عنــــدما جلســت ونمت في القبر

 

عنــــدما جلســت ونمت في القبر

طلبوا مني ان ارتدى الرداء الابيض فقط ولا ارتدي غيره من الثياب واترك كل اشيائي .. نظرت الى المكان الذي سادخله .. لم اشعر بالخوف في البداية كثيرا وظننت ان الامر سيكون سهلا ..

بعد ان استلقيت ليدخلوني فيه انتابتني بعض المخاوف .. ماذا لو دخلت الى هذا المكان المظلم الموحش ولم يستطيعوا بعدها ان يخرجوني منه بعد ان ينتهوا من هذه التجربة بي ؟؟ .. وضعوا فوق راسي شيئا اشبه بالخوذة ثم ثبتوا رأسي بطرفين كانا يمسكان برأسي من جهتي أذناي بعد ان سدو كلاتهما بالقطن الابيض وقد طلبوا مني ان لا اتحرك لمدة عشرين دقيقة هي المدة التي علمت بانني سامكث فيها بالداخل..

في الايام التي سبقت هذا اليوم اصبت بالزكام .. كنت قد سافرت عن طريق البر ويوم عودتي شعرت بان كل العظام بجسمي تألمني واصبت بالحمى والزكام وكان اكثر شي يؤلمني وانا احاول النوم عظام جسدي كلها .. حتى راسي وانا اضعه على الوسادة كانت عظامه كلها اشعر بانها تالمني وكنت اشعر بانه تحول من ثقله والصداع الذي لازمه الى (( طابوقة من حجم اكس اكس لارج )) اي طوبة من الحجم الكبير !!

وضعت الممرضة في يدي جرسا طلبت مني ان اضغط عليه ان اردت شيئا ثم خرجوا جميعهم وظللت بالغرفه لوحدي لكي اخضع لفحص لعظام فكي والأذن .. بعد ان دخلت في جهاز الاشعة للرنين المغناطيسي وهو جهاز يحشر بداخله الجسم ويصدر اصواتا شبه مزعجة وتستغرق عملية الاشعة وقتا لالتقاطها.. فتحت عيني قليلا فوجدت نفسي في مكان موحش .. حاولت ان احرك راسي لم استطع .. وبسبب الزكام شعرت بالاختناق قليلا .. شعرت بانني هناك شيء يكتم على انفاسي الا انني تحاملت على نفسي وانا استمع الى الاصوات التي تصدر من الجهاز وقد ظننت انها لن تطول كثيرا وساخرج سريعا .. كانت عظام فكي تؤلمني وكنت اشعر بان الم عظام جسمي قد عاد وحاولت الانشغال بالتسبيح وتلك طريقة علمتني اياها امي عندما اواجهه مواقف كهذه .. وانا بداخله مرت بي خواطر كثيرة ..

لو حشرت يوما هكذا دون ان يكون بيدي جرس منبه ودون ان استطيع ان استدعي احدا ماذا سيكون حالي ؟ ثم فكرت في حال الذين لا يعرفون المساجد ولا الصلاة والمصير الذي ينتظرهم .. ان الما بسيطا في عظامي جعلني لا انام بشكل مريح لمدة ساعة في سرير مريح كسرير المستشفى فكيف بسرير الآخرة الدائم ؟ وان زكاما بسيطا قد جعلني اختنق وانا محشورة في مكان كهذا فكيف بمن يحشرون تحت التراب للأبد الى يوم البعث وقد ارتكبوا من المعاصي العظام ؟

مع مرور الوقت الذي بدى انه تجاوز العشرين دقيقة شعرت بالاختناق الشديد وشعرت بانني لا استطيع الصمود اكثر فضغطت على اصابع يدي وانا اسبح بقوة وتساءلت في داخلي : لو اردت الخروج استطيع الان ولكن كيف هو حال ممن يريدون العودة الى هذه الحياة ولا يستطيعون ويعانون من ويلات عذاب القبر وقد دفنوا في المقابر الخالية من الناس ؟؟ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : من تهاون في الصلاة عاقبه الله خمسة عشره عقوبه ثلاثة منها في القبر وهي يضيق الله عليه قبره ويعصره حتى تختلط أضلاعه ويوقد الله عليه النار في قبره ويسلط الله عليه ثعبان يسمى الأقرع في قبره يضربه على ترك صلاة الصبح من الصبح الى الظهر ومن الظهر الى العصر لترك صلاة الظهر ... وهكذا حتى يغوص في الارض سبعين ذراعا .


مر بعض الوقت حتى وجدتهم قد دخلوا الغرفه واخرجوا سريري الموجود داخل الآلة .. فرحت فقد ظننت انها النهاية الا انها قد جاءوا بزجاجة ابرة وطلبوا مني ان اعض عليها باسناني وان لا اتحرك ثم اعادوني الى داخل الالة مرة اخرى .. وانا بالداخل عاد لي الشعور بالاختناق وشعرت بان عقدة شعري القابعة تحت راسي قد بدات تؤلم عظام راسي وتزعجني .. حاولت ان اتخيل انني مستلقيه عند البحر او في بستان مخضر مليء بالورد الوردي .. حاولت ان اتخيل انني على بساط الريح وهو يطير بي ..هذه افكار ليست مجنونة ولكنها طريقة نخدع بها آلام اجسادنا عن طريق التخيلات التي تبعثها له عقولنا وهي نظرية يوصي بها اطباء علم النفس .. حاولت ان امضي الوقت بالتسبيح وجدت نفسي بين شيئين اما ان اضغط الجرس حتى يتوقفوا ومن ثم يرجعون مرة اخرى لاعادة الفحص وهو امر لا اريده لانني اردت الخروج من هذا القبر الموحش بسرعة او ان اتحرك قليلا وقد حاولت ذلك ولم استطع ..

فجاة شعرت نفسي كالميتة .. كالميتة المدفونة والناس لا يدرون عنها شيئا .. وجدت نفسي افتح عيني واجول بعيني في المكان الراقدة فيه .. مكان ضيق موحش كئيب .. لا احد يعلم فيه عني .. لا امي لا اخوتي لا اهلي لا اصحابي .. وكأنه القبر .. ليس معي شيء .. لا اغراضي .. لا ادواتي ولا اي شيء .. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (( القبر إما حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة )) وجاء عن الرسول أيضا (( أن رجلا ضرب في قبره سوطا فامتلأ القبر عليه نارا لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور ومر على مظلوم فلم ينصره )) فكيف حال ممن امتلىء قبره نارا الآن او سلط عليه الثعبان الاقرع ؟

اننا نمضي في هذه الدنيا ونحن منشغلون بها ..مشغولون بامورها وايامها .. اغلب ما نفكر فيه يعد في مرحلة المدى القصير .. اننا نفكر في حياتنا كيف ستكون بعد عشرون عاما او ثلاثون وننسى ان تلك الحياة التي تنتظرنا ان شاء الله لو منحنا الله اياها ومد في اعمارنا هي ليست حياتنا الخالدة .. ان الحياة التي يجب ان نفكر فيها حقا ونعد لها العدة حياة الاخرة .. كم من شخص منا جمع من المال ما جمع وجامل وغش او نافق هذا وذاك لاجل ان يحصل على قرض او تمويل لبناء منزل ان دام له لن يدوم الى اكثر من اربعون عاما او اقل ؟؟ وكم من فكر بالوقت نفسه بان قراءة سورة الاخلاص عشر مرات او دعاء السوق سيجعله من الغانمين ببيوت الجنة التي لا يمكن لبشر وصفها او تخيلها ؟؟ وان حفظ سورة من ثلاثون آية فقط وهي الملك ستنجيه من عذاب القبر بإذنه تعالى ؟

كم منا فكر بانه لكي يطور من حياته سيضغط على نفسه ليكمل دراساته العليا والدكتواره ولينال تشريفا في الدنيا واوهم نفسه بان ذلك سيشفع له بالاخرة ايضا ولم يفكر ولو ليوم ان يحفظ من آيات كتاب الله ولو الايات القصار كي تكون له ظلالا يوم يتنكر فيه الاب لابنه ؟؟

اننا نخرج من بيوتنا كل صباح ولا نعلم اين سيكون مع رحيل شمسه مرقدنا ؟؟ كم من شخص احببناه وعشنا معه اجمل اللحظات ونحن صغار ثم اختاره الله وعندما نشأنا وكبرنا مع امورنا ومشاغلنا لهينا فنسيناه واصبحنا لا نتذكره بالدعاء الا من وقت الى آخر ؟؟ ليسأل كل شخص نفسه هذا السؤال وبصدق.. من منا يذكر جد جده ويدعى له بالمغفرة الآن ؟؟ لن يذكرك احدا الا القليلون وهم ان ذكروك لن يستغفروا لك دائما ثم من سيذكرك بعد مضي 100 عام وقد ذهب كل احبائك تحت التراب مثلك ؟؟ لننظر الى قمر السماء المتملىء الجميل حتى هو يمضي ويرحل عنا .. لننظر لتلك الشمس المتوهجة الجميلة التي تبتسم لك كل صباح حتى هي عنا تغيب .. فلكل شيء نهاية ولكل واحد منا مهما طالت به المسافات وامتدت به الطرق وطال به المسير مسكن تحت الفراش بالاخير .. كلنا زائلون وكلنا اما معذبون او فائزين فهو القائل عز وجل (( كل من عليها فان ))

سيكون القبر في النهاية مسكنك ولن تؤانسك فيه سوى اعمالك .. انك تنفق الكثير من المال يوميا .. فتفكر في المال الذي تصرفه بين يديك .. اخصم منه 100 فلس لا اكثر .. اشتر بها ماءا باردا واهدها الى احد العمال المارين بالشارع وقل في نفسك ربي اجعلها صدقه عن نفسي وعن اهلي وعن كل من اغتبتهم وظلمتهم .. ضع في غرفتك حصالة وارمي فيها 25 فلسا فقط .. 25 فلسا يوميا او حتى اسبوعيا وبعد عدة اشهر او حتى سنوات خذ ما تجمع لك من مال وساهم به في بناء مسجد او ماء سبيل او احد مشاريع الصدقات الجارية.. اجعل لك صدقات جارية في كل مكان .. اكفل يتيما وكفالة اليتيم اقلها قدرها عشرة دنانيرا في دولتنا البحرين لكي تصاحب خير الخلق رسولنا الامين في الجنة .. بدلا من تناول العشاء اسبوعيا في المطاعم الامريكية كفدركرز او شيليز خصص اسبوعا واحد تتناول فيه طعاما من مطعم ارخص ثمنا وخذ فرق السعر من النقود وما يزيد به وارمه في حصالة الاخرة .. هذه النقود القليلة وما ستأتي لك به من حسنات غدا وانت في اول منازل الآخرة وهو القبر ستحتاجها والله يحب المحسنين ..


اننا نغدوا في هذه الدنيا كالعدائين .. نعدوا مع الايام .. نعدوا مع ساعاتها ولحظاتها وقد ادركنا الوقت فتاخرنا في الوصول الى موعدا او لقاء وقد اضطربت وجوهنا وانقطعت انفاسنا .. اننا نعيش لحظاتنا اليومية بكل تفاصيلها وبكل ثوانيها فتلك هي قدرتنا المتواضعة على التخيل .. لا نستطيع مهما اوتينا من فطانة ان نتخيل ما ينتظرنا من نعيم او عذاب ..

كم منا فكر باننا في حياتنا هذه نجسد قصة الارنب الذي عبر من فتحه صغيرة من سور الحقل العامر بما لذ وطاب من الثمار والاعشاب فاكل فيه ما اكل وعندما هم ان يخرج من الفتحه وجدها ضيقة بعد ان سمن .. وجده نفسه لا يستطيع ان يخرج الا بعد ان ينحف فخرج بعد ان ذهب ما اكله وخرج كما دخل .. لم يستفدا شيئا وقد ذهبت متعة دقائق معدودة اكل فيها وتمتع بما اكله ..

