![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه مجموعة من الشبه التي استدل بها الصوفية في جواز الاحتفال بالمولد النبوي قال الله تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) وقد تم سرد كل شبهة استدلوا بها ثم تم الرد عليها بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف الصالح وأقوال الائمة الاعلام . الشبهة الأولى : ( ذكرهم ماذا يحدث فى المولد النبوي من الأفعال والأقوال الحسنةوأنهم يرشدون الناس لاتباع السنة مما يدل على جوازه ) الرد : الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ومحدثة لم تعرف فى عهد النبى صلىالله عليه وسلم ولا فى عهد خلفائه الاربعة ولا فى عهد التابعين وتابع التابعين فسواء اشتملت على أفعال حسنة أو قبيحة فتضل بدعة وما من مسلم الا ويعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من البدع وبين الى أي مكان تورده فقال { واياكم ومحدثاث الامور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار } و قول الله تعالى { فليحذر الذين يخالفو ن عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم } وأما قوله بأنهم يرشدون الناس لاتباع السنة فأنى لهم هذا وشيخهم كما عرفته يحذر من سنن كثيرة كسنة اعفاء اللحى ورفع الازار والمسح على الخفين وغيرها من السنن الصحيحة الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم ومن جهله بما يقول وصفه السلفية بأنهم جماعة قال الله قال رسوله ولاندري قول من يريد والله تعالى{ وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم } . الشبهة التانية : ( قولهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده معبراَ عن ذالك بالصيام ) الرد : الجواب على هذه الشبهة يكون من ثلاثة وجوه : الوجه الاول : ما علاقة الصيام بالاحتفال , وهل اذا صام النبى صلى الله عليه وسلم يوما من الايام فيدلنا ذالك على الاحتفال به فان كان جوابكم { لا } فالحمد لله رددتم شبهتكم بألسنتكم وان قلتم { نعم } فأقول لكم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس وذالك فى قوله { تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم } راوه الترمذى وقال حديث حسن . وكذالك روى الترمذي أن النبى صلى الله عليه وسلم قال { اذا صمت من الشهر ثلاثا قصم ثلاثة عشرة وأربعة عشرة وخمسة عشرة } وقال النبي صلى الله عليه وسلم { أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ........... } رواه مسلم . وكذالك صوم رمضان بل وفرض الله صيامه فلماذا لايحتفل هؤلاء يهذه الايام والشهور ثم أقول هل اذا أراد المرء أن يحتفل بيوم من الايام يصوم ذالك اليوم ؟ بل بالعكس تجده يلبس أفضل الثياب ويأكل ويشرب ما لد وطاب احتفالا وفرحا بهذا اليوم فلو كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم احتفالا به كما قال اصحاب هذا المقال لكان من الأحرا أن ينهانا عن الصيام فيه كما نهانا عن صوم يومي العيد وأمرنا بالأكل والشرب واللباس الحسن احتفالا بهاذين اليومين العظيمين . الوجه الثانى : عندما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم احتفالا به كما يقولون هل احتفل الصحابة معه ؟ فان قلتم { لا } فأقول لماذا هل لأنهم لم يبلغوا مقدار حبكم للنبى صلى الله عليه وسلم لا أعتقد أن هناك مسلم يقول بأنه أحب النبى أكثر من صحابته . وان قلتم { نعم } فأقول لكم هل احتفلوا معه بصيام ذالك اليوم وحثوا الناس على صيامه أم كانوا يأكلون ويشربون ويتغنون ويمدحون ويجتمعون فى مكان واحد سواء عندما كان بينهم أو عند مماته فالجواب واضح كانوا يصومون ويبلغون الناس أجر صيام هذا اليوم وغيره من الايام ثم أقول هل وجدت أحداً من هؤلاء الذين يحتفلون بهذا اليوم يحث الناس على صيام هذا اليوم ؟ قل ونذر ان وجد فأنا خالطتهم كثيراً ماسمعت أحداً منهم يذكرنا فى كل اسبوع بصيام هذا اليوم . الوجه الثالث : هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم فى كل اسبوع أم فى السنة مرة واحدة فالجواب واضح . لماذا فى كل اسبوع هل لأنه ولد فيه كما جاء فى الحديث فقظ فالجواب كلا بل أيضا لانه تعرض الاعمال فيه فأحب أن يعرض عمله وهو صائم فكيف بعقول سليمة ميزت عن الدواب تستدل بهذا الحديث يتخصيص يوم من السنة للاحتفال به وهو يصوم هذ اليوم فى السنة ما يقارب 50 مرة وليس مرة واحدة . المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
#2 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
الشبهة الثالثة : استدلالهم بقوله تعالى { قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } على أنها تدل على الفرح بالنبي ولذالك نقوم بالإحتفال بيوم مولده . الرد : الجواب عليها يكون من وجهين : الوجه الاول : لننظر سوياً الى تفسير الاية الكريمة من قبل المفسرين الذين لايختلف في فقههم وعلمهم رجلان : 1} الامام القرطبى رحمه الله قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته قال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام . وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ، ورحمته أن جعلكم من أهله . وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ، ورحمته القرآن ; على العكس من القول الأول . وقيل غير هذا . فبذلك فليفرحوا إشارة إلى الفضل والرحمة . والعرب تأتي " بذلك " للواحد والاثنين والجمع . