال البرامج التي نقدمها، وخصوصا تلك التي تتضمن فقرات الاتصال المباشر، جعلتنا أكثر قربا من الناس في كل مكان، وإن كانت شهرتنا أكبر في منطقة الخليج، نظرا إلى طبيعة البرامج، والخطاب الإعلامي الذي نوجهه إلى المشاهدين، حيث تحدنا المنطقة بخطاب محدد الملامح.
توجه إعلامي
وتتابع: لو تمكنا من توسيع لغة هذا الخطاب بمفهوم شمولي أكثر، وجعلناه موجها إلى الوطن العربي، لكان الإعلامي في الكويت أكثر شهرة على مستوى المنطقة، فلكل جمهور توجه إعلامي يجذبه من خلال ما يقدم له من برامج، فمنهم من يهوى البرامج السياسية ومنهم الاقتصادية وغيرها، وعلينا أن نعرف من هو المشاهد الذي نبحث عنه على الخريطة.
مهنة من لا مهنة له
غادة السراج كان لها رأي آخر، حيث قالت: المشكلة الحقيقية تكمن في عدم اكتشاف الإعلامي الحق الذي يتمتع بكل مقومات العمل الإعلامية، فأصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له، وتكاثر العاملون في هذا المجال، مما جعل الناس لا تفرق بين الغث والسمين، مما أوجد غمامة كبيرة غطت على الجودة، وأفرزت إعلاميين لا يمتلكون حرفنة العمل الإعلامي، وسهلت ظهور أراغوزات الفضائيات وانتشارهم، وساهم في توسع هذه الظاهرة الدكاكين الإعلامية التي بتنا نراها في كل مكان، على اعتبار انها مؤسسات، فضاعت الفرص إلى حد ما على المتميزين، وإن كانت هناك بعض الأسماء التي عرفت بشق الأنفس.
من جانب آخر، أوضحت السراج أن الطفرة الإيجابية التي تتمتع بها بعض المحطات الفضائية تقودها قيادات من جنسيات عربية، ومن استطاع انتزاع الشهرة فيها معظمهم ليسوا خليجيين، وأضافت قائلة: حتى الآن لم نجد من يكتشف الإعلامي الصحيح، والحظ بات يلعب دورا كبيرا في هذه الأمور، وصدق المثل القائل إن قام حظك باعلك واشترى لك.
تجاوز الحدود
غادة يوسف أكدت على أن من استطاع تجاوز حدود المحلية من الإعلاميين، كان له ذلك بجهوده الشخصية، لا بدعم المؤسسات الإعلامية له، قائلة: الإعلامي الخليجي، وخصوصا الإناث منهم، لهن طلة خاصة، ولهجتهن الخليجية التي قد تكون عائقا في بعض الأحيان لدى بعض الشعوب العربية، مما يضطرنا أحيانا إلى التحدث باللهجة العربية البيضاء أو المبسطة، إلى جانب ضعف تسويق البرامج عربيا، والتركيز على المحلية أو الإقليمية من دون الاهتمام باستقطاب المشاهد في المغرب العربي مثلا، خصوصا وأن العمل الإعلامي حاليا بات يعتمد على الإعلان التجاري الذي يجد من المنطقة الخليجية مكانا مميزا لتسويق منتجاته فيها، مما عزز مفهوم المحلية أكثر وأثر ذلك في شهرة المذيع، ليجعله تبعا لوجهة الخطاب الإعلامي وسوق الترويج لمنتجاته.
عدة أسباب
نجلاء خريبط عددت مجموعة من الأسباب التي وقفت حائلا دون نجومية الإعلامي المحلي عربيا، والتي دارت في معظمها حول العوامل الاجتماعية التي تحدد طبيعة تحرك كل فرد، قائلة: عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية لا تسمح لنا بالإقامة خارج البلاد في حال طلب أحدنا للعمل في محطة فضائية تبث من إحدى الدول العربية، وإن كان هناك واحدة أو اثنتان، فهذا لا يشمل الجميع، والأمر مسحوب كذلك على الذكور الذين قد لا يرغبون في الابتعاد عن اسرهم، وإن كانت الفرص للإناث اكبر.
وأضافت خريبط: إن التسويق للبرامج المحلية خارج حدود الإقليمية ضعيف جدا، إلا في حال كان من انتاج إحدى الشركات الخاصة، وهنا يلعب الحظ دوره في نجاح هذا المنتج من عدمه.
تسويق صحيح
مشعل شايع أكد على التسويق الصحيح للبرامج، كسبب رئيسي لنجاح العمل وشهرة المذيع، قائلا: نحن نمتلك طاقات إعلامية وفنية ناجحة، لكننا بحاجة لخطة تسويق لأعمالنا على كل الصعد، ولو انتشرت هذه الأعمال لأصبح لدينا نجوم جدد في سماء الإعلام العربي من الطاقات الخليجية، والفضائيات وانتشارها ستسهل هذا الامر في حال أمسكنا ببداية الخيط، ونحن كإعلاميين نسعى دائما إلى الوجود في الفعاليات العربية، إلا أن وجودنا من خلال أعمالنا هو الهدف الحقيقي.
بطء الانتشار
الإعلامي ماهر العنزي تحدث عن المنظومة الإعلامية، قائلا: إن المنظومة الإعلامية ليست كاملة، كوننا لا نعمل كفريق عمل ما بين الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، كما هو معمول به في عدد من الدول، كونه غير منفصل عن بعضه، الامر الذي يؤدي إلى بطء الانتشار، فلا أحد يجرؤ أن يقول إن الإعلامي الكويتي ضعيف، لكنه بطيء الانتشار بسبب عدم تكامل المنظومة الإعلامية وتعاونها في مختلف المجالات.
تخطي الحدود
أما الإعلامي أحمد الموسوي فقد أوضح أن هناك عددا من الأسماء الإعلامية الخليجية، استطاعت أن تحقق شهرتها بشكل خاص، ومن خلال البرامج التي يقدمونها وتواصلهم مع الجمهور، قائلا: قد نكون غير منتشرين بشكل كبير، إلا أن هناك من استطاع أن يتخطى حدود المحلية والإقليمية من خلال جهوده الإعلامية، وأنا واحد منهم، إلا أن «حب الخشوم» لدى البعض قد يكون سببا في وصول أحد على حساب الآخر، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

ندين صيداني

غادة السراج

نجلاء خريبط

أحمد الموسوي

المصدر: منتدى الخليج