ولو ألقى خبزة ..لا آكلها .........

 

ولو ألقى خبزة ..لا آكلها .........

ولو ألقى خبزة لا آكلها …

.

.

**قال وهو يموت : ماتذكره عند الموت ...هو أغلى ما عرفه عقلك ...وأنا الساعة لا أفكّر إلّا بالله .........كأنما كان ذلك المال وكل شيء حلما وصحوتُ منه .. قد خرجتُ من ساحة سباقكم ..وتنافسكم ..أنا الساعة لو ألقى درهما لا آخذه ولو ألقى خبزة لا آكلها …

.. ولو بنيتم لي بناء في السماء ...وقلتم : هذا لك ...أتعجّبُ وأقول : وأين أنا …!..وأنا لا أقدر …

.فالحيّ في الدنيا هو الذي يقدر على الأخذ

والحيّ في الجنّة هو الذي يقدر على العطاء !!…لأنّ الله لا يحسِبُ الله الّا ما نعطيه .

..ولو قالوا لكم في المذياع : اسجدوا للأغنياء والسادة . فالحمد لله أنّي قرب الموت لا أسجد إلّا لله …..!!...

...ولو قالوا : هناك ظالم وسارق وقاتل ومخادع ….يجوبون الشوارع ..

.أقول: فأنا ميّت خرجتُ من كلّ شرّهم ...وأعانكم الله أنتم عليهم ……….فلو خرجَ هؤلاء من الدنيا وماتوا ...تصيرون في الجنة ……..لولا أنكم ميّتون …

..الجنّة هي التي هُزم فيها الشر والموت

.

…. تمنيتُ لو أطعمَنا اللهُ بيده كما يطعمُ أهله في الجنة ...فلا نجد سببا لحقدنا وشرّنا …….!!....ولكن كيف سيعرفنا الله لو اعطانا كلّ شيء ………...انما يُعرف كرامنا ولئامنا عند زحمة الطعام والخِصام …..وأيّ زحام

.

…..وأتمنى اليوم حاجات ..كم كنتُ سأكون عظيما لو تمنيتها وأنا حيّ معكم …

….اتمنى في ساعتي هذه أن أعمل ألف معروف وألف حسنة

وأتمنى أن أحبّ كل شيء حتى اؤلئك الجهَلَة الذين يُخطؤون …

..فما أخطاؤهم إلّا آثام المُعلّمين …….!!..أو قسوة الحاجات والشهوات ……

….وما ذلك الّا ضعفنا الذي إن لم نهزمه هزّمنا وأردانا في الجحيم

.

..كم استغربُ انتباهي لجسمي وهو لا يعيش إلّا عمرا قصيرا ...ونسياني لروحي التي تعيش وتبقى بينما يفنى جسمي في التراب…

...وكانت الفضيلة غذاء روحي ……….فلو أنّي أكثرُت من ذلك الغذاء ……

….ولا يُكثرون من الخير إلّا قرب الموت ...فكم اقدر على خيرٍ في دقيقة واحدة ...بقيَتْ لي !!



عبدالحليم الطيطي

المصدر: منتدى الخليج