| #8 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل الثامن: القسم الثالث: الشعر السياسي الديني الشعر السياسي في العصر الاموي لقد كثرت الخلافات والنزاعات السياسية بين العرب انفسهم وبين العرب والموالي ، كما كثر الاضطهاد السياسي لخصوم الدولة الاموية ، لذلك برزت ظاهرة الشعر السياسي بما فيها النقائض (1) والفنون الادبية الاخرى ، كالخطابة والرسالة وديوان الرسائل والنقد . لذلك اصبح الشعر لسانا يعبر عن اهداف الجهة التي يعود اليها الشاعر . وهذا النوع من الشعر السياسي الديني يمثل: اولا - شعر الشيعة ان تاريخ الشيعة مليء بالثورات والانتفاضات على الحكام الظالمين ، حيث اخذ الطغاة يراقبونهم سرا وعلنا مع العلم ان الشيعة لم يتراجعوا عن مبداهم . لو تصفحنا كتب الادب العربي لراينا ان فنون الادب الشيعي قد ملئتبها وبالاخص الشعر السياسي الديني ; لانه ادب يلهب العاطفة ويهيجها نظرا لما مر في تاريخ الشيعة من ثورات ، خاصة واقعة الطف ، حيث الدم اريق ، والحرمات انتهكت ، والبيوت سبيت ودمرت ، والاجساد صلبت . ونتيجة لهذا كله برز شعراء سياسيون امثال: الكميتبن زيد الاسدي ، ت سنة 126ه . همام بن غالب (الفرزدق)، ت سنة 114ه . السيد الحميري ، شاعر عاش في العصرين الاموي والعباسي ، توفي سنة 173ه . الكميتبن زيد ولد الكميتبن زيد الاسدي نحو سنة 60ه في الكوفة ، حيث كان شاعرا وخطيبا وحافظا للقرآن وفقيها وفارسا ، ويعتبر شعره ثروة كبيرة ، والذي بلغ 5289 بيتا «اذ قال عنه ابو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان» . واشهر قصائده الهاشميات التي بلغت 563 بيتا (2) قالها في بني هاشم لاثبات حقهم السياسي والديني ، فكان يحتج لهم ويدافع عنهم بقوة طوال حياته حتى قضى شهيد هذا العشق . لقد احتوت قصائده الفخر والمدح والهجاء والرثاء والحماسة ، واشتهر بقصيدته البائية ومن المعها: طربت (3) وما شوقا الى البيض (4) اطرب ولا لعبا (5) مني وذو الشوق (6) يلعب (7) بني هاشم رهط النبي فانني بهم ولهم ارضى مرارا واغضب فطائفة قد كفرتني بحبكم وطائفة قالوا: مسيء ومذنب وقالوا ترابي (8) هواه ورايه (9) بذلك ادعى فيهم والقب (10) فما لي الا آل احمد شيعة وما لي الا مذهب الحق مذهب ومن غيرهم ارض لنفسي شيعة ومن بعدهم لا من اجل وارحب اريب رجالا منهم وتريبني خلائق مما احدثوهن اريب اليكم ذوي آل النبي تطلعت نوازع من قلبي ظماء والبب فاني عن الامر الذي تكرهونه بقولي وفعلي ما استطعت لاجنب (11) ينتقل شاعرنا ويخاطب الامويين بقوله: كيف ان دماء المسلمين محللة سفكها عندهم اضافة الى حرماننا من الغنائم كما وان الحقوق ايضا مغتصبة ، وقد جاء في قصيدته: تحل دماء المسلمين لديهم ويحرم طلع النخلة المتهدل وليس لنا في الفيء حظ لديهم وليس لنا في رحلة الناس ارحل فيا رب هل الا بك النصر يرتجى عليهم وهل الا عليك المعول ومن عجب لم اقضه ان خيلهم لاجوافها تحت العجاجة ازمل ××××× هما هم بالمستلئمين عوابس كحدآن يوم الدجن تعلو وتسفل يحلئن عن ماء الفرات وظله حسنا ولم يشهر عليهن منصل كان حسينا والبهاليل حوله لاسيافهم ما يختلي المتبقل (12) شاعرنا لم يدرك الدولة العباسية (13) ، استشهد على ايدي جنود خالد القسري سنة 126ه (14) . الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة ، الملقب بالفرزدق لجهومة وجهه ولاثر للجدري فيه ، ولد في سنة 20ه بالبصرة ، من اسرة ذات جاه وكرم ، كان يتردد على البلاط الاموي ، بل كان مسؤولا في البلاط لسد ودفع التهمة; لان البعض يحتمل ذلك ، كما انه يحسب على الشيعة . كان الفرزدق شاعرا غير ملتزم لكن في اواخر عمره وحياته قرر مصيره مع اهل البيت عليهم السلام . قال ابن رشيق في كتابه العمدة في النقد الادبي: ابلغ وافصح بيت قيل بيت الفرزدق في وصف السجاد عليه السلام ، حيثيقول: ما قال لاقط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم لقد اشتهر الفرزدق في قصيدته الميمية في حق الامام علي بن الحسين عليه السلام ، حيث وقف في تلك اللحظة وقال الحق مما يذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله: «افضل كلمة كلمة حق عند سلطان جائر» ، حيثيروى ان هشام بن عبد الملك لم يتمكن ان يصل الى الحجر الاسود في موسم الحج من شدة الزحم ، وبما ان لباس الحجاج واحد وبدون تمييز بين الامير والفقير ، وفي هذه اللحظة وصل شاب نوراني انشقت له الصفوف ووصل الى الحجر ، فقال رجل لهشام: من هذا الذي فتح له الطريق بهذه الهيبة والاجلال ؟ فاجاب هشام: لا اعرفه وكان به عارفا فقال الفرزدق: انا اعرفه ، وانشد قصيدته المعروفة ، فغضب هشام وسجنه ، وقد بدات قصيدته في مدح زين العابدين عليه السلام ، حيثيقول: هذا الذي تعرف البطحاء (15) وطاته (16) والبيت (17) يعرفه والحل والحرم هذا ابن فاطمة ان كنتبضائره بجده (18) انبياء الله قد ختموا هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم وليس قولك: من هذا ؟ بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم ان عد اهل التقى كانوا ائمتهم او قيل من خير اهلالارضقيل هم (19) وقد اختلف رواة آخرون في افتتاحية هذه القصيدة حيث لم اعثر عليها في ديوانه والتي تبدا: يا سائلي اين حل الجود والكرم عندي بيان اذا طلابه قدموا هذا الذي احمد المختار والده صلى عليه الهي ما جرى القلم هذا الذي عمه الطيار جعفر والمقتول حمزة ليث (20) حبه قسم هذا ابن سيدة النسوان فاطمة وابن الوصي الذي في سيفه نقم (21) توفي الفرزدق عام 114ه . ثانيا: شعر الخوارج يعتبر الخوارج حزب من الاحزاب السياسية وتعني المتمردين (22) ، حيثيرى بعض المؤرخين ان تاريخ الخوارج يبدا من حادثة «التحكيم في حرب صفين» (23) التي قعتبين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وجيشه ، وبين معاوية وجيشه عام 37ه . ويرى الشهيد المطهري بقوله: اول تيار متزمت ظهر في دنيا الاسلام هو تيار الخوارج (24) . اما سبب تسميتهم بالخوارج فيرجع الى خروجهم على امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ومحاربتهم اياه (25) . وقد بايعوا معاوية بعد شهادة الامام عليه السلام سنة 41ه (26) . كما يرى البعض الآخر من المؤرخين ان «الخوارج اقدم الفرق الاسلامية» (27) ; لذا انقسم الخوارج الى فرق كثيرة اهمها: الازارقة والنجدات والبيهسية والثعالبة والعجارد والاباظية (28) والصفرية (29) والحرورية (30) والمحكمة اهل النهروان (31) . ان المتتبع لتاريخ وتاسيس وظهور الاحزاب والفرق المشهورة في الدنيا يرى ان نشاة الخوارج ما زال يكتنفها الغموض ، وذلك بسبب عدم الامكان من ظهور فرقة بهذه الصورة والحجم دون ان يسبقها تنظيم وتخطيط دقيق واشتهروا بالتشدد وكفروا من يعارضهم او من لم يحارب معهم (32) ، وبنفس الوقت لا بد من وجود مبادئ ومصالح مشتركة يلتفون حولها ويضحون من اجلها . مكانة الشعر الخارجي في العصر الاموي: لقد كان الشعر السياسي في العصر الجاهلي مدحا سياسيا او فخرا او هجاء ، اما في هذا العصر فقد تحول الشعر السياسي من مجرد مدح او هجاء او تاييد ديني اسلامي الى شعر سياسي بمعناه الصحيح يدافع عن طائفته التي ينتمي اليها وبكل وسائل الدفاع (33) . راينا ان الكميت الاسدي - وهو احد شعراء الشيعة - كان يتعصب للكوفة ، واول من جاهر بحب آل البيت عليهم السلام في شعره والذي يعتبر وثيقة تاريخية . يقابله في هذا العصر ايضا الشعراء: - الطرماح بن حكيم (المتوفى سنة 100ه) . - الضحاك بن قيس (المتوفى سنة 129ه) . - عمران بن حطان (المتوفى سنة 89ه) . - قطري بن الفجاءة (المتوفى سنة 79ه)، وهم يمثلون حزب الخوارج الذين كانوا يتعصبون لاهل الشام . عمران بن حطان كان عمران سني المذهب ، وانه تزوج من امراة من الخوارج ينوي ان يعيدها الى مذهب اهل السنة حيث هي اثرت عليه واتبع مذهبها (مذهب الخوارج) حيث كان خطيبا وشاعرا (34) ، وقد مدح عبد الرحمن بن ملجم عندما قام الاخير بضربه لامير المؤمنين عليه السلام في محرابه بالكوفة حيث قال: يا ضربة من كريم (35) ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لافكر فيه ثم احسبه اوفى البرية عند الله ميزانا (36) فاجابه القاضي ابو الطيب طاهر بن عبدالله الشافعي: اني لابرا مما انت قائله عن ابن ملجم المعلون بهتانا يا ضربة من شقي ما اراد بها الا ليهدم للاسلام اركانا اني لاذكره يوما فالعنه دنيا والعن عمرانا وحطانا عليه ثم عليه الدهر متصلا لعائن الله اسرارا واعلانا فانتما من كلاب النار جاء به نص الشريعة برهانا وتبيانا (37) مات ابن حطان سنة 89ه (38) ، وقيل: عام 84ه (39) . ثالثا - الشعر المرجئة قلنا ان الشعر السياسي عند العرب قديم ، وكان محدودا عند القبيلة ، ثم اشتهر عند استيلاء الامويين على البلاد ، وقد اشتهر من الشعراء جرير (المتوفى سنة 114ه ، والذي مدح الولاة والخلفاء) (40) والاخطل الذي اكثر من مدح بني امية . الاخطل ابو مالك غياث بن غوث الملقب بالاخطل ، ولد في الحيرة (41) نحو سنة 20ه ، نصراني الاصل ، واصبح احد الاصوات والمدافعين عن حكم بني امية ، حيث توثقت علاقته بهم بقوله: وانتم اهل بيت لا يوازنهم بيت اذا عدت الاحساب والعدد قوم اذا انعموا كانت فواضلهم (42) سيبا (43) من الله لا من (44) ولا حسد ان اكثر الشعراء الذين مثلوا الحزب الاموي كانوا نفعيين ، مدحوا الحكام الظالمين طمعا في المال او خوفا من العقاب . لذلك نجد الاخطل مدح ملوك الامويين ووصف الخمر مشيرا الى ماضيهم وحقهم في الخلافة وتقرب اليهم بهجائه الانصار خاصة ; لانهم كانوا خصوم بني امية ، كما نشا في هذا العصر فن اسمه النقائض جمع نقيضة ، وهي قصيدة يرد بها شاعر على قصيدة خصمه فينتقض معانيها وينسب الفخر لنفسه ، فنلاحظ الاخطل يفتخر بقومه ويهجو قوم جرير هازئا بهم فيقول: ما زال فينا رباط الخيل معلمة وفي كليب رباط الذل والعار (45) وكذا نلاحظه عندما اتصل بعبد الملك بن مروان ومدحه لينال من المال انشده قصيدته التي يقول فيها: الستم خير من ركب المطايا (46) واندى العالمين بطون راح (47) توفي الاخطل عام 92ه . تعليقات: 1. وهي القصيدة التي يرد بها الشاعر على قصيدة خصمه فيقلب فخر خصمه هجاء ، وقد اشتهر في هذا الباب (النقائض) الفرزدق وجرير والاخطل النصراني والذي مدح الامويين بالفاظ اسلامية . 2. الشعر والشعراء في كتاب العمدة / الدكتور ياسين الايوبي: ص227 . الادب العربي وتاريخه / الدكتور محمد عبدالمنعم: ص206 . 3. طرب الرجل: هاج شوقه وخفت روحه . 4. البيض - جمع بيضاء -: المراة الحسنة الجميلة . 5. اللعب: المزح والهزل ، ضد الجد . 6. ورد في كتاب جواهر الادب: ج2 ، ص153: «الشيب» بدل «الشوق» . 7. الشيعة والحاكمون / محمد جواد مغنية: ص125 . 8. ترابي: نسبه الى ابي تراب ، وهي كنية للامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، كناه بها رسول الله صلى الله عليه وآله عندما وجده نائما على الارض وقد علاه التراب ، وذلك في غزوة العشيرة . 9. هواه ورايه: في العمل والقول . 10. ديوان اشعار التشيع / تحقيق: الطيب العشاش: ص27 . اخبار شعراء الشيعة / تحقيق: الدكتور محمد هادي الاميني: ص72 . تاريخ شعراء العربية / تدقيق: زهير يازجي: ص9 . موسوعة المصطفى والعترة / حسين الشاكري: ج3 ، ص338 . 11. الكميتبن زيد الاسدي / الدكتور علي نجيب عطوي: ص106 . 12. الكميتبن زيد الاسدي: ص154 . 13. الاعلام / خير الدين الزركلي: ج5 ، ص233 . الاغاني: ج17 ، ص13 . 14. الغدير: ج2 ، ص306 . الاغاني: ج17 ، ص22 . 15. البطحاء: ارض مكة . 16. وطاته: سيره على الارض . 17. البيت: الكعبة . 18. بجده: رسول الله صلى الله عليه وآله افضل الانبياء عليهم السلام . 19. امالي السيد المرتضى / ابو القاسم بن الطاهر: ج1 ، ص48 . الاغاني: ج21 ، ص379 . طبقات الشافعية / عبدالوهاب السبكي: ج1 ، ص291 . 20. ليث: الاسد . 21. روضات الجنات / محمدباقر الخوانساري: ج6 ، ص8 . كشف الغمة في معرفة الائمة: ج2 ، ص204 . ديوان اشعار التشيع: ص273 . 22. الامام علي عليه السلام / الاستاذ مرتضى المطهري: ص122 . 23. دائرة المعارف / بطرس البستاني: ج7 ، ص492 . معجم الفرق الاسلامية / شريف يحيى الامين: ص113 . المنجد في الاعلام / اشراف: بطرس حرفوش: ص274 . تاريخ الفرق الاسلامية / محمد خليل الزين: ص93 . 24. الاسلام ومتطلبات العصر / الاستاذ مرتضى المطهري: ص84 . 25. الحور العين / ابو سعيد بن نشوان الحميري: ص200 . الشيعة الامامية / محمد صادق الصدر: ص33 . الغلو والفرق الغالية / الدكتور عبدالله سلوم السامرائي: ص282 . تاريخ الفرق الاسلامية: ص93 . الموسوعة السياسية / الدكتور عبد الوهاب الكيالي: ج2 ، ص631 . موسوعة المورد العربية / منير البعلبكي: ج1 ، ص475 . الموسوعة الميسرة العربية / اشراف: محمد شفيق غربال: ج1 ، ص767 . معجم المصطلحات الدينية / الدكتور خليل احمد خليل: ص68 . التيار الاسلامي / الدكتور مجاهد مصطفى بهجت: قسم18 ، ص89 . 26. دائرة المعارف: ص493 . 27. المنجد في الاعلام: ص274 . 28. الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب المعاصرة / الدكتور مانع الجهني: ص15 . الخوارج في العصر الاموي / الدكتور نايف محمود معروف: ص219 . 29. الخوارج اصول وعقائد / حبيب طاهر الشمري: ص160 . معجم الفرق الاسلامية: ص113 . الموسوعة السياسية: ص632 . المنجد في الاعلام: ص274 . 30. الغلو والفرق الغالية: ص282 . 31. المعجم المفصل في الادب / الدكتور محمد التونجي: ج1 ، ص418 . 32. ادب الخوارج في العصر الاموي / سهير القلماوي: 150 . 33. الخوارج / الدكتور ناصر بن عبدالكريم الفعل: ص30 . 34. تاريخ التراث العربي / فؤاد سزكين: ج3 ، ص60 . تاريخ الادب العربي / عمر فروخ: ج1 ، ص491 . البيان والتبيين: ج3 ، ص265 . 35. وردت كلمة «تقي» ، «ولي» بدل «كريم» في مصادر كثيرة . 36. الاشعاع القرآني في الشعر العربي: ص118 . مروج الذهب / المسعودي: ج2 ، ص428 . صبحي الاعشى / احمد القلقشندي: ج13 ، ص226 . شعر العصر الاموي / تدقيق: زهير يازجي: ص5 . تاريخ الادب العربي: ج1 ، ص491 . اعلام الادب / الدكتور عبدالمنعم الخفاجي: ج1 ، ص147 . الوسيط في الادب العربي وتاريخه: ص361 . 37. مروج الذهب: ج2 ، ص435 . الاذكياء / الحافظ عبدالرحمن بن الجوزي: ص239 . الكامل في التاريخ: ج3 ، ص171 . 38. الاعلام: ج5 ، ص70 . 39. مروج الذهب: ص235 . تاريخ الادب العربي: ص490 . 40. شرح ديوان جرير / شرح: تاج الدين شلق: ص12 . 41. ديوان الاخطل / شرح: راجي الاسمر: ص6 . 42. الفواضل: النعم الجسيمة . 43. السيب: العطاء . 44. المن: الفخر بالاحسان . 45. ديوان الاخطل / شرح: راجي الاسمر: ص234 . 46. المطايا: وهي ما يركب من الدواب . 47. الراح: باطن الكف .
|
||||||||
| #9 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل التاسع: فترة العهد العباسي 750- 1258م / 132- 656هــ سقط الامويون في الشام سنة 132ه ، وانتقلت الى بني العباس في بغداد . ويعتبر ابو العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية ، ثم خلفه ابو جعفر المنصور حيث جعل بغداد مركز الخلافة . البيئة الاقتصادية و اهم المراكز الادبية: لقد كانت البيئة الاقتصادية في تلك الفترة جيدة مما فسح مجالا واسعا للترف ، والذي ادى الى انحطاط الاخلاق وتعاطي الناس والامراء المسكرات سرا وعلنا . كما لا يفوتنا ان الامراء العباسيين شجعوا تعدد المذاهب الاسلامية ، وقد انتشرت فلسفة التصوف وعقيدة التناسخ في هذا العصر ، فكانتبغداد والبصرة والكوفة وحلب اهم مراكز الادب العباسي بالاضافة الى المدينة والفسطاط بمصر . وتحدثنا كتب التاريخ بانه نتيجة لهذا الانحطاط تكاثر الجواري والغلمان ، والاسترسال في الخلاعة والمجون والتانق في الطعام واللباس (1) . ظهور ابواب جديدة من الشعر: اما النواحي الجديدة من الشعر فقد ظهرت ابواب جديدة من الشعر الفلسفي والصرفي والتعليمي وقصص الحكايات اضافة الى الشعر الهزلي لابن الحجاج وابن سكر . وقد كثر شعر الزهد والخمر والوصف الذي مال الى وصف الصيد والبركة وانواع الاطعمة والبساتين والقصور . وكذلك قوي شعر المدح والرثاء ، فقد اصبح الشاعر في هذا العصر بوقا للعظماء . كما وان الخطابة ضعفت اضافة الى الشعر السياسي ، وكذلك الغزل العذري ايضا ، وذلك لتفشي الفساد ، ولحق هذا الضعف والهبوط شعر الفخر والحماسة . كما نلاحظ ان الهجاء اصبح اداة للتكسب . ومن ناحية اخرى نرى ان فنون الكتابة قد تعددت فكان منها الرسائل الاخوانية في الشكر والعتاب والتعازي والتهاني والاعتذار والاستعطاف اضافة الى المقالات والمناظرات لابن العميد والقاضي الفاضل في التزامهم في السجع والتحسينات البديعية ، وكذلك العهود والروايات القصصية والمقامات . اهم الشعراء و الكتاب و الفلاسفة و اصحاب المقامات: تم تدوين التاريخ في هذا العصر فعنى اصحابه بالاحداث والسير فتدفقت على العرب سيول الفلسفة اليونانية ، فنبع فيها اعلام بالاضافة الى تاليفهم في الجبر والهندسة والحساب والفلك فظهر مؤلفون في مختلف العلوم نذكر منهم: ابن المقفع - عبد الله - ت سنة 143ه ، وله كتاب الادب الصغير وكتاب الادب الكبير . هشام الكلبي - هشام بن محمد بن السائب - ت سنة146ه ، وله كتاب النسب الكبير او جمهرة الانساب . ابو حنيفة - النعمان بن ثابت - ت سنة 150ه ، وله كتاب الفقه الاكبر . ابن هشام - البصري محمد بن اسحاق - ت سنة 151ه ، وله السيرة النبوية وكتاب الخلفاء . ابن حيان - جابر بن حيان - ت سنة 160ه ، وله مهج النفوس وكتاب الشمس والاستيفاء . ابن برد - بشار بن برد العقيلي - ت سنة 167ه ، توجد له مخطوطة شعرية في المكتبة الآصفية بالهند . السيد الحميري - اسماعيل بن محمد - ت سنة 173ه ، وله ديوان جمعه وحققه هادي شاكر . مالك - مالك بن انس - ت سنة 176ه ، وله كتاب الموطا . الفراهيدي - الخليل بن احمد - ت سنة 180ه ، وله كتاب العروض وكتاب الشواهد والايقاع . ابو يوسف - يعقوب بن ابراهيم - ت سنة 182ه ، وله كتاب الخراج . سيبويه - عمرو بن عثمان - ت سنة 183ه ، وله كتاب سيبويه . رابعة العدوية - ام الخير رابعة بنت اسماعيل توفيتسنة 185ه (ام الخير) كانت من اعيان عصرها ، ومن وصاياها: «اكتموا حسناتكم كما تكتمون سياتكم» الكسائي علي بن حمزة - ت سنة 189ه ، وله كتاب معاني القرآن . ابن الاحنف - العباس بن الاحنف - ت سنة 192ه ، وله ديوان طبع مرات آخرها كان بتحقيق الدكتورة عاتكة الخزرجي . ابو نؤاس - الحسن بن هاني - ت سنة 198ه ، وله ديوان شعر باسمه ، وآخر بعنوان الفكاهة والائتناس . الشافعي - محمد بن ادريس - ت سنة 202ه ، وله كتاب الام . الواقدي - عمرو بن واقد - ت سنة 207ه ، وله المغازي وفتوح الشام . الفراء - يحيى بن زياد - ت سنة 207ه ، وله كتاب المعاني . مسلم بن الوليد - ابو الوليد مسلم - ت سنة 208ه ، وله ديوان شعر يكثر فيه من اللهو ووصف الخمر . ابو العتاهية - اسماعيل بن محمد - ت سنة 211ه ، وله ديوان شعر اكثره في الزهد والمديح . الاصمعي - عبد الملك بن قريب - ت سنة 214ه ، وله الاصمعيات وكتاب رجز العجاج . ابن سعد - محمد بن سعد - ت سنة 220ه ، وله كتاب الطبقات الكبرى . ابو تمام - حبيب بن اوس - ت سنة 232ه ، شاعر واديب ، له ديوان شعر وتصانيف عديدة . محمد بن سلام - محمد بن سلام الجمحي - ت سنة 232ه ، وله طبقات الشعراء . ديك الجن - عبد السلام بن رغبان - ت سنة 235ه ، له ديوان شعر . ابن حنبل - احمد بن حنبل - ت سنة 241ه ، المسند في الحديث . ابن السكيت - يعقوب بن اسحاق - ت سنة 244ه ، وله كتاب اصلاح المنطق وتهذيب الالفاظ . دعبل الخزاعي - محمد بن علي بن رزين - ت سنة 246ه ، وله ديوان شعر وهو شاعر جريء له مواقف شعرية خالدة في حق اهل البيت عليهم السلام . ابن الضحاك - الحسين بن الضحاك - ت سنة 250ه . الكندي - يعقوب بن اسحاق - ت سنة 252ه ، الف كتبا في معظم العلوم ، وله كتاب الفلسفة الاولى . ابو حاتم السجستاني - سهل بن محمد - ت سنة 255ه ، كان عالما باللغة والشعر ، له 32 مؤلفا اشهرها كتاب المعمرين . الجاحظ - عمرو بن بحر - ت سنة 255ه ، وله كتاب البيان والتبيين ، وكتاب الحيوان والبخلاء . القشيري - مسلم بن الحجاج - ت سنة 261ه ، وله كتاب الجامع الصحيح . البخاري - محمد بن ابي الحسن - ت سنة 265ه ، وله كتاب صحيح البخاري . ابن ماجة - محمد بن يزيد - ت سنة 273ه ، وله كتاب سنن ابن ماجة . ابو داود - سليمان بن الاشعث - ت سنة 275ه ، وله كتاب سنن الامام ابي داود . ابن قتيبة الدينوري - عبدالله بن مسلم الدينوري - ت سنة 276ه ، وله كتاب عيون الاخبار ، وكتاب الشعر والشعراء . اليعقوبي - احمد بن ابي يعقوب - ت سنة 278ه ، كان رحالة ، وله كتاب البلدان وتاريخ اليعقوبي . البلاذري - احمد بن يحيى - ت سنة 279ه ، وله كتاب فتوح البلدان . الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة - ت سنة 279ه ، وله كتاب جامع الصحيح . ابن طيفور - احمد بن ابي طاهر - ت سنة 280ه ، وله تاريخ بغداد ، وكتاب المنثور وبلاغات النساء . ابن الرومي - علي بن العباس - ت سنة 283ه ، وله ديوان شعر ، اشتهر بالهجاء والرثاء . البحتري - الوليد بن عبيد - ت سنة 284ه ، وله كتاب الحماسة ، واشتهر بالوصف. ابو العباس بن المبرد - محمد بن يزيد - ت سنة 285ه ، وله الكامل ، وكتاب التعازي والمراثي والمقتضب . الناشئ الاكبر - عبد الله بن محمد - ت سنة 293ه ، له قصيدة في اربعة آلاف بيت وبقافية واحدة ، وله تصانيف عديدة . ابن المعتز - عبد الله بن المعتز - ت سنة 296ه ، وله كتاب البديع . النسائي احمد بن علي - ت سنة 303ه ، وله كتاب سنن النسائي . الطبري - محمد بن جرير - ت سنة 310ه ، وله اخبار الرسل والملوك ، وكتاب التفسير الكبير . ابو زيد البلخي - احمد بن سهل - ت سنة 322ه ، وله كتاب صور الاقاليم . ابن دريد - محمد بن الحسن الازدي - ت سنة 323ه ، وله كتاب الجمهرة في اللغة . ابن عبد ربه - احمد بن محمد - ت سنة 328ه ، صاحب كتاب العقد الفريد وديوان شعر . ابن بابويه - علي بن الحسين - ت سنة 329ه ، وله فقه الرضا وكتاب رسالة ابنبابويه. الكليني - محمد بن يعقوب - ت سنة 329ه ، وله اصول الكافي . ابو بكر الصولي - محمد بن يحيى - ت سنة 335ه ، وله كتاب الاوراق في اخبار آل العباس واشعارهم . ابو قاسم الزجاجي - عبد الرحمن بن اسحاق سنة 337ه ، وله كتاب الجمل الكبرى في النحو . قدامة بن جعفر - قدامة بن جعفر بن قدامة - ت سنة 337ه ، وله كتاب نقد الشعر ، وكتاب نقد النثر والخراج . الفارابي - محمد بن محمد بن طرخان - ت سنة 339ه ، كان فيلسوفا ، وله كتاب السيرة الفاضلة ورسالة العقل . المسعودي - علي بن الحسين - ت سنة 346ه ، وله مروج الذهب واخبار الزمان والتنزيه والاشراف . المتنبي - احمد بن الحسين الجعفي - ت سنة 354ه ، وله ديوان باسمه ، واشتهر بالمدح والوصف والحكم . ابو الفرج الاصفهاني - علي بن الحسين بن محمد - ت سنة 356ه ، وله كتاب الاغاني ، ومقاتل الطالبيين . ابو الفراس الحمداني - الحارث بن سعيد - ت سنة 357ه ، وله ديوان شعر . الطبراني - سليمان بن احمد - ت سنة 360ه ، وله المعجم الكبير . ابن العميد - محمد بن الحسين - ت سنة 360ه ، وله رسائل في النصح والعقاب . السري الرفاء - السري بن احمد الكندي - ت سنة 366ه ، وله ديوان شعر . ابو القاسم الآمدي - الحسن بن بشر - ت سنة 371ه ، له كتاب الموازنة بين الطائيين ابي تمام والبحتري في الشعر . الصدوق - محمد بن علي بن بابويه - ت سنة 381ه ، وله كتاب من لا يحضره الفقيه ، والمقنع ، والهداية ، وعلل الشرائع . الخوارزمي - محمد بن العباس - ت سنة 383ه ، كان كاتبا وشاعرا ، ولم يصلنا من آثاره الا رسائله . ابو اسحاق الصابي - ابراهيم بن هلال - ت سنة 384ه ، وله رسائل الصابي . ابو علي التنوخي - محسن بن علي - ت سنة 384ه ، وله كتاب الفرج بعد الشدة . الصاحب بن عباد - اسماعيل بن العباد - ت سنة 385ه ، بالاضافة الى ديوانه فله كتب اهمها: الفرق بين الضاد والظاء . ابن النديم - محمد بن اسحاق - ت سنة 385ه ، وله الفهرست ابو الحسن الانباري محمد بن عمر بن يعقوب - ت سنة 390ه . ابن جني - ابو الفتح عثمان - ت سنة 392ه ، وله كتاب الخصائص في النحو . القاضي الجرجاني - علي بن العزيز - ت سنة 392ه ، وله عدة تصانيف اهمها الوساطة بين المتنبي وخصومه . ابو الهلال العسكري - الحسن بن عبد الله - ت سنة 395ه ، وله ديوان المعاني ، وجمهرة الامثال . بديع الزمان - احمد بن الحسين - ت سنة 398ه ، وله رسائل باسمه . ابو الفتح البستي - علي بن محمد - ت سنة 400ه ، ولهديوان ، واشتهر بقصيدته النبوية . الشريف الرضي - محمد بن الطاهر - ت سنة 406ه ، وله خصائص الائمة ، وحقائق التنزيل ، وديوان شعر . الشيخ المفيد - محمد بن محمد بن النعمان - ت سنة 413ه ، له كتاب الارشاد ، والمقنعة ، والافصاح . ابو اسحاق الثعلبي - احمد بن ابراهيم - ت سنة 427ه ، وله كتاب عرائس المجالس . ابو النصر العتبي - محمد بن عبد الجبار - ت سنة 427ه ، وله كتاب اليميني . ابن سينا - ابو علي الحسين بن عبد الله - ت سنة 428ه ، وله المفيد في الطب ، والنجاة ، رسائل ابن سينا . مهيار الديلمي - مهيار بن مرزويه - ت سنة 428ه ، وله ديوان شعر مرتب على الحروف . ابو منصور الثعالبي - عبد الملك بن محمد - ت سنة 429ه ، وله يتيمة الدهر ، ولطائف المعارف ، وفقه اللغة . الشريف المرتضى - علي بن الطاهر - ت سنة 436ه ، وله نهج البلاغة ، والانتصار وديوان علم المرتضى . البيروني - محمد بن احمد - ت سنة 440ه ، وله الآثار الباقية ، وتاريخ الهند . ابو العلاء المعري - احمد بن عبد الله - ت سنة 449ه ، له ثلاثة دواوين: لزوم ما لا يلزم ، وسقط الزند ، وضوء السقط . ابن رشيق القيرواني - الحسن بن رشيق - ت سنة 456ه ، وله كتاب العمدة وقراضة الذهب . البيهقي - احمد بن الحسين - ت سنة 458ه ، وله دلائل النبوة . الطوسي - محمد بن الحسن - ت سنة 460ه ، وله الاستبصار وكتاب اختيار الرجال . ابن زيدون - احمد بن عبد الله - ت سنة 463ه ، وله ديوان شعر ، ومجموعة من الرسائل . الخطيب البغدادي - احمد بن علي - ت سنة 463ه ، وله تاريخ بغداد ، وتقييم العلم ، والبداية والنهاية . الجرجاني - عبد القاهر بن عبد الرحمن - ت سنة 471ه ، له اسرار البلاغة ، ودلائل الاعجاز . الزوزني - الحسين بن علي بن احمد - ت سنة 486ه ، وله المصادر وترجمان القرآن وشروح المعلقات . السرخسي - محمد بن احمد السرخسي - ت سنة 490ه ، وله اصول السرخسي . الراغب الاصفهاني - الحسين بن محمد - ت سنة 502ه ، وله محاضرات الادباء ومفردات الفاظ القرآن . الغزالي - محمد بن محمد - ت سنة 502ه ، وله كتاب البسيط ومقاصد الفلاسفة . الطغرائي - الحسين بن علي - ت سنة 514ه ، كان نابغة عصره في النظم والنثر ، وله ديوان شعر كبير . الحريري - قاسم بن علي - ت سنة 516ه ، صاحب المقامات ، وله درة الغواص ، وديوان شعر . الزمخشري - محمود بن عمر بن محمد - ت سنة 538ه ، وله الكشاف ، وكتاب اساس البلاغة . ابن العربي - محمد بن عبد الله - ت سنة 543ه ، وله احكام القرآن ، والناسخ والمنسوخ ، والمسالك . الشهرستاني - محمد بن ابي القاسم - ت سنة 548ه ، ولهالمللوالنحل ، والمناهج والبينات . الطبرسي - الفضل بن الحسن بن الفضل - ت سنة 548ه ، وله مجمع البيان ، مع الجامع والنور المبين . ابن عساكر - علي بن الحسن بن هبة الله - ت سنة 57ه ، كان محدث الشام ، وله تاريخ مدينة دمشق . الراوندي - قطب الدين سعيد بن هبة الدين - ت سنة 573ه ، وله كتاب فقه اللغة . ابن رشد - محمد بن احمد - ت سنة 595ه ، وله شروح على الكتب الاوسطية والكليات على الطب . القاضي - الفاضل عبد الرحيم البيساني - ت سنة 596ه ، وله ديوان لا يزال مخطوطا ، وله عدة رسائل . ابن الجوزي - عبد الرحمن بن علي - ت سنة 597ه ، وله كتاب تذكرة الاريب ، وكتاب المغني في التفسير ، والمنتظم في تاريخ الملوك والامم . فخر الدين الرازي - محمد بن عمر بن حسين - ت سنة 606ه ، وله التفسير الكبير . ياقوت الحموي - ياقوت بن عبد الله - ت سنة 626ه ، وله معجم البلدان ، ومعجم الادباء . السكاكي - يوسف بن ابي بكر بن محمد - ت سنة 626ه ، وله مفتاح العلوم ، ومصحف الزهرة . ابن الفارض - عمر بن علي بن مرشد - ت سنة 632ه ، وله ديوان شعر تم شرحه من قبل البوريني والنابلسي . ابن الاثير - ضياء الدين نصر الله - ت سنة 637ه ، له عدة تصانيف اشهرها المثل السائر واسد الغابة . ابن العربي - محيي الدين ابن العربي - ت سنة 638 ، وله الفتوحات المكية ومفاتيح الغيب . ابن بي الحديد - عبد الحميد بن هبة الله - ت سنة 655ه ، وله شرح نهج البلاغة ، وديوان شعر ، والقصائد السبعة . البهاء زهير - زهير بن محمد - ت سنة 656ه ، وكان من فضلاء عصره ، وله ديوان باسمه . بشار بن برد ولد بشار بن برد سنة 91ه في البصرة من اب فارسي الاصل ، ونشا اعمى حاد الذكاء ، وكان يقول: «الحمد لله الذي ذهب ببصري لئلا ارى ما ابغض» (2) ، نظم الشعر وهو طفل (3) ، قال الاصمعي عنه: بشار خاتمة الشعراء ، والله لو ان ايامه تاخرت لفضلته على كثير منهم (4) . لقد اتصف شعره بتنوع الاغراض وضروب الشعر ، لكنه برع في الغزل والهجاء والوصف والحكمة; اذ يقول: اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا او صل اخاك فانه مقارف ذنب مرة ومجانبه اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها كفى المرء نبلا ان تعد معائبه (5) قلنا ان بشار نشا ضريرا لذا نجده يقول بان الجمال يعرف من طريق الاذن مثلما يعرف بالعين ، فيقول: يا قوم اذني لبعض الحي عاشقة والاذن تعشق قبل العين احيانا قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم الاذن كالعين توفي القلب ما كانا (6) واخيرا اتهم بشار بالزندقة وقتل في البصرة سنة 167ه . السيد الحميري هو اسماعيل بن محمد بن يزيد الحميري ، ولد سنة 105ه ، ويروى ان ابوي السيد كانا اباضيين (7) . انتقل منذ صباه الى مذهب الكيسانية (8) ، وهم اصحاب المختار بن ابي عبيد الذين يدعون بامامة محمد بن الحنفية (9) ، اخو الامامين الحسن والحسين عليهما السلام ، ثم هداه الامام الصادق عليه السلام ، والسيد الحميري شاعر مطبوع ، ولشعره متانة ورونق ، وقد مدح آل هاشم عامة ، ومدح الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (وابنائه خاصة) ; اذ قال عنه بشار بن برد: «لولا ان هذا الرجل شغل بمدح بني هاشم ، لشغلنا ، ولو شاركنا في مذهبنا لاتعبنا» ، ويقال: ان اكثر الناس شعرا في الجاهلية والاسلام ثلاثة: بشار ، وابو العتاهية ، والسيد الحميري (10) نستنتج ان السيد كان من «الشعراء المشهورين» (11) . للسيد الحميري قصائد كثيرة ، ومما قاله في حق بيت الرسالة اهل البيت عليهم السلام: بيت الرسالة والنبوة والذي -ن نعدهم لذنوبنا شفعاء الطاهرين الصادقين العالمي -ن العارفين السادة النجباء اني علقتبحبلهم متمسكا ارجو بذاك من الاله رضاء اسواهم ابغي لنفسي قدوه لا والذي قطر السماء سماء من كان اول من اباد بسيفه كفار بدر واستباح دماء من انزل الرحمن فيهم هل اتى لما تحدوا للنذور وفاء من خمسة جبريل سادسهم وقد مد النبي على الجميع عباء ××××× من ذا بخاتمه تصدق راكعا فاثابه ذو العرش عنه ولاء يا راية جبريل سار امامها قدما واتبعها النبي دعاء الله فضله بها ورسوله والله ظاهر عنده الآلاء من ذا تشاغل بالنبي وغسله وراى عن الدنيا بذاك عزاء ××××× من كان اعلمهم واقضاهم ومن جعل الرعية والرعاء سواء من كان باب مدينة العلم الذي ذكر النزول وفسر الانباء من كان اخطبهم وانطقهم ومن قد كان يشفي قوله البرحاء ××××× من كان انزعهم من الاشراك او للعلم كان البطن منه خفاء من ذا الذي امروا اذا اختلفوا بان يرضوا به في امرهم قضاء من قيل لولاه ولولا علمه هلكوا وعانوا فتنة صماء من كان ارسله النبي بسورة في الحج كانت فيصلا وقضاء من ذا الذي اوصى اليه محمد يقضي العدات فانفذ الايصاء من ذا الذي حمل النبي برافة ابنيه حتى جاوز الغمصاء من قال نعم الراكبان هما ولم يكن الذي قد كان منه خفاء من ذا مشى في لمع برق ساطع اذ راح من عند النبي عشاء (12) قيل ان شاعرنا مر بقوم يتناظرون في التفضيل فوقف وانشا يقول: اقول لاهل العمى الحائرينا من السامريين والناصبينا وجيراننا الطاعنين الذين علي خير من دب نفسا ودينا سوى الانبياء مع الاوصياء مع الاولين مع الآخرينا لعمري لئن كان للسابقين وسيلة فضل على التابعينا لقد كان للسابق السابقين عليهم من الفضل ما تدعونا فقد جرتم وتكذبتم على ربنا كذب المفترينا كذاك ورب منى والذي بكعبته طوف الطائفونا فقد فضل الله آل الرسول كفضلالرسول على العالمينا (13) التقى السيد الحميري بالامام الصادق عليه السلام بمكة ايام الحج فناظره والزمه الحجة ، وهداه الى الحق ، مما يؤيد رجوعه عن مذهب الكيسانية وذلك بقصيدته المشهورة في هذه المناسبة: تجعفرت باسم الله والله اكبر وايقنت ان الله يعفو ويغفر ويثبت مهما شاء ربي بامره ويمحو ويقضي في الامور ويقدر (14) ونلاحظ ان اكثر شعر السيد الحميري (كما في ديوانه) هو في مدح اهل البيت عليهم السلام وقصائده مذكورة في كتاب الغدير للعلامة الاميني واعيان الشيعة ، وفي قصيدة اخرى يقول: اذا انا لم احفظ وصاة محمد ولا عهده يوم الغدير المؤكدا فاني كمن يشري الضلالة بالهدى تنصر من بعد الهدى وتهودا تتم صلاتي بالصلاة عليهم وليست صلاتي بعد ان اتشهدا بكاملة ان لم اصل عليهم وادع لهم ربا كريما ممجدا بذلت لهم ودي ونصحي ونصرتي مدى الدهر ماسميتياصاح سيدا (15) توفي السيد الحميري عام 173ه (16) ، وقيل: سنة 179ه (17) ، كما يؤكد البعض الآخر انه توفي سنة 178ه (18) . ابو العتاهية ولد اسماعيل بن القاسم في عين التمر بالعراق سنة 130ه ، ونشا بالكوفة ، وقصد بغداد ، واتصل بالمهدي ومدحه ثم اتصل بالهادي ، واخيرا اتصل بهارون الرشيد . امتاز شعر ابي العتاهية بالزهد والموعظة اولا ، وبالرثاء والهجاء والمدح والوصف والحكم والامثال والغزل ثانيا . كان شعره سهل الالفاظ ، قليل التكلف حيث قال عن نفسه: «لو شئت ان اجعل كلامي كله شعرا لفعلت» (19) . قال وهو يبكي شبابه: بكيت على الشباب بدمع عيني فلم يغن البكاء ولا النحيب الا ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما فعل المشيب (20) عريت من الشباب وكان غضا كما يعرى من الورق القضيب ونراه يتغزل بعتبة: عيني على عتبة منهلة بدمعها المنسكب السائل كانها من حسنها درة (21) اخرجها اليم (22) الى الساحل كان في فيها (23) وفي طرفها (24) سواحرا اقبلن من بابل (25) بسطت كفي نحوكم سائلا ماذا تردون على السائل ان لم تنيلوه فقولوا له قولا جميلا بدل النائل (26) يا من راى قبلي قتيلا بكى من شدة الوجد على القاتل (27) ومن الامثال والحكم السائرة في شعر ابي العتاهية: انت ما استغنيت عن صا حبك الدهر اخوه فاذا احتجت اليه ساعة مجك فوه ××× ما يحزر المرء من اطرافه طرفا الا تخونه النقصان من طرف ××× يصاد فؤادي حين ارمى ورميتي تعود الى نحري ويسلم من ارمي ××× ولرب شهوة ساعة قد اورثتحزنا طويلا ××× ان كان لا يغنيك ما يكفيكا فكل ما في الارض لا يغنيكا (28) وله قصيدة بعنوان الهي لا تعذبني: الهي! لا تعذبني، فاني مقر بالذي قد كان مني! فما لي حيلة، الا رجائي لعفوك، ان عفوت، وحسن ظني وكم من زلة لي في الخطايا، وانت علي ذو فضل ومن اذا فكرت في ندمي عليها، عضضت اناملي، وقرعتسني! اجن بزهرة الدنيا جنونا، واقطع طول عمري بالتمني ولو اني صدقت الزهد عنها، قلبت لاهلها ظهر المجن يظن الناس بي خيرا، واني لشر الخلق، ان لم تعف عني (29) وله وقفة على القبور: يا معشر الاموات، يا ضيفان تر ب الارض كيف وجدتم طعم الثرى اهل القبور محا التراب وجوهكم اهل القبور تغيرت تلك الحلى ااخي لم يقك المنية اذ اتت ما كان اطعمك الطبيب وما سقى ااخي، كيف وجدت مس خشونة الم -اوى وكيف وجدت ضيق المتكا (30) وقال في التزهيد في الدنيا: لدوا للموت وابنوا للخراب، فكلكم يصير الى تباب (31) لمن نبني ؟ ونحن الى تراب نصير، كما خلقنا من تراب الا يا موت، لم ار منك بدا اتيت وما تحيف (32) وما تحابي (33) كانك قد هجمت على مشيبي كما هجم المشيب على الشباب (34) وحسبك شاهدا عندما راى شاعرنا تبذير اموال الرعية من قبل حكام العصر العباسي هب قائلا: اين القرون الماضية ؟ تركوا المنازل خاليه فاستبدلتبهم ديا رهم الرياح الهاويه وتشتتت عنها الجمو ع، وفارقتها الغاشيه فاذا محل للوحو ش، وللكلاب العاويه درجوا فما ابقت صرو ف الدهر منهم باقيه لم يبق منهم بعدهم الا العظام الباليه ×××× والدهر لا يبقى علي ه الشامخات الراسيه يا عاشق الدار التي ليست له بمؤاتيه احببت دارا لم تزل عن نفسها لك ناهيه ااخي فارم محاسن الد نيا بعين قاليه واعص الهوى فما دعا ك له، فبئس الداعيه اترى شبابك عائدا من بعد شيبك ثانيه ؟ ×××× يا دار ما لعقولنا مسرورة بك، راضيه ؟ انا لنعمر فيك نا حية ونترك ناحيه ما نرعوي للحادثا ت ولا الخطوب الجاريه والله لا تخفى علي ه من الخلائق خافيه عجبا لنا ولجهلنا ان العقول لواهيه ان العقول لذاهلا ت غافلات لاهيه ×××× افلا نبيع محلة تفنى، باخرى باقيه ؟ نصبو الى دار الغرو ر ونحن نعلم ماهيه من مبلغ عني الاما م نصائحا متواليه ؟ اني ارى الاسعار اس عار الرعية، غاليه وارى المكاسب نزرة وارى الضرورة فاشيه وارى اليتامى والارا مل في البيوت الخاليه ×××× من بين راج لم يزل يسمو اليك وراجيه يرجون رفدك كي يروا مما لقوه العافيه من يرتجى للناس غي رك للعيون الباكيه ؟ من للبطون الجائعا ت وللجسوم العاريه ؟ يا ابن الخلائف لا فقد ت، ولا عدمت العافيه ان الاصول الطيبا ت لها فروع زاكيه القيت اخبارا الي ك، من الرعية شافيه (35) وفي مكان آخر يذكر عظمة الخالق فيقول: فيا (36) عجبا كيف يعصىالاله ام كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد وفي كل شيء له آية تدل على انه الواحد (37) وقال فيمن غرته الدنيا وافضتبه الى الهلاك: مسكين من غرت الدنيا بآماله فكم تلاعبت الدنيا بامثاله استغن بالله عمن كنت تساله فالله افضل مسؤول لسؤاله (38) توفي ابو العتاهية سنة 210ه . ابو نؤاس هو الحسن بن هاني ، ولد في الاهواز سنة 140ه ، ونشا في البصرة ، ثم توجه الى الكوفة وبغداد واتصل بالرشيد فالامين ومدحهما . وله ديوان يحتوي على ثلاثة عشر الف بيت في المديح والرثاء والوصف والعتاب والهجاء والزهد والخمريات والغزل اضافة الى باب نقائضه مع الشعراء ، ومن شعره: دع عنك لومي فان اللوم اغراء وداوني بالتي كانت هي الداء (39) ومن شعره الذي ذكر فيه الوقوف والبكاء ووصف الديار بقوله: قف بربع الظاعنينا وابك ان كنتحزينا واسال الدار متى فارقت الدار القطينا قد سالناها وتابى ان تجيب السائلينا (40) وفي مكان آخر يذكر الدار والايام فيقول: يا دار ما فعلتبك الايام ضامتك والايام ليس تضام عرم الزمان على الذين عهدتهم بك قاطنين وللزمان عرام (41) ومما يدل على حسن عقيدته قوله: ايا من ليس لي منه مجير بعفوك من عذابك استجير انا العبد المقر بكل ذنب وانت السيد المولى الغفور فان عذبتني فبسوء فعلي وان تغفر فانتبه جدير افر اليكم منك واين الا اليك يفر منك المستجير (42) وقد روى الشافعي قال: دخلت على ابي نؤاس فقلت له: ما اعددت لآخرتك ؟ فقال: تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك اعظما (43) وله ايضا في حق الامام الرضا عليه السلام حيثيروى انه تاب في آخر عمره: قيل لي انت اوحد الناس طرا (44) في فنون من الكلام النبيه فعلىم تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه قلت لا اهتدي لمدح امام كان جبريل خادما لابيه (45) ومن قوله عندما حضرته الوفاة دعا بدواة وقرطاس وكتب: يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمتبان عفوك اعظم ان كان لا يدعوك الا محسن فمن الذي يرجو ويدعو المجرم ادعوك ربي كما امرت تضرعا فاذا رددت يدي فمن ذا يرحم مالي اليك وسيلة الا الرجا وجميل عفوك ثم اني مسلم (46) حدث من شاهد ابا نؤاس لما حج جعل يلبي بشعر حتى اجتمع به كل من سمعه وجعل يقول: الهنا: ما اعدلك! مليك كل من ملك لبيك، قد لبيت لك لبيك ان الحمد لك والملك، لا شريك لك ما خاب عبد سالك انت له حيثسلك لولاك يا رب هلك لبيك ان الحمد لك والملك لا شريك لك كل نبي وملك وكل من اهل لك وكل عبد سالك سبح او لبى، فلك لبيك ان الحمد لك والملك لا شريك لك والليل لما ان حلك والسابحات في الفلك على مجاري المنسلك يا مخطئا ما اغفلك عجل وبادر اجلك واختم بخير عملك لبيك ان الحمد لك والعز لا شريك لك والملك لا شريك لك والحمد والنعمة لك (47) ×××× احقا منك انك لن تراني على حال، واني لن اراكا ؟ وانك غائب في بطن لحد وما قد كنت تعلوه علاكا فلا ضحكت، وقد غيبت، سني ولا رقات مدامع من سلاكا (48) وقيل وجدت هذه الابيات مكتوبة على قبره: وعظتك اجداث (49) صمت (50) ونعتك ازمنة خفت (51) وتكلمت عن اوجه تبلى، وعن صور سبت (52) وارتك قبرك في القبو ر، وانتحي لم تمت (53) توفي ابو نؤاس في بغداد سنة 198ه . دعبل الخزاعي هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي ، ولد في الكوفة سنة 148ه ، عاصر الائمة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام . عاش دعبل وتربى في اجواء اسرة موالية لاهل البيت عليهم السلام ومحبة لها ، فهو شاعر شيعي ملتزم شجاع فصيح ، ومن شجاعته تحدى الخلفاء العباسيين علنا وهجاهم ، وقد ضل بسبب سلاطة لسانه وهجائه يعيش الاضطهاد ، ومن شجاعته قال: احمل خشبتي على كتفي . . . لاجد من يصلبني عليها» (54) فاذا كان هذا قوله فمن اين ياتيه الخوف ؟ يروي صاحب الاغاني ان دعبلا كان يقول: لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب براسه فبكى (55) ويذكر التاريخ ان المتوكل منع الناس من زيارة قبر الامام الحسين عليه السلام فقال دعبل كلمته المشهورة: زر خير قبر بالعراق يزار واعصي الحمار فمن نهاك حمار (56) لقد وضع صوته عاليا ينعى على الرشيد الذي بلغ بجوره وظلمه ما لم يبلغه الامويون من قتل ائمة المسلمين وعلمائهم الصالحين حيثيقول: قتل واسر وتحريق ومنهبة فعل الغزاة بارض الروم والخزر ارى امية معذورين ان قتلوا ولا ارى لبني العباس من عذر ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما علىالزكي بقربالرجس من ضرر (57) دعبل الخزاعي له اشعار كثيرة ليس بالمدح السياسي فقط وانما قال الغزل اللطيف والرثاء ، فهو شاعر مطبوع ، وكان هجاؤه لم يسلم منه احد من الخلفاء ولا من الوزراء (58) . ومن اشهر شعره قصيدته التائية التي قالها في خراسان عند الامام الرضا عليه السلام: بكيت لرسم الدار من عرفات واذريت دمع العين بالعبرات (59) مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات (60) لآل رسول الله بالخيف (61) من منى وبالبيت والتعريف والجمرات ديار لعبد الله بالخيف من منى وللسيد الداعي الى الصلوات ديار علي والحسين وجعفر وحمزة والسجاد ذي الثفنات ديار لعبد الله والفضل صنوه نجي رسول الله في الخلوات وسبطي رسول الله وابني وصيه ووارث علم الله والحسنات منزل وحي الله ينزل بينها على احمد المذكور في السورات منازل قوم يهتدى بهداهم فتؤمن منهم زلة العشرات ×××× منازل كانت للصلاة وللتقى وللصوم والتطهير والحسنات منازل جبريل الامين يحلها من الله بالتسليم والرحمات منازل وحي الله معدن علمه سبيل رشاد واضح الطرقات منازل لا تيم يحل بربعها ولا ابن صهاك فاتك الحرمات ديار عفاها كل جون مبادر ولم تعف للايام والسنوات فيا وارثي علم النبي وآله عليكم سلام دائم النفحات قفا نسال الدار التي خف اهلها متى عهدها بالصوم والصلوات واينالاولى شطتبهم غربة النوى افانين في الآفاق مفترقات هم اهل ميراث النبي اذا اعتزوا وهم خير سادات وخير حماة لقد آمنت نفسي بكم في حياتها واني لارجو الامن عند مماتي ××××× اذا لم نناجي الله في صلواتنا باسمائهم لم تقبل الصلوات اذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ويوم حنين اسبلوا العبرات فكيف يحبون النبي ورهطه وهم تركوا احشاءنا وغرات فان لم تكن الا بقربى محمد فهاشم اولى من هن وهنات افاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات اذن للطمت الخد فاطم عنده واجريت دمع العين في الوجنات افاطم قومي يابنة الخير واندبي نجوم سماوات بارض فلاة قبور بكوفان، واخرى بطيبة واخرى بفخ نالها صلواتي واخرى بارض الجوزجان محلها وقبر بباخمرى لدى الغربات وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمان في الغرفات ×××× قبور ببطن النهر من ارض كربلا معرسهم منها بشط فرات توفوا عطاشا بالفرات فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي وآل رسول الله تسبى حريمهم وآل زياد آمنوا السربات وآل زياد في القصور مصونة وآل رسول الله في الفلوات الى الله اشكو لوعة عند ذكرهم سقتني بكاس الذل والقطعات وان فخروا يوما اتوا بمحمد وجبريل والفرقان والسورات وعدوا عليا ذا المناقب والعلا وفاطمة الزهراء خير بنات وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى وجعفرا الطيار في الحجبات هم منعوا الآباء من اخذ حقهم وهم تركوا الابناء رهن شتات وهم عدلوها عن وصي محمد فبيعتهم جاءت عن الغدرات ××××× ملامك في اهل النبي فانهم احباي ما عاشوا واهل ثقاتي تخيرتهم رشدا لامري، فانهم على كل حال خيرة الخيرات نبذت اليهم بالمودة صادقا وسلمت نفسي طائعا لولاتي فيا رب زدني من يقيني بصيرة وزد حبهم يا رب في حسناتي سابكيهم ما حج لله راكب وما ناح قمري على الشجرات فيا عين بكيهم، وجودي بعبرة فقد آن للتسكاب والهملات لقد حفت الايام حولي بشرها واني لارجو الامن بعد وفاتي ارى فيئهم في غيرهم متقسما وايديهم من فيئهم صفرات فكيف اداوي من جوى لي والجوى امية اهل الفسق والتبعات فآل رسول الله نحف جسومهم وآل زياد حفل القصرات ×××× سابكيهم ما ذر في الارض شارق ونادى منادي الخير بالصلوات وما طلعتشمس وحان غروبها وبالليل ابكيهم، وبالغدوات وآل رسول الله تدمى نحورهم وآل زياد آمنوا السربات اذا وتروا مدوا الى واتريهم اكفا عن الاوتار منقبضات فلولا الذي ارجوه في اليوم اوغد لقطع قلبي اثرهم حسرات خروج امام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات ساقصر نفسي جاهدا عن جدالهم كفاني ما القى من العبرات فيا نفس طيبي ثم يا نفس ابشري فغير بعيد كل ما هو آت (62) ×××× توفي دعبل الخزاعي سنة 246ه (63) . البحتري هو ابو عبادة الوليد بن عبيدالله بن يحيى البحتري الطائي (64) ، ولد في نبجبسوريا سنة 206ه . كان فصيحا نقي الكلام وشعره صقيل وحلو الالفاظ سلس الاسلوب وسهل التراكيب ، وكان يتجنب التعقيد . اعتبره اكثر الادباء بانه شيخ الصناعة واحسن الشعراء براعة في ذكر الطيف والخيال حيث كثر في ديوانه الغزل والوصف والهجاء فامتاز بحسن السبك ، واكثر في وصف مظاهر الطبيعة ، وكذلك قال الرثاء والفخر والحكم فهو يحسن المديح ويجيد العتاب ، حيثيقول: لوت بالسلام بيانا خضيبا ولحظا يشوق الفوآد الطروبا اكذب ظني بان قد سخطت وما اعهد ظني كذوبا ولو لم تكن ساخطا لم اكن اذم الزمان واشكو الخطوبا ولا بد من لومة اتنحى عليك بها مخطئا او مصيبا وما كان سخطك الا الفراق افاض الدمع واشجى القلوبا ساصبر حتى الاقي رضاك اما بعيدا واما قريبا (65) لقد اعترف المتنبي بشاعرية البحتري حيث قال: «انا وابو تمام حكيمان والشاعر البحتري» (66) ، وعن ابي العباس المبرد قال: «سالني عبيد الله بن سليمان عن ابي تمام والبحتري فقلت: ابو تمام يعلو علوا رفيعا ، ويسقط سقوطا قبيحا ، والبحتري احسن الرجلين نمطا واعذب لفظا» (67) . واعتبر البحتري احد الثلاثة الذين كانوا اشعر ابناء عصرهم حيث; «قيل لابي العلاء المعري: اي الثلاثة اشعر ؟ فقال: المتنبي وابو تمام حكيمان ، وانما الاعر البحتري» (68) . توفي البحتري سنة 284ه (69) ، وقيل: سنة 285ه (70) . الصاحب بن عباد ولد اسماعيل بن عباد بن العباس عام 326ه (71) . قال ابو منصور الثعالبي في كتابه اليتيمة: «ليست تحضرني عبارة ارضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب ، وجلالة شانه في الجود والكرم» (72) . كان مجلسه «محط رحال الادباء والشعراء» (73) . وهو القائل: «وها انا منذ عشرين سنة كنت اجالس الشعراء واكابر الادباء واباحث الفضلاء» (74) . فشاعرنا يعتبر من «نوادر الدهر علما وفضلا ورايا» (75) ، «واحسانا» (76) . اجاد الصاحب في «شعره كما هو في نثره» (77) فكان شاعرا مترسلا ، ويمتاز شعره «بالعذوبة والرقة» (78) ، ترك لنا في التاليف والتصنيف آثارا قيمة نذكر منها: - المحيط في اللغة . - الكشف عن مساوئ شعر المتنبي . - ديوان شعره . - كتاب الوزارة . - الكافي في فنون الكتاب . - التذكرة في الاصول الخمسة (79) . - الاقناع في القروض . - ديوان رسائله (80) . - رسالة في الطب . - كتاب الزيدية . - الفرق بين الصاد والطاء (81) . - كتاب التعليل . - كتاب الانوار . - كتاب الامامة . - كتاب الشواهد . - كتاب الفصول المهذبة . - كتاب نهج السبيل . - كتاب نقض العروض . - كتاب علم الكلام (82) . لقد ابدع شاعرنا في فنون الشعر ، فقد جمع ديوانه اكثر الاغراض الفنية ، فله قصيدة تبلغ (52) بيتا خالية من حرف الالف ، قالها في حق امير المؤمنين علي عليه السلام: قد ظل يجرح صدري من ليس يعذره فكري ظبي بصفحة بدر يزهو به مطر شعر يغري همومي بقلبي فكم يجور ويغري (83) ومن شعره ايضا: حب علي بن ابي طالب احلى من الشهدة للشارب لا تقبل التوبة من تائب الا بحب ابن ابي طالب (84) ثم ذكر عقيلة النساء عليها السلام ، وام الابناء وجالبة الاصهار والاولاد الاطهار; اذ يقول: فلو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال وما التانيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال فالدنيا مؤنثة والرجال يخدمونها ، والسماء مؤنثة وقد زينتبالكواكب ، والنفس مؤنثة وبها قوام الابدان ، والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف الاجسام ، والجنة مؤنثة وبها وعد المتقون (85) . ثم ننتقل الى قصيدته اللامية التي اودع فيها خلاصة آرائه في اصول الدين بالاضافة للحوار الرقيق الذي ينطلق في تمجيده للرسول صلى الله عليه وآله وذكر فضائل اهل البيت عليهم السلام ، وبالنظر لاهمية ما تتضمنه هذه القصيدة من افكار وآراء فقد حظيتبالاهتمام الزائد على مر العصور وشرحت من قبل مختصين كثيرين ، وقد ارتايت ان انقل مقاطع من هذه القصيدة الفريدة: قالت: اباالقاسم استخففت (86) بالغزل فقلت: ما ذاك من همي ولا شغلي قالت: اريد اعتذارا منك تظهره فقلت: عذرا وما اخشى من العذل قالت: فكيف عرفت الحق هات به فقلت: بالفكر في الاقوال والعلل قالت: فمنصاحبالدينالحنيف اجب فقلت: احمد خير السادة الرسل قالت: فهل معجز وافى الرسول به قلت: القرآن وقد اعيا على الاول قالت: فمن بعده يصفى الولاء له قلت: الوصي الذي اربى على زحل ××××× قالت: فهل احد في الفضل يقدمه فقلت: هل هضبة ترقى على جبل قالت: فمن اول الاقوام صدقه فقلت: من لم يصر يوما الى هبل قالت: فمن بات من فوق الفراش فدى فقلت: اثبتخلق الله في الوهل قالت: فمن فاز في بدر يمفخرها فقلت: اضرب خلق الله للقلل قالت: فمن ساد يوم الروع من احد فقلت: من هالهم باسا ولم يهل قالت: فمن فارس الاحزاب يفرسها فقلت: قاتل عمرو الضيغم البطل ×××× قالت: فخيبر من ذا هد معقلها فقلت: سائق اهل الكفر في عقل قالت: فيوم حنين من برى وفرى فقلت: حاصد اهل الشرك في عجل قالت: فمن صاحب الرايات يحملها فقلت: من حيط عن غش وعن نفل قالت: فمن راكع زكى بخاتمه فقلت: اطعنهم مذ كان بالاسل قالت: ففيمن اتانا «هل اتى» شرفا فقلت: ابذل خلق الله للنفل قالت: فمن قاتل الاقوام اذ نكثوا فقلت: تفسيره في وقعة الجمل ×××× قالت: فمن حاربالانجاس اذ قسطوا فقلت: صفين تبدي صفحة العمل قالت: فمن قارع الارجاس اذ مرقوا فقلت: معناه يوم النهروان جلي قالت: فمنصاحبالحوضالشريف غدا فقلت: من بيته في اشرف الحلل قالت: فمن ذا لواء الحمد يحمله فقلت: من لم يكن في الروع بالوكل قالت: اكل الذي قد قلت في رجل فقلت: كل الذي قد قلت في رجل قالت: ومن هو هذا المرء سم لنا فقلت: ذاك امير المؤمنين علي (87) ×××× توفي الصاحب بن عباد سنة 385ه . تعليقات: 1. تاريخ الادب العربي / احمد حسن الزيات: ص210 . 2. المجاني الحديثة: ج3 ، ص9 . 3. الجامع في تاريخ الادب العربي: ص679 . 4. الاغاني: ج3 ، ص135 . 5. الاغاني: ص193 . تاريخ الادب العربي: ج2 ، ص94 . 6. تاريخ الادب العربي: ص95 . 7. الغدير: ج2 ، ص333 . 8. سفينة البحار / الشيخ عباس القمي: ج1 ، ص336 . 9. فوات الوفيات / محمد شاكر الكتبي: ج1 ، ص188 . 10. الاغاني: ج6 ، ص219 . الاعلام: ج1 ، ص320 . تاريخ الشعر العربي: ص231 . 11. البداية والنهاية / اسماعيل بن كثير الدمشقي: ج10 ، ص186 . 12. اعيان الشيعة: ج3 ، ص418 . 13. اخبار شعراء الشيعة / محمد المرزباني: ص174 . 14. ثمرات النجف / السيد محمد تقي الحكيم: ص284 . اخبارالسيد الحميري / تحقيق: محمد هادي الاميني: ص40 . اخبار شعراء الشيعة: ص165 . الادب في ظل التشيع / عبد الله نعمة: ص16 . القصيدة المذهبة / تحقيق: محمد الخطيب: ص45 . 15. الغدير: ج2 ، ص311 . 16. اعيان الشيعة: ج3 ، ص405 . 17. تاريخ التراث العربي: ج3 ، ص232 . 18. لسان الميزان / احمد بن علي العسقلاني: ج1 ، ص438 . 19. المجاني الحديثة: ج3 ، ص25 . 20. تاريخ الادب العربي / عمر فروخ: ج2 . 21. درة: اللؤلؤة . 22. اليم: البحر . 23. في فيها: في فمها . 24. طرفها: عينها . 25. بابل: مدينة قديمة قرب الكوفة . 26. نائل: العطاء . 27. وفيات الاعيان / ابن خلكان: ج1 ، ص223 . تاريخ الادب العربي: ج2 ، ص192 . 28. التمثيل والمحاضرة: ص77 . 29. ادباء العرب / بطرس البستاني: ج4 ، ص30 . 30. المصدر المتقدم: ص31 . 31. التباب: الهلاك . 32. تحيف: يظلم . 33. تحابي: تصانع . 34. المنهاج في الادب العربي وتاريخه: ص172 . 35. ديوان ابو العتاهية: ص187 . ديوان ابو العتاهية: ص485 . ديوان ابي العتاهية / شرح: مجيد طراد: ص437 . ابو العتاهية / تحقيق: الدكتور شكري فيصل: ص404 . 36. ايا عجبا» ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج6 ، ص250 . 37. الاشعاع القرآني في الشعر العربي: ص89 . شرح ديوان ابو العتاهية: ص70 . ديوان لال ابي بكر الشبلي / جمعه: الدكتور كامل مصطفى الشبيبي: ص76 . تاريخ مدينة دمشق: ج13 ، ص453 . 38. شرح ديوان ابي العتاهية: ص232 . 39. المجاني الحديثة / الاب شيخو: ج3 ، ص54 . ديوان ابو نؤاس / تحقيق: فوزي عطوي: ص20 . ديوان ابي نؤاس / تحقيق: بهجت الحديثي: ص141 . نوادر ابي نؤاس / جمع: حكمت الطرابلسي: ص198 . التمثيل والمحاضرة: ص890 . الحماسة الشجرية / هبة الله بن علي بن الشجري: ص852 . 40. اعيان الشيعة: ج5 ، ص345 . 41. المصدر المتقدم: ص459 . 42. المصدر المتقدم: ص388 . 43. تاريخبغداد / محمد بن علي الخطيب البغدادي: ج7 ، ص458 . تاريخ الادب العربي / حنا الفاخوري: ص395 . تاريخ مدينة دمشق: ج13 ، ص458 . (وفي كتاب دراسة فنية في شعر الامام الشافعي لمؤلفه حكمت صالح: ص35 نسب هذا البيت لمحمد بن ادريس بينما لم اعثر عليه في ديوانه . 44. طرا: جميعا . 45. مسند الرضا / داود بن سليمان الغاري: ص26 . الحلقات الذهبية / الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي: الحلقة 21 ، ص20 . مسند الامام الرضا / جمع: الشيخ عزيز العطاردي: ج1 ، ص180 . سير اعلام النبلاء: ج9 ، ص389 . 46. وفيات الاعيان: ج2 ، ص103 . تاريخ بغداد: ج7 ، ص460 . تاريخ دمشق: ج13 ، ص462 . جواهر الادب: ص189 . 47. ابو نؤاس / الدكتور عمر فروخ: ص167 . ابو نؤاس / ابن منظور المصري: ص156 . 48. ابو نؤاس / الدكتور عمر فروخ: ص619 . 49. اجداث: قبور . 50. صمت: صامتة . 51. خفت: بصوت خافت ومنخفض . 52. سبت: التي اخذها السبات (النوم العميق). 53. ابو نؤاس / الدكتور عمر فروخ: ص170 . 54. الشعر والشعراء في العصر العباسي / الدكتور مصطفى الشكحة: ص37 . مشاهير الشعراء والادباء: ص92 . 55. الاغاني: ج20 ، ص140 . التمثيل والمحاضرة: ص89 . 56. الملحمة الحسينية: ج3 ، ص344 . 57. مقالات / محمد جواد مغنية: ص172 . ديوان دعبل الخزاعي / تحقيق: عبدالصاحب الدجيلي: ص197 . 58. معجم الادباء / ياقوت الحموي: ج11 ، ص101 . 59. ذكر عبد الصاحب الدجيلي محقق ديوان الخزاعي في الصفحة 131: «هذا البيت هو مفتتح القصيدة في بعض الكتب وبالاخص في مخطوطة توبنجن» . 60. يرى ابن شهرآشوب صاحب المناقب 3: 450 ان مطلع القصيدة التائية يبدا بهذا البيت . تحرير الاغاني / ابن واصل الحموي: ج2 ، ص210 . 61. الخيف: من منى الذي ينسب اليه مسجد الخيف . 62. ديوان دعبل بن علي الخزاعي / تحقيق: عبدالصاحب الدجيلي: ص131 . ينابيع المودة: ج3 ، ص115 . ديوان دعبل بن علي الخزاعي / شرح: حسن حمد: ص40 . ديوان دعبل الخزاعي / شرح: ضياء حسين: ص59 . مسند الامام الرضا / جمع: الشيخ عزيز الله العطاردي: ج1 ، ص187 . دراسات في الادب العربي / الدكتور محمد زغلول سلام: ص227 . عيون اخبار الرضا / ابن بابويه القمي: ص294 . الاتحاف بحب الاشراف / عبدالله بن محمد الشبراوي: ص21 . اخبار شعراء الشيعة: ص100- 105 . 63. ضبط الاعلام / احمد تيمور باشا: ص59 . 64. الاغاني: ج21 ، ص42 . 65. ديوان البحتري: ج1 ، ص61 . 66. سلسلة شعراء العرب / اسماعيل اليوسف: ص31 . 67. الامتاع والمؤانسة / ابو حيان التوحيدي: ص186 . 68. الاعلام: ج8 ، ص121 . 69. وفيات الاعيان: ج2 ، ص175 . الاغاني: ج21 ، ص42 . 70. مفتاح السعادة: ج1 ، ص93 . تاريخ بغداد: ج13 ، ص446 . الاعلام: ج8 ، ص121 . 71. الاعلام: ج1 ، ص312 . 72. وفيات الاعيان: ج1 ، ص228 . معجم الادباء: ج6 ، ص168 . 73. تاريخ آداب اللغة العربية: ج1 ، ص585 . معاهد التنصيص / عبدالرحيم العباسي: ج4 ، ص111 . 74. اعيان الشيعة: ج3 ، ص352 . 75. تشوار المحاضرة واخبار المذاكرة / محسن عبد علي التنوخي: ج4 ، ص94 . لال النجوم الزاهرة / جمال الدين يوسف الاتاكي: ج4 ، ص170 . تاريخ ابن خلدون / عبدالرحمن بن خلدون: ج4 ، ص620 . 76. معاهد التنصيص: ص111 . 77. تاريخ آداب اللغة العربية: ج1 ، ص585 . 78. تشوار المحاضرة: ص94 . 79. تاريخ ابي الفداء / اسماعيل بن علي: ج1 ، ص474 . ديوان الصاحب بن عباد: ص182 . اعيان الشيعة: ج3 ، ص352 . وفيات الاعيان: ص231 . 80. وفيات الاعيان: ص352 . 81. ديوان الصاحب بن عباد: ص182 . 82. اعيان الشيعة: ج3 ، ص352 . 83. ديوان الصاحب بن عباد: ص147 . 84. اعيان الشيعة: ص358 . 85. المصدر المتقدم: ص357 . 86. استخففت: من استخف ، اي استهزا . 87. ديوان الصاحب بن عباد: ص29 . الصاحب بن عباد . . حياته وادبه / تحقيق: محمد حسين آل ياسين: ص239 . الغدير في الكتاب والسنة والادب / عبدالحسين الاميني: ج4 ، ص63 . الامام علي رسالة وعدالة: ص375 .
|
||||||||
| #10 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل العاشر: الشريفان الرضي والمرتضى (رضوان الله عليهما) ان السيدين الشريفين العالمين الاديبين الرضي والمرتضى ، ولدا في بغداد وينتهي نسبهما بسبعة اظهر الى الامام موسى بن جعفر عليه السلام . امهما العلوية الفاضلة فاطمة بنت ناصر . وقد تتلمذا على يد الشيخ المفيد (1) رحمه الله صاحب كتاب الارشاد . الشريفان الرضي والمرتضى ، اشتهرا بالشعر والادب ، فكلاهما شاعران فقيهان اديبان ، لكن الشريف الرضي اشتهرا بالشعر والادب بينما الشريف المرتضى اشتهر بالفقه والكلام اكثر من الشعر والادب . الشريف الرضي هو محمد بن الحسين الموسوي الملقب بالشريف الرضي ، ولد في بغداد سنة 359ه ، تربى في كنف ابيه نقيب الاشراف ، ودرس على كبار علماء عصره امثال الشيخ المفيد رحمه الله ، تولى نقابة الاشراف على عهد ابيه ، وصار امير الحاج ، حيث كتب قصائده «الحجازيات» التي تمتاز بعذوبة ورقة وجمال خاص . و اشهر كتبه: 1- المجازات النبوية (2) . 2- خصائص الائمة (3) . 3- اخبار قضاة بغداد (4) . 4- حقائق التاويل في متشابه التنزيل (5) . 5- نهج البلاغة ، والذي يحتوي على منتخبات من خطب وعهود ووصايا امير المؤمنين علي عليه السلام . 6- مجازات القرآن (6) . 7- متشابه القرآن (7) . 8- ديوان شعره ، وهو في جزئين ضخمين . 9- الزيادات في شعر ابي تمام (8) . ومن اجمل ما قاله الشريف الرضي رحمه الله في الشوق الى ديار الاحبة قوله: ولقد مررت على ديارهم وطلولها ليد البلى نهب فوقفتحتى لج من لغب نضوي ولجبعذلي الركب (9) وتلفتت عيني فمذ خفيت عني الطلول تلفت القلب كذلك رثى الاهل والاصدقاء كما رثى والدته فاطمة بنت ناصر في قصيدته: ابكيك لو نقع الغليل (10) بكائي واقول لو ذهب المقال بدائي واعوذ بالصبر الجميل تعزيا لو كان بالصبر الجميل عزائي كم عبرة موهتها باناملي وسترتها متجملا بردائي ما كنت اذخر في فداك رغيبة لو كان يرجع ميتبفداء فارقت فيك تماسكي وتجملي ونسيت فيك تعزري وابائي قد كنت آمل ان اكون لك الفدا مما الم فكنت انت فدائي وتفرق البعداء بعد مودة صعب فكيف تفرق القرباء (11) في ديوانه كافة الفنون والاغراض الشعرية ، كما نلاحظ الغزل بالفاظ وتعابير دقيقة بالاضافة الى اللهجة البدوية وقد دعيت غزلياته بالحجازيات; لان اكثرها قيل في موسم الحج كما ذكرنا آنفا ، فهو لم ينحرف به الطريق عن العفة والشرف والخلق الرفيع فنجده يقول: عفافي من دون التقية زاجر وصونك من دون الرقيب رقيب عشقت وما لي يعلم الله حاجة سوى نظري والعاشقون ضروب (12) وفي مكان آخر من ديوانه نجد في شعره الحافل بضروب العواطف وصنوف الاشواق فهو يشكو ويذكر الشوق وطهارة حبه فيقول: يشكو الحبيب الي شدة شوقه وانا المشوق وما يبين جناني (13) حاول الشريف الرضي ان يستهل قصائده بالحكم والفخر والمدح «الذي لم يكن للتكسب» (14) حيث مدح اباه ، وكان مدحه اجلالا وتكريما لا وسيلة من وسائل الكسب . فشعر السيد الرضي رضى الله عنه شعر العاطفة الحية وكلمة الوجدان والاناقة العذبة ، ومما جاء في قصيدة (يا طيبة البان) نراه يقول: كان طرفك يوم الجزع يخبرنا بما طوى عنك من اسماء قتلاك انت النعيم لقلبي والعذاب له فما امرك في قلبي واحلاك عندي رسائل شوق لست اذكرها لولا الرقيب لقد بلغتها فاك يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا و نطقة غمست فيها ثناياك (15) توفي السيد الرضي سنة 406ه ، ودفن في مقابر قريش بالكاظمية ، وقيل: نقل جثمانه الى كربلاء المقدسة (16) . الشريف المرتضى ولد علي بن الحسين سنة 355ه في بغداد واصبح «نقيب الطالبيين» (17) ورئيس الطائفة والحوزة الشيعية بعد استاذه الشيخ المفيد ، فهو خليفته في علم الكلام وفن المناظرة ، فقد كان رحمه الله اعرف الناس في زمانه بالكتاب والسنة ووجوه التاويل في الآيات والروايات ومواد الاستدلال . الشريف المرتضى صاحب مدرسة تخرج منها الكثير من الفقهاء والمتكلمين ، منهم الفقيه الاصولي المحدث الشهير الشيخ الطوسي صاحب كتابي الاستبصار والتهذيب . اهم كتبه: - الشافي في الامامة (18) . - الذريعة في اصول الشريعة (19) . - طيف وخيال (20) . - ديوان شعره ، يزيد على 20 الف بيت (21) . - كتاب الذخيرة (22) . - كتاب الملخص في اصول الدين (23) . - رسالة الغيبة (24) . - غرر الفرائد ودرر القلائد (25) . - مسائل احكام الآخرة (26) . - الانتصار (27) . - مسائل الخلاف في الفقه (28) . - المسائل الناصريات (29) . - امالي المرتضى (30) . - الشيب والشباب (31) . - تنزيه الانبياء والائمة عليهم السلام (32) . - المسائل الطبرية (33) . - تفضيل الانبياء على الملائكة (34) . للشريف المرتضى مدائح كثيرة ومراث في ذويه واهله بالاضافة الى الحماسة والفخر . لقد كان ديوانه الشعري ومؤلفاته رحمه الله تراثا ضخما اتحف المكتبة العربية بهما حيث وصفه مترجمون باوصاف تدل على كبير مقامه وعظموه في علمه وادبه ، لقد قال بعضهم: كان المرتضى «اماما في علم الكلام والادب والشعر» (35) . كذلك قال الدكتور عبدالرزاق محيي الدين: «رايت في المرتضى اديبا ناقدا يعتبر في طليعة الناقدين واديبا ناثرا يعد من خيرة الادباء المترسلين واديبا شاعرا» (36) . ومن شعر سيدنا علم الهدى المرتضى وهو يفتخر: اما الشباب فقد مضت ايامه واستل من كفي الغداة زمامه وتنكرت آياته وتغيرت جاراته وتقوضت آطامه ولقد درى من في الشباب حياته ان المشيب اذا علاه حمامه عوجا نحيي الريع يدللنا الهوى فلربما نفع المحب سلامه واستعبرا عني به ان خانني جفني فلم يمطر عليه غمامه واذا الفتى قصرت به اخواله في المجد لم تنهض به اعمامه واذا خصال السوء باعدن امرءا عن قومه لم يدنه ارحامه (37) ثم يقول في قصيدته اكثر تعانقا وتماسكا بين ابياتها فكانها سلاسل الذهب حقا حيثيختمها . وطابت لي حياتك ثم طالت فخير العيش ما ان طال طابا (38) واما اسلوبه في الرثاء: وقال في رثاء اخيه الرضي ، وقد توفي في محرم سنة 406ه: وتدر لي نوف الزمان مصائبا في كل راشقة بلا ابساس (39) ما زلت احذر وردها حتى اتب فحسوتها في بعض ما انا حاس (40) لا تنكرا من فيض دمعي عبرة فالدمع خير مساعد ومواسي واها لعمرك من قصير طاهر ولرب عمر طال بالارجاس (41) (42) نموذج من شعر الشريف المرتضى في الغزل العرفاني: ليس في العشق جناح (43) بل هو الداء الصراح هو جد جره مع قدر الله المزاح جحدوا (44) الحب ولكن كتموه ثم باحوا (45) ليت اهل العشق ماتوا فاراحوا واستراحوا (46) توفي السيد الشريف المرتضى سنة 436ه ، ودفن في داره ، ثم نقل الى جوار جده الحسين (47) عليه السلام . ابو الفتح البستي نشا البستي في منتصف القرن الرابع الهجري . هو ابو الفتح علي بن محمد البستي ، نسبه الى بست من بلاد كابل . وهو شاعر بارع وكاتب مجيد ، واشتهر البستي بقصيدته «زيادة المرء» في الحكمة: زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض (48) الخير خسران وكل وجدان حظ لا ثبات له فان معناه في التحقيق فقدان يا عامرا لخراب الدهر مجتهدا بالله هل لخراب العمر عمران ويا حريصا على الاموال يجمعها انسيت ان سرور المال احزان دع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها فصفوها كدر والوصل هجران ××××× واوع سمعك امثالا افصلها كما يفصل ياقوت ومرجان احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد (49) الانسان احسان وان اساء مسيء فليكن لك في عروض زلته صفح وغفران وكن على الدهر معوانا لذي امل يرجو نداك فان الحر معوان واشدد يديك بحبل الله معتصما فانه الركن ان خانتك اركان ××××× من يتق الله يحمد في عواقبه ويكفه شر من عزوا ومن هانوا من استعان بغير الله في طلب فان ناصره عجز وخذلان (50) من كان للخير مناعا فليس له على الحقيقة اخوان واخدان (51) من جاد بالمال مال الناس قاطبة اليه والمال للانسان فتان (52) من عاشر الناس لاقى منهم نصبا (53) لان اخلاقهم بغي (54) وعدوان ××××× من استشار صروف الدهر قام له على حقيقة طبع الدهر برهان من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة ولحصد الشر ابان (55) من استقام الى الاشرار قام وفي قميصه منهم صل وثعبان ورافق الرفق في كل الامور فلم يندم رفيق ولم يذممه انسان احسن اذا كان امكان ومقدرة فلن يدوم على الانسان امكان ××××× دع التكاسل في الخيرات تطلبها فليس يسعد بالخيرات كسلان لا ظل للمرء احرى من تقى ونهى وان اظلته اوراق واغصان والناس اعوان من والته دولته وهم عليه اذا عادته اعوان سبحان من غير مال باقل حصر وباقل في ثراه المال سحبان لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست تحصيها والوان (56) ××××× وله في النصيحة: اذا قنعتبميسور من القوت بقيت في الناس حرا غير ممقوت يا قوت يومي اذا ما در خلفك لي فلست آسي على در وياقوت (57) وقال ايضا: رميتك من حكم القضاء بنظرة وما لي عن حكم القضاء مناص (58) فلما جرحت الخد منك بنظرة جرحت فؤادي والجروح قصاص (59) البستي له طريق معروف واسلوب مشهور في التجنيس حين يقول: لم تر عيني مثله كاتبا لكل شيء شاء وشاءا يبدع في الكتب وفي غيرها بدائعا ان شاء انشاءا (60) وفي مجال آخر من شعره يذكر الآخرة بقوله: يا ناعما بسرور عيش زائل ستزول عنه طائعا او كارها ان الحوادث تزعج الآساد عن ساحاتها والطير عن اوكارها (61) توفي البستي سنة 406ه . ابو الحسن الانباري كان ابو الحسن الانباري صوفيا وواعظا وشاعرا ، عندما انتصر عضد الدولة على ابن عمه عز الدولة واستلم زمام الحكم امر عضد الدولة بان يوضع ابن بقية وزير عز الدولة بين قوائم الفيلة ، فوضعه فتخبطته بارجلها حتى هلك ، ثم صلب على راس الجسر . رثاه ابو الحسن الانباري بقصيدة تعتبر من اعظم المراثي حتى ان عضد الدولة الذي امر بصلبه تمنى لو كان هو المصلوب ، والقصيدة قيلت فيه . لقد اشتهر الشاعر الانباري بهذه القصيدة حيثيقول: علو في الحياة وفي الممات حر انت احدى المعجزات كان الناس حولك حين قاموا وفود نداك (62) ايام الصلات (63) كانك قائم فيهم خطيبا وكلهم قيام للصلاة مددت يديك نحوهم احتفاء (64) كمدهما اليهم بالهبات ولما ضاق بطن الارض عن ان يضم علاك من بعد الوفاة اصاروا الجو قبرك واستعاضوا عن الاكفان ثوب السافيات (65) لعظمك في النفوس تبيت ترعى بحراس وحفاظ ثقات ×××××× وتوقد حولك النيران ليلا كذلك كنت ايام الحياة ركبت مطية من قبل زيد علاها في السنين الماضيات وتلك قضية فيها تاس تباعد عنك تعيير العداة ولم ار قبل جذعك (66) قط جذعا تمكن من عناق المكرمات اسات الى النوائب فاستثارت فانت قتيل ثار النائبات (67) وكنت تجيرنا من صرف دهر فعاد مطالبا لك بالترات (68) وصير دهرك الاحسان فيه الينا من عظيم السيئات ××××× وكنت لمعشر سعدا فلما مضيت تفرقوا بالمنحسات غليل باطن لك في فؤادي يخفف بالدموع الجاريات ولو اني قدرت على قيام بفرضك والحقوق الواجبات ملات الارض من نظم القوافي وبحتبها خلاف النائحات ولكني اصبر عنك نفسي مخافة ان اعد من الجناة وما لك تربة فاقول تسقى لانك نصب هطل الهاطلات عليك تحية الرحمن تترى برحمات غواد رائحات (69) ×××× وقد ذكر ان الانباري لما اشتهرت ابياته في رثاء ابن بقية طلبه عضد الدولة فاستتر سنة كاملة ، وبعد ان توسط الصاحب بن عباد عند عضد الدولة ، وكتب له الامان فساله عضد الدولة: ما الذي حملك على رثاء عدوي ؟ فقال: حقوق بيننا سبقة ، فجاش الحزن بقلبي فرثيته ، فقال: هل يحضرك شيء في الشموع والشموع تزهر بين يديه فانشا يقول: كان الشموع وقد اظهرت من النار في كل راس سنانا اصابع اعدائك الخائفين تضرع تطلب منك الامانا فخلع عليه واكرمه وامر ان يحمل على فرس (70) . توفي ابن الانباري سنة 367ه (71) . ابن ابي الحديد المعتزلي هو عبدالحميد بن هبة الدين بن محمد (ابن ابي الحديد)، ولد في سنة 586ه بالمدائن (شرق بغداد)، وكان عالما لغويا واديبا شاعرا ومصنفا كبيرا ومتعمقا فى علم الكلام (وهو علم الدفاع عن العقائد) . ويعتبر ابن ابي الحديد اشهر متكلمي المعتزلة (72) ، وينتسب لخط بغداد ، والذي يميل الى اهل البيت عليهم السلام ، عكس معتزلة خط البصرة حيثينتسب اليهم الجاحظ ، ومن آثاره: - شرح نهج البلاغة (في عشرين جلد) . - الفلك الدائر على المثل السائر . - الوشاح الذهبي . - القصائد السبع العلويات . - شرح المنظومة . - زيادة النقيصين . - نظم فصح ثعلب . - العبقري الحسان . - ديوان شعر . - المستنصريات (73) . وغيرها من التاليفات ، بالاضافة الى بعض الشروحات والتعليقات والكتب النقدية القيمة . ومن شعره في مدح امير المؤمنين علي عليه السلام: قسما بترب نعاله فمحاجري ابدا بغير غباره لا تكحل عج (74) بالغري على ضريح حوله ناد لاملاك السما ومحفل فمسبح ومقدس وممجد ومعظم، ومكبر ومهلل والثم ثراه (75) المسك طيبا واستلم عيدانه قبلا فهن المندل وانظر الى الدعوات تسعد عنده وجنود وحي الله كيف تنزل ×××××× وقل السلام عليك يا مولى الورى نصا به نطق الكتاب المنزل وعلوم غيب لا تنال وحكمة فصل وحكم في القضية فيصل يا ايها النبا العظيم فمهتد في حبه وغواة (76) قوم ضلل (77) ان كان دين محمد فيه الهدى حقا فحبك بابه والمدخل لولاك اصبح ثلمة لا تتقى اطرافها ونقيصة لا تكمل (78) وفي مكان آخر نجده يمدح ويصف امير المؤمنين وامام المتقين عليه السلام ، فيقول: يا برق ان جئت الغري (79) فقل له اتراك تعلم من بارضك مودع يا هازم الاحزاب لا يثنيه عن حوض الحمام مدجج (80) ومدرع يا قالع الباب الذي عن هزها عجزت اكف اربعون واربع (81) لي فيك معتقد ساكشف سره فليصغ ارباب النهى وليسمعوا ××××× والله لولا حيدر ما كانت الدنيا ولا جمع البرية مجمع اهواك حتى في حشاشة مهجتي نار تشب على هواك وتلذع ورايت دين الاعتزال وانني اهوى لاجلك كل من يتشيع ولقد علمتبانه لا بد من مهديكم وليومه اتوقع ××××× ولقد بكيت لقتل آل محمد بالطف حتى كل عضو مدمع وحريم آل محمد بين العدى نهب تقاسمه اللئام الرضع تالله لا انسى الحسين وشلوه تحت السنابل بالعراء موزع تطا السنابل صدره وجبينه والارض ترجف خيفة وتضعضع لهفي (82) على تلك الدماء تراق في ايدي امية عنوة وتضيع (83) ××××× كذلك نجده في قصيدة اخرى يمدح ابوطالب وامير المؤمنين عليهما السلام اذ يقول: ولولا ابو طالب وابنه لما مثل الدين شخصا وقاما تكفل عبد مناف بامر واودى فكان علي تماما (84) اما وفاته فكانت في سنة 655ه ، وقيل: انه توفي قبل دخول التتار بغداد بنحو سبعة عشر يوما (85) . ابن المقفع عبدالله بن المقفع ، كان اسمه روزبه قبل ان يسلم . ولد روزبه في البصرة سنة 106ه ، وكان والده فارسيا . ونشا نشاة عربية الى جانب الثقافة الفارسية التي ورثها من اسرته ، وبعد ان اسلم غير اسمه الى عبد الله . «اكب ابن المقفع على العلم والادب وقوم لسانه بالكلام الفصيح ، وتضلع في العربية والفارسية وآدابهما ، واشتهر بالذكاء ، وله عدة رسائل تبحث في اخلاق الملوك وقواعد السياسة (86) . اتقن فن الكتابة فاتجهت اليه انظار الولاة والامراء . قيل انه اتهم بالزندقة وقتل» (87) . آثاره: كليلة ودمنة: اشتهر ابن المقفع ، وتالق نجمه بكتابه كليلة ودمنة ، وقد اختلف الباحثون في اصل كتاب كليلة ودمنة هل انه منقول ام موضوع ، ان الجواب نتركه لابن المقفع الذي كتبه في مقدمة الكتاب ، والذي جاء فيه بان الكتاب هندي الاصل نقله الفرس الى لغتهم ، ثم جاء هو فنقل الكتاب من الفهلوية (الفارسية القديمة) الى العربية ، فالكتاب كليلة ودمنة قد استقى روح الكتاب من مصدر اجنبي ، ثم صاغه صياغة عربية تلائم البيئة العربية . الكتاب المذكور يدور حول اسئلة يلقيها ملك من ملوك الهند ، ويجب على تلك الاسئلة احد الفلاسفة ، فالكتاب اذن لتعلم الامراء كيف يحكمون شعبهم وكيف يتعايش الناس بينهم . الادب الكبير: وهذا الكتاب يبحث الاخلاق والاجتماع وحسن الادارة . الادب الصغير: ويبحثحول تهذيب النفس وترويضها على معرفة الخالق . رسالة الصحابة: وهدف هذا الكتاب اصلاح المجتمع سياسيا واقتصاديا واخلاقيا (88) . كما وتضمن هذا الكتاب خططا واساليب تخص الامور الادارية والحربية . لم يعش ابن المقفع طويلا ; فقد نقم عليه المنصور وامر بقتله ، وقتل سنة 142ه وعمره لم يتجاوز السادسة والثلاثين . الجاحظ ولد عمرو بن بحر الجاحظ في البصرة سنة 150ه ، وقيل: سنة 159ه (89) ، وكان جاحظ العينين ، اسود اللون ، قصيرا ، ولم يتزوج . وفي السنين الاخيرة اصيب بالفلج ومات وعمره ست وتسعين سنة . كان الجاحظ عظيم الذكاء ، قوي الملاحظة ، واسع التفكير ، بارعا في كثير من علوم اللغة والادب والعلوم الاخرى . اشهر كتبه: كتاب الحيوان: اكبر كتب الجاحظ حجما واجمعها لفنون العلم والادب معا ، وقد ذكر فيه انواع الحيوانات واجناسها واعضائها وطرق حياتها . كتاب البخلاء: تطرق الجاحظ في هذا الكتاب عن البخل والبخلاء ، ثم وصف جانبا من حياة البخل في خضم من الترف وحياة اولئك الذين كانوا فقراء ثم ايسروا فجاة . كتاب البيان والتبيين: الجاحظ في اواخر عمره الف كتاب البيان والتبيين ، ذكر فيه الالفاظ والتراكيب والشعر والشعراء ، كما ونقل فيه نماذج من الشعر والنثر تصف احوال الانسان ، وكذا تطرق الى لهجات العرب . من هذا نتمكن ان نقول ان هذا الكتاب يبحث علوم البلاغة والادب والتاريخ . ومن شعره في الشيخوخة والشباب: اترجو ان تكون وانتشيخ كما قد كنت ايام الشباب لقد كذبتك نفسك ليس ثوب دريس (90) كالجديد من الثياب (91) عاش الجاحظ اكثر من قرن من الزمان ، وشهد عصر المنصور والمهدي والرشيد والمامون والمتوكل ، وعاصر التطورات السياسية والاجتماعية والعقلية والادبية . لقد نوه بادب وتراث الجاحظ جميع رواد الادب والفكر والبيان على مر العصور . لقد الف الجاحظ اكثر من خمسين وثلاثمائة كتاب في مختلف فروع المعرفة ضاعت اكثرها ، ومما بقي لنا كتاب الحيوان والبخلاء والبيان والتبيين وكتاب المحاسن والاضداد ، والذي يعتبر من روائع تراث الجاحظ ، وقد جمع فيه ضروبا من الفكر والادب مع سمو الاسلوب وروعة البيان وسعة المعرفة وغزارة المادة ، ومع القدرة على جمع الاخبار والنوادر والقصص ونصوص الادب ، كما وينقلنا من الشيء وضده في لمحة خاطفة وبراعة فائقة . كما وتضمن كتاب المحاسن والاضداد نصوصا ادبية جاهلية واسلامية ومحدثة . توفي عمرو بن بحر الجاحظ سنة 255ه . تعليقات: 1. هو الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد ، ولد في احدى قرى الدجيل سنة 336ه ، له من المؤلفات ما يزيد على مائتي كتاب ، ذكرها وعددها محمد بن سليمان التنكابني في كتابه قصص العلماء ، توفي في بغداد سنة 413ه ، وصلى عليه السيد المرتضى . 2. الذريعة في تصانيف الشيعة / آقا بزرك الطهراني: ج19 ، ص351 . 3. المصدر المتقدم: ج7 ، ص164 . 4. المصدر المتقدم: ج1 ، ص345 . 5. المصدر المتقدم: ج7 ، ص32 . 6. المصدر المتقدم: ج19 ، ص351 . المجازات النبوية / تحقيق: طه محمود: ص8 . 7. المصدر المتقدم: ج19 ، ص62 . 8. المصدر المتقدم: ج12 ، ص77 . 9. حتى تعبت ناقتي المهتوكة واكثر رفاقي لومي . 10. نقع الغليل: حرارة الحزن . 11. الانتصار / الشريف المرتضى: ص12 . 12. اعيان الشيعة: ج9 ، ص223 . 13. في الادب العباسي / محمد مهدي البصير: ص418 . 14. مشاهير الشعراء والادباء: ص120 . 15. ديوان الشريف الرضي: ج2 ، ص108 . 16. و 17. اعيان الشيعة: ج8 ، ص213 . 18. الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج13 ، ص8 . اعيان الشيعة: ج8 ، ص219 . 19. المصدر المتقدم: ج10 ، ص26 . 20. المصدر المتقدم: ج15 ، ص196 . 21. المصدر المتقدم: ج9 ، ص123 . 22. المصدر المتقدم: ج10 ، ص11 . 23. المصدر المتقدم: ج22 ، ص210 . 24. المصدر المتقدم: ج16 ، ص77 . 25. المصدر المتقدم: ج16 ، ص42 . 26. المصدر المتقدم: ص514 . 27. المصدر المتقدم: ج2 ، ص360 . 28. المصدر المتقدم: ج20 ، ص345 . المسائل الناصريات / الشريف المرتضى: ص27 . اعيان الشيعة: ص219 . 29. الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج20 ، ص370 . 30. المصدر المتقدم: ج2 ، ص312 . 31. اعيان الشيعة: ج8 ، ص219 . الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج14 ، ص264 . 32. المصدر المتقدم: ج4 ، ص456 . 33. استار كشف الحجب والاستار / اعجاز حسين النيسابوري: ص508 . 34. الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج14 ، ص359 . 35. وفيات الاعيان: ج3 ، ص313 . ابجد العلوم / صديق بن حسن القنوجي: ج3 ، ص66 . 36. اعيان الشيعة: ج8 ، ص214 . 37. الغدير: ج4 ، ص371 . 38. ديوان الشريف المرتضى / تحقيق: رشيد الصفار: ج1 ، ص211 . 39. قول الجالب للناقة بس بس لتسكينها . 40. حسوتها: شربتها . 41. الارجاس: الآثام ، مفردها رجس . 42. ديوان الشريف المرتضى: ص579 . 43. الجناح: الاثم . 44. جحدوا: انكروا . 45. اباحوا: اجازوا . 46. ديوان الشريف المرتضى: ج1 ، ص333 . 47. مسائل الناصريات / علي بن الحسين: ص37 . اعيان الشيعة: ج9 ، ص213 . 48. محضا: الود او النصح . 49. استعبد: اتخذه عبدا . 50. خذلان: من الخذل . 51. اخدان: الصاحب والحبيب . 52. فتان: كثير الفتنة . 53. نصبا: تعبا . 54. بغي: الباغي . 55. ابان: ابان الشيء: اوله ، حينه . 56. جواهر الادب: ج2 ، ص431 . لطائف الرجال / عبدة غالب احمد: ص146 . وفيات الاعيان: ج1 ، ص356 . الكشكول الكامل / بهاء الدين العاملي: ص111 . ابو الفتح البستي / الدكتور محمد مرسي الخولي: ص313 . ديوان ابي الفتح البستي / تحقيق: دريد الخطيب ولطفي الصقال: ص186 . 57. البداية والنهاية: ج11 ، ص315 . 58. مناص: مفر وملجا . 59. ديوان ابي الفتح البستي: ص113 . 60. الوافي بالوفيات / خليل الصفدي: ج22 ، ص168 . 61. المصدر المتقدم: ص169 . 62. وفود نداك: الوفود الآتية لنيل الكرم . 63. الصلات: العطية . 64. احتفاء: المبالغة بالاكرام . 65. السافيات: الرياح التي تحمل التراب . 66. الجذع: ساق الشجرة الطويل . 67. النائبات: النوائب والمصائب . 68. الترات: ثار صار الدهر يثار منك . 69. تاريخ بغداد: ج3 ، ص245 . يتيمة الدهر / الثعالبي: ج2 ، ص439 . نكت الهميان / صلاح الدين الصفدي: ص272 . البداية والنهاية: ج11 ، ص329 . روض المناظر / محمد بن محمد الشحنه: ص182 . 70. الاعلام: ج1 ، ص312 . 71. الكامل في التاريخ: ج5 ، ص427 ، تحقيق: علي شيري ، حيث نسبت القصيدة لابي الحسن الانباري . 72. المعتزلة: هم جماعة من المسلمين اعتمدوا على المنطق والقياس ، واشهرهم واصل بن عطاء . 73. الروضة المختارة / صالح علي الصالح: ص166 . شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد: ج1 ، ص19 . كشف الظنون / مصطفى بن عبدالله: ج2 ، ص799 . معجم المؤلفين / عمر كحالة: ج5 ، ص106 . فوات الوفيات: ج2 ، ص259 . معجم اعلام الفكر الانساني / اعداد: نخبة من الاساتذة: ص31 . 74. عج: صاح ورفع صوته . 75. والثم ثراه: التقبيل والاستسلام . 76. غواة: جمع غاو ، والخائب هنا . 77. ضلل: جمع ضال . 78. السبع العلويات: ص112 . الروضة المختارة: ص149 . 79. الغري: اسم كان يطلق على مدينة النجف الاشرف . 80. مدجج: رجل حامل سلاح . 81. اهل بيت رسول الله في دراسة حديثة / محمد علي اسبر: ص253 . 82. لهفي: حزني . 83. الروضة المختارة: ص144 . السبع العلويات / شرح: العلوي البغدادي: ص115 . شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد: ج1 ، ص14 . السبع العلويات: ص93 . 84. حجج النهج: ص24 . شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد: ج1 ، ص84 . 85. حجج النهج: ص25 . 86. مجلة الفكر الجديد / سليم الحسني: العدد 11 ، السنة الرابعة ، ص168 . 87. مشاهير الشعراء والادباء: ص149 . 88. موسوعة عباقرة الاسلام / محمد امين: ص163 . 89. المنهاج في الادب العربي وتاريخه: ص173 . 90. الدريس: البالي . 91. تاريخ الادب العربي / عمر فروخ: ج2 ، ص314
|
||||||||
| #11 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل الحادي عشر: المذاهب و كتب الحديث نشوء المذاهب والفرق كانت المذاهب اكثر من اربعة ، فمثلا كان الطبري السني صاحب مذهب ، كذلك كان الاوزاعي والسفيان الثوري ، والنخعي ، كل منهم صاحب مذهب ، لكن السياسة العباسية اقتضت ان تعترف بالمذاهب الاربعة لكي يكونوا امام مذهب اهل البيت عليهم السلام ، ومن اهم مؤسسي هذه المذاهب: اولا: ابو حنيفة النعمان بن ثابت: ولد سنة 80ه ، ونشا بالكوفة ، وكان فارسي الاصل (1) ، وهو صاحب المذهب الحنفي ، وله كتاب «الفقه الاكبر» و «الفقه الاصغر» . دفن في بغداد ، توسع مذهبه في تحكيم العقل ، وكان يفتي بالراي حتى سمي بمذهب اهل الراي ، ويستعمل القياس في استنباط الاحكام ، والمذهب الحنفي اكثر المذاهب انتشارا ، وقد تتلمذ سنتين على يد الامام الصادق عليه السلام ، وقال: «لولا السنتان لهلك النعمان» . كذلك قال: «ما رايت افقه من جعفر بن محمد» . توفي سنة 150ه . ثانيا: مالك بن انس بن ابي عامر الاصبحي: ولد سنة 93ه بالمدينة ، واسس المذهب المالكي والذي يعتمد اصحابه على القرآن والحديث ، لذا سمي مذهبه بمذهب اهل الحديث ، وله كتاب الموطا الذي استغرق تاليفه اربعين سنة (2) ، وهو كتاب في الفقه والحديث ، كان مالك مفتي المدينة ، وقد توفي سنة 179ه ودفن فيها . وانتشر هذا المذهب في الحجاز والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا ونيجريا والسودان والكويت . ثالثا: محمد بن ادريس الشافعي: ولد في غزة بفلسطين سنة 150ه ، صاحب كتاب «الام» و «السنن الماثورة» و «رسالة الرسالة» و «كتاب المبسوط» و «المسند في الحديث» ، وكتاب «الوصايا الكبيرة» (3) ومذهب الشافعي مذهبا وسطا بين الحنفي والمالكي ، فهو يقبل بالادلة الاربعة: الكتاب والسنة والاجماع والقياس ، ويمتاز الشافعي بنسبه الى قريش . فالشافعي الى جانب حفظه للقرآن الكريم وتدريسه للحديث والفقه كان شاعرا في الحكمة والاخلاق ويكثر في ديوانه من ذكر فضائل اهل البيت عليهم السلام ، كذلك كان عالما باللغة والادب وبالنجوم والانساب . وقد انتشر المذهب الشافعي بوجه خاص في مصر ثم اندونيسيا ، وله اتباع في فلسطين وسوريا ولبنان . لقد بلغ من احترامه لاهل البيت عليهم السلام حيثيذكر انه كان يزور السيدة نفيسة (4) «بنت الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى» (5) على عتبة دارها ادبا «وقد راى من علمها ومعرفتها ما جعله يثني عليها» (6) ويسالها من وراء الستار المسائل . لقد حدث الصولي عن المبرد انه قال: «كان الشافعي اشعر الناس» (7) . ومن شعره في اهل البيت عليهم السلام: يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله يكفيكم من عظيم الشان انكم من لم يصل عليكم لا صلاة له (8) كذلك قال: يا ركبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا اذا فاض الحيج الى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض ان كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافض (9) وكذلك قال في الرضا بقضاء الله وقدره: دع الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا على الاهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء وارض الله واسعة ولكن اذا نزل القضاء ضاق الفضاء (10) وتوفي الشافعي يوم الجمعة آخر رجب سنة 204ه ، ودفن بالقاهرة . رابعا: احمد بن محمد بن حنبل مؤسس المذهب الحنبلي: ولد في بغداد سنة 164ه ، وقيل: انه تنقل بين اليمن والكوفة والبصرة ومكة والمدينة والشام (11) . وهو صاحب كتاب «المسند» الذي يضم 40 الف حديث ، وكان على عكس ابي حنيفة يعمل بظاهر القرآن والحديث ، اشبه بالاخبارية الشيعية . وان احمد بن حنبل له قول ايضا في حق الامام الصادق عليه السلام . ويعتبر المذهب الحنبلي اقل المذاهب السنية انتشارا ، وشاع في المملكة العربية السعودية . توفي ابن حنبل سنة 241ه ، ودفن في بغداد . الشيعة الاثنا عشرية: الشيعة: لغة هم الاتباع والانصار (12) ، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا واهل بيته عليهم السلام حتى صار لهم اسما خاصا (13) . والذي دعاهم الى هذا الاعتقاد النصوص العديدة الصادرة من الرسول صلى الله عليه وآله على امانته وسابقته وقرابته القريبة من النبي صلى الله عليه وآله ، فهو اول من آمن به (14) ، واول من صلى خلفه من الرجال ، وهو مع ذلك زوج ابنته فاطمة عليهما السلام . لذلك يرى الشيعة ان الامامة لا تخرج عن اولاده (15) ، وهم (اولاد فاطمة) (16) على وجه الخصوص . وقد انطوى تحت اسم التشيع عبر التاريخ فرق كثيرة من اشهرها الفرقة الاثنا عشرية ، والتي تعتبر احد المذاهب الاسلامية (17) ، بل اقدمها (18) ، ولهم مدرستهم الكلامية (19) والفقهية (20) المتميزة . وقد اشتهروا بالمذهب الجعفري نسبة الى الامام السادس جعفر بن محمد الصادق (21) عليه السلام الذي تبوا منصب الامامة في اواخر ايام الدولة الاموية التي دب في جسمها الضعف نتيجة الفتن التي عصفتبها في صراعها مع العباسيين ، فاستطاع الامام عليه السلام ان يملا الدنيا بآثاره وان يبرز معالم المذهب ويرسي اسسه ، لذلك نسب له (22) . لقد اختلف المؤرخون والكتاب في تحديد نشاة التشيع ، فمنهم من يرى ان الشيعة تكونت في حياة النبي بمراى منه ومسمع (23) ، بينما البعض الآخر منهم ابن خلدون واحمد امين والمستشرق برنارد لويس يعتبر البذرة الاولى للشيعة قد غرست في السقيفة وبالتحديد من قبل الجماعة التي كانت ترى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ان اهل بيته عليهم السلام اولى الناس بخلافته (24) ، كما ونلاحظ فريقا ثالثا يرى تبلور التشيع بعد حرب الجمل (25) ، ويدعم هذا الراي المستشرق فلهاوزن (26) . هناك راي رابع اشار اليه الدكتور عبد الله فياض وهو ان ظهور الشيعة كان بعد رجوع الامام علي عليه السلام من صفين (27) ، اي ان الشيعة انما ظهروا لاول مرة بعد انشقاق الخوارج ، وانهم انما سموا بذلك لبقائهم الى جانب الامام علي عليه السلام (28) . وثمة راي آخر ارجع نشاة التشيع الى زمن متاخر نسبيا وادعى ان التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف والملابسات التي اعقبت واقعة كربلاء (29) . لقد تعددت الآراء والاقوال حول تاريخ ظهور الشيعة وايا يكن من امر فان المتحقق عندنا ان الادلة والنصوص التاريخية تؤيد ان نشاة الشيعة قد ابتدات في عهد رسول الله (30) صلى الله عليه وآله ، وهو الذي غرس هذه البذرة ورعاها . ويدعم راينا هذا احاديثه الشريفة ، وسنتعرض للنظريات والروايات المختلفة عندما نوفق لمناقشتها في كتابنا القادم . اذن فالشيعة الاثنا عشرية هم الذين يشايعون الائمة الاثني عشر (31) عليهم السلام وياخذون بالاصول والفروع عن طريقهم تمسكا بحديث الثقلين الوارد بطريق متواتر (32) ، والذي يدعو الناس الى التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة . كتب الحديث: اضافة الى ظهور المذاهب الاربعة ، فقد دونت الاحاديث فكان من مشاهير كتب الحديث عند السنة: ا - الصحاح الستة عند السنة: 1- صحيح البخاري: ولد محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي سنة (194ه)، وتوفي سنة (256ه) . 2- صحيح مسلم: ولد مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري سنة (206ه)، توفي سنة (261ه) . 3- سنن ابي داود: ولد سليمان بن الاشعث السجستاني الازدي سنة (202ه)، وتوفي سنة (275ه) . 4- سنن ابن ماجة: ولد محمد بن يزيد القزويني سنة (207ه)، وتوفي سنة (275ه) . 5- سنن النسائي: ولد احمد بن شعيب الخراساني سنة (215ه)، وتوفي سنة (303ه) . 6- سنن الترمذي: ولد محمد بن عيسى بن سورة الترمذي سنة (209ه)، وتوفي سنة (297ه) . ب - كذلك ظهرت الكتب الاربعة عند الشيعة: 1- اصول الكافي: ولد محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني (ثقة الاسلام) حدود سنة (255ه)، وتوفي سنة (328ه) . 2- من لا يحضره الفقيه: ولد محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق) حدود سنة (305ه)، وتوفي سنة (381ه) . 3- تهذيب الاحكام: ولد محمد بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة) سنة (385ه)، وتوفي سنة (460ه) . 4- الاستبصار: (لشيخ الطائفة الطوسي الآنف الذكر) . تعليقات: 1. الانباء في تاريخ الخلافة / محمد بن علي بن محمد: ص202 . الائمة الاربعة / الدكتور: احمد الشرباصي: ص135 . 2. الاصول الفكرية / محمود الخالدي: ص224 . 3. المصدر المتقدم: ص226 . 4. قبر السيدة نفيسة في القاهرة ، ومزارها اعظم من مزار الشافعي ، وفي كل سنة يحتفل المصريون بذكرى ميلادها ، وتقام النذورات والاحتفالات بشانها ، والسيدة نفيسة هي حفيدة الامام الحسن المجتبى عليه السلام . تزوجها اسحاق المؤتمن ابن الامام الصادق عليه السلام . 5. اعلام النساء المؤمنات: ص626 . 6. و 7. معجم الادباء / ياقوت الحموي: ج9 ، ص312 . 8. توالي التاسيس / الحافظ ابن حجر العسقلاني: ص146 . ديوان الامام الشافعي / تحقيق: اسماعيل اليوسف: ص74 . 9. وقد وردت في ديوانه بالياء (رافضي): ص58 . 10. ديوان الشافعي / جمعه: محمد عفيف الزعبي: ص17 . 11. الاصول الفكرية: ص227 . 12. الفرق الكلامية الاسلامية / الدكتور علي عبدالفتاح المغربي: ص141 . مقدمة تاريخ ابن خلدون / عبدالرحمن بن محمد بن خلدون: ج1 ، ص246 . موسوعة الفرق الاسلامية / الدكتور محمد جواد مشكور: ص322 . الموسوعة العربية الميسرة / اشراف محمد شفيق غربال: ج2 ، ص1106 . لقد شيعني الحسين / ادريس الحسني: ص30 . الفرق والمذاهب الاسلامية / ع . امير مهنا: ص127 . تاريخ الجمعيات السرية والحركات الفكرية / محمد عبدالله عنان: ص26 . دائرة المعارف: ج4 ، ص353 . الخوارج والشيعة / ترجمة: عبدالرحمن بدوي: ص146 . شرح المصطلحات الكلامية: ص180 . 13. الشيعة الامامية: ص69 . القاموس الفقهي / حسن مرعي: ص121 . الشيعة في التاريخ / محمد حسين الزين: ص16 . الغلو والفرق الغالية: ص259 . معجم المصطلحات الدينية: ص92 . 14. القاموس الاسلامي / وضع: احمد عطية: ج4 ، ص217 . تاريخ الفكر الفلسفي في الاسلام / محمد علي ابو ريان: ص125 . التشيع / عبدالله الغريفي: ص20 . مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين / علي بن اسماعيل الاشعري: ج1 ، ص65 . 15. دائرة معارف القرن العشرين / محمد فريد وجدي: ج5 ، ص424 . الملل والنحل / الشهرستاني: ج1 ، ص131 . دائرة المعارف: ج10 ، ص661 . جهاد الشيعة / الدكتورة سميرة مختار الليثي: ص23 . 16. الفصل في الملل والاهواء والنحل / ابن حزم: ج2 ، ص113 . مقدمة تاريخ ابن خلدون: ج1 ، ص247 . دائرة معارف القرن العشرين: ج2 ، ص773 . 17. المعجم الموسوعي / الدكتور سهيل زكار: ج2 ، ص543 . القاموس الاسلامي: ج1 ، ص176 . تاريخ الفرق الاسلامية: ص110 . الاتجاهات الحزبية في الاسلام / فاطمة جمعة: ص141 . 18. العقيدة والشريعة في الاسلام / جولد تسيهر: ص169 . المذاهب الاسلامية / محمد محمود ابوزهرة: ص51 . دروس في فقه الامامية / الدكتور عبدالهادي الفضلي: ص49 . 19. مذهب الامامية / الدكتور عبدالهادي الفضلي: ص7 . الفرق الكلامية / الدكتور علي عبدالفتاح المغربي: ص7 . 20. ازمة الخلافة والامامة وآثارها المعاصرة / الدكتور اسعد القاسم: ص299 . الشيعة هم اهل السنة / الدكتور محمد التيجاني: ص17 . مذهب الامامية: ص8 . دروس في فقه الامامية: ص41 . 21. موسوعة المورد / منير البعلبكي: ج5 ، ص220 . معجم الفرق الاسلامية: ص83 . الشيعة الامامية: ص83 . الشيعة هم اهل السنة / الدكتور محمد التيجاني: ص19 . الاصول الفكرية / الدكتور محمود الخالدي: ص229 . اصول التشيع / هاشم معروف الحسني: ص207 . 22. في مذاهب الاسلاميين / الدكتور عامر النجار: ص152 . اصل الشيعة واصولها / محمد حسين آل كاشف الغطاء: ص43 . عقائد الامامية الاثنى عشرية / السيد ابراهيم الزنجاني: ص109 . التشيع نشاته . . معالمه / هاشم الموسوي: ص26 . هوية التشيع / الدكتور احمد الوائلي: ص26 . هذه هي الشيعة / باقر شريف القرشي: ص19 . علي والشيعة / نجم الدين العسكري: ص143 . 23. دراسات في الفرق والعقائد الاسلامية / الدكتور عرفان عبدالحميد: ص15 . 24. تاريخ الاسلام / الدكتور حسن ابراهيم: ج1 ، ص394 . تاريخ الفرق الاسلامية: ص110 . العقيدة والشريعة في الاسلام: ص169 . 25. الفهرست / محمد بن اسحاق النديم: ص223 . فرق الشيعة / النوبختي: ص16 . 26. الخوارج والشيعة: ص146 . فجر الاسلام / احمد امين: ص166 . 27. تاريخ الامامية: ص70 . 28. الشيعة الامامية: ص70 . 29. التشيع: ص20 . الصلة بين التصوف والتشيع: ص23 . 30. الشيعة الامامية: ص71 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي: ج9 ، ص131 . 31. موسوعة الاديان السماوية والوضعية / صادق مكي: ج7 ، ص342 . 32. عقائد الشيعة واهل السنة / الدكتور علاء الدين القزويني: ص8 .