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ " فبذلك فلتفرحوا " بالتاء ; وهي قراءة يزيد بن القعقاع ويعقوب وغيرهما ; وفي الحديث لتأخذوا مصافكم . والفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب . وقد ذم الفرح في مواضع ; كقوله : لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وقوله : إنه لفرح فخور ولكنه مطلق . [ ص: 264 ] فإذا قيد الفرح لم يكن ذما ; لقوله : فرحين بما آتاهم الله من فضله وهاهنا قال تبارك وتعالى : فبذلك فليفرحوا أي بالقرآن والإسلام فليفرحوا ; فقيد . قال هارون : وفي حرف أبي " فبذلك فافرحوا " . قال النحاس : سبيل الأمر أن يكون باللام ليكون معه حرف جازم كما أن مع النهي حرفا ; إلا أنهم يحذفون من الأمر للمخاطب استغناء بمخاطبته ، وربما جاءوا به على الأصل ; منه " فبذلك فلتفرحوا " . هو خير مما يجمعون يعني في الدنيا . وقراءة العامة بالياء في الفعلين ; وروي عن ابن عامر أنه قرأ فليفرحوا بالياء " تجمعون " بالتاء خطابا للكافرين . وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول ; و يجمعون بالياء على العكس . وروى أبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون . 2} الامام ابن كثير رحمه الله وقوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) أي : بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا ، فإنه أولى ما يفرحون به ، ( هو خير مما يجمعون ) أي : من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة ، كما قال ابن أبي حاتم ، في تفسير هذه الآية : " وذكر عن بقية - يعني ابن الوليد - عن صفوان بن عمرو ، سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول : لما قدم خراج العراق إلى عمر ، رضي الله عنه ، خرج عمر ومولى له فجعل عمر يعد الإبل ، فإذا هي أكثر من ذلك ، فجعل عمر يقول : الحمد لله تعالى ، ويقول مولاه : هذا والله من فضل الله ورحمته . فقال عمر : كذبت . ليس هذا ، هو الذي يقول الله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وهذا مما يجمعون . وقد أسنده الحافظ أبو القاسم الطبراني ، فرواه عن أبي زرعة الدمشقي ، عن حيوة بن شريح ، عن بقية ، فذكره . 3} الامام الطبرى رحمه الله القول في تأويل قوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ( 58 ) ) قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المكذبين بك وبما أنزل إليك من عند ربك ( بفضل الله ) ، أيها الناس ، الذي تفضل به عليكم ، وهو الإسلام ، فبينه لكم ، ودعاكم إليه ( وبرحمته ) ، التي رحمكم بها ، فأنزلها إليكم ، فعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه ، وبصركم بها في معالم دينكم ، وذلك القرآن ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يقول : فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ، والقرآن الذي أنزله عليهم ، خير مما يجمعون من حطام الدنيا وأموالها وكنوزها . [ ص: 106 ] وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 17668 - حدثني علي بن الحسن الأزدي قال : حدثنا أبو معاوية عن الحجاج عن عطية عن أبي سعيد الخدري في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بفضل الله ، القرآن ( وبرحمته ) أن جعلكم من أهله . 17669 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال : حدثنا فضيل عن منصور عن هلال بن يساف : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بالإسلام الذي هداكم ، وبالقرآن الذي علمكم . 17670 - حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا ابن يمان قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : بالإسلام والقرآن ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، من الذهب والفضة . 17671 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : " فضل الله " ، الإسلام ، و " رحمته " القرآن . 17672 - حدثني علي بن سهل قال : حدثنا زيد قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : الإسلام والقرآن . [ ص: 107 ] 17673 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف مثله . 17674 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال مثله . 17675 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، أما فضله فالإسلام ، وأما رحمته فالقرآن . 17676 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : فضله : الإسلام ، ورحمته القرآن . 17677 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : القرآن . 17678 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : ( وبرحمته ) ، قال : القرآن . 17679 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس قوله : ( هو خير مما يجمعون ) ، قال : الأموال وغيرها . 17680 - حدثنا علي بن داود قال : حدثني أبو صالح قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس : ( قل بفضل الله وبرحمته ) يقول : فضله الإسلام ، ورحمته القرآن . 17681 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بكتاب الله ، وبالإسلام ( هو خير مما يجمعون ) . [ ص: 108 ] وقال آخرون : بل " الفضل " القرآن ، و " الرحمة " الإسلام . ذكر من قال ذلك : 17682 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، قال : ( بفضل الله ) ، القرآن ، ( وبرحمته ) ، حين جعلهم من أهل القرآن . 17683 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا جعفر بن عون قال : حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال : " فضل الله " القرآن ، و " رحمته " الإسلام . 17684 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم عن جويبر عن الضحاك قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) قال : ( بفضل الله ) القرآن ، ( وبرحمته ) ، الإسلام . 17685 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : كان أبي يقول : فضله القرآن ، ورحمته الإسلام . واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( فبذلك فليفرحوا ) . فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار : ( فليفرحوا ) بالياء ( هو خير مما يجمعون ) بالياء أيضا على التأويل الذي تأولناه ، من أنه خبر عن أهل الشرك بالله . يقول : فبالإسلام والقرآن الذي دعاهم إليه ، فليفرح هؤلاء المشركون ، لا بالمال الذي يجمعون ، فإن الإسلام والقرآن خير من المال الذي يجمعون ، وكذلك : 17686 - حدثت عن عبد الوهاب بن عطاء عن هارون عن أبي التياح : [ ص: 109 ] ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، يعني الكفار . وروي عن أبي بن كعب في ذلك ما : 17687 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : ( فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون ) بالتاء . 