معوقات التنمية والإصلاح في الوطن العربي

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

تعتبر التنمية والإصلاح في المجتمعات مطلباً من المطالب الملحة في العصر الحديث،خصوصاً مع وجود التحديات في العصر الحديث التي تتمثل في المطلب الضروري للتعليم والصحة والعمل على تحسين الوضع العام للإنسان في شتى المجالات وعلى كل الصعد.
ولو رجعنا بالذاكرة لما قبل خمسة عقود، وقارنا ما نعيشه وما كان أجدادنا يعيشونه لاستشعرنا حجم وضخامة الجهود التي بذلت من أجل تحسين كل الخدمات التي تهم الإنسان في وطننا الغالي، فالصحة والتعليم والوضع الاقتصادي والاجتماعي كلها قفزت قفزات كبيرة جداً، في ظل توجيهات ومتابعة مستمرة من قبل ولاة الأمر أطال الله أعمارهم، ليتبلور لنا في النهاية مناخ يحسن ويطيب العيش فيه بفضل جهود التنمية.
يتناول الكتاب الذي بين يدينا معوقات التنمية في الوطن العربي بشكل عام، من تأليف الأستاذ كاظم بن شبيب آل شبيب، الذي وقف بكتابه هذا على أهم المعوقات التي تحد من التنمية في الوطن العربي بشكل خاص، وبلغت عدد صفحات الكتاب 365 صفحة في كتاب من القطع المتوسط.
يقول المؤلف آل شبيب في مقدمة كتابه:»كان الإنسان دائماً هو المحور الذي تدور حوله مواضيع التنمية، مع إعطاء الأولوية لإشباع حاجاته الأساس، المادية والمعنوية واحترام حقوقه كأمر جوهري في خطط التنمية وتطبيقاتها، ولكن هناك معوقات وأسبابا كثيرة حالت ولا تزال تحول بين خطط التنمية ونجاحها، بعضها داخلي كالتخلف التقني وسوء التخطيط والإدارة وضعف مشاركة المواطنين في الشأن العام وانتشار الأمية وتزايد عدد السكان والبطالة والصراعات الداخلية وانتشار ظاهرة الفقر، وبعضها خارجي كالتوتر في العلاقات الدولية والحروب والنزاعات الإقليمية وسياسة الإغراق التي تتبعها بعض الدول الصناعية تجاه الدول النامية، وبعضها الآخر اقتصادي كضعف الموارد والاحتكار والشروط الصارمة التي تضعها الدول الغنية مقابل تصديرها الفائض الإنتاجي خاصة في مجال الغذاء، وبعضها اجتماعي أو سياسي.
ولا يركز الكتاب على المعوقات الاقتصادية والسياسية العامة فقط، وإنما على المعوقات ذات الصلة بحياة الفرد كمواطن، لأنه اللبنة التي تنبني عليها أي تنمية يراد لها النجاح، فالدول المتقدمة تختلف عن الدول العربية والدول النامية في الانشغال بالعمل السياسي والتشاغل عن التنمية أو بالتنمية، فبينما يشتغل الغرب أمريكا وأوروبا على إعادة ترتيب أوراقهم الداخلية والخارجية لتحقيق مصالحهم وأهدافهم، يشتغل العرب عن التشاغل بالنفس ومحاولة توقي الخسائر الجديدة نتيجة ما بهم من مشكلات، أما المجموعة الأخرى من العالم مثل روسيا والصين والهند فيشتغلون على إعادة صياغة دورهم المحلي والإقليمي والدولي بناء على قدراتهم فيما يتوافق مع الصياغة الجديدة.
فالمعوقات السياسية والاقتصادية للتنمية حقيقية ولا يمكن نكرانها، ولكن ينبغي عدم التوقف عندها، بل العمل والانشغال بتأسيس معالجات للقضايا ذات التماس المباشر بالمواطن يومياً، كالفقر والبطالة والبيروقراطية وأزمة السكن والسكان والتعليم والفساد المالي والإداري والصحة.
تحدث آل شبيب في كتابه عن نقطة البدء في الإصلاح، ومن يقود الإصلاح ويحرك التنمية، متناولاً منهج التصعيد الذي يعرقل التنمية، والإصلاح الشامل والتنمية، متناولاً القضايا الأساسية في الإصلاح كإصلاح التعليم الذي تضمن غياب الإستراتيجية في التعليم وعوامل ضعف التعليم كالمعلم والهدف والمنظومة التعليمية وإشكالية الهوية الوطنية المرأة والتعليم والتنمية والتعليم والإرهاب وندرة المقاعد التعليمية والبحث العلمي وإدارة المتفوقين والثقافة والجهل والعولمة والتعددية والحوار، ثم تحدث عن السكن والسكان حيث تناول الأزمة السكانية وتداعياتها والتنوع السكاني العربي، ثم تكلم عن الصحة والبيئة، والفقر والفقراء، والفساد والديون والفقراء، والإصلاحات الوطنية ومشكلة البطالة، وأسس المعالجة بالرؤية الوطنية، والفساد المالي والإداري، والإصلاح ومكافحة الفساد، والتنمية والبيروقراطية ومعالجتها، ثم نتناول التنمية والنظام الأسري في الوطن العربي، وقضايا المرأة العربية والتنمية، ونموذج المحاكاة التنموية للمرأة، وإصلاح أوضاع المرأة، والطلاق بين الوقاية والعلاج.

المصدر: منتدى الخليج