سيكولوجية المرأه عند الكاتب الدكتور محمد المهدي

 

سيكولوجية المرأه عند الكاتب الدكتور محمد المهدي

الكاتب : د. محمد المهدي بدا لي في أول الأمر أن الكتابه عن سيكولوجية المرأه ( الطبيعه النفسيه لها ) لا يحتاج سوى عودتي إلى أرشيف جلسات العلاج النفسي التي أتاحت لي كثيراً رؤية هذا المخلوق اللغز بلا أقنعه أو بأقل قدر ممكن من الأقنعه ثم أربط هذه الرؤى الميكروسكوبيه التحليليه برؤيتي للمرأه في الحياه اليوميه بالعين المجرده و بذلك تكتمل الصوره و نصل إلى كلمة السر التي تفتح لنا دهاليز هذا الكيان المحير . و سوف يتم هذا من خلال عدة مفاتيح بسيطه نذكرها فيما يلي : التكشف البيولوجي مقابل التستر النفسي لا يمكن فهم المرأه نفسياًّ إلاً من خلال فهمها بيولوجياًّ فعلى الرغم من غموض المرأة نفسياًّ فهي شديدة الوضوح بيولوجياًّ بمعنى أن التكوين البيولوجي فاضح لها مهما حاولت إخفاءه فهي أضعف عضلياًّ من الرجل و التركيب الجسماني للمرأه بعد البلوغ يعلن عن نفسه بشكل واضح و الحمل يكون ظاهراً و حين تصل المرأه إلى سن الشيخوخه أو قريباً منها تظهر الترهلات و التجاعيد بشكل أكثر وضوحاً مما يظهر في الرجل . و كرد فعل طبيعي لهذا التغير البيولوجي تميل المرأه – السويه – إلى التخفي و التستر و الخجل الفطري لدى المرأه رغبه حقيقيه في الابتعاد عن العيون الفاحصه المتأمله لتلك المظاهر البيولوجيه الكاشفه و من هنا يبدو حجاب المرأة ملبياًّ لهذا الاحتجاج الفطري النفسي للتستر . و يتبع صفة التستر صفه أخرى تبدو مناقضه لها لكنها في الحقيقه مكمله إياها و هذه الصفه هي التظاهر فالمرأه لا تكتفي بالتستر و لكنها تريد أن تزين ظاهرها و تجمله ليتلهى به كل ناظر إليها فلا يستطيع التلصص إلى دخائلها بسهوله ومن هذا نفهم ولع المرأه الفطري بأدوات الزينه و التجمل و استعمال الروائح العطريه و لا يتوقف التظاهر عند المستوى الجسدي أو المادي فقط و إنما يمتد إلى المستوى النفسي فيتمثل في ميل المرأه إلى الكذب المتجمل بمعنى أنها تميل إلى إعطاء صوره أفضل عن نفسها تخفي بها أشياء و تظهر أشياء . و المرأه لا تحتاج فقط إلى ستر تكوينها البيولوجي و التظاهر بخلافه و إنما تحتاج ذلك أيضاً في مواجهة مشاعرها و عواطفها فقد خلقت بطبيعه جياشه لتكون مناسبه لمواكبة حاجات الأب و الزوج و الأبناء و هذه الطبيعه تتسم بالسيوله العاطفيه و التي تتبدى في التغير السريع في المشاعر و في حرارة هذه المشاعر مقارنةً بالرجل و هذه السيوله العاطفيه يكمن خلفها تركيبات عصبيه و إفراز هرمونات تجعلها قوه دافقه تخشى المرأة خطرها و لذلك تحاول جاهده إخفاء جزء كبير من مشاعرها و ربما أظهرت مشاعر تبدو في الظاهر عكس مشاعرها الحقيقيه فهي تحاول إخفاء حبها حتى لا تتورط في علاقات حرجه وتحاول إخفاء كرهها حتى لا تتعرض لغضب الرجل الذي تحتاج إليه و تخشى بطشه فإحساسها بضعفها و إحساسها بأنوثتها يجعلها تفضل موقف الانتظار فلا تسمح لرغباتها بالظهور الفج أو التعبير الصريح كما يفعل الرجل . التبعيـــه مهما تظاهرت المرأه بالقوه و مهما تزعمت الحركات النسائيه فهي تشعر في أعماق أعماقها بأن الرجل يعلوها و أنها تابعه له متعلقه في رقبته والحركات النسائيه نفسها تعتبر دليلاً على ذلك لأن المرأه لو شعرت في قرارة نفسها بالمساواه الحقيقيه بالرجل لما شغلت نفسها بالإلحاح ليل نهار بأنها ( مثل الرجل ) . و يبدو أن هذه حقيقه لا تستطيع المداهنات الاجتماعيه أو الإنسانيه تجاهلها على أي مستوي من المستويات . لقوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم ) . و الواقع يؤكد هذه الحقيقه في كثير من النواحي فممّا لا شك فيه أن الرجال أقوى عضلياًّ من المرأه ( و الاستثناءات النادره لا تنفي هذه القاعده بل تؤكدها ) و الرجل متفوق في أغلب المجالات