17688 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم عن الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، عن أبي بن كعب مثل ذلك . وكذلك كان الحسن البصري يقول : غير أنه فيما ذكر عنه كان يقرأ قوله : ( هو خير مما يجمعون ) بالياء; الأول على وجه الخطاب ، والثاني على وجه الخبر عن الغائب . وكان أبو جعفر القارئ ، فيما ذكر عنه ، يقرأ ذلك نحو قراءة أبي بالتاء جميعا . قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراء الأمصار من قراءة الحرفين جميعا بالياء : ( فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) لمعنيين : أحدهما : إجماع الحجة من القراء عليه . والثاني : صحته في العربية ، وذلك أن العرب لا تكاد تأمر المخاطب باللام والتاء ، وإنما تأمره فتقول : " افعل ولا تفعل " . وبعد ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العربية إلا وهو يستردئ أمر المخاطب باللام ، ويرى أنها لغة مرغوب عنها ، غير الفراء فإنه كان يزعم أن اللام في [ ص: 110 ] الأمر [ هي البناء الذي خلق له ] واجهت به أم لم تواجه ، إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه ، لكثرة الأمر خاصة في كلامهم ، كما حذفوا التاء من الفعل . قال : وأنت تعلم أن الجازم والناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوله الياء والتاء والنون والألف ، فلما حذفت التاء ذهبت اللام ، وأحدثت الألف في قولك : " اضرب " و " افرح " لأن الفاء ساكنة ، فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن ، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء ، كما قال : ( اداركوا ) ، [ سورة الأعراف : 38 ] و ( اثاقلتم ) ، [ سورة التوبة : 38 ] . وهذا الذي اعتل به الفراء عليه لا له ، وذلك أن العرب إن كانت قد حذفت اللام في المواجه وتركتها ، فليس لغيرها إذا نطق بكلامها أن يدخل فيها ما ليس منه ما دام متكلما بلغتها . فإن فعل ذلك ، كان خارجا عن لغتها ، وكتاب الله الذي أنزله على محمد بلسانها ، فليس لأحد أن يتلوه إلا بالأفصح من كلامها ، وإن كان معروفا بعض ذلك من لغة بعضها ، فكيف بما ليس بمعروف من لغة حي ولا قبيلة منها ؟ وإنما هو دعوى لا تثبت بها [ حجة ] ولا صحة . وانظر كذاللك تفسير ابن العربى والبغوى وغيرهم . وقد قال ابن القيم - رحمه الله - في «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» (ص38): :( وقد دارت أقوال السلف في تفسير قوله تعالى { قل بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) على أن فضل الله ورحمته - أي في هذه الآية - الإسلام والسنة ) اهـ. الوجه الثانى .: لو سلمنا بأن الرحمة المذكورة في الاية مقصود بها النبى صلى الله عليه وسلم ولذالك نفرح به فأقول لكم مالمقصود بالفرح فى هذه الاية هل هو الفرح بأن منا الله علينا بهذا النبى الذي أنقدنا الله به من الظلمت الى النور فان قلتم { نعم } فأقول لكم كيف نعبر عن هذا الفرح فستقولون بالاحتفال بمولده قأقول كيف يكون الاحتفال به هل بالاجتماع فى مكان ما وأن يكون فى هذا الاجتماع ذكر الله والصلاة على النبى وذكر القصائد والمدائح واطعام الطعام وغير ذالك من الامور فستقولون { نعم } فأقول أما نحن فنفرح به وذالك بالثناء عليه وندعوا الله أن يجازيه عنا خير الجزاء فأقول تعالوا نقارن بيننا وبينكم من منا الذى فعله مطابق لفعل الصحابة هل نحن أم أنتم فليس عندكم ما تقولون الا ثلاثة أمور : الامر الاول : ان تقولو أن الصحابة اجتمعوا وفعلوا مثل ما تفعلون وهذا والذى نفسى بيده لافتراء عظيم الامر الثانى : أن تقولوا ان الصحابة جهلوا أن معنى الرحمة المذكورة فى الاية مقصود بها النبى صلى الله عليه وسلم ولذالك لم يفرحوا وهذا لايقول به رجل صاحب سنة وعلم مقدار علم الصحابة ومن بينهم عبد الله ابن عباس رضى الله عنه الملقب بترجمان القرءان الامر الثالث : أن تقولوا أنهم فقهوا وفهموا وأدركوا هذا المعنى ولكنهم أبوا أن يفرحوا بهذا اليوم وذالك بالاحتفال به بالطريقة التى تفعلونها أنتم وهذا لايقول به مسلم
|
||||||||||||
#3 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
( قولهم ان الله سماه رحمة وقد أمرنا الله بالفرح بهذه الرحمة في اءلاية السابقة ) الرد : أسئلكم سؤالا هل النبى صلى الله عليه وسلم أدرى وأعلم بأسمائه أم أنتم أعلم بها منه فالنبى صلى الله عليه وسلم قال { لى خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمدو أنا الماحى الذى يمحوا الله به الكفر و أنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى وأنا العاقب } رواه البخاري وذكره أيضا الامام مالك فى الموطأ باب أسماء النبى فهل ذكر النبى اسم الرحمة أوغيره من الاسماء التى اخترعها الصوفية فى هذه الايام حتى أوصلوها الى الى مايتجاوز المأئة وكل فرقة من الصوفية لهم اسماء قد لاتجدها فى القرق الاخرى مثل { أحيد, أحود , حامد , ..... } فكل ما عدا هذه الاسماء المذكورة فى الحديث ليست من أسمائه وإن قلتم هناك أسماء أخرى فأطالبكم بالدليل . ثم أقول :( إن الرحمة للناس لم تكن بولادة النبي وإنما كانت ببعثه وإرساله إليهم، وعلى هذا تدل النصوص من الكتاب والسنة. أما الكتاب فقول الله ]الانبياء:107[?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فنص تعالى: على أن الرحمة للعالمين إنما كانت في إرساله r، ولم يتعرض لذكر ولادته. :?وأما السنة ففي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة قيل: يا رسول الله ادع علَى المشركين. قال: « إني لم أبعث لعاناً.