متحف بلانتان موريتوس في بلجيكا

 

متحف بلانتان موريتوس في بلجيكا

	متحف بلانتان _موريتوس في بلجيكا بالصور .. متحف بلانتان-موريتوس في بلجيكا السويد - دنيا الوطن-ايهاب سليم حُولَ المبنى الذي عاشَ وعملَ فيه بلانتان وعائلته في سوق الجمعة ببلدة أنتوَيرب في أقصى شمال بلجيكا الى متحف, وفُتحت أبوابه أمام عامة الناس سنة 1877 ميلادية, وهذا المبنى يضُم المؤسسة الطباعية الوحيدة التي بقيت على حالها من تلك الحقبة, ويمتلك المتحف مجموعة أستثنائية من المواد المطبعية وخمس مطابع يعود تاريخها الى القرنين السابع عشر والثامن عشر, فضلاً الى أقدم مطبعتين معروفتين في العالم ويعود تاريخهما الى أيام بلانتان تقريباً. تأسست المطبعة في القرن السادس عشر من قبل كريستوف بلانتان, أحد رواد عصر النهضة وناشر الكُتب المولود في فرنسا سنة 1520 ميلادية, وبعد زواجه من أحدى سيدات أنتوَيرب أستقرَ هناكَ سنة 1549 ميلادية, وعلى أثر أحداث المقاومة البروتستانتية المتزايدة منحَ الملك الدوق صلاحية قمعها, لذلك بدأ بلانتان مشروعاً كبيراً على أمل أن يُزيل عنه وصمة الهرطقة, فقد كانَ يتوق الى أصدار طبعة من الأسفار المسيحية مُعدة للعلماء والباحثين, وقد تمكنَ من الحصول على دعم فيليب الثاني ملك أسبانيا, أذ وعده الأخير بالدعم المادي وأرسلَ أحد المؤيدين البارزين للمذهب الكاثوليكي, وهو العالم والمُستشرق الأسباني أرياس مونتانو, ليشرف على المشروع. بدأ العمل على أنجاز هذه المهمة سنة 1568 ميلادية, وعملَ مونتانو 11 ساعة كل يوم بمساعدة علماء لغة أسبان, بلجيكيين وفرنسيين, وكانَ هدفهم أنتاج طبعة جديدة من كتاب الكُمبلوتِمي الديني المتعدّد اللغات, ولم تقتصر هذه الطبعة التي أصدرها بلانتان على الفولغاتا اللاتينية والترجمة السبعينية اليونانية والنص العبراني, بل شملت أيضاً البشيطة السريانية وأحدى الترجومات الأرامية, مع ترجمة لاتينية حرفية لكل من هذين النصين, وأكتملَ العمل سنة 1572 ميلادية. كتبَ مونتانو في رسالة الى الملك فيليب الثاني: "نحن ننجز في شهر هنا أكثر مما يُنجز خلال سنة في روما", وقد طبعَ بلانتان 1,213 نسخة من الأسفار المسيحية, كُل منها من ثمانية مجلدات كبيرة وحملت صفحة العنوان صورة لأسد وثور وذئب وحمَل تأكل كلها من المعلف نفسه, وبلغَ ثمن هذه المجموعة الكاملة غير المجلدة 70 جيلدرا, وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع مدخول العائلة العادية التي كانت تجني نحو 50 جيلدرا في السنة, وعُرفت المجموعة الكاملة بأسم "مجموعة أنتوَرب المتعددة اللغات", كما دُعيت الكتاب المقدس الملكي, لأنها أنتجت برعاية الملك فيليب الثاني. ومعَ أن الكتاب الديني الذي أنتجه بلانتان حظي بموافقة البابا غريغوريوس الثالث عشر, فقد وُجهت الى أرياس مونتانو أنتقادات لاذعة بسبب عمله هذا, وأحد الأسباب هو أن مونتانو أعتبرَ النص العبراني أسمى من الفولغاتا اللاتينية, وكانَ في طليعة خصومه اللاهوتي الأسباني ليون دي كاسترو الذي أعتبرَ الفولغاتا اللاتينية المرجع النهائي, وقد أتهمَ دي كاسترو مونتانو بأفساد النص بفلسفة مناهضة, وأقتيدَ الى محاكم التفتيش الأسبانية بتهمة تغيير النص التوراتي والأستفادة من ليبرالية الكتابات اليهودية, ألا أن المحكمة برأت مونتانو من تهمة الهرطقة سنة 1580 ميلادية. لكن مطبعة بلانتان ذاعَ صيتها في كل أنحاء العالم الناطق بالأسبانية, فمؤسسةبلانتان ضمت في قمة أنتاجها ما لا يقل عن 22 مطبعة و 160 عاملاً, في حين كانت مُعظم المؤسسات المطبعية تضم ألتي طباعة أو ثلاثة, وفي تلك الأثناء كانت مقاومة الحكم الأسباني تزداد في البلدان المُنخفضة, ووصل النزاع الى أنتويرب أيضاً, فسنة 1576 ميلادية تمردَ المرتزقة الأسبان بسبب عدم حصولهم على رواتبهم ونهبوا المدينة, فاحرقَ ما لا يقل عن 600 بيت وقُتلَ الاف السكان, نتيجة لذلك فرّ التجار من المدينة, وعانى بلانتان خسائر فادحة كما أجبرَ على دفع جزية باهضة للمتمردين. وفي سنة 1583 ميلادية, أنتقلَ بلانتان الى لايدن, وهي مدينة تقع على بعد نحو 100 كم شمالي أنتويرب, وقد أسس مطبعة هناك وعُين الناشر المعتمد لدى جامعة لايدن, وهي جامعة أسسها البروتستانت الكالفنيون, فأتهمَ من جديد بالهرطقة, لذلك عادَ بلانتان الى أنتويرب حتى وفاته في الأول من تموز يوليو سنة 1589 ميلادية, ليتولى أبنه في القانون جان موريتوس أدارة المطبعة. على مر 34 عاماً, طبعَ كريتسوف بلانتان نحو 1,863 أصداراً لمواد علمية مُختلفة, أي ما يُعادل 55 أصدارا في السنة, وهذا الرقم يُعتبر حتى في يومنا هذا أنجازاً باهراً لأي مؤسسة طباعية خاصة, ويضم المتحف اليوم نحو 15,000 ألف من أمهات الحروف ألتي أستخدمت في سبك الحروف المطبعية, و 15,000 ألف قالب خشبي و 3,000 ألاف لوح نحاسي ذي سطح طباعي غائر, وتحتوي مكتبة المتحف على 638 مخطوطة يعود تاريخها الى الفترة الممتدة بين القرنين التاسع والسادس عشر, بالأضافة الى 154 كتاباً طُبعَ قبل سنة 1501 ميلادية, ليجري ترشيح المتحف من قبل مُنظمة اليونسكو سنة 2002 ميلادية, وأدرجَ فعلياً على قائمة التراث العالمي سنة 2005

المصدر: منتدى الخليج