|
||||||||
| #12 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل الثاني عشر: الحالة السياسية والاجتماعية في عهد ال مغول 656- 1213 هـ / 1258- 1798م الحالة السياسية والاجتماعية في عهد المغول 6 5 6 / 1213 ه / 1258- 798 1م ان كثيرا من الكتاب والباحثين ومؤرخي الادب اطلقوا تسميات مختلفة لهذا العصر ، فمنهم من اطلق عليه «عصر الانحطاط» (1) ، ومنهم من سماه ب «عصر العثمانيين» (2) ، وآخر ادعى بانه «العصر التركي» ، بينما البعض الآخر وصفه ب «عصر المماليك» ، وهناك من يطلق عليه عصر التتر (3) الى غيرها من التسميات والادعاءات ، مع العلم ان الكثير من المؤرخين قسموا عصور الانحطاط الى دورين: الدور المملوكي الذي يبدا بسقوط بغداد سنة 656ه ، والدور العثماني حين استولى العثمانيون على القاهرة سنة 923ه» (4) . ونحن لا يهمنا هذه المسميات وانما الذي يهمنا هو ان الدول المعنية تعرضت للعدوان المغولي الزاحف من وسط آسيا بعد ان دمروا بغداد عاصمة الخلافة العباسية عام 656ه / 1258ه (5) ، وبعد ان استولى هولاكو (6) عليها ، اضافة الى اجتياز تيمورلنك بلاد الشام نلاحظ ان بغداد قد استبيحت وقتل الخليفة العباسي (7) ، ثم جمعت الكتب والقيت في نهر دجلة . اما الحالة الاجتماعية فقد لوحظ ظهور نزعات عديدة في هذه الفترة وابرزها نزعتان النزعة الاباحية والنزعة الزهدية ; اذ مال قسم من الناس الى شرب الخمر ولذائذ الدنيا ، والقسم الآخر مال الى الزهد . نستنتج من هذا ان غزوات المغول كانت وبالا سيئا على شعوب المنطقة ، كما واعتبر هذا العهد عهد انحطاط وتدهور في الناحيتين السياسية والاجتماعية . على رغم هذه الظروف فقد نجت مصر من شرهم حيث نشطت الحركة الادبية وازدهرت الحياة ، كما وظهرت في دول المنطقة شخصيات كثيرة من خطباء الجمع والاعياد والكتاب والمؤلفين الذين الفوا الكتب والموسوعات في اكثر المجالات خاصة في حفل الفلك والجغرافيا ، ومن اشهر هؤلاء: اهم المؤلفين والمصنفين: القرطبي - محمد بن احمد الانصاري - ت سنة 671ه ، وله كتاب في التفسير اسماه جامع احكام القرآن . الطوسي - ابو جعفر محمد بن محمد - ت سنة 672ه ، فيلسوف ورياضي فلكي ، وله جواهر الفرائض وكتاب قواعد العقائد . ابن مالك - محمد بن عبد الله - ت سنة 672ه ، وله الالفية في النحو . ابن طاووس - احمد بن موسى - ت سنة 673ه ، وله بشرى المحققين ، وكتاب الملاذ ، وشواهد القرآن ، والروح . التلعفري - محمد بن يوسف - ت سنة 675ه ، وله ديوان باسمه . المحقق الحلي - جعفر بن الحسن الهذلي - ت سنة 676ه ، وله المختصر النافع ، وشرائع الاسلام ، والمعتبر . ابن خلكان - شمس الدين احمد بن محمد - ت سنة 681ه ، وله وفيات الاعيان . القزويني - زكريا بن محمد بن محمود - ت سنة 682ه ، وله عجائب المخلوقات . الشاب الظريف - محمد بن سليمان - ت سنة 688ه ، له ديوان ، واشتهر بمقاماته . عفيف الدين - سليمان بن علي التلمساني - ت سنة 690ه ، وله ديوان مرتب على الابجدية . سراج الدين - الوراق عمر بن محمد - ت سنة 695ه ، وله ديوان باسمه . البوصيري - محمد بن سعيد - ت سنة 695ه ، اشتهر بقصيدته البردة في مدح النبي صلى الله عليه وآله . ابن منظور - محمد بن مكرم - ت سنة 711ه ، وله لسان العرب ومختصر تاريخ دمشق . العلامة الحلي - الحسن بن يوسف المطهر - ت سنة 726ه ، وله كتاب ارشاد الاذهان وتذكرة الفقهاء وقواعد الاحكام . ابن تيمية - تقي الدين احمد بن عبدالحليم - ت سنة 728ه ، وله كتاب المهذب لابي تيمية . ابو الفداء - اسماعيل بن علي بن محمود - ت سنة 732ه ، وله كتاب المختصر في تاريخ البشر وكتاب تقويم البلدان . النويري - شهاب الدين - ت سنة 732ه ، وله كتاب نهاية الادب في فنون العرب . شمس الدين الذهبي - محمد بن احمد - ت سنة 748ه ، وله تاريخ الاسلام ودول الاسلام . ابن الوردي - زين الدين عمر - ت سنة 749ه ، وله احوال القيامة ، تتمة المختصر في اخبار البشر . صفي الدين الحلي - عبدالعزيز بن سرايا - ت سنة 750ه ، وله ديوان شعر وكتاب درر النحو . ابن قيم الجوزي - محمد بن ابي بكر - ت سنة 751ه ، وله زاد المعاد . ابن هشام - جمال الدين عبدالله بن يوسف - ت سنة761ه ، وله قطرالندى ومغنياللبيب والاعراب . الصفدي - صلاح الدين خليل الصفدي - ت سنة 764ه ، وله الوافي بالوفيات . ابن نباتة - محمد بن محمد - ت سنة 768ه ، وله ديوان مرتب على حروف الهجاء . ابن كثير - اسماعيل بن عمر - ت سنة 774ه ، وله البداية والنهاية وتفسير القرآن والسيرة النبوية . لسانالدين بنالخطيب - محمد بن عبدالله - ت سنة 776ه ، وله الاحاطة في تاريخ غرناطة وديوان شعر . ابن بطوطة - محمد بن محمد الطبخي - ت سنة 779ه ، اشهر رحالة ، وقد دون اسفاره في تحفة النظار في غرائب الامصار . الشهيد الاول - محمد بن جمال الدين - ت سنة 786ه ، وله اللمعة الدمشقية وكتاب الدروس مكي العاملي وكتاب البيان . الزركشي - محمد بن عبد الله - ت سنة 794ه ، وله البرهان في علوم القرآن . ابن خلدون - عبدالرحمن بن محمد - ت سنة 808ه ، وله مقدمة ابن خلدون وكتاب الصبر . الفيروزآبادي - مجدالدين محمد بن يعقوب - ت سنة 817ه ، وله القاموس المحيط . القلقشندي - احمد بن علي بن احمد - ت سنة 821ه ، وله صبحي الاعشى في صناعة الانشاء . ابن عتبة - احمد بن علي بن الحسين - ت سنة 828ه ، وله عمدة الطالب في مناقب آل ابيطالب . الحموي - ابن حجة - ت سنة 837ه ، وله خزانة الادب وغاية الارب . ابن فهد - احمد بن محمد الحلي - ت سنة 841ه ، وله كتاب عدة الداعي وكتاب المهذب البارع . المقريزي - تقي الدين بن علاء - ت سنة 845ه ، وله المواعظ والاعتبار . ابن حجر العسقلاني - احمد بن علي - ت سنة 852ه ، وله الاصابة في معرفة الصحابة وفتح الباري . شهاب الدين الحجازي - احمد بن محمد - ت سنة 874ه ، وله روض الآداب واللمع الشهابية . جلال الدين السيوطي - عبدالرحمنبنالكمال - ت سنة 911ه ، وله تفسير الجلالين والاشباه والنظائر واعجاز القرآن . القسطلاني - احمد بن محمد - ت سنة 923ه ، وله ارشاد الساري . المحقق الكركي - نورالدين علي بن الحسين العاملي - ت سنة 940ه ، وله كتاب جامع المقاصد . الشهيد الثاني - زين الدين بن علي الجبعي - ت سنة 966ه ، وله كتاب مسالك الافهام . ابن حجر الهيتمي - احمد بن محمد المكي - ت سنة 974ه ، وله الصواعق المحرقة والرواجز . بهاء الدين العاملي - محمد بن حسين بن عبدالصمد - ت سنة 1030ه ، وله الكشكول واسرار البلاغة في الادب . الحر العاملي - محمد بن الحسين العاملي - ت سنة 1104ه ، صاحب الوسائل وله بداية الهداية . البحراني - يوسف بن احمد بن ابراهيم - ت سنة 1186ه ، وله كتاب الحدائق . حالة الادب في هذا العهد: ذكرنا فيما سبق ان هولاكو استولى على مدينة بغداد عاصمة الدولة العباسية في سنة 656ه ، بينما سيطر التتر على مدينة حلب وذلك في سنة 658ه ، فقد اكتسحوا اكثر ممالك الدولة العباسية واشاعوا فيها القتل وخربوا البلاد (8) . لقد ظهرت دويلات تركيا في انحاء العالم الاسلامي والعربي مما ادى الى سيطرتهمعلى الدوائر والمرافق الحكومية واصبحت اللغة التركية هي اللغة الرسمية . كل هذه العوامل ساعدت على تاسيس الامبراطورية العثمانية السنية التي اتخذت من تركيا مركزا لها كما وتاسست الدولة الصفوية (9) الشيعية في ايران . اما حالة الادب في هذا العصر فقد نشطت في بعض البلدان ، وظهر الشعراء والادباء ، ودون التاريخ ، واهتم اصحابه بالاحداث والسير ، وكذلك نشطتحركة التاليف في المجالات المختلفة ، لكننا مقابل هذه الظاهرة نجد الاقاليم الاخرى قد تعرضت لانتكاسات وهزات قوية ، فمثلا كثرت سرقات الشعر ، واغلقت وخربت معاهد العلم والمكتبات مما ادى الى نهب كل ما وقعت عليه ايديهم من تراث علمي (10) ، فبالرغم من ان هذا العهد يعتبر عهد انحطاط وتدهور نرى من المناسب ذكر شيء عن حياة بعض من برزوا في هذا العصر . البوصيري محمد بن سعيد البوصيري ، ولد في مصر عام 608ه ، وتالق نجمه ، سكن مدينة القدس ، ثم انتقل الى المدينة المنورة ومكة يعلم القرآن الكريم بعدها عاد الى مصر (11) . كان البوصيري فقيها وشاعرا مترسلا ، اما شعره فكان في غاية الحسن واللطافة وعذوبة الالفاظ وانسجام التركيب (12) ، له قصائد كثيرة ولكن اشتهر بقصيدته الهمزية في مدح الرسول صلى الله عليه وآله والتي تقع في 458 بيتا ، جاء فيها: كيف ترقى رقيك الانبياء يا سماء ما طاولتها سماء (13) لم يساووك في علاك وقد حا ل سنا منك دونهم وسناء انما مثلوا صفاتك للنا س كما مثل النجوم الماء انت مصباح كل فضل فما تص -در الا عن ضوئك الاضواء لك ذات العلوم من عالم الغي -ب ومنها لادم الاسماء لم تزل في ضمائر الكون تختا ر لك الامهات والآباء ما مضت فترة من الرسل الا بشرت قومها بك الانبياء تتباهى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء (14) وقد ذكر في سيرة حياته انه اصيب بالشلل فتوسل بالله وبحق نبيه صلى الله عليه وآله فمسح رسول الله بيده المباركة على وجهه في عالم الرؤيا والقى عليه بردة (15) ، ثم استيقظ من نومه ونهض فشفي تماما ، فنظم قصائد بليغة ومؤثرة في مدح الرسول ومولده صلى الله عليه وآله والتي تعتبر من اشهر قصائده بعد الهمزية وهي البردة ، وتسمى ايضا الكواكب الدرية ، ومجموع ابيات هذه القصيدة 162 بيتا ، وقد ترجمت الى الهندية والفارسية والتركية والالمانية والفرنسية والانكليزية . تبحث هذه القصيدة في النسيب الروحي الرمزي الذي ظاهره الغزل العفيف ، ثم تتطرق حول النفس وهواها ، وكذا تبحث في مدح القرآن والرسول صلى الله عليه وآله ومولده والمعراج ودعائه والجهاد اضافة الى الاستغفار والمناجاة . لقد شرحت قصيدة البردة 21 شرحا وطبعت مرارا ، وهذه القصيدة لقيت عناية العلماء والادباء ما لم يلق سواها من القصائد ، فقد شرحها بعضهم وعارضها آخرون وشطرها او ثلثها او خمسها عدد كبير من الشعراء (16) . والقصيدة في عاطفتها وروعة معانيها وقع الاجماع على انها افضل القصائد في مدائح الرسول ومما جاء فيها: محمد سيد الكونين والثقلي -ن والفريقين من عرب ومن عجم فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم فان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عن ناطق بفم لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم نبينا الآمر الناهي فلا احد ابر في قول لا منه ولا نعم هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هول من الاهوال مقتحم وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر او رشفا من الديم (17) اما لامية البوصيري التي عارض بها كعب بن زهير (18) في قصيدته التي اولها: بانتسعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها لم يغد مكبول (19) فقد بلغت قصيدة البوصيري 206 بيتا ، فكانت اطول من قصيدة كعب ، منها: الى متى انتباللذات مشغول وانت على كل ما قدمت مسؤول (20) في كل يوم ترجي ان تتوب غدا وعقد عزمك بالتسويف محلول اما يرى لك فيما سن من عمل يوما نشاط وعما ساء تنكيل فجرد العزم ان الموت صارمه مجرد بيد الاجيال مسلول واقطع حبال الاماني التي اتصلت فانها حبلها بالزور موصول انفقت عمرك في مال تحصله وما على غير اثم منه محصول ورحت تعمر دارا لا بقاء لها وانت عنها وان عمرت منقول جاء النذير فشمر للمسير بلا مهل فليس مع الانذار تمهيل وصن مشيبك عن فعل تشان به فكل ذي صبوة بالشيب معذول لا تنكرنه وفي الفودين قد طلعت منه الثريا وفوق الراس اكليل فان ارواحنا مثل النجوم لها من المنية تسيير وترحيل وان طالعها منا وغاربها جيل يمر وياتي بعده جيل حتى اذا بعث الله العباد الى يوم به الحكم بين الخلق مفصول تبين الربح والخسران في امم تخالفتبينها فيها الاقاويل توفي البوصيري سنة 696ه في القاهرة . صفي الدين الحلي هو عبدالعزيز بن سرايا ، ولد سنة 677 في العراق بمدينة الحلة ، وهي مدينة العلامة والمحقق الحلي ، والسيد ابن طاووس وعشرات غيرهم من الفضلاء . يعتبر صفي الدين الحلي اشهر شعراء العصر المغولي (21) ، وشعره بليغ ومتنوع في المدح والغزل والتفاخر والعاطفة المذهبية والبديع (السجع والجناس والتورية . . . الخ) والالغاز ، كذلك كان خاليا من الشوائب والتعقيد . كان شاعرنا الحلي عفيف اللسان ، عزيز النفس ، وهو «اول من نظم البديعيات» (22) . اهم آثاره: ديوان شعره الذي يحتوي كافة الاغراض الشعرية . درر النحور (23) ، ويقال درر البحور وقلائد النحور (24) . معجم الاغلاط اللغوية . الاوزان المستحدثة . الرسالة التوءمية . خلاصة البلغاء رسالة الدار . الكافية . الدر النفيس (25) . يحتوي كتاب درر البحور وقلائد النحور على 29 قصيدة بعدد احرف الهجاء في قوافيها حيث «يبتدئ في كل بيت منها بحرف ويختم بنفس الحرف» (26) ، وهذه القصائد تعرف بالارتقيات (27) ، فاذا كانت القافية ميمية كانت اوائل الابيات كذلك كقوله: مغانم صفو العيش اسمى المغانم هي الظل الا انه غير دائم ملكت زمام العيش فيها وطالما رفعتبها لولا وقوع الجوازم (28) واذا كانت القافية تنتهي بحرف القاف ، كان اوائل الابيات تبدا بحرف القاف ايضا كقوله: قفي ودعينا قبل وشك التفرق فما انا من يحيى الى حين نلتقي قضيت وما اودى الحمام بمهجتي وشبت وما حل البياض بمفرقي قرنتالرضى بالسخط و القرب بالنوى ومزقتشمل الوصل كل ممزق قبلت وصايا البحر من غير ناصح واحييت قولالهجر من غير مشفق (29) ونلاحظ في كافيته الثانية التي تمتاز برقة غزله وعذبة الاسلوب ، وهي في جملتها نموذج لغيرها من الارتقيات في غرضها الرئيسي واغراضها العارضة في التزام اتفاق حروف ابياتها الاولى وتوافقها مع حرف الروي: كفي القتال وفكي قيد اسراك يكفيك ما فعلتبالناس عيناك كلت لحاظك مما قد فتكتبنا فمن ترى في دم العشاق افتاك كفاك ما انتبالعشاق فاعلة لو انصف الدهر في العشاق عزاك كملت اوصاف حسن غير ناقصة لو ان حسنك مقرون بحسناك كيف انثنيت الى الاعداء كاشفة غوامض السر لما استنطقوا فاك كتمتسرك حتى قال فيك فمي شعرا ولم يدر ان القلب يهواك ××××× كدت المحب فماذا انت طالبة فنا محبك مع اشمات اعداك كافيتني بذنوب لست اعرفها فسامحي واذكري من ليس يسلاك كلفتني حمل اثقال عجزت بها وحبذا ثقلها ان كان ارضاك كابدت هول السرى في البيد مكتسبا مالا وما كنت ابغي المال لولاك كلا ولا بت اطوي كل مقفرة ومهمة لم تسر فيها مطاياك كان فيه السما والارض واحدة ونوقنا نجب نور تحت املاك (30) اما اذا انتهتبحرف الراء كانت اوائل الابيات تبدا بحرف الراء كقوله: رفقتبالناس في كل الامور فقد اضحى الزمان اليهم شاخص البصر (31) وهناك قصائد نظمها شاعرنا الحلي تنتهي بالياء وتبدا ابياتها بالياء ايضا ، ولكن تمتاز بانها تقرا مقلوبة بقوله: يلذ ذلي بنضو لوضن بي لذ ذلي يلم شملي لحسن ان سح لي لم شملي (32) وقد عثرت على قصيدة شعرية لم تطبع في ديوانه تبدا بالهمزة وتنتهي بالهمزة وتقرا مقلوبة يقول فيها: انث ثناء ناضرا لك انه هنا كل ارض ان انث ثناء امر كلاما الفته مظنة له نظم هتف لام الكرماء اهب لوصف لا لما هب آمل ملما بها ملء الفصول بهاء اروح اطيل الداب ابرم همة مربى بادلال يطاح وراء ارق فلا حزن ينم بمهمل مهم بم ينزح الفقراء اخر لاني نائب لقضية تهيض قلبي ان ينال رخاء افوه اراعي قوته بتكلف لكتبة توقيع اراه وفاء (33) اما شعر التوام فهو ما تشابهت كلماته في الرسم حتى اذا ابدلت نقط بعضها ظهرت لها معان جديدة ، واغلب ما تكون الكلمات المتوائمة متجاورة نحو قول صفي الدين الحلي: سند سيد حليم حكيم فاضل فاصل مجيد مجيد حازم جازم بصير نصير زانه رايه الشديد السديد امه امة رجاء رخاء ادركت اذ زكت نقود تقود مكرمات مكرمات بنتبي -ت علاء علا بجود يجود (34) ××××× كوصف حرب ووصف شرب ولطف عتب لقلب قلب وذكر الف، وشكر عرف وبكر وصف، وندب ندب (35) ××××× زينت زينب بقد يقد وتلاه ويلاه نهد يهد جندها جيدها وظرف وطرف تاعس ناعس بحد بحد (36) ولشاعرنا قصيدة معجمة ليس فيها حرف مهمل: فتنتبظبي بغى خيبتي بجفن تفنن في فتني تجنى، فبتبجفن يفيض فخيبت ظني في يقظتي قضيب يجيء بزي يزين تثنى، فذقت جنى جنة نجيب يجيب بفن يذيب ببض خضيب نفى خيفتي بجفن يجيء ببيض غزت تشج، فتنفذ في جبتي غني يضن بنض نقي فيقضي بغبني في بغيتي تيقظ بي غنج جفن غضيض بفن يشن ضنى جثتي (37) وهناك نوع آخر من شعره يسمى الشعر العاطل او المهمل ، والذي يتميز بخلو كلماته من النقط بقوله: سدد سهما ما عدا روعه وروع العصم، وللاسد صاد امالك الامر ارح هالكا مدرعا للهم درع السواد اراه طول الصد لما عدا مرامه ما هد صم الصلاد ود ودادا طاردا همه وما مراد الحر الا الوداد والمكر مكروه دها اهله واهلك الله له اهل عاد (38) وله قصيدة اخرى في الشكوى والعتاب جاء فيها: نسيتكم لما ذكرتم مساءتي وخالفتكم لما اتفقتم على هجري واصبحت لا يجري ببالي ذكركم ملالا ، ولا يجري ببالكم ذكري وقد كنت افنيت الزمان بشكركم وبالوصف حتى شاع في مدحكم شعري واني وان اغلظت في القول مرة عليكم ، لامر ضاق عن حمله صدري امنتبما اوليت من حق خدمة اليكم ، وما ابليت من جدة العمر (39) ولصفي الدين قصيدة في الرثاء بداها: بكى عليك الحسام والقلم وانفجع العلم فيك والعلم وضجت الارض، فالعباد بها لاطمة، والبلاد تلتطم تظهر احزانها على ملك جل ملوك الورى له خدم ابلج، غض الشباب، مقتبل العم -ر، ولكن مجده هرم محكم في الورى، وآمله يحكم في ماله ويحتكم ××××× يجتمع المجد والثناء له وماله، في الوفود، يقتسم قد سئمت جوده الانام، ولا يلقاه، من بذله الندى، سام ما عرفت منه لا، ولا نعم، بل دونهن الآلاء والنعم الواهب الالف، وهو مبتسم والقاتل الالف، وهو مقتحم مبتسم والكماة عابسة وعابس، والسيوف تبتسم ××××× يستصغر العضب ان يصول به ان لم تجرد من قبله الهمم ويستخف القناة يحملها، كانها في يمينه قلم لم يعلم العالمون ما فقدوا منه، ولا الاقربون ما عدموا ما فقد فرد من الانام، كمن ان مات ماتت لفقده امم والناس كالعين ان نقدتهم تفاوتت عند نقدك القيم (40) ثم نجد قصيدته النونية التي يذكر فيها مجد قومه وتاريخهم حيثيقول: سلي الرماح العوالي عن معالينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا لما سعينا فما رقت عزائمنا عما نروم ولا خابت مساعينا وفتية ان نقل اصغوا مسامعهم لقولنا او دعوناهم اجابونا قوم اذا استخصموا كانوا فراعنة يوما وان حكموا كانوا موازينا اذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة وان دعوا قالت الايام آمينا انا لقوم ابت اخلاقنا شرفا ان نبتدي بالاذى من ليس يؤذينا بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا (41) وله ايضا قصيدة كلها منقوطة ، اي كل كلماتها منقطة ، وكذا لهقطعة شعريةاخرى فيها كلمة منقطة وكلمة غير منقطة ، كما له قصيدة كل كلمة من كلماتها مصغرة: نقيط من مسيك في وريد خويلك او وسيم في خديد (42) ومن شعره يخاطب امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول فيها: جمعت في صفاتك الاضداد فلذا عزت لك الانداد زاهد حاكم حليم شجاع فاتك ناسك فقير جواد شيم ما جمعن في بشر قط ولا حاز مثلهن العباد خلق يخجل النسيم من اللطف وباس يذوب منه الجماد ظهرت منك للورى مكرمات فاقرت بفضلك الحساد ان يكذب هذا عداك فقد كذب من قبل قوم لوط وعاد جل معناك ان يحيط به الشعر ويحصى صفاته النقاد (43) الشيخ بهاء الدين العاملي ولد محمد بن حسين بن عبدالصمد العاملي المشهور بالشيخ البهائي في لبنان سنة 953ه ، وهو معروف لدى الاوساط غير الشيعية ، وقد الف في مختلف العلوم الاسلامية ، وهو رجل موسوعي ، قال الشعر بالعربية والفارسية ، ودرس علم التفسير والحديث والفقه وعلم الكلام والعلوم الرياضية وكان (افضل المحققين واعلم المدققين) (44) . اهم مؤلفاته: لقد ترك الشيخ البهائي تراثا علميا ضخما ناهزت الخمسين (45) ، منها: - مشرق الشمسين واكسير السعادتين . - الحبل المتين في احكام الدين . - رسالة في الدراية . - مفتاح الفلاح . - الفوائد الصمدية . - خلاصة الحساب . - تشريح الافلاك . - الكشكول . - المخلاة . - ديوان شعره . - خواص الاعداد . - رسالة في تحقيق جهة القبلة . - كتاب العروة الوثقى والصرط المستقيم . - الرسالة الهلالية . - فوائد الرجال . - شرح الشافية في الصرف . - حدائق المقربين (46) . - اسرار البلاغة . - زبدة الاصول . - حاشية على انوار التنزيل . - وله «مصنفات فيالرياضيات والفلك» (47) . - الملخص في الهيئة (48) . للشيخ البهائي شعر كثير بالعربية والفارسية فجاء بعضها بالنصح والعضة والتوجيه بقوله: لقد صرفنا العمر في قيل وقال يا نديمي قم فقد ضاق المجال واسقني تلك المدام السلسبيل انها تهدي الى خير السبيل واخلع الغل بها يا ذا النديم انها نار اضاءت للكليم هاتها صهباء من خمر الجنان دع كئوسا واسقنيها بالدنان ضاق وقت العمر عن آلاتها هاتها من غير عصرهاتها قم ازل عني بها رسم الهموم ان عمري ضاع في علم الرسوم ايها القوم الذي في المدرسة كلما حصلتموه وسوسة فكركم ان كان فى غير الحبيب ما لكم في النشاة الاخرى نصيب فاغسلوا يا قوم عن لوح الفؤاد كل علم ليس ينجي في المعاد (49) وحسبك قصيدته الوجدانية ، والتي تمتاز باسلوب جزل وفصاحة بعيدة عن الصنعة لصدق صاحبها حيثبداها بالحديث عن الاسى والفراق والدموع بقوله: فالمجد يبكي عليها جازعا اسفا والدين يندبها والفضل ينعاها وخر من شامخات العلم ارفعها وانهد من باذخات الحلم ارساها (50) ثم ينتقل البهائي الى الزمان الذي ابعده عن احبائه وساوى بينه وبين الذي لا يعادله فيقول: خليلي ما لي والزمان كانما يطالبني في كل آن باوتار وابعد احبابي واخلى مرابعي وابدلني من كل صفو باكدار وعادل بي من كان اقصى مرامه من المجد ان يسمو الى عشر معشاري (51) ومن شعره في المعمى في حق الامام علي عليه السلام: قال لي العذال دع حبه ما فيه الا شقوة او اذى فزاد ذا القول فؤادي اسى ما ضر عذالي لو زال ذا (52) وله مقطوعة شعرية ، وقد اشرف شيخنا البهائي على مدينة سر من راى نقتبسها لجمالها: اسرع السير ايها الحادي ان قلبي الى الحمى صادي وذا ما رايت عن كثب مشهد العسكري والهادي فالثم الارض خاضعا فلقد نلت والله خير اسعاد واذا ما حللت ناديهم يا سقاه الاله من نادي فالثم الارض خاضعا ولها واخلع النعل انه الوادي (53) وله ايضا: قد دعاني الهوى ولباه قلبي فدعاني ولا تطيلا ملامي ان من ذاق نشوة الحب يوما لا يبالي بكثرة اللوام (54) بعد هذا نجده عندما اتجه الى الحجاز واشرف على المدينة حين وقعت عينه ولاول مرة على قبة خاتم الرسل جاشت نفسه وقال: هذه قبة مو لاي واقصى املي اوقفوا المحمل كي الثم خفي جملي (55) وله هذه الصورة الساخرة بالمتصوفين المزيفين الذين يظهرون اشياء تخالف واقعهم فيقول: انا الفقير المعنى ذو رقة وحنين للناس طرا خدوم اذا هم استخدموني يعلو مقامي قدرا اذا هم لمسوني ولست اسلو هواهم يوما، ولو قطعوني هذا، ومن سوء حظي وحسرتي وشجوني ان لست اذكر الا عقيب رفع الصحون (56) لقد اودع بهاء الدين ديوانه الذي نظمه اثناء رحلته ، وسماه «سوانح سفر الحجاز» حنين روحه الباحثة ، وختمه بقصيدة: اشف قلبي ايها الساقي الرحيم بالتي يحيا بها العظم الرميم زوج الصهباء بالماء الزلال واجعلن عقلي لها مهرا حلال بنت كرم تجعلن الشيخ شاب من يذق منها عن الكونين غاب خمرة من نار موسى نورها دنها قلبي، وصدري طورها ××××× قم فلا تمهل، فما في العمر مهل لا تصعب شربها والامر سهل قم ولا تمهل، فان الصبح لاح والثريا غربت والديك صاح قل لشيخ قلبه منها نفور لا تخف! فالله تواب غفور يا مغني ان عندي كل غم قم والق النار فيها بالنغم ××××× يا مغني قم فان العمر ضاع لا يطيب العيش الا بالسماع انت ايضا يا مغني لا تنم قم واذهب عن فؤادي كل غم غن لي دورا فقد دار القدح والصبا قد لاح، والقمري صدح واذكرن عندي احاديث الحبيب ان عيشي من سواها لا يطيب ××××× واذكرن ذكرى احاديث الفراق ان ذكر البعد مما لا يطاق روحن روحي باشعار العرب كي يتم الحظ فينا والطرب وافتتح منها بنظم مستطاب قلته في بعض ايام الشباب قد صرفنا العمر في قيل وقال يا نديمي قم، فقد ضاق المجال (57) توفي الشيخ البهائي سنة 1031ه . تعليقات: 1. الادب العربي من الانحدار الى الازدهار / الدكتور جودت الركابي: ص120 . 2. الدولة العثمانية / الدكتور عبدالعزيز محمد الشناوي: ص9 . اصول التاريخ العثماني / احمد عبدالرحيم مصطفى: ص32 . البلاد العربية والدولة العثمانية / ساطع الحصري: ص37 . 3. نزهة الانظار في عجائب التواريخ والاخبار / محمود مقديش: ج2 ، ص5 . 4. الادب العربي من الانحدار الى الازدهار: ص120 . 5. التاريخ المعاصر / الدكتور رافت غنيمي الشيخ: ص27 . التاريخ العباسي والاندلس / الدكتور احمد مختار العبادي: ص123 . الغزو والمغول / حسن الامين: ص73 . 6. هولاكو: حفيد جنكيزخان . 7. المستعصم بالله ، وذلك سنة 656ه . 8. الوسيط في الادب العربي وتاريخه: ص290 . تاريخ الادب العربي / السباعي بيومي: ج3 ، ص384 . 9. يصل نسبهم الى العالم العارف الكبير السيد صفي الدين الاردبيلي المدفون في اردبيل بايران . 10. الحياة الادبية بعد سقوط بغداد / الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي: ص11 . 11. تاريخ الادب العربي / عمر فروخ: ج3 ، ص674 . 12. الوافي بالوفيات / الصفدي: ج3 ، ص107 . 13. المدائح النبوية / الدكتور مخيمر صالح: ص143 . 14. تاريخ الادب العربي: ص675 . الادب العربي / الدكتور جودت الركابي: ص179 . فوات الوفيات / محمد الكتبي: ج3 ، ص368 . 15. البوصيري / قيس آل قيس ومحمد رضا عادل: ص5 . فوات الوفيات: ج3 ، ص369 . 16. النصوص الادبية / الدكتور علي عبدالحليم محمود: ص134 . 17. تاريخ الادب العربي: ص677 . قصيدة البردة المباركة / ترجمة قيس آل قيس: ص21 . 18. هو ابن زهير بن ابي سلمى من المخضرمين ، قال الشعر في حداثته ثم اسلم . 19. ديوان كعب بن زهير / وضعه الحسن بن الحسين العسكري: ص26 . 20. فوات الوفيات / محمد بن شاكر الكتبي: ج3 ، ص368 . 21. الرائد في الادب العربي / نعيم الحمصي: ص568 . الادب العربي / الدكتور جودت الركابي: ص222 . 22. مشاهير الشعراء والادباء: ص129 . 23. و 24. تاريخ آداب اللغة العربية: ج14 ، ص413 . 25. الذريعة الى تصانيف الشيعة / آقا بزرك الطهراني: ج8 ، ص120 . 26. اعيان الشيعة: ج8 ، ص27 27. صفي الدين الحلي / محمد رزق سليم: ص36 ، وقيل: اولها: «زينب زينب بقد يقد» ، وقيل: ان المتاخرين عجزوا عن هذه الصناعة نظما ونثرا . 28. اعيان الشيعة: ج8 ، ص24 . 29. المجاني الحديثة: ج5 ، ص246 . 30. الادب العربي / الدكتور جودت الركابي: ص239 . ديوان صفي الدين: ص747 . 31. صفي الدين الحلي / ياسين الايوبي: ص217 . 32. اعيان العصر واعوان النصر: ج3ص83 . 33. المصدر المتقدم: ص82 . 34. اعيان العصر واعوان النصر: ج3 ، ص76 . 35. شعراء الحلة / علي الخاقاني: ج3 ، ص305 . 36. صفي الدين الحلي: ص36 . 37. ديوان صفي الدين الحلي / شرح: الدكتور عمر الطباع: ص512 . ديوان صفي الدين الحلي: ص619 . 38. ديوان صفي الدين الحلي: ص619 . 39. المصدر المتقدم: ص574 . 40. ديوان صفي الدين الحلي: ص619 . 41. تاريخ الادب العربي: ج3 ، ص773 . الانشاء العصري / محمد محمد زكي: ص170 . ديوان صفي الدين الحلي: ص20 . شعر صفيالدين الحلي / الدكتور جواد احمد علوش: ص118 . 42. تاريخ الادب العربي: ص775 . 43. اعيان الشيعة: ج8 ، ص22 . انوار الرشاد للامة / محمد باقر المازندراني: ص262 . لال صفي الدين الحلي / اعداد: ضحى عبدالعزيز: ص24 . الامام علي رسالة وعدالة: ص71 . صفي الدين الحلي / صلاح الدين خليل الصفدي: ص66 . البابليات / محمد علي اليعقوبي: ج1 ، ص112 . مجالس المؤمنين / نور الله شوشتري: ج2 ، ص576 . ريحانة الادب / محمد علي مدرس: ج3 ، ص463 . 44. من حياة الامام الرضا عليه السلام / علي العسيلي العاملي: ص37 . 45. موسوعة عباقرة الاسلام / الدكتورة رحاب خضر: ج4 ، ص169 . 46. اعيان الشيعة: ج9 ، ص245 . بهاء الدين العاملي / الدكتور محمد النوبختي: ص50 . 47. دراسات في تاريخ العلوم عند العرب / حكمت نجيب عبدالرحمن: ص106 . 48. موسوعة عباقرة الاسلام: ج4 ، ص169 . 49. اعيان الشيعة: ج9 ، ص249 . الجنة / محمد حسن الحسيني: ج1 ، ص63 . الكشكول / يوسف البحراني: ج1 ، ص108 . الهجرة العاملية: ص158 . سلافة العصر / صدر الدين علي المدني: ص293 . 50. بهاء الدين العاملي / الدكتور محمد النوبختي: ص122 . 51. ستة فقهاء ابطال / جعفر المهاجر: ص241 . 52. امل الآمل: ج1 ، ص41 . 53. ستة فقهاء ابطال / جعفر المهاجر: ص216 . بهاء الدين العاملي / الدكتور دلال عباس: ص367 . 54. الهجرة العاملية / جعفر المهاجر: ص159 . سلافة العصر: ص293 . 55. ستة فقهاء ابطال: ص117 . بهاء الدين العاملي: ص126 . 56. الهجرة العاملية / جعفر المهاجر: ص158 . 57. الهجرة العاملية / جعفر المهاجر: ص164 . بهاء الدين العاملي / الدكتور دلال عباس: ص418 .
