أنت غير مسجل في منتدى الخليج . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
ضع أميلك وأضغط على إشتراك لكي يصلك كل ماهو جديد المنتدى :
آخر 10 مشاركات
أعراض تعاطي الحشيش وأسبابها (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - )           »          الفروقات الجوهرية بين القهوة المختصة والقهوة التجارية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          نصائح لاختيار شماغ أو غترة تناسب كل مناسبة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          مخدر الحشيش وأنواعه وتأثيره على الجسم (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          أسرار اختيار غلاية شاي تدوم طويلاً وتقدم أداءً ممتازًا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          الشماغ الأبيض بين الأصالة والموضة: دليلك للإطلالة المتكاملة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          اخلاق (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          الحقن المجهري بالتكلفة و نسبة نجاح العملية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - )           »          "نجم النصر بين البقاء والرحيل.. عرض إيطالي يضعه أمام مفترق الطرق" (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          الطريق نحو اللقب يبدأ من هنا - إليكم نتيجة قرعة مجموعات #دوري_أبطال_آسيا_الثاني (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )


الإهداءات


العودة   منتدى الخليج >
التسجيل المنتديات موضوع جديد التعليمـــات التقويم

مواكب الحزن

استيقظتْ فاطمةُ مِن نومها تتحسَّس جرحها المضمد بالشاش والقُطن، وباليد الأخرى تتحسَّس فراغ السرير بِجوارها، تَشْهَق في حزن: إنَّه فارغٌ مِثْل قلبها إلاَّ مِن الحزن ومواكبِه التي تحطُّ عندَ عتبته،

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديممنذ /04-08-2015, 06:28 PM
  #1

 
الصورة الرمزية الوتين ..

الوتين .. غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 8741
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 الجنس : أنثى
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 170,145
 النقاط : الوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond reputeالوتين .. has a reputation beyond repute
 تقييم المستوى : 185750
 قوة التقييم : 52605
الخذلآن شيء لآ تغفره قلوبنآ !
يظل عآلقآ بنآ مهمآ إدعينآ اننآ نسينآ ..

حقيقه لآ يمكن انكآرهآ
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
استيقظتْ فاطمةُ مِن نومها تتحسَّس جرحها المضمد بالشاش والقُطن، وباليد الأخرى تتحسَّس فراغ السرير بِجوارها، تَشْهَق في حزن: إنَّه فارغٌ مِثْل قلبها إلاَّ مِن الحزن ومواكبِه التي تحطُّ عندَ عتبته، في كلِّ مرة تحمَل وتنقضي شهورُ الحمل بطيئة، تتعلَّق سلاحِف الوقت بأهدابِ شُهورها، تنتظر أن تَضعَ حملها في سلام، ثلاث مرَّات تحمل وتلد مولودًا لا حياةَ فيه، في الشهر السابع بطنها يلفظ حملَها وكأنَّه كائنٌ غريب أو فيروس دَخيل، كل خلايا جِسمها المضادَّة تنشط وتتكالَب عليه لإسقاطِه مِن رحمها!
تَبارَى الأطباء في إعطائها كلَّ أدوية التثبيت، وهي أيضًا لم تألُ جهدًا بالبَقاء مقيَّدةً بالسَّرير لا تبْرحه إلاَّ قليلاً يساعدها زوْجُها الذي يُشفِق على جسدِها الواهن مِن مشاق الحمْل والمخاض القَسري، يرْجوها أن تنسَى موضوعَ الإنجاب وتعيش حياتَها كامرأة محبَّة لزوجها، ويَكفيه طلَّتها التي تَذوي يومًا بعدَ يوم.
ما زالتْ تتحسَّس بقية السَّرير الفارغ، وفاضتْ دموعُها تغرق وجهَها الأصفر المتَّشح بالمرض والحزن، حتى اصطدمتْ يدُها بشيءٍ ما، خمنت أن يكون هذا الشيء جزءًا مٍن الغطاء، أغمضتْ عينيها وهى تتحسَّسه جيدًا، إنَّه لفافة وتحتَها مخلوقٌ صغير، بيد مرتعِشة وكأنها تقرأ حروف برايل في رِقَّة متناهية صعدتِ الأصابع لمقدِّمة اللفة حتى عثرتْ على ملامح صغيرة تظنُّ أنَّها تشبهها كثيرًا، فرَّتْ طيور الحزن إلى شجرةٍ أخرى لا تُشبه قلبها، وأمعنتْ في إغماض عينيها لتتحقَّق مِن أنَّ الحُلم لم يعدْ حُلمًا وأنَّ وليدَها بجوارها نائمٌ في سلام.
ترسم لوحةً مشتهاة مِن أحلامه هو، ألوان الحياة تغمُر المشهد بذهنها - هي - سينادِي عليها وهو يلهو/ يلعب/ يبكي/ يعربد/ يتطوَّح عند قدميها مِن شدة إعياء اللعب، ستعاين كلَّ هذا برُوحها ولن تسمحَ له بالغياب أو الاختباء في مكانٍ ما بالبيت، سيظلُّ أمامَ عينيها تبتهل لربَّ العالمين وتُصلِّي له أن يحفظَه ويرعاه ويجعلَه قرَّة عين لها ولأبيه.
ما زالت يدها مطبقةً على اللفة حتى جاءَ زوجها أيقظَها مِن أحلام يقظتها مبتسمًا كعادته، الشفقة تراود ابتسامتَه، إنَّها لا تحب ابتسامته في ذلك الوقت، يُخبرها عن طريق تلك الابتسامةِ أنها فقدت للتوِّ وليدَها الذي لم يكتملْ عمره سوى بِضع ساعات، تشجُب تلك الابتسامة، تتوسَّل إليه بعينين باكيتين أن يتركَ ابتسامته تلك لدَى الباب، وأن يسمحَ لها بالاحتفاظ بوليدها.
يحاول حملَه بعيدًا عنها وهو يَربتُ على يدِها برفق، لغة العيون كانتْ بليغةً لدرجة جعلتْها غير قادرةٍ على الصراخ، وهو يرجوها أن تتركَ اللفة؛ فهي لا تخصُّها الآن، أوْمأ لها بإجابة التساؤل الذي لا تُريد إجابتَه في تلك اللحظات؛ بهزِّ رأسه بالإيجاب، الصرخة مكتومةٌٌ بصدرِها تَروي شجرةَ الحزن التي نمَت بقلبِها ومواكب أُخرى مِن طيوره تسكُن بقلبها، غير أنَّها رغمَ كل هذا شعرتْ بماء باردٍ يندلق بجوفها، وشربة ماء لم تعرفْ له مِن قبل سميًّا يروي ظمأَها عندَما نطقت قائلة:

يا ربِّ !


طيورُ الحزن تبدل لونها الأسود بطيورٍ بيضاء، وهي تُهدي لها ألوانًا مبهجة تُنير رُوحَها ومواكب مِن أطفال وقد ارتدوا ملابسَ ملوَّنة زاهية يراودون أحلامَها ويؤنسون وحدتَها، وقد أراحتها ابتهالاتُهم وتسبيحاتُهم لله، أخذتْ تسبح معهم ودموعها تتساقَط كمطرٍ خفيفٍ على وجه وليدها، وهي تعطيه عن طِيب خاطر لزَوجِها وقدْ غمرها الرِّضا بما قسَمه الله لها، تودِّعه مفتوحةَ العينين، وتحفَظ ملامحَه؛ كي تستعيدَه مرةً أخرى بأحلامِها مع إخوتِه الآخرين.







 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com

( 2007 - 2025 )

{vb:raw cronimage}

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى