السحر في الموروث الشعبي

 

السحر في الموروث الشعبي

إنسان الماضي لا زال يتمنى العودة إلى زمانه ..إلى أيامه لأنها تعتبر بالنسبة له أيام تحد وصراع …فهو إن لم يتحدى كل شيء لا يستطيع العيش …وكما قال الشاعر ومن يخشى صعود الجبال يظل طول عمره بين الحفر ..وإنسان الماضي ظلت تحيط به الأخطار من كل جانب فأن نزل البحر يتحدى قدره ويصارع أمواجه ولا يهاب أو يخاف مما في باطنه ،مثل سمك القرش أو اليريور أو حيوان الدول ،وهو لا يقل خطرا من اليريور أو ديك البحر السام …وفي الشتاء يرتاد البر ويتحدى أخطاره وما تعيش عليه من حيوانات مثل الضباع والذئاب والكلاب الوحشية والأفاعي والعقارب وغيرها الكثير الكثير ومثلما هناك أخطار في البحر والبر كذلك هناك أخطار لا تقل عنها بين الناس كالذئاب البشرية التي لا تعرف باطنها وكما يقال في المثل الفارسي (دندون سفيد ودل سياه ) ومعناها الأسنان بيضاء ولكن القلب اسود وهؤلاء الناس هم السحرة و أهل الدجل والشعوذة من الجنسين رجالا ونساء ومن الحكايات في هذا المجال يقال أن رجلا خرج من بيتة قبل الفجر قاصدا البحر لقضاء الحاجة ثم الوضوء استعدادا لصلاة الفجر وبينما هو جالس سمع صوتا و أحس بشيء يتحرك بجانبه فالتفت وإذا هي امرأة فأيقن أنها ساحرة وبقوة أعصابه ودون أي خوف اخرج من جيبة سكينا وغرسها في الأرض واخذ يقرا الآيات القرآنية على مسمع منها بينما هي تثبتت في مكانها وكأنها لصقت فيه بمسمار ولما فرغ من قراءته قال لها : انس وإلا جن …قالت :لا ذا ولا ذا أنا ساحرة و أرجوك و أتوسل إليك أن تطلق سراحي لان الآيات القرآنية التي قراها أبطلت سحرها ثم قيدها فكررت توسلها متعهدة للرجل لا تعود إلى فعلتها مرة أخري وان لا تزعج أحدا ولا تعترض طريق أحد …فقال بعض الآيات القرآنية أطلق سراحها وانطلقت تسابق الريح عائدة إلى بيتها بعد أن فشلت وانكشف سرها وعرفها الرجل كما عرف نفسه لأنها من نفس الحي الذي يسكنه وقد عرف فيما بعد بان هذه المرأة دأبت على الخروج كل ليلة وذلك لإزعاج الناس وبث الرعب في قلوبهم واقتناص من يظهر أمامها خوفا أو فزعا ومن الأماكن التي يتواجد فيها مثل هذه الأصناف من البشر المقابر وشواطئ البحر والسمادة وهو مجمع القمامة والزبالة والخرائب والدواعيس الضيقة والصحراء والاماكن المهجورة فهم يجتمعون كل ليلة في مكان ما ليتفاخروا فيما بينهم عما فعلوه في الناس وكذلك للبحث عن عظمة الكتف أو عظمة اللوح لأي كائن ..فعلى هذه العظمة يكتب الساحر كل ما يريد فعله حتى اشتهرت هذه العظمة عند الناس فكانوا يقولون (لسان الدبيحة للشاعر وعظمة الكتف للساحر )

المصدر: منتدى الخليج