الصحة النفسية والتغذية المثالية لمريض السرطان

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

الصحة النفسية والتغذية المثالية لمريض السرطان

يمر مريض السرطان بتغيرات كثيرة، منذ لحظة تشخيص المرض وحتى الشفاء (بإذن الله)، حيث تؤثر طريقة العلاج، سواء كان كيميائياً أو إشعاعياً أم جراحياً على قدرة الشخص، في ممارسة روتين الحياة اليومية، والكامن في تناول الطعام والاستمتاع به أو تبديل الثياب أو التواجد في الأماكن المزدحمة أو حتى النوم، فنجده يدخل تدريجياً في حالة تعرف بالاكتئاب الذي يؤثر سلباً في العلاج وشهية المريض.
إن من أبرز ما يميز الاكتئاب الذي يمر به المريض، هو فقدان الشهية والمتعة بتناول الطعام والشراب، وقد تستمر هذه الحالة لفترة طويلة، فتتسبب بإصابة المريض بما يسمى سوء التغذية الحاد (عدم تناول الغذاء الكافي أو عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية)، فالتغذية المثالية هي أحد الأعمدة المهمة في فترة العلاج، فهي تحافظ على الوزن المثالي والمخزون الغذائي عند المريض، كما أنها تلعب دور في تجديد الأنسجة وتساهم بشكل كبير في فعالية علاج السرطان والتخفيف من أعراضه الجانبية (الاسهال، الغثيان، القيء، الالتهابات المتكررة وتقرحات الفم وغيرها).
يتكون الفريق المعالج لمريض السرطان من عدة تخصصات تشمل التغذية العلاجية، حيث يقوم اخصائي التغذية بمتابعة الحالة منذ التشخيص، مروراً بفترة العلاج، ووصولا إلى مرحلة النقاهة بعد العلاج، ويتم تقييم المريض من خلال التحاليل المخبرية، وقياس كتلة الجسم، كما يطلب منه سرد ما تناوله في ال 24 ساعة الماضية، للتأكد من أنه تناول الأطعمة الصحية، التي تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية، مثل البروتينات المتواجدة في الدجاج واللحوم والأسماك شرط أن تكون مطهية بشكل جيد، وتناول الكربوهيدرات الموجودة في النشويات مثل الأرز، الخبز والمعكرونة وبعض الخضار كالذرة والبطاطا، مع تناول كميات متوازنة من الدهون الغير مشبعة، مثل زيت الزيتون، حيث أنها مصدر الطاقة الأساسي للجسم، كما ينصح بتناول الخضار المطهية والفواكه ذات القشورالصلبة (بعد تقشيرها) لاحتوائها على الفيتامينات اللازمة لتعزيز مناعة الجسم، وتناول الألبان والحليب ومشتقاته خاصة المدعمة بفيتامين (د) للحفاظ على سلامة العظام والأسنان.
وينصح اخصائي التغذية العلاجية، عادة، المريض وأهله، بتوفير جو من المتعة والمشاركة التي بدورها يمكن أن تحسن من نفسية المريض، وبالتالي تزيد من رغبته في تناول الطعام، على سبيل المثال: أن يبتاع المريض الطعام، ويشارك في تحضيره، ويفضل استخدام الأواني ذات الألوان الزاهية، وأن يتم تزيين الأطباق المقدمة للمريض، لما في طريقة التقديم من دور في فتح شهيته وإقباله على تناول الطعام، وينصح غالبا بطهي الأطعمة التي يفضلها المريض، وأن يكون تناول الوجبات في أجواء هادئة ومسلية: كمشاركة الأهل للمريض عند تناول الوجبات أو أمام التلفزيون.
أما في حالة إن لم يستطع المريض أن يحصل على العناصر الغذائية الكافية، وذلك عن طريق الطعام وحده، فإن أخصائي التغذية يقوم بصرف بعض المكملات الغذائية، التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي بدورها تساعد في تعويض العناصر الغذائية اللازمة في بناء الجسم وصحته، ويضطر الفريق المعالج في بعض الحالات إلى ما يسمى بالتغذية الاجبارية، وذلك عن طريق الأنبوب التغذوي أو التغذية الوريدية حسب حالة المريض واحتياجه.
إن أحوج ما يحتاجه مريض السرطان، خلال فترة العلاج هو الدعم االنفسي من الأسرة والفريق المعالج، كما يحتاج إلى التغذية السليمة، فهما يزيدان من قوة المريض في التغلب على عناء المرض والعلاج، فنجد أن المريض الذي يحيط به أهله، ويوفرون له أجواء من السعادة، يتمتع بالاستقرار النفسي والتفاؤل ويكون أكثر استجابة للعلاج.

المصدر: منتدى الخليج