فقيرة سعودية تقسم لقمة العيش بين أطفالها ومعاق تسعيني

 

فقيرة سعودية تقسم لقمة العيش بين أطفالها ومعاق تسعيني

فقيرة سعودية تقسم لقمة العيش بين أطفالها ومعاق تسعيني

لم يجد المواطن السعودي الشهير بعم حسن، البالغ من العمر تسعين عامًا؛ يدًا تمتد إليه بالمساعدة سوى فاعلة خير هي أم أميرة، وهي سيدة في العقد الرابع ليست أفضل حالاً منه من حيث الفقر والعوز وقلة ذات اليد، لكنها قاسمته مع أطفالها الـ6 ما توفر لهم من لقمة العيش.

كما جاورته في السكن في حي غليل بمدينة جدة بعد أن حكى لها بعض الجيران حاله، فرقَّ قلبها وتعهدت برعايته، في ظل سوء حالته الصحية والمادية، وعجز باحثو الضمان الاجتماعي عن الوصول إليه، حتى جاء السيل الأخير فكشف عنه للمتطوعين.

قصة المسن ترويها أم أميرة، قائلةً إنها منذ طفولتها كانت تشاهده يبيع الخضار على ناصية شارعهم، ثم تزوجت وانتقلت للعيش في مدينة الطائف، ولمَّا عادت وانتقلت للعيش في جدة أخبرتها صديقتها بما آلت إليه حال العم حسن فهبَّت لمساعدته.

وتؤكد أنها صُدمت حينما شاهدته للمرة الأولى منذ 10 سنوات بلا معين، ويعطف عليه بعض الجيران بين الحين والحين، ثم تكفَّلت برعايته، وبدأت في تقديم الرعاية اللازمة له بمعاونة أحد أبنائها.

وأضافت أنه -أي العم حسن- ذكر لها قبل أعوام أن عائلته هجروا مساكنهم بعد حرب الخليج الأخيرة، وانقطعت به السبل، ولا يعلم إلى أين رحلوا، وظل هو على حاله في غرفة وهبها له مالك المنزل تتكون من دورة مياه وممر ضيق.

وتؤكد أم أميرة أنه يقيم الصلاة ويؤذن لها في أوقاتها، ويحتفظ بمصحف جانب رأسه، ويستمع لإذاعة القرآن الكريم طوال الليل والنهار، وكأنه يجد فيها أنيسه.

وقالت إنه أُخذ قبل فترة إلى مستشفى المحجر، ورفض المسؤول عن قسم الطوارئ تخصيص فراش له؛ لعدم حمله أوراقًا ثبوتية، وقال إنه يعاني من موت محقق وهزل وشيخوخة، ولا يحق له إشغال سرير؛ نظرًا لأن حالته ميؤوس منها، "فعدنا به مرة أخرى ليعيش في غرفته؛ فهي أكرم له من المستشفى".

السيول تكتشفه
ولما ضربت السيول الأخيرة مدينة جدة، تمكنت فرق الشباب التطوعية من الوصول إليه لتساهم هي الأخرى في مساعدته.

من جانبه، أفاد عمدة حي غليل علي الغامدي، بأن الحي تسكنه 60 ألف نسمة، ويفتقد الإنارة والسفلتة والصرف الصحي، ولا يتوفر في الحي إلا مركز صحي واحد، وتتوفر مدارس التعليم بمراحلها المختلفة.

وقال إن سكان الحي يعانون من سوء وإهمال الأمانة، وتبلغ فيه نسبة السعوديين 60%، ونسبة الأجانب 40%؛ أكثرهم من الجنسيتين البنجلادشية واليمنية. ويواجه الحي مشكلات جمة تتشكل في كونه حيًّا عشوائيًّا، ويعود إنشاؤه إلى ما قبل 50 عامًا مضت.

المصدر: منتدى الخليج