هكذا نحن .. نلهث في حياتنا ونجمع المال والمناصب والاصدقاء والمعارف ونكسب الكثير والكثير فاذا هممنا ان نعبر من دار الدنيا الى الاخرة وجدنا انفسنا وقد تركنا كل ما بايدينا ولم نرحل الا كما ولدنا .. ذهب ما كدسناه واضعنا اوقاتنا في جمعه .. لن تسترنا ملابس من ماركة قس او ديور او شانل بل كفن ابيض .. لن نتعطر بعطور عربية او فرنسية بل سنكفن بطيب الكافور .. وقتها ما الذي سيشفع لنا ؟؟ مالنا الذي اكتنزناه وورثه اهلنا فاصبحوا به يتمتعون حينها ونحن نحترق فيه ؟؟ مالنا الذي لو اخرجنا منه صدقه جارية او زكاة لكان افضل لنا بدلا ان نورثه لغيرنا .. منازلنا التي تركناها وجاهدنا كثيرا في جمع الاموال لها فاصبحت لغيرنا واصبح نحن مسكننا قبر مظلم كان من الممكن ان يكون روضه من رياض الجنة لو اننا استرشدنا وتفكرنا .. ملابس من ماركات عالمية اصبحت اما بسلة المهملات او مزقت واصبحت ممسحة تنظف بها الرفوف المغبرة .. اولادا كثر اصبحوا يرتكبون المعاصي ويحاسبنا الله على تربيتنا لهم كوننا لم نعلمهم على الصلاة والطاعة ونخصص وقتا لهم لنخرج من بينهم ولدا صالحا يدعوا لنا وينقذنا بدعائه من زنزانة القبر ؟؟ يقول الله عز وجل (( حتى إذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ))..

لم استطع ان استحمل البقاء في آلة لمدة ساعة رغم ان بها منافذ ورغم انها في غرفة واسعة مكيفة فكيف لمن حشر في قبر ضيق ووراى بالتراب ؟؟ .. لوعينت قاضية ولو ليوم لامرت مع كل عقوبة لكل مجرم وفاسق وظالم بان يوضع في هذه الآلة لعدة ساعات او يحشر في قبر ضيق ويترك له متنفسا ويتفكر فيما فعله قليلا لعله يعقل .. ولا اظن انه بعد ما سيراه سيعاد ما فعله وليت احد قضاتنا يأخذ بذلك ويصدر احكاما تتناسب مع هذا الجيل الذي بات شبابه لا يشعرون ولا يتخيلون ما ينتظرهم .. كان الربيع بن خثيم رحمه الله قد حفر في داره قبر فكان اذا وجد في قلبه قسوة دخل فيه فاضطجع ثم يصرخ (( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) ثم يرد على نفسه : ياربيع قد رجعت فاعمل ..

قال خير الخلق عليه الصلاه والسلام (( لولا ان لا تدافنوا لدعوت الله ان يريكم عذاب القبر فقالت ام بشر : وهل للقبر عذاب ؟؟ فقال عليه الصلاه : إنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم )) وقال : (( إن الميت إذا وضع في قبره , إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمنيه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ثم يؤتي عن يمينه فيقول الصيام : ما قبلي مدخل , ثم يؤتي عن يساره فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان : ما قبل مدخلي ))




عن أبي هريرة،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبرة غير فزع ولا مشغوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام، فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: لا، وما ينبغي لأحد أن يرى الله ! فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: أنظر إلى ما وقاك الله، ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له هذا مقعدك.

ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مرعوبا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته. فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرفك الله عنه، ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فبقال: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ))


وخرج أبو داود أيضا عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنا على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: (( استعيذوا بالله من عذاب القبر )) مرتين أو ثلاثا، قال: (( وإنه لسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وقال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول ربي الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما يدريك؟ قال: قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت قال: (( فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحوا لــه بابا إلى الجنة )) قال: (( فيأتيه من روحــها وطيبها )) قال: (( يفسح له مد بصره))

قال وإن الكافر فذكر موته قال: (( وتعاد روحه إلى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما هذا الرسول الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. قال فينادي منادٍ أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار وألبسوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار )) قال: (( فيأتيه من حرها وسمومها )) قال: (( ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه)) زاد في حديث جرير قال: (( ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا)) قال: (( فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين في

صير ترابا، ثم تعاد فيه الروح))

كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكي حتى يبل لحيته فقيل له :تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا ! فقال : إن رسول الله قال : (( إن القبر اول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه )) وفي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله كان يدعو في الصلاة : (( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ))

وقال الله تعالى : (( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب يوم عظيم ))

** همسة **

ويحك يا نفس احرصي على ارتياد المخلص وطاوعي وأخلصـي واستمعي النصح وعـي

واعتبري بمــن مضى من القرون وانقضى واخشي مفاجأة القضاء
وحاذري أن تخدعي

مســاحة ... عندما جلــست ونمــت في القبر !!

المصدر: منتدى الخليج