مرض المقامرة وعلاجه النفسي

 

مرض المقامرة وعلاجه النفسي

مرض المقامرة وعلاجه النفسي
عندما يصبح الفرد مقامرا , فهذا جنون , أما أن يكون مقامرا , فهذا جنون , أما أن يكون مقامرا مرضيا , فهذا منتهى الجنون , جنون يدمر ذات الفرد وأفكاره , لتصبح الحياة بعد ذلك مجرد ثلاثة أحداث : يولد , يعيش , ويقامر أو يقامر ليعيش , مما تضطرب معه أفكار الفرد ومعتقداته فيرى أن المقامرة ليست مرضا أو مشكلة وإنما هي علاج وحل لكل مشكلة , ووسيلة للهروب من الذات والقضاء على الالآم ومثل هذه المعتقدات تجعل من علاج المقامرة أمرا صعبا للغاية , من خلال الدراسة النظرية والعملية للبحث عن الحقيقة والمعرفة , والتمييز بين الصواب والخطأ , وفض الأشتباك بين المتناقضات الكثيرة لدى المقامر , ففي اثناء العلاج للمقامر , يجد المعالج نفسه امام كيان ليس له مبادئ , فهو إما فوق المبادئ وإما تحتها !
وكل ما يراه مظلم , وكل ما يفكر فيه وهم , وهو لا يفكر بعقله , لذا من الصعب أن يجد نفسه مخطئا , وهو إذ يكفر بعقله , فإنه يتصرف بجنون وإذا ما ادرك أن المقامرة تدمر حواسه الخمس , أدعى ان لديه الحاسة السادسة , وإذا رأى أنها انتحار , فإنه يلعنها , لكنه لا يستطيع أن يبتعد عنها , إذ ليس هناك طريقة للأنتحار أفضل منها !
وإذا كانت المقامرة مرضا شديد القسوة , فإن العلاج أشد منه قسوة , إذ يعاني المقامر من اللعب , ويعاني أكثر من الأمتناع عن اللعب , لذا يقال : (إن المقامر إذا حضر المقامرة تعب وإذا غاب عنها ندم) وهذا ما يجعل بعض المقامرين يرون أن الحاجة إلى العلاج هي بمنزلة (احتياج يائس) ففي نظرهم لا جدوى من العلاج وأن افضل طريقة لسعادة المقامر , أن يستمر في اللعب , ولا يفكر في الخسارة .
وعندما يصبح الأمر كذلك يصعب العلاج , لأن المقامرة لا تموت بالعلاج , وإنما بالرغبة في العلاج والأمل في الشفاء , ويبدو العلاج صعبا في المجتمعات العربية , لأن هذه المجتمعات تنظر إلى المقامر على أنه مجرم ويجب عقابه , وليس مريضا يطلب العلاج , مما جعل ظاهرة المقامرة تعمل في الخفاء وتزداد مرضا على مرض ...في الخفاء أيضا .
وعلى العكس من ذلك تنظر المجتمعات الغربية الى المقامر على أنه مريض يجب علاجه وليس مجرما يجب عقابه , وهذا الذي جعلها تسارع الى عمل مزيد من الأبحاث والدراسات العلمية وتصميم البرامج العلاجية للمقامرين , بل إنشاء المؤسسات والمستشفيات العلاجية الخاصة بالمقامرة المرضية فقط , وذلك مثل مؤسسة المقامر المجهول في الولايات المتحدة الأمريكية التي انشئت العام 1980 , وتعتبر من أهم المؤسسات العلاجية للمقامرة في العالم ’ فقبل العام 1980 كانت هناك الكثير من المؤسسات العلاجية التي كانت تستخدم البرامج العلاجية لا تساعد على العلاج النفسي للمقامر فعالا ومفيدا , وذلك لاستخدام برامج وأساليب علاجية متنوعة أهمها العلاج الجماعي والسلوكي

المصدر: منتدى الخليج