وإنما بعثت رحمة ». ?وروى الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن عن سلمان رسول الله r خطب فقال: « أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ») الشبهة الخامسة : ( قولهم بانه كما نتذاكر قصة غزوة بدر وذكرى الهجرة يوم الهجرة وغير ذالك فنحن نتكلم عن ذكرى المولد يوم المولد. ) الرد : الجواب عليه من وجهين : الوجه الاول : نرجع الى الكلام السابق هل عندما يأتى يوم مولده يجتمع الصحابة مع بعضهم ويتذاكرون قصته ويمدحون ويطعمون الطعام وغير ذالك من الافعال التي تقومون بها الجواب واضح . فنحن نفعل كما فعل سلفنا الصالح ( الصحابة والتابعين وتابع التابعين ) كما قال النبى صلى الله عليه وسلم { خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم } الوجه الثانى : ان كنتم أنتم لا تتذاكرون غزوة بدر وذكرى هجرة النبى وأصحابه الافى اليوم الذى حدتث فيه فانما يدل ذالك على غفلتكم فأما نحن فنتذاكر هذه الامور وغيرها كل ما خطر ببالنا ولانتذاكرها فى يومها فقظ لان قصصهم عبرة وفيها من الفوائد العظيمة كذالك تأسيا بهم قال الله تعالى يخبرنا عن قصص الأولين ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) أما أنتم فتذكرون قصصهم ليس تأسيا بهم واخذ العبرة منهم فعلى سبيل المثال تذكرون في يوم إحتفالكم بمولد النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم _ أن من صفاته إعفاء اللحية__ فأين التأسى به فى هذا الفعل بل تصفون كل من أعفى لحيته بأنه زنديق وأنا أتحداكم أن تدعوا رجلا يعفى لحيته بالقرءاة معكم فشرط القرءاة معكم هو تلميع الوجه وأن يصافح سروالك حذاءك وكذلك تعلمون أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يترك صلاة الجماعة حتى فى حين مرضه فأين أنتم من هذا الا القليل منكم والله المستعان . الشبهة السادسة : الجواب : نعم هذا حديث ثابت في الصحيحين أو أحدهما، شرح الحديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) سبب ذلك: أنه قدم أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهم فقراء فحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فجاء رجل ومعه صرة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) فيكون معنى الحديث: من ابتدأ العمل بسنة ولنضرب لهذا مثلاً في وقتنا: لو فرضنا أن رجلاً من أهل العلم ذكر الناس بشيء لم يكونوا يعرفونه وهو من السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقام أحدهم فعمل به وصار هو أول من قام نقول: هذا الرجل سن سنة حسنة، والمعنى: أنه عمل بسنة أول من عمل بها هو؛ فصار سن سنة حسنة للعمل بها أول من عمل، هذا أمر . المعنى الثاني: (من سن في الإسلام سنة حسنة) بمعنى: أن السنة اندثرت ونسيها الناس فقام رجل فعمل بها فسنها للناس، هذا أيضاً سن سنة حسنة، ودليل هذا : أن عمر رضي الله عنه لما أمر الناس أن يجتمعوا في قيام رمضان على إمام واحد قال: [نعمت البدعة هذه] فسماها بدعة وهي سنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها، لكن هي سنة باعتبار أنها تركت وهجرت ثم ابتدأها عمر رضي الله عنه. وأما أن يسن شيئاً من العبادات غير مشروع ويقول: هذه سنة حسنة كما يوجد في بعض الطوائف كطوائف أهل البدع فلا، لا يمكن أبداً أن يكون هذا حسناً، ولهذا زعم بعض أهل البدع الذين سنوا عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، زعموا أن هذه سنة حسنة، فيقال: لا يمكن أن تكون حسنة وهي بدعة أبداً، كل بدعة ضلالة. إذاً.. صار معنى : (من سن سنة حسنة). إذا هو بدأ بها أو أول من عمل بها بعد الدعوة إليها ( قلت ) أما قولكم بأنها بدعة حسنة فليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم قال : "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي في رواية أخرى "وكل ضلالة في النار". وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" أن ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً". ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح. وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة.." ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد: وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع وقال الإمام أحمـد -رحمـه الله-: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء وترك البدع وكل بدعة فهي ضلال ) . وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: ( عليك بالأثر وطريق السلف ، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة ) ، وأقول : إن الصوفية الذين عندنا هنا كلما ناظرتهم فى مسألة يقولون لك نحن أتباع الامام مالك فعلى سبيل المثال إذا قلت لهم لماذا لاتضعون أيمانكم على شمائلكم فى الصلاة أو لماذا لا تشرعون فى التكبيرات التى ورد أن النبى صلى الله ىعليه وسلم كان يرفع يديه فيها عندما يكبر وهى عند تكبيرة الإحرام و تكبيرة الركوع والرفع منه وعند الرفع من التشهد الأول فجوابهم يكون دائما نحن أتباع الإمام مالك فالإمام مالك لم يفعل هذه الأمور فلذالك نترك هذه الأمور فأقول لهم لماذا لا تتركون الإحتفال بالمولد لأن الامام مالك لم يحتفل به أعلم أنكم ستقولون أن هذا الأمر لايحتاج إلى إتباع الإمام مالك فيه لأن هذا الأمر متعلق بحب النبى فأقول وهل تتهمون الإمام مالك بأنه لايحب النبى أم ماذا ستجيبون , أم أن الإمام مالك عندكم كالأكل والشرب تأتونه كلما جعتم وتتركونه كلما وجدتم الطعام عند غيره صدق الله حين قال { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله } وقوله { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون } . ( قلت ) أما من أراد أن يعرف رأي الإمام مالك في مسألة وضع اليمين على الشمال في الصلاة ومسألة رفع اليدين عند الركوع والرفع منه وعند الرفع من التشهد الأول فليرجع إلى موطأ الإمام مالك ( باب الصلاة ) أما قول الشافعى البدعة