![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
يوسف الكويليت أصبحنا لا نخشى الكشف عن بعض عيوبنا التي ظلت مستترة خشية العار ، أو الاستهزاء والمعايرة، فبدأت تظهر على وسائل الإعلام حوادث الاعتداء والتعذيب والسطو وعوالم المخدرات وغيرها، وكشف هذه الأمور بأشخاصها وحوادثها هو أمر إيجابي لأنه جزء من رادع أخلاقي، غير أن رفع أسعار السلع والغش فيها ، ووجود ممارسات لا تقل بشاعة عن أي مخالفات شرعية، لا يتم فيها التشهير والمعاقبة وفقاً لما تمارسه مختلف دول العالم التي تحمي المستهلك من سطوة التاجر.. صورتنا في الخارج يختلط فيها الصحيح، والمتحامل، وقطعاً هناك ظواهر سيئة لصورة المرأة، وهيئات الأمر بالمعروف، والنمط الاستهلاكي المسرف والاتكالية، وعدم قبول بعض المهن والأعمال التي يراها المجتمع، تبعاً لتراكم التقاليد، عيباً، وحتى الجانب الديني ، والنظم الاجتماعية يخضعان لعمليات فحص وتدقيق من مراكز بحوث ودوائر نشر مختلفة، وبصرف النظر عن اختلافات أساسية بين المجتمعات وأنماط حياتها، ورفض ما لا يتوافق مع مسلّماتها، إلا أن لدينا ما نخشى كشفه ومعالجته، وبالذات ما يتعلق بالمرأة التي رغم وصولها إلى تأهيل علمي وثقافي، تبقى هي المرأة بشكلها التقليدي «ناقصة دين ودنيا» ولعل تراكم العادات ، وعدم تفكيك المفيد من السلبي وفرا للإعلام الخارجي تلك المعلومات، ولا يعيبنا أن نرى صورتنا عند الآخر بتلك الأطر طالما نحن بلد مؤثر عالمياً، وبالتالي يخضع للمراقبة تبعاً لأهميته، وما نعتبره تحاملاً قد لا يكون صحيحاً لأنه في ثورة المعلومات انتهت الحواجز وحالات العزلة والتعمية، ونحن جزء من عالم مفتوح في علاقاتنا وتعاملنا ولم نعد نعيش عزلة الجغرافيا عندما كانت بلادنا خارج الاهتمام العالمي إلا من بعض المستشرقين المغامرين.. وقتنا الراهن يحتاج منا الشفافية في كل شيء، لأن عوامل الخوف، حتى لدقائق حياتنا إذا لم تعالَج من قبلنا، فإن عالم النشر المفتوح لا يتحفظ على كشفها، وقد صرنا نعيش صراع أجيال داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع وحدث أن شهدنا نساء مسترجلات وشباباً «متأنثين» إن صح التعبير، وهي تحولات لا تخضع لناموس معين أمام انفتاح السماوات ، وتدفق المعلومات وتداخل الشعوب والسلوكيات مع بعضها وتأثرها بأنماط الحياة العالمية.. مجابهة الواقع لترسو عليه خطط المستقبل تتطلب دراسات اجتماعية علمية موثقة لتظهر لنا الحقائق كما نعيشها، لا ما نغيبه منها لاعتبارات خاصة ثم لتنمو، وتتراكم، وتصبح قضايا بدون حلول، أو تكبر وتتحول إلى مشكلة عامة، وفي كل الأحوال فإن كل تطور يترك بصمته العامة على الأجيال ونحن في رحلة التحديات الكبرى لابد أن نفهم أنفسنا قبل أن يطرحها لنا غيرنا.. المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|