آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
| #1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
يوسف الكويليت نتعامل مع مواقفنا بالكثير من العنتريات، والقليل من العقل، وقد برزت في قاموسنا السياسي مسألة العميل والمتآمر، والذَنَب، وعدو الأمة العربية، ومن يطلق هذه الصفات عاش وترعرع في قلب هذا الوطن وشعبه، لكنها الدورات العجيبة عندما يحدث الانفصام ورؤية الأشياء من أبعادها الصغيرة والناقصة، فكل يدعي حقه الطبيعي في إدارة شؤونه، لكن الطرف الآخر- وباسم ما يعتقد أنه المثل العليا- يريد إملاء قراره على الآخر وقبوله مذعناً. تلك الدورة وقفت على دقائق الهزائم التي تحمل الشعب فواتيرها الكبيرة، ليأتي من يقول بتحمل المسؤولية ضمن مسرحية تهيج الجماهير، ولكنها لا تحاكم الظرف كله بحيث تُبنى إستراتيجيات أخرى تحاسب من كانت أخطاؤه وقراراته الفردية هي من دفع إلى تعرية الواقع، وبسبب النسيان والذاكرة المثقوبة، عشنا سلطة الفرد والحزب وزوار الظهر والفجر، التي تستدعي كل من يعارضها إلى المعتقلات ووسائل التعذيب. بعد الحرب العالمية الثانية وتداعياتها، اجتمعت أكبر العقول لمراجعة ما حدث؛ أسبابه والنتائج التي لابد الوصول إليها، لتجنب كوارث جديدة تثيرها نزعات عنصرية وقومية، فكانت محاسبة للتاريخ ومراحله، وليست لنظام أو أيديولوجية، ما أكسبها مناعة أن تحدث في أوروبا حرب ثالثة. إسرائيل بعد حرب الغفران جندت جيوشاً من العلماء والعسكريين وعلماء الاجتماع والسياسة لدراسة أسباب ما سمته بالتقصير، ولم تأخذ المجاملات أي دور لمن يحق عليه إصدار القرار مهما كان وزنه في الدولة أو الحزب، وخرجت للعالم تكشف أسباب القصور وبكل شفافية، بينما لم يُفتح ملف واحد بعد هزيمة ١٩٦٧م على المستوى العربي، ولم يُلاحق أشخاص ومجاميع ووسائل رصد من استخبارات وغيرها، وكُتبت تحت مسمى النكسة وليس الهزيمة، وهي تلفيقات لمبررات حمت الزعامات من المحاسبة القانونية، ولم تحمِ الشعب من مذلة افتقاد الكرامة للإنسان. في الأزمة المالية الراهنة لم تقيد المشكلة إلى شخص أو مؤسسة أو بنك، بل عرضت كخلل بالنظام برمته، وقد أطاحت برؤوس لها دور في القضية لكن المراجعة شملت دوائر الاقتصاد والمحاسبة والمدراء العامين وغيرهم، وأخضعت العملية برمتها لمعالجات قد تصحح في سنوات أو عقود، ولكنها واقع لابد الخروج منه بنظام يحمي تلك الدول من أي خطأ. الديموقراطيات الحقيقية، هي التي تضع قدر شعوبها نصب أعينها، وتجنبها الأزمات لأنها في موقف المحاسبة من الشعب الذي يصوت ويرشح، أو يحتج ويقاوم ويفرض حلوله، وتلك هي قابليات الحضارات ونموها المطرد. المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|