![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
فنعيم بن مسعود الأشجعي رضي الله عنه قال : " إني أسلمت ـ أسلم في أدق الظروف ـ وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت يا رسول الله " . فقال عليه الصلاة والسلام : " إنما أنت فينا رجلٌ واحد " ، والمعركة بين جيشين ، والأحزاب تحزَّبت ، عشرة آلاف مقاتل لم تجتمع في تاريخ الجزيرة العربيَّة ، جاءت كلها لترمي النبي وأصحابه عن قوسٍ واحدة ، وحتى إن بعض من كان مع النبي قال : " أيعدنا صاحبكم ـ لم يقل رسول الله ـ بأن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ؟ " ، فقد اعتقد بعض الناس أن الإسلام انتهى ، هو قضية ساعات وينتهي . بعضهم قال : " ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً " ، وفي هذا الموقف الحرج ، وفي هذه الساعات الحرجة جاء نعيم بن مسعود وقال له : " أنا أسلمت ولم يعلم قومي بإسلامي ، فمرني بما شئت " . فالنبي نظر فقال له : " إنما أنت فينا رجل واحد فخِّذل عنا إن استطعت ، إن الحرب خدعة ، فاذهب فشتِّت جموع العدو وألقِ بينهم بدهائك " ، إنسان واحد قد ينهي معركة !! ولكن مع إخلاص وذكاء ، فخرج حتى أتى بني قريظة وهم طائفة اليهود ، وكان لهم نديماً فقال : " قد عرفتم ودي إياكم وخاصَّةً ما بيني وبينكم " ، قالوا : " صدقت لست عندنا بمتَّهم " ، فقال لهم :" إن قريشاً وغطفان ليسوا كأنتم ـ أي ليسوا مثلكم ـ البلد بلدكم ، به أموالكم ، وأبناؤكم ، ونساؤكم ، ولا تقدرون أن تتحوَّلوا منه إلى غيره ، وإنهم جاؤوا لحرب محمدٍ وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فإن رأوا نهزةً أصابوها ـ أي فرصة ـ وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم ، وخلوا بينكم وبينهم ، ولا طاقة لكم بمحمد إذا خلا بكم ، فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهناً من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقةً لكم ، على أن تقاتلوا معهم محمداً حتى تناجزوا" . إنه كلام منطقي : أنتم هذا بلدكم ، وهذه دياركم ، وهذه أموالكم ، وهذه حصونكم ، وهذه بساتينكم ، والآن تحالفتم مع قريش وغطفان ، وهم بلادهم غير هذه البلاد ، ونساؤهم هناك ، وأموالهم هناك ، فإن فازوا فازوا ، وإن لم يفوزا عادوا إلى بلادهم وتركوكم لمحمد ، ولا قِبَل لكم بمحمد اللهمَّ صلِّ عليه ، فلا تقاتلوا مع قريش حتى تأخذوا منهم الرهائن . ثم أتى قريشاً وقال لأبي سفيان ومن معه : " قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً ، وإنه قد بلغي أمراً رأيته حقاً عليَّ أن أبلغكموه ، نصحاً لكم فاكتموه عني" ، قالوا : نفعل ، قال نعيم : " إن اليهود ندموا على ما صنعوا وأرسلوا إلى محمدٍ إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، أيرضيك أن نأخذ من أشراف قريش وغطفان رجالاً تضرب أعناقهم كرهائن ، ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم ؟ فأرسل إليهم محمد نعيم، قال نعيم: فإن بعثت إليكم اليهود يلتمسون إليكم الرهائن فلا تدفعوا إليهم رجلاً واحداً " . ثم إن نعيماً أتى غطفان فقال : " إنكم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إلي ، ولا أراكم تتهمونني ، أي بل أنا مصدقٌ عندكم " ، فقالوا : صدقت وما أنت عندنا بمتهم ، فقال : " فاكتموا عني " قالوا : نفعل . فقال لهم مثلما قال لقريش . وكان من صنع الله لرسوله أن أبا سفيان ورؤوس غطفان أرسلوا إلى اليهود من بني قريظة عكرمة في نفرٍ من القبيلتين : " إنا لسنا بدار مقام وقد هلك الخف والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً ، ونفرغ ما بيننا وبينه " . فأرسلوا إليهم : " إن اليوم يوم السبت لا نعمل فيه شيئاً ، وكان قد أحدث فيه ـ أي في السبت ـ بعضنا حدثاً فأصابه ما لم يخفَ عليكم ، ولسنا بمقاتلين معكم حتى تعطونا من رجالكم يكونون بأيدنا ثقةً لنا حتى نناجز محمداً ، فإنا نخشى إن اشتدَّ عليكم القتال أن ترجعوا إلى بلادكم ، وتتركونا والرجل ، ولا طاقة لنا به " . فهذا إنسان واحد، وبذكاء بارع أوقع بين الفريقين ، وجعلهم يتهمون بعضهم بعضاً . فقالت قريش وغطفان : " والله إن الذي حدثكم به نعيم لحق " ، فأرسلوا إلى بني قريظة : " إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهناً " ، فأبوا عليهم وخذَّل الله بينهم ، وبعث الله عليهم الرياح في ليالٍ شديدة البرد ، فأكفأت قدورهم وطرحت أبنيتهم . ((المؤمن كيس فطن حذر)) . فإنسان واحد أسلم في ظرف من أصعب الظروف التي مرَّت بها الدعوة الإسلاميَّة، وكانت على وشك الانهيار، وأوشك أن تتلاشى، عن طريق هذا الإنسان الحذر، الكيس، الفطن، المخلص الذي استلهم الله عزَّ وجل أنقذ الله هذه الدعوة. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُرْهِبُ عدوَّه ، والحرب خدعة ، فمن هذه الأساليب الذكيَّة ورد أن النبي صلى الله عليه وسلَّم لما توجَّه لفتح مكَّة ، وانتهى إلى ممر الظهران ، أمر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نارٍ لتراها قريش ، وتَرْهَبَ من كثرتها ، حتى قال أبو سفيان ومن معه حين رأوا من بعيد : " لكأنها نيران عرفة " ، أي في كثرتها ، وكان ذلك مما ألقى الخوف في قلوبهم ، كما أمر عمَّه العبَّاس أن يجلس أبا سفيان على الطريق عند مضيق خطم الجبل ، ليشاهد جيوش المسلمين وكتائبهم حين تمرُّ عليه ، ثم جعلت تمر عليه كتيبةً كتيبة ، فجعل أبو سفيان يقول للعبَّاس : " من هذه الكتيبة يا عباس ؟ " ، وطفق العباس يخبره عن تلك الكتائب واحدةً واحدة ، وذلك مما حمل أبو سفيان على التطامن والاستسلام . فما من أسلوبٍ حديثٍ في كسب المعركة إلا والنبي عليه الصلاة والسلام انتبه إليه ، واستخدمه في أروع ما يستخدم القائد الحكيم الأساليب الذكيَّة العاقلة . :20:ولكم مني أرق وأعذب الكلام من المصطفى (صلى الله عليه وسلم ): (( إنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى )) فأتمنى أن ينال موضوعي الفائدة لكل سائل وباحث عن أجل وأعظم صفة في الحبيب المصطفى رسولنا محمد ( عليـــــــــه الصلاة والســــــــلام) المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||
#2 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
ويعطيك الف عافية
|
||||||||||||
#3 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
|
|||||||||||
#4 | ||||||||||||
![]()
|
على هذا الطرح الجميل والرائع ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
#5 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
يعطيج العافية ارق التحايآ
|
||||||||||||
#6 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
يعطيك العافيه حفظك المولى
|
|||||||||||
#7 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
ويعطيك ألف عاافيه..
|
||||||||||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|