![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
إن للمشاهدة لسكرات على غرار أضرار الوجبات السريعة .. .والتي تؤدي إلى تراكمات في الجسد وزيادة هائلة في الوزن والحجم ...وتصلب الشرايين وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وعسر الهضم .. إلخ . .أقول على غرارها ..يمشي النسق الإعلامي الممنهج ... فما من فكرة يريد أن يروّج لها الإعلام ليقدّمها لك شهية كما هذه الوجبات فتتلقفها دون أن تعي أنها تؤثر على عقلك تدريجيا... تُطرح الفكرة .. ويُســوّق لها ... عبر أفلام ومسلسلات . .. ثم تدعّم الفكرة بكل ما يمكن للعقل تقبّـلها . .. ثم دغدغة العواطف بنهاياتها المشوقة . .والتي يستنتج منها المشاهد أنّ هذه الفكرة صحيحة .. (فكرة الحب) . . و العلاقات الخاطئة بين الجنسين ..فـالأفلام تعرض على المشاهد الحياة الرغيدة التي اكتسبها قيس وليلى حين خانوا الله ورسوله وخانوا أمانتهما.. ومسلسلٌ وراء آخر يضفي على حياتهما كيف عاشا بسعادة غامرة .. وكيف حققا هدف هذا الحب ... ولابدّ من إضفاء شرعية على هذا الوهم .. بالزواج الشرعي الموثق بالمحكمة .. . وأما الزوجة التي كانت تحت وصاية زوجها ثمّ أحبّت شخصاً آخر أو ذلك الأب الذي كان حامياً لابنته فقد ماتا بجلطة نتيجة تمسكهما بالأفكار البالية ورفض فكرة هذا الحب الذي جاء من الشباك وليس من الباب ..ومن ثمّ نتيجة هذا الحبّ .. .أن الحياة قد ابتسمت للمحبين بعد ألف حلقة حين انتهوا من كلّ هذه العقبات .. عقبة الدين...والشرع ...والعرف...والحياء.... ومن ثمّ وصلا إلى السعادة. أرأيتم كيف تُطبخ الفكرة على نار هادئة ..لابأس بألف مسلسل . .طالما أنّ النهاية هي أن يصدّق الناس ما سأطرحه من فكرة هدّامة (هكذا يفعلون) أو كفـكرة التدخين والذي يمارسها البطل المجاهد الذي صدّ الأعداء وهو يرشف سيجارته وينفثها في وجه العدو ..ثم لم يصب بالربو ولا بمساوئ التدخين ..بل عاش سليماً..صحيحاً...محبوباً ... أسر قلوب الفتيات بسيجارته وعضلاته . .. ثم صارت صور عضلاته وأزرار قميصه المفتوح على كل دعايات العطور ...ليتبعه الشباب في عالمنا بالتقليد الأعمى فيحرص على فتح أزرار قميصه ظنّاً منه أنّها من ضمن خلطة البطولة المزعومة .ويسحل بنطاله للأسفل... لتكون صورته طبق الأصل عن ذلك الضب المعتوه. ـ وقـَس على ذلك ... ـ كمية الأخبار التي تريد أن توصل لك رسالة ليس المقصود منها نصرة إخوانك .. ولا تعليمك فنّ الجهاد في سبيل الله ولا إيقاظ نخوتك .. . .بل مفادها سلبي ..إذ تريد إصابتك بالشلل والإعاقة الفكرية والمعنوية . .كحال ذلك الحاكم الذي أراد أن يقضي على السجناء فما كان منه إلا أن أسمعهم كمية هائلة من الأخبار السيئة بالإضافة لذكر كل واحد منهم ماضيه الأسود ...واستطاع أن يقضي عليهم واحداً تلو الآخر دون إراقة قطرة دم واحدة ـ ويلومني البعض إن قلت توقفوا عن سماع الأخبار . .. وإذ قلت مقالتي تلك .. هدفت إلى أن يكون لدى المرء وعيٌ وهو يستمع أو يشاهد أو يقرأ ... فكل قناة لها هدف معين وقيمة تريد إظهارها.. تسمع الخبر من قناة .. فتديره على قناة أخرى فتسمعه بشكل مختلف ...