إدارة الوقت

 

إدارة الوقت

إدارة الوقت إذا اعتبرنا أن الوقت شركة مساهمة تديرها الساعة والبوصلة إذاً فلا بدلنا من المحافظة على رؤوس أموالها ودعم مواردها , ولا بد لكل شريك منا أن يكرس جهده في تقدمها وأن يسارع الخطى في إنجازها ويدلي برأيه نحو تطورها ونمائها , ولا بد أن يعرف أيضاً مقدار ربحه وخسارته فيها ( وهكذا الحياة )!! فاستثمار الوقت لم يكن في الربح المادي فحسب بل تعداه إلى ماهو أسمى من ذلك بكثير , فليس الربح كما تكسب من النقود في اليوم أو في الشهر أو في العام فهذا الربح مقدر رزقه , وإنما الربح الحقيقي في استثمار الوقت وتنميته والاستفادة منه , فإذا استثمر الطالب وقته بالمذاكرة والقراءة والإطلاع فسيربح الفوز والنجاح والتفوق , فاستثمار الوقت في العلم أفضل من استثماره في المال لان العلم يأتي بالمال ولا يأتي المال بالعلم بل قد يكون الجهل سبباً للإفلاس المادي والمعنوي . فشركة الوقت لابد لها من إدارةٍ حكيمة تديرها .. ومشورة ٌ صادقة تنهضها .. ورأي صائب يرفعها هذا إذا أردنا مضاعفة أرباحها وتتطور مساراتها , ولا يأتي لنا ذلك إلا باتساع آفاق عقولنا وتشعب أفكارنا , فإدارة الوقت أن تجعل الساعة عمرك وعقاربها عزمك وهمتك وإرادتك وإطارها الميدان الذي تسعى فيه إلى الخيرات وتتسابق فيه مع الشركات . وأن تجعل البوصلة عقلك الذي يرشدك وفكرك الذي يوجهك وخطتك التي تدلك ومنهجك الذي ينجيك. فإذا فقهنا ذلك كله .. حينئذ ٍ نستطيع أن نصعد سلم الارتقاء إلى الدرجات العلا , فمساحة العقول لبناء المعرفة أكبر سعة من بناء الأرض مهما ترامت أطرافها , فرسالة الإنسان في الحياة التفكر والتدبر في ملكوت الله وآياته , وفي أسماءه الحسنى وجميل صفاته .

المصدر: منتدى الخليج