|
||||||||
| #13 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل الثالث عشر :عهد النهضة من 1213ه / 1798 م الى يومنا الحاضر عهد النهضة من 1213ه / 1798 م الى يومنا الحاضر كان الجهل مخيما على الادب العربي بما فيه الشعر والنثر قبيل النهضة ، هكذا كان حال البلاد العربية . لقد ظهرت عوامل النهضة في زمن محمد علي باشا سنة 1849م ، ومن بوادر هذه النهضة ارسال البعثات الى مختلف البلاد الاوربية للتبحر في العلوم والفنون ، ثم قاموا بتاسيس مدارس وجامعات ، ثم توالت الترجمة في العلوم والفنون اضافة الى التاليف ، كما ونشطت الطباعة وتاسست الجمعيات العلمية والادبية والمكتبات في كل من لبنان وسوريا ومصر والعراق وبعض البلاد العربية الاخرى . كما واشترك الاجانب بفتح مدارس لتعليم اللغات مما ادى الى تنشيط حركة الاستشراق ، ومن اشهر المستشرقين: - بروكلمن . - دي سلان . - دوزي . - دي غويه . - لويس مسينيون . - مرغيلوث . هذه هي اهم العوامل التي ساعدت على بزوغ النهضة الحديثة . ومن هذا نلاحظ انه قويت اغراض النثر الادبي والاجتماعي والسياسي وكذلك الخطابة ، كما وان القصة تطورت ، وترجمتبعض القصص غير العربية ، اضافة الى نشاط نواحي الانتاج الادبي كالنقد وتاليف الروايات ، ومن اشهر الادباء الذين برزوا هم: ابراهيم الاحدب ابراهيم طوقان / فلسطين ابراهيم المازني ابراهيم الوائلي ابو القاسم الشابي / تونس احسان عباس / الاردن احمد دحبور / فلسطين احمد حسن الزيات احمد السقاف / سوريا احمد شوقي احمد الصافي النجفي احمد الوائلي امين الريحاني ايليا ابو ماضي بدر شاكر السياب بطرس البستاني بلند الحيدري بنت الشاطئ بولس سلامة توفيق الحكيم جبران خليل جبران جرجي زيدان جعفر الخليلي جمال الدين الاسدآبادي / الافغاني جواد جميل جورج جرداق حافظ ابراهيم حسين مردان حفني ناصف خليل الخوري خليل مطران / لبنان رضا الهندي الموسوي رفائيل بطي سليمان العيسى سميح القاسم / فلسطين سعد زغلول طه حسين عائشة التيمورية عاتكة وهبي الخزرجي عباس محمود العقاد عبد الله الفيصل / السعودية عبد الحسين الازري عبد المحسن الكاظمي عبد المنعم الفرطوسي عبود الكرخي علي الجارم علي الجندي علي الشرقي علي العلاق علي محمود طه / مصر غازي القصيبي / السعودية . فرات الاسدي فؤاد عباس فهد العسكر / الكويت قاسم امين كوركيس عواد محسن الاميني محمد بهجت الاثري محمد التهامي محمد جواد الجزائري محمد جواد مغنية محمد حسين الصغير محمد رضا الشبيبي محمد سعيد الحبوبي محمد الشاذلي / تونس محمد عبده محمد علي اليعقوبي محمد الفيتوري / السودان محمد كرد علي محمد مهدي البصير محمد مهدي الجواهري محمود البستاني محمود جميل شلش محمود درويش / فلسطين مدين الموسوي مصطفى جمال الدين مصطفى جواد مصطفى صادق الرافعي مصطفى طلاس / سوريا مصطفى كامل مصطفى لطفي المنفلوطي مظفر النواب نازك الملائكة نجيب محفوظ نزار قباني / سوريا وديع عقل يقين البصري يوسف السباعي ونرى من الضروري ذكر شيء عن حياة بعضهم: جميل صدقي الزهاوي شاعر بغدادي ، ولد من ابوين كرديين عام 1863م (1) ، تميزت اسرتهما بالدين والفقه والادب (2) . درس آداب اللغة الفارسية والتركية الى جانب العربية ، واحرز كثيرا من العلوم والفنون ، وتعمق في علم التوحيد والفقه الاسلامي والمنطق والفلسفة والتصوف . عين استاذا للقانون في كلية الحقوق . الزهاوي كان «بطلا من ابطال النهضة» . «كان يهزج باغاريد الفجر على ضفاف دجلة» (3) ، ثم يقضي الليل ساهدا يقرا او ذاهلا ينظم ، فالقصص والمجلات منتثرة على سريره وعلى مقعده ، والاوراق تحت وسادته او في ثيابه ، ويقول: «انظروا كيف اذيب عمري في شعري ، اني ساذهب وستبقى اشعاري معبرة عن شعوري وناطقة بآلامي فهي دموع ذرفتها على الطرس» (4) . مؤلفاته: - ديوان الكلم المنظوم . - ديوان بعد الدستور . - ديوان هواجس النفس . - ديوان بقايا الشفق . - رباعيات الزهاوي . - ديوان الشذرات . - ديوان نزعات الشيطان . - عيون الشعر . - الكائنات . - الجاذبية وتعليلها . - الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية . - محاضرة في الشعر . - الفجر الصادق في الرد على الوهابية . - رسالة اشراك الداما . - حكمت اسلامية درسلري ، تركي . - الخيل وسباقها . - الاوشال . - ليلى وسميرة ، رواية . - اللباب ، ديوان شعر . - ثورة في الجحيم . - ديوان جميل صدقي الزهاوي (5) . نظم الزهاوي الشعر بالعربية والفارسية وهو صبي ، واجاد فيهما . اذن «فالشعر رسالة الطبيعة على لسان احد بنيها الى ابنائها» (6) . ومما نظمه في رسالة الشعر قوله: ما الشعر الا شعوري جئت اعرضه فانقده نقدا شريفا غير ذي خلل الشعر ما عاش دهرا بعد قائله وسائر يجري على الافواه كالمثل والشعر ما اهتز منه روح سامعه كمن تكهرب من سلك على غفل (7) عندما اراد الزهاوي العودة من الاستانة الى وطنه لم يسمح له السلطان بالعودة فنظم الزهاوي قصيدة حادة واستمر في ذمه للسلطان وسياسته فامر السلطان بسجنه ونفيه ، ومما جاء في قصيدته والتي تبين مدى جراة الشاعر حين يقول: ايامر ظل الله في ارضه بما نهى الله عنه والرسول المبجل ففقر ذا مال وينفي مبرا ويسجن مظلوما ويسبي ويقتل تمهل قليلا لا تغظ انه اذا تحرك فيها الغيظ لا تتمهل وايديك ان طالت فلا تغتر بها فان يد الايام منهن اطول (8) كان الزهاوي جريئا بطبعه وطموحا وجلدا في مواقفه ، فعندما راى ان الحكام يلقون الاحرار مغلولين في غيابة السجن وتنفيذ احكام الاعدام بهم والقسم الآخر يرمى بهم في قاع البحر فنظم قصيدة في تحية الشهداء . على كل عود (9) صاحب وخليل وفي كل بيت رنة وعويل (10) وفي كل عين عبرة مهراقة وفي كل قلب حسرة وعليل كان الجدوع القائمات منابر علتخطباء عودهن نقول ستبكي على تلك الوجوه منازل وتبكي ربوع للعلى وطلول وما هي الا رجفة تعتري الفتى مفاجاة والراس منه يميل (11) انطفات شعلة حياة هذا الشاعر في سنة 1936م . عائشة التيمورية ولدت عائشة عصمت التيمورية بمدينة القاهرة سنة 1840م ، فهي مصرية المولد والنشاة والتربية . كانت عائشة شاعرة واديبة من نوابغ مصر قيل عنها «انه لو استثنينا شعر سامي البارودي الذي يعتبر شاعر النهضة الحديثة فسنجد شعر عائشة التيمورية يعلو ويفوق شعر بقية الادباء في عصرها» (12) . نظمت هذه الاديبة الشعر بالعربية والتركية والفارسية ونشرت مقالات في الصحف والمجالات ، ولقد لاقت استحسانا من قبل الادباء . ومن آثارها: حلية الطراز . نتائج الاحوال في الادب . مرآة التامل في الامور (13) . كشوفة ديوان شعرها باللغة التركية (14) . اهتم والدها في تعليم ابنته عائشة والعناية بتثقيفها وان ابنته تتذكر تلك العناية التي قدمها والدها لها ، فهي تحن عليه وتذكره بالشكر والعرفان ، وقد نظمت قصيدة رثاء بعد وفاة والدها تلك القصيدة كانت ملاى بالعبرات فنجدها تقول: ابتاه قد حش الفراق حشاشتي هل يرتضي القلب الشفوق جفائي يا من يحسن رضاه فوز بنوتي وعزير عيشته تمام رخائي ان ضاق بي ذرعي الى من اشتكي من بعد فقدك كافلا برضائي (15) اقتصر شعرها على المدح والرثاء والغزل الصوفي ، واشتهرت هذه الشاعرة بالرثاء ، وكان اصدق واجود شعرها . لقد ظلت الشاعرة تنظم القصائد والموشحات باللغات الثلاث الآنفة الذكر ، وعند وفاة ابنتها عظم حزنها سبع سنين حتى ضعف بصرها ولم تانس بعد بالعيش فقضت ايامها في وحدة ووحشة وانقطعت عن الشعر والادب الا مرثيتها لابنتها ، لذا نجدها تتفجع على عزيزتها كما تتفجع الثكلى ، ثم نشاهد اللوعة والحزن العميق حين تقول: اماه قد عز اللقاء وفي غد سترين نعشى كالعروس يسير وسينتهي المسعى الى اللحد الذي هو منزلي وله الجموع تصير قولي لرب اللحد رفقا بابنتي جاءت عروسا ساقها التقدير وتجلدي بازاء لحدي برهة فتراك روح راعها المقدور اماه قد سلفت لنا امنية يا حسنها لو ساقها التيسير كانت كاحلام مضت وتخلفت مذ بان يوم البين وهو عسير ××××× عودي الى ربع خلا ومآثر قد خلفت عني لها تاثير صوني جهاز العرس تذكارا فلي قد كان منه الى الزفاف سرور جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا لبس السواد ونفذ المسطور والقبر صار لغصن قدى روضة ريحانها عند المزار زهور اماه لا تنسى بحق بنوتي قبري لئلا يحزن المقبور ورجاء عفو او تلاوة منزل فسواك من لي بالحنين يزور ××××× فلعلما احظى برحمة خالق هو راحم بر بنا وغفور فاجبتها والدمع يحبس منطقي والدهر من بعد الجوار يجور بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي قد زال صفو شانه التكدير لا توصي ثكلى قد اذاب فؤادها حزن عليك وحسرة وزفير قسما بغض نواظري وتلهفي مذ غاب انسان وفارق نور اني الفت الحزن حتى انني لو غاب عني ساءني التاخير ××××× قد كنت لا ارضى التباعد برهة كيف التصبر والبعاد دهور ابكيك حتى نلتقي في جنة برياض خلد زينتها الحور قلبي وجفني واللسان وخالقي راض وباك شاكر وغفور متعتبالرضوان في خلد الرضا ما ازينت لك غرفة وقصور وسمعت قول الحق للقوم ادخلوا دار السلام فسعيكم مشكور (16) ×××× توفيت عائشة التيمورية سنة 1902م (17) . معروف الرصافي ولد الشاعر معروف الرصافي في سنة 1875 ببغداد حيث اكمل دراسته فيها ، ثم انتقل الى القسطنطينية والقدس ، وبعد اتمام دراسته عاد الى وطنه . يمتاز اسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة اسلوبه ، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب اشهرها ديوانه (الرصافي) حيث رتب الى احد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المراة والمقطعات الشعرية الجميلة ، وقد جاء في وصفه لعظمة الخالق قائلا: انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النظره كيف نمت من حبة وكيف صارت شجره فابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمره وانظر الى الشمس التي جذوتها مستعره فيها ضياء وبها حرارة منتشره ×××× من ذا الذي اوجدها في الجو مثل الشرره ذاك هو الله الذي انعمه منهمره ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدره انظر الى الليل فمن اوجد فيه قمره وزانه بانجم كالدرر المنتشره ×××× وانظر الى الغيم فمن انزل منه مطره فصير الارض به بعد اغبرار خضره وانظر الى المرء وقل من شق فيه بصره من ذا الذي جهزه بقوة مفتكره ذاك هو الله الذي انعمه منهمره (18) وفي مكان آخر من ديوانه يصف مشاهدته لارملة وبنتها الصغيرة ، توفي زوجها وتركهما بين الفقر والبؤس الذي يذيب القلوب الجامدة حيثبلغ القمة بوصفه اذ قال: لقيتها ليتني ما كنت القاها تمشي وقد اثقل الاملاق ممشاها اثوابها رثة والرجل حافية والدمع تذرفه في الخد عيناها بكت من الفقر فاحمرت مدمعها واصفر كالورس من جوع محياها مات الذي كان يحميها ويسعدها فالدهر من بعده بالفقر انساها الموت افجعها والفقر اوجعها والهم انحلها والغم اضناها ×××× فمنظر الحزن مشهود بمنظرها والبؤس مرآة مقرون بمرآها تمشي وتحمل باليسرى وليدتها حملا على الصدر مدعوما بيمناها تقول: يا رب لا تترك بلا لبن هذه الرضيعة وارحمني واياها كانت مصيبتها بالفقر واحدة وموت والدها باليتم ثناها هذي حكاية حال جئت اذكرها وليس يخفى على الاحرار مغزاها (19) لقد شارك الرصافي في قضايا امته السياسية والاجتماعية ، ودعا الى بناء المدارس ونشر العلم ، والتي ينبغي لطالب العلم ان لا يكون طلبه للعلم لذاته بل لغايات اجتماعية وذلك من خلال ربطه بالعمل فهل وفى اللفظ بهذا المعنى ؟ لذلك نجده يقول: ابنوا المدارس واستقصوا بها الاملا حتى نطاول في بنيانها زحلا جودوا عليها بما درت مكاسبكم وقابلوا باحتقار كل من بخلا لا تجعلوا العلم فيها كل غايتكم بل علموا النشء علما ينتج العملا ربوا البنين مع التعليم تربية يمسي بها ناطق الدنيا به المثلا فجيشوا جيش علم من شبيبتنا عرمرما (20) تضرب الدنيا به المثلا انا لمن امة في عهد نهضتنا بالعلم والسيف قبلا انشات دولا (21) وعندما احتل الانكليز العراق سنة 1920م ، وسرعان ما نصبوا فيصل ملكا على البلاد واصدروا دستورا وانشاوا برلمانا مزيفين واصحبت امور البلاد بايديهم ثار الشعب العراقي وثار الرصافي معهم حيث انشد قصيدته ، ومما جاء فيها: علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف اسماء ليس لنا سوى الفاظها اما معانيها فليست تعرف من يقرا الدستور يعلم انه وفقا لصك الانتداب مصنف (22) فكان الدستور الذي سن في نظره ليس الا وثيقة جديدة للانتداب الذي فرضه الانكليز على العراق ، دستور مزيف وعلم الدولة مزيف هو الآخر ، وحتى المجلس الذي يسمى بمجلس الامة ايضا كان مزيفا ، ثم نلاحظ الشاعر الرصافي يصرخ ساخرا ويقول: يا قوم لا تتكلموا ان الكلام محرم ناموا ولا تستيقضوا ما فاز الا النوم وتاخروا عن كل ما يقضي بان تتقدموا ودعوا التفهم جانبا فالخير ان لا تفهموا اما السياسة فاتركوا ابدا والا تندموا (23) وبعد برهة من الزمن شكلت الوزارة من قبل حكومة الانتداب فقام مخاطبا تلك الوزارة المنقادة لتنفيذ اوامر اسيادهم حيثيقول: بالله يا وزراءنا ما بالكم ان نحن جادلناكم لم تنصفوا هذي كراسي الوزارة تحتكم كادت لفرط حيائها تتقصف انتم عليها والاجانب فوقكم كل بسلطته عليكم مشرف ايعد فخرا للوزير جلوسه فرحا على الكرسي وهو مكتف (24) فلشاعرنا الرصافي مشاهد كثيرة في الحكم والاوصاف والاقاصيص الحزينة التي تظهر بؤس وفقر الامة ومقاومتها للاستبداد وظلم الاجنبي ، بالاضافة الى آرائه الحدية في السياسة وانتقاد السلطة ، فهو يدعو الى الثورة الاجتماعية والسياسية ليعم الرخاء ولتنعم البلاد بالحرية والمساواة . هذه نظرة موجزة القيناها عن حياة هذا الشاعر اذ اصبح اصدق مترجم عن آلام شعبه واحزانه . توفي الرصافي سنة 1945م (25) . ايليا ابو ماضي ولد ايليا ابو ماضي في لبنان سنة 1889 ، ثم هاجر الى مصر ، وبعدها الى الولايات المتحدة. آثاره: - ديوانه تذكار الماضي . - الجداول . - الخمائل . ويعتبر ايليا ابو ماضي اهم شعراء المهجر في امريكا الشمالية . ومن المميزات في اسلوبه الشعري هي وحدة الموضوع وشدة الارتباط بن اجزائها وعناصرها بالاضافة الى الفكرة الموحدة ، لذلك وضع عناوين لقصائده تناسب ما تناولته القصيدة ، فنلاحظ قصيدته في فلسفة الحياة فنجده يقول: ايهذا الشاكي (26) وما بك داء كيف تغدو (27) اذا غدوت عليلا ان شر الجناة في الارض نفس تتوقى (28) قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورود وتغمى ان ترى فوقها الندى اكليلا هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبء ثقيلا والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الحياة شيئا جميلا فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف ان يزول حتى يزولا ايهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا (29) وهناك طائفة من اشعاره في اغراض مختلفة تبين منهجه الشعري ، ففي قصيدته «لست ادري» التي تتطرق الى التفكر في الحياة والتامل في الكون وفي الخير والشر ، نلاحظ ايليا ابو ماضي يقول في قصيدته المسماة ب (الطلاسم): جئت لا اعلم من اين ؟ ولكنني اتيت ولقد ابصرت قدا في طريقا فمشيت وسابقى سائرا ان شئت هذا ام ابيت كيف جئت كيف ابصرت طريقي لست ادري ×××× اجديد ام قديم انا في هذا الوجود هل انا حر طليق ام اسير في القيود هل انا قائد نفسي في حياتي ام مقود اتمنى انني ادري ولكن لست ادري ×××× وطريقي ما طريقي اطويل ام قصير وهل انا اصعد ام اهبط فيه ام اغور اانا السائر في الدرب ام الدرب يسير ام كلانا واقف والدرب يجري لست ادري (30) وعلى هذا النحو ظل ابو ماضي حائرا قلقا لا يستطيع فهم الوجود ولا فهم الكون من حوله ، وله قصيدة بعنوان «كم تشتكي» حيثيقول: كم تشتكي وتقول انك معدم والارض ملكك والسماء والانجم ولك الحقول وزهرها واريحها ونسيمها والبلبل المترنم والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرم انظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتعلم عيون ماء دافقات في الثرى تشفي السقيم كانما هي زمزم (31) توفي ابو ماضي في نيويورك سنة 1958م . احمد شوقي ولد شوقي في القاهرة سنة 1868 من اب كردي وام تركية ، وبعد تخرجه من الثانوية التحق بمدرسة الحقوق ثم مدرسة الترجمة ، وبعدها سافر الى فرنسا لمتابعة دروسه . لقب احمد شوقي بامير الشعراء ، ويعتبر من اكابر الشعراء ، وقد مدح الامراء وبعض الاعيان ، بالاضافة الى انه مدح الرسول صلى الله عليه وآله والاسلام والمسلمين ، ومن آثاره كتاب «اسواق الذهب» وكتاب «دول العرب وعظماء الاسلام» وديوانه «الشوقيات» في اجزائه الاربعة . واشتهر بقصيدته «ولد الهدى» حيث مدح الرسول والاسلام ، ومما جاء فيها: ولد الهدى، فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء الروح (32) والملا (33) الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء والعرش يزهو (34) ، والحظيرة (35) تزدهي والمنتهى، والسدرة العصماء يا خير من جاء الوجود، تحية من مرسلين الى الهدى بك جاءوا ×××× بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت (36) مسكا بك الغبراء (37) فاذا سخوت بلغتبالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الانواء واذا عفوت فقادرا، ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء واذا رحمت فانت ام، او اب هذان في الدنيا هما الرحماء ××××× واذا غضبت فانما هي غضبة في الحق، لا ضغن ولا بغضاء واذا رضيت فذاك في مرضاته ورضى الكثير تحلم ورياء واذا خطبت فللمنابر هزة تعرو (38) الندي (39) ، وللقلوب بكاء واذا قضيت، فلا ارتياب، كانما جاء الخصوم من السماء قضاء واذا اخذت العهد، او اعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء (40) وقد اعتبر احمد شوقي رسالة المعلم تكاد تكون سماوية وهي اشرف الاعمال وانبلها ، وذلك بقصيدته العلم والتعليم ، ومما جاء فيها: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا اعلمت اشرف او اجل ما الذي يبني وينشيء انفسا وعقولا ارسلتبالتوراة موسى مرشدا وابن البتول (41) فعلم الانجيلا وفجرت ينبوع البيان محمدا فسقى الحديث وناول التنزيلا ان الشجاعة في القلوب كثيرة ووجدت شجعان العقول قليلا لقد احب شوقي وطنه فكان وطنيا مخلصا فنظم الاناشيد الوطنية وهو القائل: يا وطني لقيتك بعد ياس كاني قد لقيتبك الشبابا ابتسمت لشوقي الحياة فضحك لها . ثم ساهم في المسرح بشعره الروائي ، كما ذلل شوقي الشعر العربي في المسرح ; وذلك بتاليفه مسرحيات عدة اهمها مصرع كليوباترا ، عنترة ، وقمبيز ملك الفرس ، مجنون ليلى . هذا وقد نشا احمد شوقي في احضان النعمة وعاش مترفا منعما ، وكان لهذه الحياة اثر في خيالاته واتجاهاته الشعرية ، ومن ذلك نجده يصف الجزيرة ويقول: وخميلة (42) فوق الجزيرة مسها ذهب الاصيل حواشيا ومتونا كالتبر (43) افقا والزبرجد ربوة والمسك تربا، واللجين (44) معينا وقف الحب من دونها مستاذنا ومشى النسيم بظلها ماذونا وجرى عليها النيل يقذف نثرا ويكسر مرمرا مسنونا كما اكثر من الحديث عن الاخلاق ورآها احدى الدعائم التي تبنى عليها قوة الامم ، فمن ذلك قوله: وانما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا وقد ورد من لفظ الاخلاق في معان اخرى ، ومنها ما يجري مجرى الامثال ، وحسبك شاهدا ما يقول: وانما الامم الاخلاق ما بقيت فان تولت، مضوا في اثرها قدما ××× كذا الناس بالاخلاقيبقى صلاحهم ويذهب عنهمامرهم، حين تذهب ××× ترك النفوس بلا علم ولا ادب ترك المريض بلا طب ولا آس ××× واذا ما اصاب بنيان قوم وهى خلق، فانه وهي اس ××× واذا اصيب القوم في اخلاقهم فاقم عليهم ماتما وعويلا ××× ولو زاد الحياة الناس سعيا واخلاصا، لزادتهم جمالا مؤلفاته: - الشوقيات ، اربعة اجزاء . - اسواق الذهب . - عظماء الاسلام . - رواية لادياس . - رواية ورقة الآس . - علي بك الكبير . - مذكرات بنتاؤر . - مصرع كليوباترا . - مجنون ليلى . - قمبيز . - عنتر . - اميرة الاندلس . - السيدة هدى . - البخيلة . - كشكول ، جامع لقصائد لم تنشر وقصائد سهلة للاطفال واغان في ثلاث مجلدات مخطوط . - نهج البردة ، قصيدة مشهورة قالها في التوسل ومدح النبي صلوات الله عليه . توفي احمد شوقي سنة 1932م في القاهرة ، ودفن في مقبرة السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، واوصى ان يكتب على قبره هذان البيتان من قصيدة نهج البردة: يا احمد الخير لي جاه بتسميتي وكيف لا يتسامى بالرسول سمي ان جل ذنبي عن الغفران لي امل في الله يجعلني في خير معتصم ابو القاسم الشابي محمد بن ابي القاسم الشابي ، ولد في سنة 1906م في قرية الشابية بتونس ، نال شهادة الحقوق عام 1930م . ظهر نبوغه في الشعر مبكرا حيث كان قوي البديهية ، رقيق العاطفة ، سريع الانفعال ، حاد الذهن ، يحب الفكاهة والادب . عالج الشابي في موضوعاته فلسفة البؤس والشقاء والالم والحزن والحب والحياة والقوة والثورة ، وكان ثائرا على كل قيود عصره في الشعر والحياة . آثاره الادبية: - ديوانه . - الخيال الشعري عند العرب . - المقبرة ، رواية . - ديوان الاشواق التائهة . - رسائل الشابي . - يوميات الشابي . - الهجرة المحمدية (45) . يتضمن ديوان الشاعر الاغراض الادبية المختلفة ، لكن القارئ لديوانه يحس انه يتضمن حنين وبكاء ونشيد ووجوم ويقظة وهجود وسلام وابتسامة وسرور وظلام ونور ونجوم وضباب وسراب وشجون وبهجة ; لذلك فان ديوانه حافل بهذه الاغراض لانه قطعة من وجود انسان (46) . كان في نظمه للشعر يدعو المستعبدين ان يرفعوا رؤوسهم الى السماء لانه كان يرى وطنه تونس نهبا للاستعمار . وبنفس الوقت كان الشابي محبا لبلاده ، صادقا في وطنيته ومخلصا لها . لقد عاش ابو القاسم البؤس ، فقد تحمل اعباء الحياة التي اثقلت ظهره لذلك لم نستغرب عندما يقول: ما لي تعذبني الحياة كانني خلق غريب وتهد من قلبي الجميل فهل لقلبي من ذنوب واذا سالت لم الوجود وكله هم مذيب قالت نواميس السماء قضت وما لك منهروب (47) وقال من قصيدة «الى الشعب» يدعوه الى الطموح: اين يا شعب قلبك الخافق الحساس اين الطموح والاحلام اين يا شعب روحك الشاعر الفنان اين الخيال والالهام اين يا شعب فنك الساحر الخلاق اين الرسوم والانغام (48) قلنا انه نظم قصائد في مختلف الاغراض ، ولكن قصائده الوطنية كانت لها الصدارة في ديوانه . اشتهر شاعرنا بقصيدته «ارادة الحياة» والتي تمتاز بقوة الانفعال والثورة على الظلم والاستعمار ، ولا تزال شدة ومتانة الكلمات التي وردت في القصيدة تؤدي الى الاندفاع والثورة في فتح الطريق امام الشعوب نحو التحرر لكسر القيود وتقرير المصير وتمجيد الارادة الانسانية ايمانا بقوة الشعب . الشابي كان على امل بالغ بالغد المشرق لشعبه الذي حكم عليه القدر مدة طويلة تحت انياب المستعمر الظالم الذي اذاقه الظلم والتشريد والاضطهاد . ومما جاء في قصيدته «ارادة الحياة»: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت (49) الريح بين الفجاج (50) وفوق الجبال وتحت الشجر ××× «اذا ما طمحت (51) الى غاية لبست المنى وخلعت الحذر ولم اتخوف وعور الشعاب (52) ولا كبة (53) اللهب المستعر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر» فعجتبقلبي دماء الشباب وضجتبصدري رياح اخر ×××× «ابارك في الناس اهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر» وفي ليلة من ليالي الخريف مثقلة بالاسى والضجر (54) سالت الدجى (55) : هل تعيد الحياة لمن اذبلته ربيع العمر ؟ فلم يتكلم فؤاد الظلام ولم تترنم (56) عذارى السحر (57) ثم نلاحظ استنكار وحقد ابو القاسم الشابي على وحشية الظالمين وجرائمهم البشعة يثيخاطب المستعمر الظالم في كل بقعة من بقاع العالم ويقول: انك لن تفلت من عقاب الشعوب بسبب قتلك للناس وحصدك الرؤوس الطاهرة ، لقد سقيت الارض من دموع اليتامى والارامل والمعذبين ، فان الدماء التي سفكتها ستتحول سيلا يجرفك ونارا تحرقك لذا فان الشابي يجسم هذه الصورة بقوله: تامل هنالك اني حصدت رؤوس الورى (58) وزهور الامل ورويتبالدم قلب التراب واشربته الدمع حتى ثمل (59) سيجرفك السيل سيل الدماء وياكلك العاصف (60) المشتعل (61) وفي مكان آخر يصور المرحلة التي تعقب هزيمة الشعوب الضعيفة فيصيبها السكون بعض الوقت وتبدو خاضعة ، وبعد فترة من الزمن تجمع طاقاتها لاعلان ساعة الصفر ، فنلاحظ الشابي يحذر من سوء العاقبة ويخاطب المستعمر الظالم ويقول: ان وراء هذا السكون والهدوء الموقت صوت تنطلق منه الثورة الجبارة ويصور هذه الصورة بايام الربيع وجمال الطبيعة وصفائها وكيف تتغير الاحوال ويتلبد الجو بالغيوم وتعصف الرماح ، كذلك ستهب النار وتحرق الطغاة المستعمرين فمن يبذر الشوك لا يجني الا الجراح والالم . رويدك (62) لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح ففي الافق الرحب (63) هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح حذار فتحت الرماد اللهب ومن يبذر الشوك يجن الجراح (64) توفي ابو القاسم الشابي في ريعان شبابه سنة 1934 عن عمر يناهز الثامنة والعشرين . تعليقات: 1. الزهاوي دراسات ونصوص / جمع: عبد الحميد الرشودي: ص46 . 2. وحي الرسالة / احمد حسن الزيات: ج1 ، ص363 . 3. المصدر المتقدم: ص368 . 4. وحي الرسالة: ص363 . 5. الاعلام الشرقية / زكي محمد مجاهد: ج2 ، ص697 . 6. المصدر المتقدم: ص695 . 7. الاعلام الشرقية: ج2 ، ص695 . 8. الاعلام الشرقية: ج2 ، ص693 . وحي الرسالة: ج1 ، ص364 . الزهاوي وديوانه المفقود / هلال ناجي: ص211 . 9. عود: اراد به المشتقه. 10. الزهاوى و ديوانه المفقود: ص 30. 11. ديوان جميل صدقي الزهاوي: ص178 . ديوان الزهاوي / الزهاوي: ص168 . 12. مجموعة اعلام الشعر / عباس محمود العقاد: ص347 . 13. مشاهير الشعراء والادباء: ص137 . 14. الاعلام: ج3 ، ص240 . 15. حلية الطراز / عائشة عصمت التيمورية: ص58 . 16. حلية الطراز: ص58 . الجامع في تاريخ الادب العربي: ص129 . جواهر الادب: ج2 ، ص108 . مجموع اعلام الشعر: ص249 . 17. الاعلام: ج3 ، ص240 . 18. المدخل الى تعلم المكالمة العربية / اعداد: محمد الحيدري وعلي الحيدري: ج2 ، ص228 . 19. الرصافي / اصدار مناهل الادب العربي: ص60 . معروف الرصافي / ايليا الحاوي: ج2 ، ص124 . 20. عرمرم: الجيش الكبير . 21. ديوان معروف الرصافي: ج1 ، ص250 . معروف الرصافي / رؤوف الواعظ: ص106 . معروف الرصافي: ج3 ، ص87 . 22. ديوان الرصافي / شرح مصطفى علي: ج3 ، ص168 . 23. معروف الرصافي / نجدة فتحي صفوة: ص28 . معروف الرصافي / رؤوف الواعظ: ص236 . ديوان الرصافي: ج3 ، ص122 . 24. ديوان الرصافي: ص173 . 25. الاعلام: ج7 ، ص268 . 26. ايهذا الشاكي: اي هذا ايها الشاكي . 27. تغدوا: تصبح . 28. تتوقى: تتحذر . 29. ادب عصر النهضة / الدكتور شفيق البقاعي: ص224 . 30. الجداول / ايليا ابو ماضي: ص7 . درس اللغة والادب / محمد محمدي: ج2 ، ص199 . 31. الخمائل / ايليا ابو ماضي: ص111 . 32. الروح: هو الروح الامين ، لقب جبريل . 33. الملا: اشراف القوم . 34. يزهو: يفتخر ، هنا بشرف . 35. الحضيرة: الجنة . 36. تضوعت: انتشرت . 37. الغبراء: الارض . 38. تعرو: تلم به وتصيبه . 39. الندى: المجلس . 40. ديوان احمد شوقي / تحقيق: الدكتور اميل اكبا: ج1 ، ص85 . الشوقيات: ج1 ، ص34 . لال تاريخ الاداب العربية / رشيد يوسف عطا الله: ص412 . شوقي وقضايا العصر والحضارة / الدكتور حلمي علي مرزوق: ص321 . السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة / الدكتور محمد بن محمد ابو شهبة: ج1 ، ص176 . 41. البتول: لقب السيدة مريم (عليها). 42. الخميلة: الشجر الكثير الملتف . 43. التبر: الذهب . 44. اللجين: العلف المتخذ من الورق المدقوق المخلوط بالشعير . 45. الاعلام الشرقية / زكي محمد مجاهد: ج2 ، ص761 . 46. شعب وشاعر / نعمات احمد فؤاد: ص87 . 47. الشابي / الدكتور عمر فروخ: ص109 . 48. الاعلام الشرقية / زكي محمد مجاهد: ج2 ، ص760 . 49. دمدم: صوت الريح الشديد . 50. الفجاج: الطريق الواضح بين جبلين . 51. طمحت: تطلعت . 52. الشعاب: الطريق في الجبل ، مسيل الماء . 53. كبة: ستره الشيء صير منها ، القيته على وجه . 54. الضجر: التبرم والملل . 55. الدجى: الظلام . 56. تترنم: طربت صوتها . 57. الشابي شاعر الحب والحياة / الدكتور عمر فروخ: ص127 . شعب وشاعر / نعمان احمد فؤاد: ص72 . ابو القاسم الشابي شاعر الحياة والموت / ايليا الحاوي: ج1 ، ص84 . شعراء عرب معاصرون / نجيب البعيني: ص282 . ابو القاسم الشابي / الدكتور عبدالمجيد الحر: ص149 . ابو القاسم الشابي / ريتا عوض: ص43 . الشابي ابو القاسم / محمد كرد: ص199 . دراسات عن الشابي / محمد كرد: ص135 . 58. الورى: الخلق . 59. ثمل: المراد امتلا . 60. العاصف: الريح (لهيب الثورة). 61. الصورة الشعرية عند ابي القاسم الشابي / مدحتسعد الجبار: ص257 . 62. رويدك: تمهل . 63. الرحب: الواسع . 64. شعراء عرب معاصرون: ص283 . الصورة الشعرية عند ابي القاسم الشابي: ص259 .
