امرأة استمرت شهرين وهي تجمع أشلاء زوجها

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

كانت ألوان حياة الغزيين خلال تصديهم للحرب الإسرائيلية على غزة صارخة في سوادها وآلامها.. كما كانت صارخة في الصمود والتصدي والتحدي والمقاومة.... من بين آلاف القصص عن الحرب قصة أم في رفح التي استمرت لشهرين وهي تبحث عن أشلاء زوجها وقد قصفت طائرات ودبابات الاحتلال منزلهم المكون من طابقين في حي أبو الحصين برفح.

انها يسرى أبو الحصين أم محمد -39عاماً- والدة أسرة مكونة من اثني عشر شخصاً أكبرهم لا يتعدى العشرين عاماً وأصغرهم لا يتعدى العامين، على اثر شدة قصف الدبابات الإسرائيلية فاضطرت إلى «النزوح» لمدارس الاونروا التي أصبحت تجمعات لإيواء السكان.

فيما استهدفت دبابات الاحتلال منزلها بالقصف العنيف، وما ان وصلت إلى مدرسة الإيواء في تلك اللحظة تلقت اتصالا هاتفيا يخبرها بأن زوجها قد أستشهد داخل المنزل اثر القصف.

توجهت أم محمد للمنزل وحسب روايتها لوكالة قدس نت شاهدت زوجي متفحما ولونه أزرق ومقطع أجزاء من جسده أشلاء وبجواره أحد أقاربي وهو أنور أبو تيلخ شهيدا أيضاً كانت ملامحه غير واضحة بسبب تهتك جسده بالكامل، وخروج أحشائه وانفصال رأسه عن جسده واحترق جسده بالكامل ولم يكتف جيش الاحتلال بقصف زوجها لكنه عاود ليطلق النار تجاهها لتنجو من الموت بأعجوبة ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للمكان بسبب منع الاحتلال وكثافة القصف المدفعي..تابعت

« بقيت أشلاء زوجي لقرابة الشهرين من انتهاء الحرب وهي الفترة التي عادت لمنزلها، فعثرت فور عودتي للمنزل على أحشاء الشهيد أنور أبو تيلخ وبقايا من شعره، وبعد قرابة الأسبوع عثرت على مخ زوجي داخل ما يعرف «بطبلون الكهرباء».

اليوم وبعد مضي عام على انتهاء الحرب ما زالت هذه الصورة راسخة في ذهن أم محمد، مما انعكس على نفسيتها المحطمة ولم تفق بعد من الصدمة التي ألمت بها، وكل يوم تشاهد فيه مكان القصف ترجع ذاكرتها ليوم حدوث الجريمة، وكأنها كابوس...

تقول ام محمد «كنوز الدنيا لا تغني عن الراجل بالبيت» شارحة ان زوجها ترك فراغاً كبيراً بعد رحيله. فلا يمر يوم إلا ويتذكر أطفالها والدهم ويسألون عنه، وبما أنه كان يعمل بشركة الاتصال فكلما يدق الهاتف يعتقدون بأنه والدهم، فيسرعون للرد عليه ويبادرون بالسؤال عن والدهم،

حسبي الله ونعم الوكيل

المصدر: منتدى الخليج