على مر العصور ( و هذا لا يمنع تفوق النساء على كثير من الرجال على الندره التي لا تغير القاعده ) و الطريف أن الرجال ثبت تفوقهم على المرأه في المجالات التي كان يُعتقد أن المرأه سبقت معرفةً بها و سبقت تخصصاً فيها . و المرأه حين تفشل في الحصول على حب الرجل لا تجد أمامها إلا الشكوى و الألم و التمارض و يحدث هذا حين يهمل الرجل المرأه أو حين تفقد المرأه جاذبيتها أثناء الحمل أو بعد الولاده أو حين بلوغ سن اليأس و هنا تكثر علامات الاستغاثه لعل هذه الأشياء تكون شفيعه لها عند الرجل فيرق قلبه و يحتويها مرةً أخرى ( سواء كان أباً لها أو زوجاً أو ابناً ) . المرأه و نوازع الحياه و إذا كانت صفة التبعيه قد أغضبت بعض النساء فإن الصفه الحاليه حتماً ستسعدهن أيّما إسعاد فالمرأه تعلم في قرارة نفسها أنها الوعاء الذي يحافظ على بقاء النوع فهي منتجه للحياه بإذن ربها و راعيه لها أقوى من الرجل و المرأه هي الوعاء العاطفي الذي يشعر الرجل معه بالسكينه و الراحه وهي وعاء الحياه و وعاء البقاء و وعاء العاطفه و السكن و وعاء القوه أي أن المرأه تضرب بجذورها في أعرق نوازع الحياه . الوفاء للطبيعه وهذه فطره أصيله في المرأه للمحافظه على القوه و الجمال في النوع البشري فالمرأه أكثر ميلاً نحو الأقوى بكل معاني القوه و الأجمل بكل معاني الجمال و هي مدفوعه لذلك بالفطره و لو كانت غير ذلك فقلبت الأضعف ( بكل معاني الضعف ) و الأقبح بكل معاني القبح و هناك استثناءات تقبل فيها المرأه الاستمرار مع الأضعف أو الأقبح و يكون ذلك بدافع الشفقه أو الأمومه أو أي دوافع فطريه أخرى أو تكون مضطره لذلك و هذه الاستثناءات لا تنفي القاعده الفطريه العامه و المرأه حين تقاوم فطرتها مضطره فإن ذلك يظهر عليها في صورة اضطرابات نفسيه وجسمانيه متعدده كاحتجاج على مخالفة الدافع الفطري لديها و هو الوفاء للطبيعه التي تدعم بقاء الأقوى و الأجمل . الجمع بين النقيضين لا يفهم المرأه من لا يفهم هذه الصفه الفطريه فيها فهي تجمع بين اللذه و الألم بحيث لا يستطيع التفرقه بينهما في لحظه بعينها و يتجسد ذلك في حالة الحمل و الولاده و الرضاعه و تربية الأولاد فعلى الرغم من شكوى الأم من آلام الحمل و الولاده و الرضاعه و التربيه إلاّ أنها في ذات الوقت تشعر بلذه عارمه أثناء هذه المراحل و يمتزج الحب بالكره لدى المرأه فهي تكره شقاوة الأبناء و تحبهم في ذات الوقت و تحقد على الزوج و لا تطيق ابتعاده عنها و تضيق من الأب و تدعو له بطول العمر و هي تجمع بين الضحك و البكاء و يساعدها تكوينها العاطفي و سيولة مشاعرها على ذلك و يساعدها التكوين البيولوجي فتسعفها الغدد الدمعيه بما تحتاجه من دموع و بمنتهى السرعه و السهوله . الــتــقــلــب و هو صفه بيولوجيه و نفسيه أصليه في المرأه فالمرأه منذ بلوغها لا تستقر على حال فأحداث الدوره الشهريه و ما يسبقها و ما يصاحبها و ما يتبعها من تغيرات تجعلها تتقلب في حالات انفعاليه متباينه و الحمل و ما يواكبه من تغيرات جسديه و هرمونيه و نفسيه يجعلها بين الشوق والرفض و بين الرجاء والخوف طيلة شهور الحمل ثم يتبع ذلك زلزال الولاده الذي ينتج عنه تعتعة ما تبقى من استقرار لدى المرأه و مع قدوم الطفل تصبح الأم مسئوله عن كائن كثير الاحتياجات شديد التقلب و لا بد أن تكون لديها قابليه لمواكبة كل هذا وغيره كثير في حياتها و من لا يفهم صفة التقلب لدى المرأه يحار كثيراً أمام تغير أحوالها و مشاعرها و قراراتها و سلوكياتها . و بالتالي فإن الصفات التي ذكرناها تمثل غالبية النساء و تبقى هناك استثناءات تخرج عن هذه القواعد و لكن الاستثناءات لا تنفي بل تؤكد القاعده . و أخيراً نقول هذه هي المرأة اللغز شديدة الغموض شديدة الوضوح بالغة الضعف بالغة القوه فاستوصوا بالنساء خيراً .

المصدر: منتدى الخليج