|
||||||||
| #14 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الفصل الرابع عشر: ملحق ادباء عصر النهضة السيد جمال الدين الاسدآبادي (الافغاني) مولده ونشاته: ولد محمد بن صفدر الحسيني في سنة 1254ه/1839م من اسرة شريفة يصل نسبها الى الحسين بن علي (1) عليهما السلام . اختلف الباحثون في موطنه الام ومذهبه ، فمثلا ذهب تلامذته واصحابه الى التاكيد بافغانيته ، منهم الشيخ محمد عبده (2) ، كما ايد هذا الراي بعض الباحثين والكتاب العرب (3) اضافة الى بعض المؤرخين الايرانيين (4) والافغان ، كما نص على افغانيته عدد من الباحثين الغربيين (5) الذين اكدوا انه من بلدة اسعد آباد بافغانستان . كما ذهب آخرون وادعوا بان السيد جمال الدين ينحدر من اسرة ايرانية وانه ولد في اسد آباد احدى قرى همدان . لقد اشار المستشرق بروكلمان ان جمال الدين ايراني اخفى ايرانيته لاسباب سياسية (6) ، كما ايد هذا الراي بعض الباحثين الايرانيين (7) والعرب (8) . ان لكلا الرايين دلائل تدعم اقوالهم بالرغم اننا نؤيد الراي الاول ، ولكن في الوقت نفسه لا يهمنا موطن السيد بقدر اهتمامنا بدراسة شخصيته وعبقريته البارزة في ايقاظ الشرق من غفوته . اساتذته و تلاميذه: درس السيد جمال الدين النحو والصرف وفقه اللغة والعرفان والمنطق والفلسفة والرياضيات ، فكان من اشهر اساتذته المجتهد الكبير الشيخ مرتضى الانصاري والفيلسوف الكبير حسين الهمداني (9) . لقد استطاع السيد ان يؤثر تاثيرا كبيرا في نهضة العالم الاسلامي لذلك نرى ان الشيخ محمد عبده (10) (مفتي الديار المصرية آنذاك) قد تاثر بآرائه ولازم مجلسه ودروسه ويعتبر من المع تلاميذه . اهدافه و اثره على الادب العربي: لقد ايقظ السيد جمال الدين النفوس الهاجعة وبعث فيها الثقة والامل والايمان ، فكانت اهدافه محاربة الاستعمار ومناهضة الاستبداد (11) واشاعة وتركيز الوعي وتنقية الفكر الاسلامي من الشوائب وتوحيد المسلمين ، وبما ان الادب يعتبر ظاهرة من مظاهر الحياة فالنهضة الاجتماعية التي اشعلها السيد اثرت على الادب وسارت مسار النهضة ; لان النهضة الادبية لا تنفصل عن النهضة العامة . لو طالعنا رسائله وخطبه لراينا ان كلماته تحولت الى رصاصات في صدر الاستعمار الغادر لذلك نجد صيحاته لاهل الشرق: «ايها النائمون تيقظوا» ، «الا ايها الغافلون تنبهوا» ، «يا اهل الشرق والناموس ، يا ارباب المروءة والنخوة ، يا اولي الغيرة الدينية والحمية الاسلامية . . .» (12) . آثاره: كان السيد جمال الدين طموحا ، واسع الاطلاع (13) في العلوم العقلية والنقلية ، وكان يجيد اللغات: «الافغانية والفارسية والعربية والتركية والفرنسية بالاضافة الى الانكليزية والروسية» (14) ، كما ترك بعض الآثار والتاليفات اهمها: - تاريخ الافغان . - انتقاد الفلاسفة الطبيعيين . - الرد على الدهريين . - مجموعة من جريدة العروة الوثقى بمشاركة الشيخ محمد عبده . - الحقائق الجمالية (حقائق الجمال) (15) . توفي السيد عام 1897 (16) في تركيا ونقل رفاته الى كابل في افغانستان عام 1944م (17) . حافظ ابراهيم ولد الشاعر حافظ ابراهيم سنة 1872م من اب مصري وام تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل . يتصف حافظ ابراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره ، وهي حلاوة الحديث ، وكرم النفس ، وحب النكتة والتنكيت (18) . يعتبر شعره سجل الاحداث ، انما يسجلها بدماء قلبه واجزاء روحه ويصوغ منها ادبا قيما يحث النفوس ويدفعها الى النهضة ، سواء اضحك في شعره ام بكى وامل ام يئس (19) ، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره . آثاره الادبية: - الديوان . - البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو . - ليالي سطيح في النقد الاجتماعي . - في التربية الاولية . - الموجز في علم الاقتصاد (20) . سافر حافظ ابراهيم الى سوريا ، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين: شكرت جميل صنعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور لاول مرة قد ذاق جفني - على ما ذاقه - دمع السرور (21) لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان «الامتيازات الاجنبية» ، ومما جاء فيها: سكت فاصغروا ادبي وقلت فاكبروا اربي (22) يقتلنا بلا قود (23) ولا دية ولا رهب (24) ويمشي نحو رايته فنحميه من العطب (25) فقل للفاخرين: اما لهذا الفخر من سبب ؟ اروني بينكم رجلا ركينا (26) واضح الحسب اروني نصف مخترع اروني ربع محتسب ؟ (27) اروني ناديا حفلا باهل الفضل والادب ؟ وماذا في مدارسكم من التعليم والكتب ؟ ××× وماذا في مساجدكم من التبيان والخطب ؟ وماذا في صحائفكم سوى التمويه والكذب ؟ حصائد السن جرت الى الويلات والحرب فهبوا من مراقدكم فان الوقت من ذهب (28) وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده ، وقد جاء في مطلع قصيدته: ولدي، قد طال سهدي ونحيبي جئت ادعوك فهل انت مجيبي ؟ جئت اروي بدموعي مضجعا فيه اودعت من الدنيا نصيبي (29) ويجيش حافظ اذ يحسب عهد الجاهلية ارفق حيث استخدم العلم للشر ، وهنا يصور موقفه كانسان بهذين البيتين ويقول: ولقد حسبت العلم فينا نعمة تاسو الضعيف ورحمة تتدفق فاذا بنعمته بلاء مرهق واذا برحمته قضاء مطبق (30) كم مر بي فيك عيش لست اذكره ومر بي فيك عيش لست انساه ودعت فيك بقايا ما علقتبه من الشباب وما ودعت ذكراه اهفو (31) اليه على ما اقرحت كبدي من التباريج (32) اولاه واخراه لبسته ودموع العين طيعة والنفس جياشة (33) والقلب اواه (34) فكان عوني على وجد اكابده ومر عيش على العلات القاه ان خان ودي صديق كنت اصحبه او خان عهدي حبيب كنت اهواه ×××× قد ارخص (35) الدمع ينبوع الغناء به والهفتي ونضوب الشيب اغلاه كم روح الدمع (36) عن قلبي وكم غسلت منه السوابق (37) حزنا في حناياه قالوا تحررت من قيد الملاح فعش حرا ففي الاسر ذل كنت تاباه فقلتيا ليته دامت صرامته ما كان ارفقه عندي واحناه بدلت منه بقيد لست افلته وكيف افلت قيدا صاغه الله اسرى الصبابة احياء وان جهدوا اما المشيب ففي الاموات اسراه (38) ×××× والمال ان لم تدخره محصنا بالعلم كان نهاية الاملاق (39) والعلم ان لم تكتنفه (40) شمائل (41) تعليه كان مطية الاخفاق (42) لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق (43) من لي بتربية النساء فانها في الشرق علة ذلك الاخفاق الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق الام روض ان تعهده الحيا بالسري اورق ايما ايراق ××××× الام استاذ الاساتذة الالى شغلت مآثرهم مدى الآفاق انا لا اقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن في الاسواق يدرجن حيث اردن لا من وازع يحذرن رقبته ولا من واقي يفعلن افعال الرجال لواهيا عن واجبات نواعس الاحداق في دورهن شؤونهن كثيرة كشؤون رب السيف والمزراق ×××× تتشكل الازمان في ادوارها دولا وهن على الجمود بواقي فتوسطوا في الحالتيسن وانصفوا فالشر في التقيد والاطلاق ربوا البنات على الفضيلة انها في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم ان تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياء الباقي (44) توفي حافظ ابراهيم سنة 1932م ، ودفن في مقابر السيدة نفيسة (45) (رضي الله عنها) . السيد رضا الهندي شاعرنا العلامة السيد رضا الهندي ولد في مدينة النجف الاشرف في عام 1290ه ، وهو ابن العالم الجليل السيد محمد بن هاشم الموسوي الهندي ، ويرجع نسبه الى الامام علي الهادي عليه السلام . حاز السيد رضا الهندي على درجة الاجتهاد واصبح وكيلا في منطقة الفيصلية من قرى محافظة الديوانية عن السيد ابو الحسن الاصفهاني مرجع الحوزة العلمية آنذاك . آثاره: - دور البحور في العروض . - الميزان العادل بين الحق والباطل ، وهو رد على النصارى . - سبيكة العسجد في تاريخ ابجد (فلسفي تاريخي) . - شرح كتاب الظهار . - شرح رسالة غاية الايجاز لوالده . - بلغة الراحل في اصول الدين ، اضافة الى الكتب الاخرى التي لم تطبع . اساتذته: درس رحمه الله على يد والده علوم الجفر والاوراد والرمل والآفاق . ودرس ايضا على يد السيد محمد الطباطبائي والشيخ محمد طه نجف والشيخ كاظم الخراساني صاحب «كفاية الاصول» والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر وغيرهم من الفطاحل العلماء . شاعريته: لقد كان رحمه الله يشبع الموضوع ويلم به الماما واسعا يجعل السامع كله سمع وحديثه مليء بالعظات والعبر ومحفوف بالنكات والنوادر (46) . ولم يكن همه الوحيد هو نظم الشعر حيث اتصف شعره بالرقة والحلاوة والسهولة والتي ضمنه معاني كبيرة لخبرته الادبية والتاريخية ، وقد كتب في «جميع فنون الادب وابواب الشعر» (47) ، كما طرق باب «الغزل الرقيق ما تطرب له القلوب وتهفو له الاسماع وتسيل له القرائح» (48) . كان رضوان الله عليه اضافة الى منزلته العلمية قد حمل بادبه البراق بيرقا ، حيث كتب الشعر في سن مبكرة ، وامتاز شعره بالرقة والسهولة والاصالة ، فما اجمل ان يكون الشاعر عالما ذا بيان ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله «ان من الشعر لحكمة ، وان من البيان لسحرا» . ففي ديوانه نجد الابيات الاجتماعية والفكرية والغزلية السليمة والعقائدية والمواقف والاغراض الادبية الاخرى ، ففي قصيدته العصماء (الكوثرية) والتي حفظها اكثر عشاق العقيدة والادب بالاضافة الى فرق الانشاد التي انشدتها نجد كلماتها الرقيقة وعذوبة وطراوة المعنى حيث تبلغ ابياتها 55 بيتا ، وقد طبعت عشرات المرات ، فمن ابيات تلك القصيدة الغراء اذ يقول: امفلج (49) ثغرك (50) ام جوهر ورحيق رضابك (51) ام سكر قد قال لثغرك صانعه (انا اعطيناك الكوثر) والخال (52) بخدك ام مسك نقطتبه الورد الاحمر ارحم ارقا (53) لو لم يمرض بنعاس جفونك لم يسهر سودت صحيفة اعمالي ووكلت الامر الى حيدر هو كهفي من نوب (54) الدنيا وشفيعي في يوم المحشر هل يمنعني وهو الساقي ان اشرب من حوض الكوثر (55) وهكذا يستمر السيد رضا الهندي بتنظيم قصائده الساحرة والتي ضمنها معان كبيرة لخبرته الادبية والتاريخية ، بالاضافة الى ذلك نجد قصائده يطغى عليها جانب الغزل وهي عادة العرب القدماء ; اذ يقول: اقبل من اهواه بالكاس فتهتبين البدر والشمس (56) لقد طرق شاعرنا جميع فنون الادب وابواب الشعر ، واخيرا نقرا له قصيدة (ارى عمري) الممزوجة بالآلام واللوعة ، تلك اللوعة الواقعية في الموعظة بتذكير الموت والعبرة منه ، فيقول: ارى عمري موذنا بالذهاب تمر لياليه مر السحاب وتفاجاني بيض ايامه فتسلخ مني سواد الشباب فمن لي اذا حان مني الحمام ولم استطع منه دفعا لما بي ومن لي اذا قلبتني الاكف وجردني غاسلي من ثيابي ومن لي اذا سرت فوق السرير وشيل سريري فوق الرقاب ومن لي اذا ما هجرت الديار وعوضت عنها بدار الخراب ×××× ومن لي اذا آب اهل الودا د عني وقد يئسوا من ايابي ومن لي اذا منكر جد في سؤالي فاذهلني عن جوابي ومن لي اذا درست رمتي وابلى عظامي عفر التراب ومن لي اذا قام يوم النشور وقمتبلا حجة للحساب ومن لي اذا ناولني الكتاب ولم ادر ماذا ارى في كتابي ومن لى اذا امتازت الفرقتان اهل النعيم واهل العذاب ××××× وكيف يعاملني ذو الجلال فاعرف كيف يكون انقلابي اباللطف وهو الغفور الرحيم ام العدل وهو شديد العقاب وياليتشعري اذا سامني بذنبي وواخذني باكتسابي فهل تحرق الناس عينا بكت لرزء القتيل بسيف الضبابي وهل تحرق النار رجلا مشت الى حرم منه سامي القباب وهل تحرق الناس قلبا اذيب بلوعة نيران ذلك المصاب (57) ×××× توفي السيد رضا الهندي رحمة الله عليه سنة 1362ه ، ودفن في مدينة النجف الاشرف حيث مثواه الاخير (58) . عبد الحسين الازري ولد شاعرنا عبد الحسين ابن الحاج يوسف الازري في بغداد سنة 1880م ، قال النظم وهو في سن البدر عند كماله ، اصدر جريدة «المصباح» ، شعره يمتاز بالرقة والسلاسة والبراعة في النسج والتصوير ، فهو اقليمي في فنه ، انساني في نزعته ، قومي في اهدافه ، بالاضافة الى صدق ما يقول . ان المتفحص لشعره وشعر من جاء بعده يرى ان الازري صاحب مدرسة انتفع بمنهجها واسلوبها جماعة من الشعراء خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين (59) . للازري ديوان باسمه حيث ترجم له عدة محققين ، وطبع عدة طبعات ، ويحتوي ديوانه على 216 قطعة وقصيدة . لقد نظم قصائد وطنية في وقت كانتبلاده ترزح تحت الحكم العثماني واضطهاده ، مما ادى الى نفيه الى بلاد الاناضول حيث اتيح له ان يدرس الفرنسية الى جانب معرفته باللغة التركية . وانتهى حكم العثمانيين لبلاده . وفي اوائل الحكم الوطني اقيمت في بغداد سوق للشعر على غرار سوق عكاظ توافد اليها الادباء والشعراء من انحاء العراق ، وضربتخيمة للمحكمين ، وتبارى يوم ذاك الازري والرصافي والزهاوي ، ففاز الحاج عبد الحسين ، وحكم له بالتفوق على صاحبيه (60) . ثم نلاحظ بعد قيام الثورة الكبرى وتخوف الاستعمار من الثوار كل هذه العوامل ادت الى قيام حكومة البطش والتنكيل وبمساعدة الانكليز حيثخيبت آمال شاعرنا ، قال رحمه الله: اذا اوجعتك سياط الغريب فعون القريب له اوجع (61) ويعتدل الازري في رايه اكثر من الشعراء الذين دعوا السفور او مخالفيهم ومن تبعهما ويطلب من السافرة اذا صممت على السفور ان تراعي السنن التي تحفظ لها قيمتها كامراة اذ يخاطبها ويقول: صوني جمالك بالحياء اذا تحديت الحجابا واذا سئلت فاجملي بالرد واقتضبي الجوابا (62) وقد تطرق الشاعر الازري الى قول الظلم ، حيث قال: علوكم حيث تعلو منكم الهمم وعزكم قدر ما في انفكم شمم المجد ليس بمقصور على احد من دونكم فله مقدار ما لكم امامكم لو تحلون الحسبى فرص فراقبوها من الايام واغتنموا ××××× والمكرمات تلبي كل داعية تمشي لكم ما مشت منكم لها قدم لا عدل في الارض الا والحسام له من خلفه سند من خلفه اجم ولا مناص لعاف من ظلامته والظلم في الناس لو لاحظته نقم لو يسال الدهر عن قوم اضر بهم ذل المقام لقال المذنبون هم لا يعتبن على الدنيا امرؤ وله كما لكل سواه ساعد وفم ×××× ان الحياة كمضمار تفوز بها عند السباق كرام الخيل لا النعم لا تاملوا منصفا من غيركم لكم ما دام ليس لكم من اهلكم حكم او ترقبوا اي عدل في قضيتكم ما لم يكن جيشكم بالذود يزدحم ضل الطريق ضعاف الراي فاعتقدوا ان المعالي ما بين الورى قسم كانهم جهلوا ان الزمان قضى بان كل ضعيف في الملا عدم ×××× فاستصعبوا السهل مذ خارت عزائمهم منهم ولو شعروا بالعزم ما وجموا وكذبوا صلفا ما قد جنتيدهم والله يعلم ان الكاذبين هم وكيف ينصب من في غيره نصب وكيف يالم من في غيره الالم وكيف يقنع من في نفسه شره وكيف يشبع من في طبعه النهم (63) فقد نظم قصيدة رثى ولده الذي توفي بصورة فجائية فقال: بين نشر الدجى وطي النهار سبق الشمس للمغيب هزاري فر من وكره وقد حضن اللي -ل ذوات الاطواق في الاوكار ايها الطائر المغرد في الدا ر صباحا كعادة الاطيار ليتشعري ماذا اهاجك حتى رحت لم تنتظر ضياء النهار ؟ بينما كنتبيننا باسم الثغ ر وخداك زهرتا جلنار ×××× فاجاتك المنون والعين منا ترقب الافق ساعة الافطار كسراج لما تلالا نورا اطفاته عواصف الاقدار لم تصدق هول الفجيعة نفسي واختلاس الحمام قمري داري واذا فوجيء امرؤ بمصاب مال للشك فيه والانكار ما ظنناك ان تمر علينا كمرور النسيم في الاسحار او كفصل الربيع قد ابهج العي ن بايامه اللطاف القصار غدر الدهر بي عليك فلما لذت بالصبر خانني اصطباري ايها الحاملون للقبر درجا من عطور او باقة من بهار كفنوه بالورد فهو اخوه واجعلوا القبر سلة من نضار لا تهيلوا على الاقاحي ترابا فحرام تعفر الازهار (64) للازري قصيدة ميمية يصف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله جاء فيها: علاك يقصر عن ادراكه الكلم فلا اللسان له حول ولا القلم لم تشهد الارض والاجيال من قدم الاك معجزة دانت لها الامم ولم تجد آية كبرى سواك بدت للناس في طيها الاسرار والحكم تمضي الدهور ويمضي في تعاقبها جيل فجيل وانت المفرد العلم ما ان تفكرت في ما نلت من عظم الا وشط بفكري ذلك العظم ××××× تهيبتك القوافي السائرات معي لذا تراها عصتني وهي لي خدم يا ليلة قرت الدنيا بمولده لولاك ما لليالي القدر مستنم اسفرت عن خير مولود تشرف في ميلاده البيت والاركان والحرم زان الوجود محيا منه فيك بدا وكان من قبله الاولى به العدم وطلعة كانت الايام ترقبها بها استنار الدجى وانجابت الظلم ××××× توسمت كل سعد فيه اسرته وللسعيد علامات ومتسم فاكبرته لؤي وهو مرتضع واعظمته قريش وهو منفطم وعاد فيهم جليل القدر وهو فتى يروقهم منه حسن الخلق والشيم دلت على صدقه فيهم امانته وقل من حدثت عن صدقه الذمم (65) وعندما توفي السيد الاميني صاحب كتاب اعيان الشيعة (66) رثاه الازري بقوله: فقد الناس فيك ثبتا اماما فليعزوا بفقدك الاسلاما (67) فقدوا نفس مصلح فيك حر لم يدنه الثنا ولم يخش ذاما وامين على الشريعة آلى قدر ما استطاع ان يقيها السهاما ايها المصلح العظيم وداعا مثلما ودع الربيع الغماما شيعتك القلوب حرى وكانت من شجاها ان تستحيل ضراما (68) ××××× ومشتخلفك الجموع كسيل ضاق عرض الفضاء فيه ازدحاما غلب الصمت والخشوع عليهم ومن الصمت ما يفوق الكلاما كان يحوي الاباء نعشك والاخ لاص والزهد والتقى والذماما رفعوه امامهم كلواء او كما في الصلاة كنت الاماما طوقوه كانه الحجر الاس -عد حف الحجيج فيه استلاما ××××× لست انساك قابعا في ظلام اللي -ل والناس هاجعين نياما واذا بارك الاله حياة زادها الشيب قوة واعتزاما واقيمت مآتم لك فيه سوف تحيي ذكراك عاما فعاما وسلاما من مخلص لك يهديه ولو بت في التراب رماما (69) توفي الازري عام 1954 للميلاد . علي محمود طه ولد في مصر سنة 1902م . لو تحرينا حياة الشاعر علي محمود طه يتبين لنا ان شخصيته الادبية ترجع في جوهرها الى ملكاته اكثر مما ترجع الى قراءاته ، مع العلم انه «دخل مدرسة الفنون التطبيقية وتخرج مهندسا» (70) . وتعلم اللغة الانكليزية بالاضافة الى اللغة الفرنسية . يميل شعره الى التجديد والتنويع للقافية في قصائده وفي استخدامه لنظام المقطوعة . ان اول دواوينه التي نشرها هو «الملاح التائه» ، ثم اخرج كتابه «ارواح شاردة» ، وبعدها اصدر ديوانه «زهر وهجر» و «الشوق العائد» ، وآخر دواوينه صدر بعنوان «شرق وغرب» ، والذي خصص قسما منه للاحداث السياسية والقضايا الوطنية منها قصيدة «نداء الفداء» . لقداطلق شاعرنا هذه الصيحة الغاضبة بعد ان اخرج العرب من ديارهم في فلسطين ليهبوا من هذا السبات الذي شارك في صنع المحنة . لذلك استصرخهم لنجدة فلسطين حيث استخدم الشاعر عبارة «اخي» ليلفت انتباه سامعيه اليه ، ثم يخبرهم بنبرة الاحتجاج والغضب بتجاوز الظالمين للحد ، بعدها يهيب سامعيه طالبا منهم ان يترجموا هذا الجواب عملا وكفاحا ، حيثيقول بقصيدته: «فجرد حسامك من غمده» . فالدكتور طه حسين يصفه بكتابه بانه «شاعر مجيد ، حلو الاسلوب ، جزل الالفاظ ، وهو يحسن الوصف والتصوير» (71) . بعكس الدكتور شوقي ضيف الذي يزعم «بان علي محمود طه لم يكن صاحب نزعة فلسفية ، وانما هو صاحب لغة شعرية تبعث الثورة في نفس سامعيه بالفاظها البراقة» (72) . ومما جاء في قصيدته «نداء الفداء» حيث غليان المشاعر التي تمتزج فيها العاطفة والحمية ثم تقديم النفس ، فاما الحياة مع العز واما الممات ، فيقول: اخي، جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد، وحق الفدا وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا او صدى فجرد حسامك من غمده فليس له، بعد، ان يغمدا اخي، اقبل الشرق في امة ترد الضلال وتحيي الهدى ××××× اخي، ان في القدس اختا لنا اعد لها الذابحون المدى صبرنا على غدرهم قادرين وكنا لهم قدرا مرصدا طلعنا عليهم طلوع المنون فطاروا هباء، وصاروا سدى اخي، قم الى قبلة المشرقين لنحمي الكنيسة والمسجدا ××××× يسوع الشهيد على ارضها يعانق، في جيشه، احمدا اخي، ان جرى في ثراها دمي واطبقت فوق حصاها اليدا ففتش على مهجة حرة ابت ان يمر عليها العدا وقبل شهيدا على ارضها دعا باسمها الله واستشهدا ×××× فلسطين يفدي حماك الشباب وجل الفدائي والمفتدى فلسطين تحميك منا الصدور فاما الحياة واما الردى (73) محمد مهدي الجواهري ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري سنة 1903م في مدينة النجف الاشرف . نظم الشعر في سن مبكر ثم اصدر جريدة الفرات ثم اغلقت ، واصدر جريدة الراي العام . دعاه الدكتور طه حسين الى مصر سنة 1950 ، وقد القى قصيدته: يا مصر تستبق الدهور وتعثر والنيل يزخر والمسلة (74) تزهر (75) الجواهري يعود الى اسرة عريقة في العلم والادب والشعر ، اكتسب شهرتها من باني مجدها العلمي الشيخ محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام . ومن آثاره ديوانه (الجواهري) باجزائه الضخمة ، والتي طبعت عدة مرات ، والذي يحتوي على جميع الفنون والاغراض الشعرية ، فاجاد في جميعها . كما ولقب بشاعر العرب ; ففي ديوانه كل ما تشتهيه الانفس من ضروب الشعر وفنونه . فلو تصفحنا ديوان الجواهري راينا ان الشاعر يذكر منزلة الشهيد وكيف يكون شامخا على مر الاجيال ، لذلك نرى قصيدة «يوم الشهيد» المثقلة بالجراح حين يقول: يوم الشهيد تحية وسلام بك والنضال تؤرخ الاعوام بك والضحايا العزيز هو شامخا علم الحساب وتفخر الارقام بك والذي ضم الثرى (76) من طيبهم تتعطر الارضون والانام بك يبعث الجيل المحتم بعثه وبك القيامة للطغاة تقام في كل منعطف تلوح بلية وبكل مفترق يدب حمام (77) وله قصيدة بعنوان «شكوى وآمال» تطرق فيها الى الهموم واللوعات التي كان يقاسيها فيقول فيها: اعاتب فيك الدهر لو كان يسمع واشكو الليالي، لو لشكواي تسمع اكل زماني فيك هم ولوعة وكل نصيبي منك قلب مروع ولي زفرة لا يوسع القلب ردها وكيف وتيار الاسى يتدفع اغرك مني في الرزايا تجلدي ولم تدر ما يخفي الفؤاد الملوع خليلي قد شف السها فرط سهدها فهل للسها مثلي فؤاد واضلع كاني وقد رمت المواساة في الورى اخو ظما مناه بالورد بلقع (78) كان ولاة الامر في الارض حرمت سياستهم ان يجمع الحر مجمع كان الدراري حملت ما ابثه الىالليل من شكوىالاسىفهي ضلع (79) كذلك له قصيدة «يا شعب» جاء فيها: زعموا التطرف في هواك جهالة اكذا يكون الجاهل المتطرف هذا فؤادي للخطوب دريئة (80) وانا المعرض فيكم فاستهدفوا اما هواك فذاك ملء جوانحي تحنو على ذكراك فيه وتكلف (81) يا شعر نم على الشعور فكم وكم نمت على زمر العواطف احرف (82) القى الجواهري قصيدته «آمنتبالحسين» قبل نصف قرن تقريبا كتب خمسة عشر بيتا منها بالذهب على الباب الرئيس الذي يؤدي الى الرواق الحسيني ، جاء فيها: فداء لمثواك من مضجع تنور بالابلج الاروع (83) باعبق من نفحات الجنا ن روحا، ومن مسكها اضوع (84) ورعيا ليومك يوم الطفوف وسقيا لارضك من مصرع (85) وحزنا عليك بحبس النفوس على نهجك النير المهيع (86) وصوتا لمجدك من ان يذال بما انت تاباه من مبدع (87) فيا ايها الوتر في الخالدي -ن فذا، الى الآن لم يشفع ×××× ويا عظة الطامحين العظام للاهين عن غدهم قنع تعاليت من مفزع للحتوف وبورك قبرك من مفزع تلوذ الدهور فمن سجد على جانبيه ومن ركع شممت ثراك فهب النسيم نسيم الكرامة من بلقع وعفرت خدي بحيث استرا ح خد تفرى ولم يضرع وحيثسنابك خيل الطغا ة جالت عليه ولم يخشع ×××× تعاليت من صاعق يلتظي فان تدج داجية يلمع تارم (88) حقدا على الصاعقات لم تنء ضيرا ولم تنفع كان يدا من وراء الضري -ح حمراء مبتورة الاصبع تمد الى عالم بالخنو ع والضيم ذي شرق مترع فيابن «البتول» وحسبي بها ضمانا على كل ما ادعي ويابن التي لم يضع مثلها كمثلك على كل ما ادعي ××××× ويابن التي لم يضع مثلها كمثلك حملا ولم ترضع ويابن البطين بثلا بطنة ويابن الفتى الحاسر الانزع (89) و يا غصن «هاشم» لم ينفتح بازهر منك ولم يفرع (90) ويا واصلا من نشيد «الخلود» ختام القصيدة بالمطلع تمثلتيومك في خاطري ورددت صوتك في مسمعي ومحصت امرك لم «ارتهب» بنقل «الرواة» ولم اخدع ×××× وقلت: لعل دوي السنين باصداء حادثك المفجع وما رتل المخلصون الدعا ة من «مرسلين» ومن «سجع» اريد «الحقيقة» فى ذاتها بغير الطبيعة لم تطبع وجدتك في صورة لم ارع باعظم منها ولا اروع وماذا! اروع من ان يكو ن لحمك وقفا على المبضع وخير