منذ /01-09-2012, 11:19 PM
#1
|
|
 |
|
 |
|
العبادة محبة وتعظيم وليست عناء ومشقة...
ما هي الحكمة من عدم وجود فترة استراحة للرجل في العبادة مثل النساء ،
مثلا نصوم رمضان وعند الحيض نفطر ، نصلي وعند الحيض والنفاس لا نصلي ؟
الحمد لله
ليست العبادة عناء ومشقة كي يستريح منها المسلم ،
بل هي محبة وتعظيم لله تعالى ، يبعث عليها صادق الرغبة إلى الله ،
ويهيج إليها عظيم الشوق إليه سبحانه ، يتذلل المسلم بها بين يدي ربه ومولاه ،
يناديه ويناجيه مقبلا إليه ، راجيا رحمته ، وسائلا فضله وكرمه وقربه ،
فَمَن هذا حالُه لا يطلب إقالة ولا استقالة ،
ولا يسأل إلا المزيد من مواسم العبادة والطاعة ،
ويكون حاله كحال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول :
( أرحنا بها – يعني بالصلاة – يا بلال ).
يقول ابن القيم رحمه الله :
" لا ريب أن كمال العبودية تابع لكمال المحبة ،
وكمال المحبة تابع لكمال المحبوب في نفسه ،
والله سبحانه له الكمال المطلق التام في كل وجه ،
الذي لا يعتريه توهم نقص أصلا ،
ومَن هذا شأنه فإن القلوب لا يكون شيء أحب إليها منه ،
ما دامت فطرها وعقولها سليمة ،
وإذا كانت أحب الأشياء إليها فلا محالة أن محبته توجب عبوديته وطاعته ،
وتتبع مرضاته واستفراغ الجهد في التعبد له ، والإنابة إليه ،
وهذا الباعث أكمل بواعث العبودية وأقواها ،
حتى لو فرض تجرده عن الأمر والنهي والثواب والعقاب استفرغ الوسع ،
واستخلص القلب للمعبود الحق ، ومِن هذا قول بعض السلف :
أنه ليستخرج حبه من قلبي ما لا يستخرجه قوله.
ومنه قول عمر في صهيب : لو لم يخف الله لم يعصه ...
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه ،
فقيل له : تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟!
قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا )...
فالله سبحانه يُعبَد ويُحمَد ويُحَب لأنه أهل لذلك ومستحقه ،
بل ما يستحقه سبحانه من عباده أمرٌ لا تناله قدرتهم ولا إرادتهم ولا تتصوره عقولهم ،
ولا يمكن أحدا من خلقه قط أن يعبده حق عبادته ، ولا يوفيه حقه من المحبة والحمد ،
ولهذا قال أفضل خلقه وأكملهم وأعرفهم به وأحبهم إليه وأطوعهم له :
( لا أحصى ثناء عليك ) ،
وأخبر أن عمله صلى الله عليه وسلم لا يستقل بالنجاة
فقال : ( لن ينجي أحدا منكم عمله .
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟! قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )
عليه صلوات الله وسلامه
عدد ما خلق في السماء ، وعدد ما خلق في الأرض ،
وعدد ما بينهما ، وعدد ما هو خالق ،
وفي الحديث المرفوع المشهور
أن مِن الملائكة مَن هو ساجد لله لا يرفع رأسه منذ خلق ،
ومنهم راكع لا يرفع رأسه من الركوع منذ خلق إلى يوم القيامة ،
وأنهم يقولون يوم القيامة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك "
انتهى.
" مفتاح دار السعادة " (2/88-90)
وانظر جواب السؤال رقم : (49016)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب.
|
|
 |
|
 |

|
|
|