منذ /06-06-2013, 03:46 PM
#1
|
رقم العضوية :
11568
|
تاريخ التسجيل :
Dec 2011
|
الجنس
:
ذكر
|
الدولة :
Iraq
|
مجموع المشاركات :
10,688
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2139
|
|
|
 |
|
 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سٌـئل شيخ عابد بسؤال يجب علينا تتبع مقصده..
..
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.
أما بعد:
فاتقوا الله معشر المسلمين، واعلموا وفقكم الله، أن لسائل أن يسأل: ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه، صار أنفع وأفضل، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها؟
فالجواب: هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل لها أوقاتا محدودة، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات؛ لما ثبت عن النبي أنه قال: ((خذوا جُنتكم. قلنا: يا رسول الله، من عدو قد حضر؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات)) رواه الحاكم وصححه.
ثم ليعلم كل مسلم صادق، أن المؤثر النافع، هو الذكر باللسان على الدوام، مع حضور القلب؛ لأن اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة الخواطر والأسرار، ومن شأن الصدر، أن ينشرح بما فيه من ذكره، ويلذ إلقاءه على اللسان.
ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه، متأولا قول الله عز وجل: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [سورة الأعراف:205].
فأما الذكر باللسان، والقلب لاه، فهو قليل الجدوى، قال رسول الله: ((اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه)) رواه الحاكم والترمذي وحسنه.
وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر، والذهول عنه لحظات كثيرة، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا، ومن المعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعا؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدم على غيره من العبادات؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرة العبادات العملية.
ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله: ((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة)) رواه أبو داود والحاكم.
فهذا رسول الله يمقت مجالس الغافلين، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله، وتنفض عن لغط طويل، حول مطالب العيش، وشهوات الخلق، في تهويش وتشويش، وهمز ولمز؛ هي مجالس نتنة، لا شيء فيها يستحق الخلود.
إنما يخلد ما اتصل بالآخر سبحانه وتعالى، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)) رواه الترمذي وابن ماجة.
هذا، وصلوا رحمكم الله على خير البرية وأفضل البشرية. |
|
 |
|
 |

|
|
|