بدعتان ممدوحة ومذمومة___ فيجب على كل شخص اذا أراد أن يعرف معنى كلمة ما , أن يرجع الى قالها ويفقه مذا يقصد قالها منها ولا يفسرها حسب مايشتهى والجواب عليها هو : فهذا رد من الشيخ سليم الهلالي على من ينسب الى الشافعي قوله بجواز البدع في الدين وذلك إستدلالا بقول البدعة بعتان بدعة محمودة و.................. الخ ) وقول ما أحدث وخالف كتابا او...................................... الخ) قال الشيخ سليم الهلالي في " البدعة وأثرها السيئ في الأمة " راداً على من يستدل بقول الشافعيي ص63ـ 66 ) : بالنسبة لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 113 ) ففي سنده عبدالله بن محمد العطشي ، ذكره الخطيب البغدادي في " تاريخه " والسمعاني في " الأنساب " ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأما بالنسبة لما أخرجه البيهقي ففيه محمد بن موسى الفضل ، لم أجد له ترجمة ( 61 ) . ثانياً : قول الشافعي إن صح لا يصح أن يكون معارضاً أو مخصصاً لعموم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . والشافعي نفسه ـ رحمه الله ـ نقل عنه أصحابه أن قول الصحابي إذا انفرد ليس حجة ، ولا يجب على من بعده تقليده ، ومع كون ما نسب إلى الإمام الشافعي فيه نظر بدليل ما في " الرسالة " للشافعي ( ص597ـ 598 ) ، فكيف يكون قول الشافعي حجة وقول الصحابي ليس بحجة ؟ ثالثاً: كيف يقول الشافعي رحمه الله بالبدعة الحسنة وهو القائل : من استحسن فقد شرع "والقائل في " الرسالة " ( ص507 ) : " إنما الاستحسان تلذذ ".وعقد فصلاً في كتابه " الأم " ( 7 / 293 ـ 304 ) بعنوان : " إبطال الاستحسان ". لذلك ؛ من أراد أن يفسر كلام الشافعي ـ رحمه الله ـ فليفعل ضمن قواعد وأصول الشافعي ، وهذا يقتضي أن يفهم أصوله ، وهذا الأمر مشهود في كل العلوم ، فمن جهل اصطلاحات أربابها جهل معنى أقاويلهم ، وأبعد النجعة في تفسيرها. أن المتأمل في كلام الشافعي ـ رحمه الله ـ لا يشك أنه قصد بالبدعة المحمودة البدعة في اللغة ، وهذا واضح في احتجاج الشافعي ـ رحمه الله ـ بقول عمر رضي الله عنه ، وعلى هذا الأصل يفسر كلام الشافعي ، وأنه أراد ما أراده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي : البدعة اللغوية ( كما سبق بيانه ) لا الشرعية ؛ فإنها كلها ضلالة ؛ لأنها تخالف الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والأثر ) انتهى كلامه
|
||||||||||||
#4 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
( إستدلالهم بأقوال بعض الأئمة على جواز الإحتفال بالمولد النبويمثل ( ابن عابدين , ابن عباد المالكي , ابن حجر العسقلاني , أبوشامة , السخاوي , ابن رجب الحنبلي , ابن تيمية , ابن القيم ) . فالجواب يكون عليه من وجهين : الوجه الأول : أنا أقول لكم لو اجتمعت أغلب الأمة على رأى وكان هذا الرأى يخالف قول الله أو قول رسوله فإن هذا الرأى يضرب به عرض الحائط فكيف إذا كان أدنى من ذالك قال النبى صلى الله عليه وسلم { تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتى } أو كما قال , وقال الامام مالك { اذا رأيتم قولى مخالفا للكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط } وقال أيضا { كلايؤخد من قوله ويرد الاصاحب هذا القبر وأشار باصبعه الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم } وقال العلماء {من تتبع رخص العلماء فقد تزندق } وقال ابن القيم رحمه الله الذي كذبتم عليه وقلتم أنه يجيز الإحتفال بمولد النبي ___ قال { العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ...... الخ } فأقول أين الأدلة الصحيحة التى استدل بها هؤلاء العلماء الاجلاء الفضلاء على جواز الاحتفال بالمولد فهم أصلا أقروا بأنفسهم بأن هذا الأحتفال بدعة لم يفعلها أحد من السلف الصالح ولكن حسنوا هذه البدعة فقالوا هذه بدعة حسنة هذا هو قولهم ولكن تعالوا نعرف قول النبى صلى الله عليه وسلم فى البدع قال صلى الله عليه وسلم { كل بدعة ضلالة } فكل عربى أعتقد أنه يفهم جيدا معنى { كل } فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يستثنى أى نوع من البدع بل قال { كل بدعة ضلالة } وكذالك قول ابن عمر رحمه الله { كل بدعة ضلالة ولو رأها الناس حسنا } وغيره من أقوال الصحابة فبالله عليكم من الذى نأخذ بكلامه النبى صلى الله عليه وسلم أم هؤلاء الائمة الفضلاء أعتقد أنه قد سقطت شبهتكم الا اذا قلتم نأخذ برأيهم أو ان النبى صلى اله عليه وسلم قدأخطأ فى وصفه بأن كل البدع ضلالة فهناك بدع حسنة وهذا عين الضلال . قال أحد الشعراء : أقول قال الله قال رسوله *** فتجيب شيخي أنه قد قالَ ، وقد قال أبو بكر بن أبي داود: ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح أما استدلالكم بالائمة الأحناف فقد نقلتم قول ابن عابدين دون ذكر الصفحة وهذا مما يدل على حبكم للمرواغة والتضليل وأما استدلالكم بأقوال الائمة الحنابلة فكله كذب وزور ويهتان عليهم فقد رجعت أقوالهم فلم أجد صحت ماتقولون فقد قال الله فى أمثالكم { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم } وأما ابن رجب الحنبلى فكلامه الذى نقلتموه فليس له أى علاقة بجواز الاحتفال بالمولد النبوى فهو يتكلم عن صيام يوم الاثنين الذى يتكرر فى كل أسبوع وليس مرة فى السنة ولكن لننظر رأيه فى البدع ومن ذالكم نستنبط رأيه فى الاحتفال بالمولد . فقد قال في ( جاامع العلوم والحكم (البدعة: ما أحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، أمّا ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وإن كان بدعة لغةة الوجه الثانى : تعالوا أنقل لكم أقوال العلماء فى عدم جواز الاحتفال بالمولد وأن هذا لاحتفال بدعة 1} الامام الفاكهاني المالكي رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء. 2} قال العلامة ابن الحاج المالكي - رحمه الله - في «المدخل» (2/312) نقلاً من «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل» للعلامة اسماعيل الأنصاري - رحمه الله- (2/442 ضمن «رسائل في حكم الاحتفال بالمولد»):( فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله r، وتعظيماً له ولسنته r، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم... الخ ). شيخ الاسلام ابن تيمية : قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/619):( لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة?ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف لرسول الله r وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان ) اهـ. وقال الشيخ محمد بن عبد السلام الشقيري في «السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات» (ص138-139):( فاتخاذ مولده موسماً والاحتفال به بدعة منكرة ضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير كيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة وأتباعهم؟ قلت : فهاهي قد اختلفت أرآء الرجال فما السبيل الى معرفة الصواب ؟ فما عليا أنا وإياكم إلا الإنقياد لقوله تعالى { فما اختلفتم فيه من شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اءلاخر ذالك خير وأحسن تأويلاً } وقوله تعالى { وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله } إلا إذا قلتم لانرضى بأن يحكم الله ورسوله بيننا . الشبهة الثامنة : ( ذكرهم بأن البلاد الليبية والازهر الشريف يحتفلون بالمولد النبوي ) الرد : هل خرج مصدر جديد للتشريع كان مفقود منذ عقود والاءن وجده الصوفية يقال له البلاد الليبية والأزهر الشريف يأخوة اتقوا الله في أنفسكم ولا تلبسوا على الناس أمور دينهم . التعقيب على ماجاء في ءاخرالرسالة (( الدعاء )) : 1} قولهم { فسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثبتنا على اتباع سلفنا الصالح في مدحهم للمصطفى } الرد : الجواب يكون عليه من وجهين : الوجه الاول : أقول لك ان الدعاء بدون عمل لايقبل كالذي يطلب الهداية من الله ولايزال يرتكب المعاصي ولايجاهد نفسه في الانتهاء عما حرم الله كما قال الله تعالى { ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فأقول لك بارك الله فيك السلف الصالح أجمعوا على حرمة البدع في الدين فلعلك تنتهي عن هذا الأمر حتى يقبل الله دعاءك الوجه الثاني : راجع كيف كان السلف الصالح يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم هل ذكروا في أحد أبيات شعرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو أنه يلاذ به أو يستغاث به مع الله جل وعلا راجع مدحهم للنبي فأنتم طلبتم هذه الأمور من أشخاص أقل من النبي صلى الله عليه وسلم كقولكم { هم الاقمار قد وطؤا الثريا ولا يشقى الذي يلجأ اليهم } فإذا أصابت العبد مصيبة يلجأ لمن أليس الى الله كذالك قولكم فى قصيدة { قطب الكمالي } يقولون إن عبد السلام الأسمر قال { يا تارك ذكري بطل ما تندهش بي } فالعبد إذا كان في شدة ينده ويستغيث بمن أليس بالله { أمن يجيب المضطر إذا دعاءه ويكشف السوء } صدق الله حين قال { أفلايتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها } والكثير من هذه الابيات الموجودة بكثرة في قصائدكم البدعية وزد عليها أن فيها أبيات شركية وهنا نلاحظ شيئا وهو الفرق بين مشائخ السلفية ومشائخ الصوفبة فمشائخ السلفية يرشدونك الى طلب الدعاء والاستغاثة من وبالله وأما الصوفبة يطلبون منك الاستغاثة بهم عند المصائب و هناك كتاب قد أخرجه لنا أحدهم عندما كنت أقرأ معهم ينسبونه الى عبد القادر الجيلاني يقول فيه ( أنا الذي نجيت موسى من الغرق بكذا وكذا وأنا الذي نجيت يونس من بطن الحوت بكذا وكذا وأنا وأنا .... ألخ ) فيذكر مجموعة من الانبياء أنه هو الذي نجاهم ونحن نعلم يقينا أن هذا الشيخ الجليل لم يقله وانما هو كذب عليه كما ذكر ذالك كثيرا من علمائنا أن هذا الرجل صاحب عقيدة سليمة تخلوا من هذه الأقوال الكفرية و الشركية ولكن المشكلة هم يصدقون تلك الاقوال المكذوبة على الشيخ رحمه الله بل وصلوا الى أن جعلوا أن الأولياء أفضل من الأنبياء وذالك استدلالا بذالك الكتاب الذي ذكر وكذالك قول أحدهم { لقد خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله } فهناك فرق بين مدحكم ومدحهم راجعوا كيف كانوا يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم 2} قولهم { وأن يعيدنا الله من بدع الجفاء والإنكار } الرد : السلف الصالح أجمعوا على حرمة البدع فى الدين الحسن منها والقبيح كل ذالك عندهم محرم فهل تسعيذ بالله من انكارهم لها لاحول ولاقوة الا بالله . 3} قولهم { وأن يحشرنا الله في محبيه ومادحيه ومتبعيه } الرد : أما قوله { محبيه } فشرط المحبة الإتباع وترك الإبتداع قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه { إتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم } رواه الدارمي { 211 } ( وقال عثمان بن حاضر دخلت على ابن عباس فقلت أوصني فقال نعم عليك بتقوى الله والاستقامة انبع ولاتبتدع } رواه الدارمي { 141 } وقال أحد الشعراء { لو كان حبك صادقا لاطعته + + + ان المحب لمن يحب مطيع } وأما قوله { مادحيه } فشرط ذالك أن يكون على وفق الكتاب والسنة و منهج سلف الأمة فيخلوا من الغلو والشرك . وأما قوله { متبعيه } فالدلالة على إتباع النبى صلى الله عليه وسلم هو أن تكون أقوالك وأفعالك موافقة للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة قال الله تعالى { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } وقول النبي صلى الله عليه وسلم { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي نمسكو ا بها وعضوا عليها بالنواجد واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة ولل بدعة ضلالة } رواه أبو داوود وقوله { كلكم يدخل الجنة إلامن أبى قالو ومن يأبى يارسول قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى } رواه البخاري .
