آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
| #1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
الصوت العاشر في أيام الإجازات والعطل جعلتُ جُل وقتي للدعوة.. خاصة أنني أرى الكثير من الشباب أوقاته تهدر وأيامه تضيع. هنا أراهم على شاطئ البحر.. بين غناء ولعب ولهو.. إضاعة للأوقات.. وترك للواجبات.. واستهانة بالحرمات.. في تلك الأيام.. أشعر بسعادة غامرة وصفاء لا حد له.. أحمد الله على القبول وأصبر على ما يصيبني فأنا في جهاد.. وإن كان ما يصيبني شيئًا لا يذكر ولله الحمد.. لا أستعجل النتائج وليست مهمتي تتبع ذلك.. بل همي الأول أن اقتفي أثر الرسول ومنهجه في الدعوة. بجهد بسيط أنبه الغافل وأذكر الناسي.. مدخلي إلى ذلك الكلمة الطيبة.. والابتسامة المشرقة.. أستعين بأسهل الوسائل وأيسرها.. الكتاب والشريط.. الفرح الذي يغمرني بين حين وآخر هو سرعة التأثر وقرب الاستجابة.. بل أحيانًا لا أتجاوز خطوات حتى أرى أثر الدعوة على البعض.. وتطرق أذني بين حين وآخر دعوات تهز قلبي. في مساء يوم من أيام إجازة الربيع هبت فيه نسائم هواء باردة.. حملت بعض الكتب لتوزيعها على شاطئ البحر.. البعض يفترش الأرض والأرصفة والبعض الآخر مثل هؤلاء الشباب ركبوا في سيارتهم وأضاءوا مصباح السيارة الداخلي.. وهم في أشد حالات التركيز والانفعال والحرص على ما بأيديهم فهم يلعبون بالورقة.. استعنت بالله واتجهت نحوهم .. طرقت نافذة السيارة التي أقفلت حماية من البرد.. التفت الجميع بدهشة.. ثم فتحت النافذة .. وسمعت صوت الموسيقى الهادئة ترتفع .. ابتسمت وسلمت.. وسألت عن حالهم وقلت.. هذه هدايا لكم.. يبدو أنكم من منطقة أخرى.. تقبلوا هديتنا هذه إليكم.. تقبلوا الهدية.. ربما حياء أو حب استطلاع أو شفقة عليّ من البرد والجهد.. شكرتهم.. وأنا أودعهم. سرت عشر دقائق أو أكثر.. مررت على بعض من كان على الشاطئ.. ثم عدت من نفس الطريق راجعًا .. أسلم على من أقابله.. وتحين مني التفاتة عجلى لأرى أين وضعت الكتب . . والأشرطة.. وعندما مررت بجوار أولئك الشباب.. فرحت.. لقد رأيت الأثر والقبول السريع.. تركت الورقة جانبًا.. وعزف عن اللهو وكل من أولئك الشباب انحنى برأسه إلى الخلف ورفع الكتاب بين يديه يقرأ . . مررت بجوارهم وهم مستغرقون في القراءة. لم يعرني أحد منهم التفاتة.. ولم ألمح منهم سوى التركيز والانتباه.. حمدت الله.. أنني بلغت ولو آية.. ولو كلمة.. وأوصلت شريطًا وكتابًا.. سألت نفسي بحماس: بقي من الإجازة أيام.. وتسارعت الأفكار في عقلي وتزاحمت الهواجس في خاطري.. هل تقتصر دعوتي على العطل والإجازات فقط؟! سؤال نفضت به غبار الكسل وأزلت به غشاوة العجز .. لا .. هنا في الحي وفي المسجد وفي المدرسة.. في أماكن التجمعات.. في الأفراح والمناسبات.. هنا دعوة.. وهناك دعوة!! ما بعد الصوت: قال السري: اجعل قبرك خزانتك، احشوها من كل عمل يمكنك، فإذا وردت على قبرك سرك ما ترى فيه. لا تنسوا غدا الصوت العاشر باذن الله الى اللقاء المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|