بني «الام» من هاشم وخير بني «الاب» من نبع ××××× وخير الصحاب بخير الصدو ر، كانوا وقاءك، والاذرع وآمنت ايمان من لا يرى سوى العقل في الشك من مرجع بان (الاباء)، ووحي السماء وفيض النبوة، من منبع تجمع في (جوهر) خالص تنزه عن (عرض) المطمع (91) وللجواهري مواقف سياسية ووطنية ، حيث القى قصيدته «اخي جعفر» عند اعدام اخيه من قبل النظام الملكي ، جاء فيها: اتعلم ام انت لا تعلم بان جراح الضحايا فم فم ليس كالمدعي قولة وليس كآخر يسترحم اتعلم ان رقاب الطغاة اثقلها الغنم والماتم وان بطون العتاة التي من السحت (92) تهضم ما تهضم ××××× ستنهد (93) ان فار هذا الدم وصوت هذا الفم الاعجم ويا لك من بلسم يشتفى به حين لا يرتجى بلسم اتعلم ان جراح الشهيد تظل عن الثار تستفهم اتعلم ان جراح الشهيد من الجوع تهضم ما تلهم ××××× تمص دما ثم تبغي دما وتبقى تلح وتستطعم يقولون من هم اولاء الرعاع فافهمهم بدم من هم وافهمهم بدم انهم عبيدك ان تدعهم يخدموا وانك اشرف من خيرهم وكعبك من خده اكرم ×××× ليشمخ بفقدك انف البلاد وانفي وانفهم مرغم اسالت ثراك دموع الشباب ونور منك الضريح الدم (94) توفي الجواهري سنة 1998م . الشيخ احمد الوائلي نشاته: ولد الدكتور الشيخ احمد ابن الشيخ حسون في مدينة النجف الاشرف سنة 1342ه وهو شاعر مجدد ، واديب عبقري ، وخطيب رائد ، حصل على درجة الدكتوراه باطروحته المعنونة (استغلال الاجير وموقف الاسلام منه) . منزلته: يعتبر الوائلي واجهة من واجهات جامعة النجف ، والعميد للسلك الخطابي بالاضافة الى انه شخصية اجتماعية بارزة . شعره: يتميز شعره بفخامة الالفاظ ، فهو شاعر محترف مجرب ، ومن الرعيل الاول امثال شاعر العرب الجواهري والشبيبي والشرقي وجمال الدين والفرطوسي ، فهو يمتاز بالحافظة القوية ، وسرد الادلة والحجج لما يطرح وبدون تلكؤ او تباطؤ ، ويغلب على شعره الحماس وبث الشكوى والجراة والصرخة في مواجهة الباطل والدعوة الى يقظة المسلمين . لذلك نجد شاعرنا واحدا من الشعراء الذين وضعوا شعرهم لخدمة وطنهم وامتهم . مؤلفاته: - هوية التشيع . - من فقه الجنس . - ديوان شعر . - احكام السجون . - استغلال الاجير وموقف الاسلام منه . - تجاربي مع المنبر . نماذج من شعره: للوائلي قصائد كثيرة قيلت في مناسبات مختلفة ، فهناك قصائد سياسية وهناك قصائد اخوانية ووجدانية ، كما وتوجد قصائد دينية نظمها شاعرنا في مناسبات مختلفة بالاضافة الى شعره الاجتماعي; لذا نجد في قصيدته التي نظمها في ليلة من الليالي الحالكة بعنوان «عاشق الظلام» جاء فيها: عشقت الدجى لا كافرا بضيائي ولا لاعد النجم من ندمائي ولا انشد الالهام فيه فلم تعد مجال الخيال الخصب ذات عطاء ولكن عشقت الليل يؤنس وحشتي ويستر احزاني عن الرقباء وارسل احزانا وضاءا طليقة تحررن من قيد وضغط وعاء تعودن يشربن الاباء بشاهق وما اعتدن غير النجم من قرناء ××××× اقافلتي قد اوحش الدرب والتوى ولم يبق عندي فيه من رفقاء وعهدي به درب الكرام اذا به ويا لشجوني مسلك السفهاء من الحاسبين المجد ان ياكلوا على موائد سحت في حمى الامراء وان يتقنوا رقص القرود ويحسنوا نشيد الثنا في جوقة الاجواء اذا عاد فن الزيف فنا وحنكة فماذا يكون الصدق غير هراء ××××× اعاذلتي هل في الحياة بقية تمد اليها العين دون قذاء وهل من طموح الكبرياء بانها تزاحم تجار الخنوع بماء حلال له كل الحرام لغيره ومن لم يطعه فهو من عملاء يرى انه الفذ العظيم وانه لرعي نعاج لا يليق وشاء وكيف يسوس الناس ارعن تافه وكيف يداوى الجهل بالجهلاء (95) ××××× من بين قصائده الحزينة المعبرة عن الظروف المؤلمة التي كانت تمر به من خلال صور الكآبة التي فرضتها الحرب وذلك بقصيدته «سماسرة الحرب» والتي جاء فيها: ملاتم رباع الارض بالنوح والندب كفاكم دماء يا سماسرة الحرب فاين عصور هذبت من غرائز سارت مع الانسان من اول الدرب كفاكم دماء يا سماسرة الحرب دعوها لرد الحق والوطن المسبي وليست دمانا سلعة تشترونها وما للدما اثمان عند ذوي اللب ××××× لقد بعتم قدس الدماء وطهرها ببخس من الاثمان يا اخوة الذئب والقيتم من اجل دنيا خسيسة وحفنة نقط الف يوسف في الجب كفاكم دماء يا سماسرة الحرب افيكم قلوب ام خلقتم بلا قلب ومن اجل ماذا ؟ هل هناك (قضية) تراد ويضرى دونها المرء للذب ××××× ويختتم قصيدته بما آلت اليه الحرب من المصائب والرزايا مؤكدا على ضرورة الوئام ، مستوحيا من صور الطفولة البريئة التي ذاقت ويلات الحرب المرعبة فيقول: كفاكم دماء يا سماسرة الحرب ففيالسلم ما يغني عنالمركبالصعب وفي السلم كسب من حلال فجربوا بان تتركوا من لعبة الدم والغصب اذا كان عمر المرء رحلة عابر ويحوي جناه غيره، فلمن يجبي ملاتم رباع الارض من علق الدما واولى بكم ان تغمروها من الخصب ××××× زرعتم باشلاء الشباب حقولنا وكان المنى ان تزرعوهن بالحب سلبتم من الاطفال ضحك ثغورهم فاحزنتم من كان طهرا بلا ذهب افيضوا على الاطفال دفئا وهدهدوا نفوسهم بالحلو والسائغ العذب فيارب الهمنا السلام وامنه ويا رب ذد عنا دهاقنة الرعب (96) ××××× وفي مكان آخر نلاحظ الوائلي يرفض شتم الخطب والتباكي امامه ويدعو للتصدي من اجل الحياة والمجد والعزة والكرامة فيقول: لا تشتمن الخطب او تبكي له فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع فلقد شتمنا الرزء حتى اتخمت آذانه والرزء باق مزمع لكن تصد له فان اخضعته تحيا وان خفت الممات ستخضع فالمجد يحتقر الجبان لانه شرب الصدى وعلى يديه المنبع وبهذا ترى كيف ان الوائلي سجل ماساة بلاده في ابيات حزينة يلفها الضباب الكئيب; لذلك نلاحظه يقول: قالوا بان الشعر لهو مرفه وسبيل مرتزق به يتذرع واذا تسامينا به فهو الصدى للنفس يلبس ما تريد ويخلع ان تطرب الارواح فهو غناؤها واذا شجاها الحزن فهو الادمع فذروه حيثيعيش غريدا على فنن وملتاعا يئن فيوجع ×××××× لا تطلبوا منه فما هو بالذي يبني ويهدم او يضر وينفع اكبرت دور الشعر عما صوروا وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا فالشعر اجج الف نار وانبرى يلوي انوف الظالمين ويجدع لو شاء صاغ النجم عقدا ناصعا يزهو به عنق ارق وانصع ××××× او شاء رد الرمل من نفحاته خضلا بانفاس الشذى يتضوع او شاء رد الليل في اسماره واحات نور تستشف وتلمع او شاء قاد من الشعوب كتائبا يعنو لها من كل افق مطلع انا لا اريد الشعر ان جدت بنا نوب يخلى ما عناه ويقبع ××××× او ان يوش الكاس في سمر الهوى ليضاء ليل المترفين فيسطع بغداد يا زهو الربيع على الربى بالعطر تعبق والسنا تتلفع يا الف ليلة ما تزال طيوفها سمرا على شطآن دجلة يمتع يا لحن (معبد) والقيان عيونها وصل كما شاء الهوء وتمنع ××××× بغداد يومك لا يزال كامسه صور على طرفي نقيض تجمع يطغى النعيم بجانب وبجانب يطغى الشقا فمرفه ومضيع في القصر اغنية على شفة الهوى والكوخ دمع في المحاجر يلذع ومن الطوى جنب البيادر صرع وبجنب زق ابي نؤاس صرع ××××× ويد تكبل وهي مما يفتدى ويد تقبل وهي مما يقطع وبراءة بيد الطغاة مهانة ودناءة بيد المبرر تصنع ويصان ذاك لانه من معشر ويضام ذاك لانه لا يركع كبرت مفارقة يمثل دورها باسم العروبة والعروبة ارفع (97) ××××× ولم ينفك الوائلي يلاحق مواطن اللوعة والحسرة والذبول والفناء التي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، نافضا تراب التغاضي والتعامي عن عمق جراحاته . ففي قصيدته «من وحي النكسة» وضع لمساته على صور متعددة: للشهداء وتوديعهم للحياة ، وللاطفال وما يلاقون والجرحى وما يفرزون والامهات وما يكابدن قائلا: فهنا يبعث الانين جريح وهنا يلفظ الحياة شهيد وهنا طفلة وطفل يتيم والاسى والحرمان والتشريد وبقايا ام برتها الرزايا ببقايا حطام روح تجود (98) ثم يستعرض الشاعر جمال فلسطين الطبيعي ، وخيراتها ، وتلاعها ، وهضابها ، ورفيف سنابلها ، وجريان مائها ، وانها اصبحت جميعها لليهود المجرمين ، ومن حولها اهلها ترمقها مشردة ، جوعا وذبولا وذلا واسى ، ويستدرج بذلك حالة اللاجئين والبائسين المشردين من ابناء فلسطين ، ومعاتبة الاب لابنه ، وصراخ الابن خلف ابيه ، وما الى ذلك من مشاهد حزينة باكية وذلك في قصيدته «حديث فلسطين» حيثيقول: فلسطين لا ذكرتنا الحياة اذا ما نسينا رؤى تالق رؤى هي ان خطرت بالخيال اضاء الخيال بها رونق تفجر خيراتها لليهود ومن حولها اهلها ترمق مشردة للطى والذبول وللنائبات وما تطرق ونطق الاسى في عيون الصغار وان لم يقولوا، ولم ينطقوا واسئلة في شفاه الصبي لام بعبرتها تخنق تلهب اضلاعها اذ يقول اماه، اين ابي المشفق ؟ ××××× واين اخي ؟ ولداتي ؟ واين ملاعب داري ؟ التي اعشق لماذا انام بهذي الخيام وخدي على الترب لا يرفق وامي بجنبي تنث الدماء من صدرها، واخي يشهق وااكل من كسر المحسنين وارضي خيراتها تغدق لماذا يسموننا اللاجئين اليس لنا وطن مسبق ابي كم نشدت الكرى ان اراك ولكن عيني ابي تارق تعال ابي، ويذوب الصبي وعيناه بالدمع تغرورق ثم يتخلص الشاعر عن لسان اللاجئ ، مخاطبا ابنه بصنع فجر المستقبل بالدم والعلم والفداء وخوض الحرب ، مستنكرا ما حل به من الذل عند اليهود ، والاستهانة بقدره ، بالوقت الذي ضاق فيه الفضاء بسورة العزائم ، التي استاقت الكتائب ، بسيف الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ، فيما للمصير المرير ، وذلك قوله: بني رويدا فلا بد ان ترد السهام لمن فوقوا ونصنع فجرا سخي العطاء ومجدا على دمنا يبسق فعدنا، ويا للمصير المرير سبايا، نناشد من يعتق الى آخر هذه القصيدة التي ينهيها بقضايا سياسية هادفة اخرى (99) . اما قصيدة الوائلي «امتي» والتي يخاطب بها الامة ، ويعدد امجادها ومفاخرها ، وكان قد اعدها لتلقى في مؤتمر الادباء العرب المنعقد في القاهرة يقول فيها: امتي ارست الخطوب السود فاقرعيها، ولا يلن لك عود وانتشي باللظى، فما برح الكاس خليا من اللظى يستزيد وانشقي من دخانه، فدخان النار في رحمة المعامع عود ××××× انه الاثمد المحبب، لم تكحل من مثله العيون السود انه والحراب محمومة الطعن خضوب من الدما تغريد والجباه السمراء تستشرف الطعن كما استشرف الهوى معمود انتبين اثنتين، اما وجود يتحدى الفنا، واما لحود (100) بعد ان انتهينا من استعراض ادوار الشعر العربي من خلال هذه الالمامة السريعة وعلى مدى اربعة عشر فصلا ، ولما كان العنوان الذي اخترناه لهذه الدراسة هو مراحل الادب العربي ، فلا بد من تناول الوجه الآخر للادب الذي يمثل (النثر) . فالشعر وحده لا يعني الادب كله كما لا يعطي صورة تامة المعالم عنه ، وهما (الشعر والنثر) معا يشكلان الاطار المتكامل لصفحة الادب في اي عصر من العصور . قلنا في الفصل الاول: الادب هو مجموع الكلام الجيد المروي نثرا وشعرا ، وقد تحدثنا في الفصول السابقة عن الشعر حسب عصوره التي مر بها . وهنا سنتحدث عن النثر بصورة مقتضبة حيث نجد ان مؤرخي الادب انقسموا الى قسمين ، فمنهم من قال: ان النثر ظهر قبل ظهور الاسلام بقليل ، ثم نما وازدهر بعد اتساع الدين الجديد ، ومنهم من قال عكس ذلك . ومما يدلل على وجود النثر قبل الاسلام هو شيوع الامثال الجاهلية (101) والحكمة (102) والخطبة (103) والوصية (104) وسجع الكهان (105) ، اضافة الى ذلك اختلف الادباء حول اولية النثر او الشعر وايهما اقدم ، فقد ذهب بعض المستشرقين كالمسيو سرسيه وبعض ادباء العرب كالدكتور طه حسين وغيرهم وقالوا باولوية الشعر في الوجود ، كما ظهر فريق آخر امثال كولدزيهر وبروكلمان وابن رشيق القيرواني وغيرهم من الادباء والنقاد قالوا بوجود النثر قبل الشعر . هذا ما سوف نبحثه في كتابنا القادم وبصورة مفصلة ان شاء الله تعالى . لقد كان للعرب في الجاهلية نثر فني يتناسب مع صفاء اذهانهم ، وقد ضاع اكثره لاسباب كثيرة اهمها قلة التدوين . واما بقاء الشعر الجاهلي فيعود لكون القصيدة ذات وزن وقافية يسهل حفظها حيث قيلت في مناسبات وحوادث مشهورة ، من هذا لا بد لنا من تعريف مختصر للنثر: فالنثر: كلام مرسل غير مقيد بوزن او قافية ، كما هو في الشعر ، الا انه ينقسم من حيث الشكل والاسلوب الى قسمين: نثر فني ونثر غير فني . ويشمل النثر الفني: المقالة ، والقصة ، والمثل ، والرسالة ، والخطبة ، والترجمة ، والنقد الادبي . 1- المقالة: تعتبر المقالة من ابرز الوان النثر في الادب العربي وخاصة الادب الحديث ، وقد تطورت عن طريق الصحافة . ويمكننا ان نعتبر المقال عملا صحفي النشاة وجد فيه الادباء والمفكرين قالبا ومجالا جديدا للكتابة . ومن ابرز انواعها المقالة السياسية ثم العلمية واللغوية والادبية والدينية والاجتماعية والاقتصادية . 2- القصة: فن ادبي يقوم بسرد احداث تاريخية او خيالية . لقد عرف الانسان القصة منذ فجر التاريخ ، ففي الادب الجاهلي اقاصيص كثيرة ، فقد وردت في التوراة وجاءت في الانجيل وفي القرآن الكريم قصص مختلفة عن الانبياء ، ومن ارسلوا اليهم ، حيث كانت القصة اسلوبا للتعبير عن احوال الامم السالفة . وتشمل: الرواية (106) والقصة (107) والاقصوصة (108) . اما اهم العناصر الفنية للعمل القصصي: ا - الحادثة: وهي مجموعة من الوقائع الجزئية . ب - البناء: ان لكل قصة صورة بنائية خاصة ، فالكاتب يختار وقائعا بذاتها يؤلف بينها ويكون منها البناء للحادثة . ج - الشخصية: القارئ يريد ان يرىالشخصية تتحرك وان يسمعها وهي تتكلم . د - السرد: نقصد بالسرد نقل الحادثة من صورتها الواقعية الى صورة لغوية . ه - الزمان والمكان ، فلا بد ان تقع في مكان معين وزمان بذاته . و - الفكرة: فالقصة انما تحدث لتقول شيئا ، فهي الاساس الذي يقوم عليه البناء الفني للقصة (109) . 3- المثل: قول موجز (110) سائر ، صائب المعنى (111) . والامثال حكمة الامم والشعوب ، او بالاحرى لغة الشعب كله بجميع طبقاته ومستوياته الفكرية . 4- الرسالة: وهي مجموعة من رسائل النصح والعتاب والشكوى والوصايا . ويمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام ، وهي: الرسائل الاهلية والمتداولة والعملية ، فقد تحلى الرسائل بعبارات تبني اساسها المعاني الخيالية والالتزام بالسجع والمحسنات البديعية وغيرها ، وتضمين الكلام بالامثال والحوادث المشهورة . 5- الخطبة: فن قائم بذاته ، وهي «غاية التاثير في الجمهور من طريق السمع والبصر» (112) . لقد عرف العرب الخطابة في الجاهلية ، ولكن لم يعرفوا منها الا ما اقتضته بيئتهم وحياتهم ، عرفوها بالمفاخرات والتحريض على القتال واصلاح ذات البين والزواج والارشاد والمحافل والوفود وسجع الكهان ، اما في صدر الاسلام ، فقد وصلت الخطابه الى الذروة ، وكذا في العصر الاموي حيث ظهرت خطب المناظرات والخطب الحربية والوصايا السياسية ، ثم ركدت فترة من الزمن ، ثم نشطت في زمن المعتزلة الذين احتاجوا اليها ليتغلبوا بها على خصومهم . 6- الترجمة: نقصد منها نقل الافكار والاقوال من لغة الى لغة اخرى مع المحافظة على النص المنقول ، وتتصف الترجمة الجيدة من حيث اللغة والقواعد اللغوية واستعمال بعض المصطلحات والمفردات والمحافظة على روح الفكرة المترجمة ، بالاضافة الى الامانة في نقل الافكار الواردة في النص الاصلي . 7- النقد الادبي: وهو فن دراسة الآثار الادبية وابراز قيمتها ، فقد كان للنقد دور ملحوظ ومتزايد منذ القرون الاولى للاسلام ، ثم ركد بركود الادب خلال العهد العثماني ، ولكن الادب نهض وتطور بتطوره . ونرى بعض النقاد من يقطع الشجر المثمر ويمجد بالشجر العقيم ، وبعضهم يكتب بمسؤولية كانه يقف امام الحاكم وقد اقسم ان يقول الحق كل الحق ، فالناقد هو الرابط بين الاثر الادبي والقراء ومهمته بيان ما هو سلبي وما هو ايجابي ، فيستفيد القارئ والكاتب في آن واحد . آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. تعليقات: 1. تراجم مشاهير الشرق / جرجي زيدان: ج2 ، ص71 . جمال الدين الافغاني / عبدالرحمن الرافعي: ص5 . تاريخ الاستاذ الامام / السيد محمد رشيد رضا: ص27 . جمال الدين الافغاني / الدكتور محسن عبدالحميد: ص13 . جمال الدين الافغاني / الدكتورة رحاب خضر عكاوي: ص15 . 2. الثائر الاسلامي جمال الدين الافغاني / الشيخ محمد عبده: ص16 . 3. الاسلام في القرن العشرين / عباس محمود العقاد: ص142 . جمال الدين الافغاني المفترى عليه / الدكتور محمد عمارة: ص132 . اشهر مشاهير ادباء الشرق / محمد عبدالفتاح: ج2 ، ص34 . دائرة معارفالقرنالعشرين / محمد فريد وجدي: ج3 ، ص163 . 4. الكنى والالقاب / الشيخ عباس القمي: ج2 ، ص155 . قصص من عظماء الاسلام / لال محمد علي الاستآني: ص9 . 5. الاسلام والتجديد في مصر / تشارلز آدامس: ص7 . حاضر العالم الاسلامي / لوثروب ستودارد: ج1 ، ص9 . 6. جمال الدين الافغاني بين دارسيه / علي شلش: ص31 . 7. مجلة الحوزة: العدد 60 الخاص بالذكرى المئوية لجمال الدين ، ص120 ، قم . 8. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث / الدكتور علي الوردي: ج4 ، ص266 . اعيان الشيعة: ج4 ، ص216 . دائرة المعارف الاسلامية الشيعية / حسن الامين: ج6 ، ص166 . جمال الدين الافغاني بين دارسيه: ص48 . 9. الحركات الاسلامية في القرن الرابع عشر / مرتضى المطهري: ص38 . 10. الامام محمد عبده امام التجديد والاصلاح الديني (نوابغ العرب): ص45 . 11. زعماء الاصلاح / احمد امين: ص106 . الاتجاه الغربي من منظار اجتماعي / الدكتور علي محمد النقوي: ص98 . وحي الرسالة / احمد حسن الزيات: ج3 ، ص55 . 12. جمال الدين الافغاني / محمود ابو رية: ص105 . 13. في الادب الحديث / عمر الدسوقي: ج1 ، ص345 . 14. تراجم مشاهير الشرق: ص83 . جمال الدين الافغاني / الدكتورة رحاب عكاوي: ص14 . 15. اعيان الشيعة: ج4 ، ص34 . 16. ذكرى الافغاني / بدالمحسن القصاب: ص16 . تراجم مشاهير الشرق: ج2 ، ص81 . 17. ذكرى الافغاني: ص16 . 18. حافظ / عبداللطيف شرارة: ص22 . 19. ديوان حافظ / احمد امين وجماعته: ص31 . 20. حافظ: ص46 . 21. ديوان حافظ: ص191 . 22. الارب: العقل . 23. القود: القصاص . 24. الرهب: الخوف . 25. العطب: الهلاك . 26. الركين: الرزين . 27. المحتسب: القائم الذييقوم بتدبير الاموال وتوزيعها على احسن وجه . 28. ديوان حافظ: ص110 . 29. ديوان حافظ: ص201 . 30. المصدر المتقدم: ص36 . 31. اهفو: اميل . 32. التباريج: ما يعانيه المحب من شدة الشوق . 33. جياشة: مضطربة بمختلف العواطف . 34. اواه: حزين . 35. ارخص: جعله رخيص . 36. روح الدمع: اي خفف من حزنه ونفس من اللوعة . 37. السوابق: اسرع . 38. ديوان حافظ ابراهيم / احمد امين وجماعته: ص120 . 39. الاملاق: الفقر . 40. تكتنفه: تحوطه وتحفظه . 41. شمائل: الاخلاق . 42. الاخفاق: خيبة المسعى . 43. خلاق: نصيب او حظ . 44. ديوان حافظ: ص280 . جواهر الادب: ج2 ، ص431 . لطائف الرجال: ص146 . 45. تطرقنا في الفصل الحادي عشر ضمن بحث الشافعي (ص175)عن شخصية السيدة الجليلة نفيسة (رضي الله عنها). 46. و 47. شعراء الغري: ج4 ، ص83 . 48. ادب الطف: ج9 ، ص243 . 49. المفلج من الاسنان: المنفرجة . 50. الثغر: الفم . 51. الرضاب: اللعاب . 52. الخال: الشامة . 53. الارق: من لم يجد النوم . 54. النوب: جميع نائبة ، وهي المصيبة . 55. ديوان السيد رضا الهندي: ص20 . 56. رسالة الحسين / مركز دراسات نهضة الحسين عليه السلام: العدد 2 ، ص147 . 57. ديوان السيد رضا الهندي: ص62 . 58. شعراء الغري / علي الخاقاني: ج4 ، ص88 . ادب الطف: ج9 ، ص243 . 59. ديوان الازري الكبير / تحقيق: شاكر هادي شكر: ص30 . 60. ديوان عبد الحسين الازري / تحقيق: مكي السيد جاسم: ص7 . 61. ديوان الازري الكبير: ص15 . 62. المصدر المتقدم: ص21 . 63. ديوان عبد الحسين الازري: ص174 . 64. ديوان عبد الحسين الازري: ص275 . 65. اعيان الشيعة: ج7 ، ص441 . 66. ورد هذا البيت في ديوان الشاعر في اول القصيدة صفحة 294 . 67. اعيان الشيعة: ص441 . 68. ضراما: دقيق الحطب . 69. ديوان عبد الحسين الازري: ص294 . والرمام: ما يلي العظام . 70. مشاهير الشعراء والادباء: ص169 . حديث الاربعاء: ج2 ، ص724 . 71. علي محمود طه . . الشاعر والانسان / انور المعداوي: ص90 . 72. دراسات في الشعر العربي المعاصر: ص199 . 73. الملاح التائه / تحقيق: سهيل ايوب: ص222 . 74. الدهور: جمع مكسر دهر (زمان)، وادهار جمع مكسر للقلة . النيل: نهر يخترق مصر والسودان . المسلة: ما سل من قشره . 75. الجواهري في العيون / تقديم: الدكتورة نجاح العطار: ص315 . 76. الثرى: التراب . 77. الجواهري في العيون: ص266 . ديوان الجواهري / الدكتور علي جواد طاهر: ج3 ، ص233 . 78. بلقع: الارض الخالية . 79. ديوان الجواهري: ص111 . 80. دريئة: هدف . 81. تكلف: تولع . 82. ديوان الجواهري: ص124 . 83. الابلج: الوضاء الوجه . الاروع: المعجب بشجاعته او حسنه . 84. الروح هنا نسيم الريح . ضاع: من ضاع المسك يضوع اذا عبقت رائحته . 85. الطفوف: هي الاراضي المشرفة من جوانب الشاطئ ، وهي تطلق بصورة خاصة على ما اشرف من اراضي «الغاضرية» ، وهي مدينة كربلاء الآن على نهر الفرات ، وفيها كان مصرع الامام الحسين عليه السلام . 86. المهيع: البين الواضح . 87. يذال: يهان . المبدع بفتح الدال من الساعة . 88. التآرم: حك الاسنان بعضها ببعض من الغيظ ، اي انك تتحرق اذ ترى الصاعقات لا تدفع ضرا ولا تجلب نفعا . 89. البطنة: النهم . الانزع: من انحسر الشعر عن جانبي جبهته . وكان يقال للامام علي «الانزع البطين» . 90. لم تنون «هاشم» للضرورة فجرت بالفتحة . 91. الجواهري في العيون: ص266 . ديوان الجواهري: ج3 ، ص333 . 92. السحت: المال الحرام . 93. ستنهد: ستنهض للمحاربة . 94. ديوان الجواهري: ج1 ، ص178 . الجواهري في العيون: ص261 . 95. الموسم: العدد 2 ، السنة 1989 ، ص488 96. الموسم: العدد 2 / السنة 1989 ، ص474. ديوان الوائلي: ص75. 97. ديوان الوائلي: ص52. الموسم: العدد 2 / السنة 1989 ، ص533. 98. الموسم: ص336. ديوان الوائلي: ص60. 99. ديوان الوائلي / الدكتور احمد الوائلي: ص63. الموسم: العدد 2 / السنة 1989 ، ص525. 100. الموسم: ص526. ديوان الوائلي: ص56. 101. من الامثال الجاهلية: «بلغ السيل الزبى» ، الزبى: اعلى الجبل ، يضرب لمن جاوز الحد . «رب قول اشد من صول» رب اخ لك لم تلده امك» جواهر الادب: ج1 ، ص320 ، 323 . 102. من الحكم: «من جهل قدر نفسه فهو لقدر غيره اجهل» . «المصيبة واحدة فان جزعت فهما اثنتان» . الحكمة الخالدة / احمد بن مسكويه: ص15 ، 186 . 103. الخطابة: نموذج من خطبة ابي طالب عند تزويج رسول الله صلى الله عليه وآله! من خديجة بنتخويلد ، حيث قال: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية ابراهيم . . . ان ابن اخي هذا محمد بن عبدالله، لا يوزن به رجل الا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، وان كان في المال قل فان المال ظل زائل وامر حائل . . . الخ» . حياة النبي / الشيخ محمد قوام الوشنوي: ج1 ، ص73 . 104. الوصية: مقطع من وصية عبدالمطلب (رض)لام ايمن حيثيقول: «لا تغفلي عن ابني، فان اهل الكتاب يزعمون انه نبي هذه الامة وانا لا آمن عليه منهم» . حياة النبي: ص47 . 105. سجع الكهان: ضرب خاص من الخطابة عرف في الجاهلية وانقرض بظهور الاسلام . لال ففي سجعهم نلاحظ عدد القوافي المكررة اكثر والغموض اعم والتكلف ظاهر ، اما الكهان فهم طبقة من الرجال كانوا في العصر الجاهلي يشغلون الوظائف الدينية الوثنية في اماكن العبادات وبيوت الالهة ، وكان يطلق على احدهم الكاهن منهم اكثم بن صيفي ، والمامور الحارثي ، ومن النساء وزبراء كاهنة بني رئام التي انذرت قومها بالغارة عليهم فقالت: واللوح الخافق ، والليل الغاسق ، والصباح الشارق ، والنجم الطارق ، والمزن الوادق . تاريخ الادب العربي / نوري حمودي القيسي: ص358 . 106. الرواية: قصة طويلة يشترك فيها عدة اشخاص ، وتاخذ شكلا قصصيا . 107. القصة: قصة متوسطة يؤديها شخص او شخصين . 108. الاقصوصة: قصة قصيرة تصور موقفا معينا او حادثة خاصة فيها النوادر والامثال والطرائف . 109. الادب وفنونه / الدكتور عز الدين اسماعيل: ص195 . 110. موجز: مختصر ، وهو عكس اسلوب الحكمة التي تصدر من الحكيم او الفيلسوف ، وقد تطول نسبيا . 111. الامثال العربية / الدكتور عبد المجيد قطايش: ص11 . 112. الخطابة / الشيخ حسين جمعة العاملي: ص7 .
|
||||||||
![]() |
|
|