|
||||||||||||
#5 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
( استدلالهم بقصة أبي لهب في جواز الإحتفال بالمولد النبوي ) الرد : أن هذا الخبر لا يجوز الاستدلال به لأمور: أولاً: أنه مرسل كما يتبين من «ويحرم من{وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}سياقه عند البخاري في باب الرضاعة ما يحرم من النسب» من صحيحه فقد قال:(حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت:( يا رسول الله انكِحْ أختي بنت أبي سفيان، فقال: « أو تحبين ذلك؟ » فقلت: نعم، لست لك بمخليةٍ، وأحب من شاركني في خيرٍ أختي. فقال النبي r:« إن ذلك لا يحل لي ». قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة.قال: بنت أم سلمة؟ قلت: نعم.فقال: « لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ماحلت لي. إنها لاَبنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ». قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهبٍ وكان أبو لهبٍ أعتقها فأرضعت النبي r، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حِيبةٍ، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم. غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة)). ولهذا قال الحافظ ابن حجر «فتح الباري» (9/49):( إن الخبر - أي المتعلق بتلك القضية - مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به...الخ ). وبهذا نعلم أنه لا يـجوز الاستدلال بهذا الـخبر لأنه مرسل، والمرسل من قسـم الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر؛ والبخاري - رحمه الله - لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند. ثانياً: أن ذلك الخبر لو كان موصولاً لا حجة فيه لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر. وقد قال علوي بن عباس المالكي - والد محمد المالكي - في «نفحات الإسلام من البلد الحرام» (ص164-165) والذي جمع مواضيعه ورتبه محمد المالكي نفسه؛ أثناء إنكاره القصة المشهورة الباطلة عن الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية:( النبي r قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وترك للناس شريعة واحدة لا تحتاج إلى تتميم برؤيا في المنام، والرؤيا المنامة ليست طريقاً للتشريع ولا مستنداً لحكم شرعي أصلاً لأن النائم لا يضبط لغفلته بمنامه فكيف يعتمد على رؤياه...الخ ثالثاً: أن ما في مرسل عروة هذا يخالف ما عند أهل السير من أنrمن أن إعتاق أبي لهب ثويبة كان قبل إرضاعها النبي إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل كما ذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (9/48) وأوضحه في «الإصابة في تمييز الصحابة» (4/250) والحافظ ابن عبدالبر في «الاستيعاب في أسماء الأصحاب» (1/12) والحافظ ابن الجوزي في «الوفا بأحوال المصطفى» (1/106). رابعاً: أن هذا الخبر مخالف لظاهر القرآن كما أوضحه الحافظ ابن حجر في «الفتح» حيث قال في كلامه عليه (9/49):( وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال الله وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً}تعالى ]الفرقان:23[ ) ثم نقل عن حاشية ابن المنير أن ما في ذلك المرسل من{مَنْثُوراً اعتبار طاعة الكافر مع كفره محال لأن شرط الطاعة أن تقع بقصد صحيح وذلك مفقود مع الكافر. فإعتاق أبى لهب لثويبة ما دام الأمر كذلك لم يكن قربة معتبرة فإن قيل إن قصة إعتاق أبى لهب ثويبة مخصوصة من ذلك كقصة أبى طالب قلنا: إن تخفيف العذاب عن أبـى طالب ثبت بنـص صحيح عن النبي rوأمـا ما وقع لأبى لهب في ذلـك المرسـل فمستنده مجرد كلام لأبى لهب في المنام فشتان ما بين الأمرين )( ). يضاف إلى ذلك ان تخفيف العذاب عن أبي طالب كان بسبب شفاعة الرسول r كما قال الرسول r: « لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منها دماغه ». خامساً:( أن الفرح الذي فرحه أبو لهب بمولود لأخيه فرح طبيعي لا تعبدي، إذ كل إنسان يفرح بالمولود يولد له، أو لأحد إخوانه أو أقاربه، والفرح إن لم يكن لله لا يثاب عليه فاعله، وهذا يضعف هذه الرواية و يبطلها )( ). سادساً:( لم يجيء في هذه الرواية مع ضعفها أنه يخفف عن أبي لهب العذاب كل إثنين ولا أن أبا لهب أعتق ثويبة من أجل بشارتها إياه بولادة المصطفى r، فكل هذا من التقول على البخاري )( ). سابعاً:( لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي r، ولا أن ثويبة بشرته بولادته، فكل هذا لم يثبت، ومن ادعى ثبوت شيء من ذلك فعليه إقامة الدليل على ما ادعاه.ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً )( ). ثامناً: قول المالكي:( وهذه القصة رواها البخاري في «الصحيح» في كتاب النكاح ونقلها الحافظ ابن حجر في «الفتح» - إلى ان قال - وهي وان كانت مرسلة الا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام. وأما انتفاع الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء ليس هذا بسطه والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب رسول الله r ) يثير عندي بعض الأسئلة وهي: من أين نقل الحافظ ابن حجر هذه القصة في «الفتح» ؟! ولماذا أورد المالكي هذه القصة؟! إن كتاب الحافظ ابن حجر «فتح الباري» إنما هو شرح للأحاديث والآثار الواردة في «صحيح البخاري»، فما معنى التفريق بين إخراج البخاري لهذه القصة في «صحيحه» وبين نقل ابن حجر لها في «الفتح»؟! أم ان المقصود تكثير المصادر ليوهم السذج؟ ثم إن المالكي إنما أورد هذه القصة ليستدل بها على جواز بل سنية الاحتفال بالمولد كما مر معنا سابقاً، فما معنى قوله عن هذه القصة:( أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام )؟! هل يقصد انه لا يريد ذكر هذه القصة لبيان حلال أو حرام وإنما لبيان للمناقب والخصائص؟ فما فائدة ذكرها كدليل على جواز الاحتفال بالمولد؟ وأما بالنسبة إلى تخفيف العذاب عن الكافر فقد مر معنا قول ابن حجر في ذلك واستدلاله بالآية، والأصل في ذلك تلك الآية بالإضافة إلى بعض الأحاديث الصحيحة ومنها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت:( يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: « لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ». فهذا هو الأصل، وقد قال محمد بن علوي المالكي نفسه في «شرح منظومة الورقات» (ص28) في باب النهي:( الكفار داخلون في الخطاب بجميع فروع الشريعة فهم مخاطبون بها مع انتفاء شرطها وهو الإسلام فيعذبون حينئذ على أمرين: على ترك الفروع وعلى ترك الإسلام الذي بدونه فروع الشريعة ممنوعة لا تصح ومع كونهم مخاطبين بالفروع إلا أنها لا تصح منهم إذا فعلوها إلا بالإسلام ) اهـ. أما تخفيف العذاب عن أبي طالب فإنه مستثنى من هذا الأصل وذلك بسبب شفاعة r كما مر معنا وباعتراف المالكي!. * * * من الذي ابتدع هذه البدعة وما رأي العلماء في هذه الطائفة ومااسم هذه الطائفة ؟ قال تقي الدين المقريزي - رحمه الله : - في «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» (1/490)؛ تحت عنوان «ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم » :( كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد ، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولدtالنبي r، ومولد علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه...) اهـ. - 2 – وقال أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي : في «صبح الأعشى في صناعة الإنشاء» (3/498) في كلام له طويل في جلوسات الخليفة الفاطمي، قال بعد أن ذكر جلوسه في المجلس العام أيام المواكب، وجلوسه ليلة أول رجب وليلة نصفه وليلة أول شعبان وليلة نصفه للقاضي والشهود في ليالي الوقود في الثاني عشر من شهرrالأربع من كل سنة قال: (الجلوس الثالث: جلوسه في مولد النبي ربيع الأول - ). { 3- وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي - رحمه الله- : في «أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام» (ص44):( مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله.. الخ). - { 4 - وقال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - : وهو من كبار علماء مصر- في «الإبداع في مضار الابتداع» (ص251):( قيل أول من أحدثها - أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة ، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي اللهtموالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر... الخ ). - - 5} - وقال الدكتوران حسن إبراهيم حسن : مدير جامعة أسيوط سابقاً وطه أحمد شرف مفتش المواد الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم في كتابهما «المعز لدين الله» (ص284) تحت عنوان «الحفلات والأعياد»:( ان المعز كان يشترك مع رعاياه في الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية، ومولد النبي r، وليلة أول رجب ونصفه، وأول شعبان ونصفه، وموسم غرة رمضان، حتى لا يثير نفوس السنيين! ويقرب مسافة الخلف بين المبادئ السنية والعقائد الشيعية!! وكذلك كان المعز لدين الله يستغل هذه الأعياد التي كان زخر بها عهده في نشر خصائص المذهب الإسماعيلي وعقائده!! لذلك كان يحتفل بيوم عاشوراء ليحيي فيها ، كما كان يحي ذكرى مولد كثير من الأئمة، وذكرى مولد الخليفة القائمtذكرى الحسين بالأمر، وهكذا اتخذ المعز من الاحتفال بهذه الأعياد وسيلة لجذب رعاياه إليه ونشر مبادئ المذهب الإسماعيلي ) اهـ. - أما إسمهم فيسمون { بالعبيديون } - - رأي الأئمة فيهم : - - 1} قال الإمام ابن كثير- رحمه الله - : في «البداية والنهاية» (12/267): ( كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشة . - 2} وقال الإمام الذهبي - رحمه الله - : في «العبر في خبر من عبر» (2/199): (المهديُّ عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى انه من ولد جعفر الصادق وكان بسلمية فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب وحاصل الأمر انه استولى على مملكة المغرب وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها وكان يظهر الرَّفض ويبطن الزندقة). وقال أيضاً: (سنة اثنتين وأربعمائة فيها أذن فخر الملك أبو غالب الذي وليّ العراق بعد عميد الجيوش بعمل المأتم يوم عاشوراء. وفيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدّعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرَّمي إخوان الكافرين شهادة يتقرَّب بها إلى الله شهدوا جميعًا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار. إلى أن قال: فانه لما صار - يعني المهدي - إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقّب بالمهدي وهو مع من تقدّمه من سلفه الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب ولا يعلمون أن أحدًا من الطالبيين توقّف عن إطلاق القول في هؤلاءtلهم في ولد عليّ الخوارج إنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعًا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسلفه كفّار وفسّاق لمذهب الثَّنويّة والمجوسية معتقدون قد عطّلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبُّوا الأنبياء ولعنوا السَّلف وادّعوا الربوبية ). - 3 } قال السيوطي – رحمه الله – : في «تاريخ الخلفاء»: (ص4): (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور منها أنهم غير قرشيين وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام وإلا فجدهم مجوسى قال القاضي عبد الجبار البصرى اسم جد الخلفاء المصريين سعيد كان أبوه يهوديا حدادا نشابة وقال القاضي أبو بكر الباقلاني القداح جد عبيد الله الذي يسمى بالمهدى كان مجوسيا ودخل عبيد الله المغرب وادعى أنه علوى ولم يعرفه أحد من علماء النسب وسماهم جهلة الناس الفاطميين وقال ابن خلكان أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدى عبيد الله جد خلفاء مصر - 4} قال الإمام الشاطبيّ : في «الاعتصام» (2/44):( العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الاحكام الشرعية إنما هى خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما فى الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل - ( قلت ) : والأئمة متفقون على ذمهم ، لخبث ملتهم وفشو البدع في عهدهم ، وإنما ذكرت ذلك حتى يعلم المخالفون الذين يحيون الموالد من هو سلفهم في هذا الأمر ، فيرغبون عن هديهم والتشبه بهم ، فإنه من غير المعقول أن تكون هذه الأعياد المحدثة محمودة مندوباً إليها ، فتقصر عنها الأمة كلها طوال القرون الفاضلة، ويسبقهم إليها أولئك الظلمة الضلال . وبعد ما انتهينا من الرد على كل الشبه التى حالت بين الصوفية والحق فأعتقد أنه على كل صوفي عاقل يبحث عن الحق قد اتضح له الحق وماعليه اءلان الا اتباعه كما قال الله تعالى { وأنى هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتيعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون } .
|
||||||||||||
#6 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
رااائعة ![]()
|
|||||||||||
#7 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
|
||||||||||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موضوع, متجدد, إخواني, وردود:, شبهات |
|
|