وهكذا . .. قناة علمانية ..ليبرالية ..ماسونية ....مطبخية ... كل واحدة تصبّ أهدافها في الخبر.. وتلعب بخيالك وتحوله إلى صورة واقعية بل وتقنعك بالصوت والصورة والمقابلة مع الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي والنماذج المكررة المصورة لإقناعك بوجهة نظرها ..وقد يستحسن المشاهد أو القارئ هذه الفكرة ...فيظنّ أنّهم على حقّ . .مادامت كل هذه الشواهد لديهم .... (وهل كل هؤلاء يكذبون)؟؟؟ حين كلّفت يوماً بعمل تقرير عن حدث ما ... وجدت بضع مقاعد.. وورشة عمل صغيرة .. وبضع سطور لا يمكن وصلها ببعضها ... قامت زميلتي بتحرير الخبر فجعلته قنبلة الموسم.. .إذ ذكرت في التقرير كمية مبالغات يسهل على القارئ هضمها مع أني لم أر شيئا يستحق الكتابة إلا أنّها ذكرت (حضرنا تغطية شاملة ..واسعة ..حضرها المسؤولون .. .والأهالي وكانت فرحة لا توصف ..وسعادة غامرة ...) ثم دعمت ذلك ببضع صور مدروسة بعناية . ودار بفكري كمية الحشوات التي توضع في الأخبار والمقابلات التي على أساس أنها عشوائية .. .فمن القنوات من تريد أن تزعزع لك فكرة الثورة وأنها غبية حطمت البلاد والعباد ...ومنهم من تريد أن تصدّك عن الحياة أساساً فتجعلك مقعداً ...تظنّ أنّ الله صبّ عليك البلاء صبّاً .. واختار بلدك ليكون جحيما بينما جعل البلاد الأخرى جنّات النعيم .. أرأيت حين تشاهد منتجاً إعلانياً .. يصورونه لك كأنّه المنقذ والمخلص لكل الجراثيم ويقنعوك بأن 99جرثومة تم الفضاء عليها إلا واحدة ...كذلك بإمكانهم إقناعك والتأثير عليك بسردهم للأخبار والمنتجات والأفلام ..يستخدمون سياسة بطئ لكنه أكيد المفعول فيحاربون أفكارك بنسبة 99 . .ويتركون الجرثومة الأخيرة لفكرك والتي ستنحاز لأخواتها وتكسب الجولة لصالحهم.. فهذه ملكة الجمال ....دمية اختيرت بعناية ليس على أساس الجمال فحسب . .بل كلما نقص الحياء عندها زادت درجتها عند لجنة التحكيم.. . فإن فازت باللقب ..تطلّعت إليها نفوس الشابات المراهقات بحسرة أن لم يمتلكن هذا النعيم .. .وكأنها تقول لهم موتوا بغيظكم . ..كما تطلع الشاب بحسرة إلى زوجته .. وعضّ أصابع الندم لحظّـّه البائس في اختيارها شريكة حياته ؟؟؟ وهذا الجمهور المصفّق لها تمّ استئجاره في كل محفل... إذ يعطى للشخص مبلغاً من المال من أجل أن يصفّق ... وكلما هتف أكثر وصفّــر كانت الإكرامية أوسع ... طبعا الإكرامية من القناة. .. ويستغل المشاهد الساذج إذ يصدّق أنّ لهذا الفنّان أو المطرب كل هذا الجمهور وهذه الشعبية . .. ولم يدر أنّهم نائحة مستأجرة ... ماذا لو رسخت فكرة جاهلية في عقلك إثر مشاهدتك لبعض قناعات القنوات ....أقول : يمكن مسحها بصدمة تعيد إليك وعيك . .أوعليك إعادة تشغيل لعقلك .. .ومسح هذه الفيروسات بالكلية ..وتحميل البرامج المفيدة ..وتجعل لعقلك دائما وقبل كل مشاهدة فلتراً ذهنياً ... . تزن به الأمور بعقلانية . .وتذكر إن للمشاهدة لسكرات .. فلتنج منها. المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|