![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
فهد عامر الأحمدي قرأتُ قبل أيام تقريراً يفيد بأن أكثر من 45 مليون أمريكي يعانون من أمراض عقلية مختلفة (وهذا يعني أن مواطنا من بين خمسة مصاب بلوثة في عقله).. ومن الواضح أن النسبة تعد كبيرة (حتى لغير المتخصصين) ولا يخفف من حدتها القول إن 11 مليونا منهم فقط يعاني من مشكلات خطيرة ومقلقة!! ورغم أن التقرير واضح وصريح وظهر من جهة حكومية (مكافحة المخدرات والصحة العقلية) إلا أنه أثار في رأسي أسئلة تثير القلق بالفعل: فالتقرير مثلا يشير إلى أن السبب الأول لهذه المشكلة هو ارتفاع معدل البطالة بين الشباب في أمريكا... فهل نفهم من هذا أن 27% من شبابنا وشاباتنا العاطلين عن العمل يعانون من ذات الأعراض!؟ وإذا ماعلمنا أن وزارة الدفاع الأمريكية تضم 26 ألف موظف فهل يعني هذا أن 5200 منهم مصابون باضطرابات عقلية قد تقود العالم لمشكلات عسكرية (حسب نسبة واحد من كل خمسة مواطنين)؟! ثم عن ماذا يتحدث التقرير بالضبط؟ هل يتحدث عن الاضطرابات العقلية التي تصيب مادة الدماغ (ولا يعلم المريض حينها أنه مريض) أم عن الاضطرابات النفسية (التي تصيب الجميع بن فيهم أنا وأنت ويعي الإنسان إصابته بها)؟! فالمرض العقلي مسمى (يجب أن يطلق فقط) على الأمراض التي تؤثر سلبا في أنسجة الدماغ كالعاهات الخلقية وخرف الشيخوخة وتداعيات السكتة الدماغية.. أما حين يعاني أحدنا مثلا من الاكتئاب والرهاب والانطواء والتوتر (دون أن تتأثر لديه مادة الدماغ ذاتها) فهذا يعني أنه مصاب بمشكلة نفسية يدرك حقيقتها ويسعى لإصلاحها أو التوافق معها!! وما يجعلني حائرا بين الاثنتين ضخامة النسبة (أعلاه) بالاضافة لاحتفاظي بإحصائية دولية (نشرتها الواشنطن بوست في 7 يونيو 2005) تثبت أن رُبع الشعب الأمريكي يعاني من مزيج من الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية المختلفة!! وهذه الإحصائية بالذات نظمت لبحث نسبة انتشار الأمراض النفسية والعقلية في 28 دولة مختلفة حول العالم (خارج العيادات والمستشفيات المتخصصة) .. وهي أدق وأطول دراسة من نوعها في العالم كونها استغرقت عشر سنوات وكلفت أكثر من 100 مليون دولار.. ومن خلالها اتضح أن 26,4% من المواطنين الأمريكان يعانون من مشكلات عقلية ونفسية (وهي نسبة لا تبتعد عن التي بدأنا بها المقال) مقابل 8,2% في إيطاليا أو 4,3% في الصين كمثال ...!! ... المشكلة في نظري تكمن في وجود اختلافات ثقافية وتربوية قد تمنع بعض الشعوب من الاعتراف أصلا بمشكلاتها العقلية والنفسية بل إن مجرد طرح سؤال كهذا في بعض البلدان قد يعرضك (للطق).. فمعظم المواطنين العرب مثلا يرفضون الاعتراف بأي مشكلات من هذا النوع (يارب لا تغير علينا) الأمر الذي يجعلني أضم معظمهم تحت خانة الأمراض العقلية (حيث لا يدرك المريض إصابته أصلا بأي مشكلة).. وفي المقابل قد لا يتحرج المواطن في أمريكا وكندا والدنمرك من الاعتراف بالمشكلات النفسية والعقلية التي عانى منها في حياته (وبالتالي تخرج النسبة مرتفعة في مثل هذه الدول)!! المؤكد فعلًا وليس في الأمر أي مزاح أن البطالة أصبحت المسبب الأول للمشكلات النفسية والاضطرابات العقلية التي تصيب الفئة العمرية بين 18 و28 عاما وبالتالي قبل أن نتهكم على الأمريكان يستحسن أن نفكر بحال شبابنا بعد عشر سنوات من الآلآلآن ! ... أيضا ؛ يفترض بعد هذا المقال أنكم أصبحتم تعرفون دوافع هذه المقولة (بخير ونعمة... يارب لا تغير علينا) المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|