أتمنى..الانقراض
كما انقرض صاحب هذه الصورة
و لأني لا أملك الا الدموع..كما لا أملك الا الحروف
قررت أن أنزفهما معا..في
عذرا أيتها الطفولة
(اهداء..لكل الأطفال المعذبين على الأرض)
بأجسام مخطوطة غير عذراء
ملقاة على الأرائك كالأشياء
نعتذر لك أيتها الطفولة العذراء
و نمضي لننشف دموعنا
عبر فضائيات الرفث و الغناء
ك..كائنات لا تنبثق في الضياء
ضاعت منها الفطرة
ضاع منها البياض
سراب
سراب
سراب
أولم ينظروا الى مخلوقات البحار و الأمازون
فرائس تفترس من أجل البنون
أولم ينظروا الى السلمون
و هو يمنح حياته لبيوضه و يموت
فمن هز جذعنا حتى سقطت منا الثمار
و استمرينا في المد خوفا من جزر الأعمار
و كأننا لم نر أشياء تتناثر
أشياء تنزف
أشياء تصرخ هلعا
و كانت تلك الأشياء أطفالا
عذرا..يا أطفال غزة
يا أطفال الحجارة و الكرامة
أنتم قلتم "لا"
و نحن نهادن باسم السلامة
و التاريخ يقول.."لا"
و نحن لا نخلّف أية علامة
و الجبال تقول.."لا"
و نحن من قبل الأمانة
و القلم يقول.."لا"
الى أن نرسم به الابتسامة
و السماء..تقول "لا"
و نحن خير أمة
فيا دينا و يا هيا و يا محمد درة
ألا عدتم من الجنات
لتعلموا الناس بتفاهة الحياة
و تحذروهم من أضعف الايمان
أيا أيها الشهيد
ان أمك تهجو العالم بقلب وليد
و تحمّله الذنب و الوعيد
و نحن لازلنا في كل عيد
نتبهرج بالألوان و نزيد
و في صدورنا قلوب من حديد
فعذرا..عذرا
اذا شبهنا عقارب الساعات
و افتخرنا بكتاب نسينا فيه الآيات
الى أن نذكر
يوم يُسألوا عن الموؤودات
و نُسأل عن أطفال هذه الحياة
الى ذاك
لكم قلبي أقيموا فيه الجنازات
لكم روحي في طهر و بهاء
اتلوا بها الصلوات
انتظروا...
قد تمر عليكم سفينة نوح
تضمد فيكم الجروح
تحملكم لبر الأمان
و يهلكنا من بعدكم الطوفان
و قد جعلنا صراخكم كصراخ الأموات
لا يسمعه الثقلان
اصبروا و صابروا
قد تنكمش بصبركم الأزمان
و نسمع صهيل الخيول
و صليل سيوف الفرسان
أو ربما يأتيكم الهدهد
برسالة من سليمان
كلما سمعتكم ترددون "الله أكبر"
نبرة الحزن تتحسّر
نعم يقتلوننا و تفزع مناظرنا البشر
لكن "الله أكبر"
يقصفوا بيوتنا و يجعلونا عرضة للمطر
و..."الله أكبر"
فلنا سيكون في النهاية النصر
هكذا شهد التاريخ على الحاضر
و مأواهم سقر
ف..."الله أكبر"
عذراااا......
اذا تناولنا ما لذ و طاب
و أفواهكم كأفواه العصافير
تترقب الكرم فيأتيها السراب
طارت بعيوننا خفافيش الظلام
فتعذر الاستيقاظ من سبات الأحلام
الى أن نستفيق على هاجس المساء
عذرا....
اذا شربنا دماءكم في كأس فضفاض
و سكتنا عن الحق حبا في البقاء
حتى باغت السواد فينا البياض
و...مات فينا الرجاء
و العذر..كل العذر
و نحن أسياد الأعذار
اذا طمّعنا بهزالكم الصقر
و تربص بكم في وضح النهار
أسنحشر حينها مع الوحوش
أم مع بني البشر ؟؟
لا أدري
لا أدري حتى و أنا أنظر الى ذلك الخيال
من فينا الظل
و من فينا الظلام
فلماذا لا تأكلوا مني
قد يعم على ذاتي حينها السلام
نعم..توسّدوا الأراضي
و استروا عوراتكم بالهواء
و قولوا للأشجار أخوالي
و اجعلوا من الكلاب أصدقاء
فالعين تنظر و لا تبصر
و القلب فتكت به الأهواء
أين الأحضان ؟؟
لا تسألوني عن الأحضان
و لا عن الحب و الحنان
فنحن أيضا لا نعيش في أمان
منذ اخترنا أن نكون أفرادا
و هجرنا الانسان
نفوس شمطاء
عقول هيجاء
و أرواح تتعجل الموت لتتحرر
فلو علمت أن دمعي يسقيكم
لبكيت ما بكته الخنساء
و لو علمت أن طعامي يكفيكم
لدعوت الله أن يرزقني ما رزق به العذراء
و لو علمت أنكم كباقي الأطفال
لسخرت قلمي لقصص الخيال
لكنه الفقد و الضعف
جعلكم بأجسام العصافير
و بعمر ذلك الكهف
فعذرا
و ان لم يكفيكم من العذر ألف
بعبراتي..أنا حياة