![]() |
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() المكالمة تشير إلى أن المتصل من تايلاند، ولكنة الصوت تؤشر إلى أن صاحبها كويتي ذو أسلوب ساخر، يستطيع أن يمزج الجد في أقصى درجاته بمنتهى الهزل، لكن كل هذه الدهشة والتساؤلات حول هوية المتصل تتبدد عندما يعلن عن نفسه بأنه الفنان الكويتي خالد العقروقة الملقب بـ«ولد الديرة»، الذي بادر بالتواصل مع «الإمارات اليوم» لنفي شائعة وفاته، مستهلاً بخفة ظله «تلقيت عشرات الاتصالات والرسائل التي تحمل خالص التعازي لوفاتي، وتتساءل عن موعد رجوع جثماني إلى الكويت من أجل الدفن وإقامة صلاة الجنازة». «ولد الديرة» الذي تغني سيرته الفنية عن الإشارة العاجلة لمحطاتها، يعيش حالة من التصالح مع الذات على الرغم من غيابه القسري عن وطنه لعامين من أجل جراحات دقيقة يخضع لها في مستشفى بانكوك الوطني، على يد جراح أميركي أجرى له نحو أربع عمليات من دون أن يتمكن من استئصال المرض الشرس الذي يعاود مهاجمته في أعضاء مختلفة من جسده، لكن الهجوم هذه المرة لم يكن من المرض، بل من شائعات الـ«بلاك بيري»، موضحاً «أحزنتني كثيراً تصرفات أولئك المستهترين بمصائر الناس وأرواحهم، ممن سعوا لنسج شائعات حول وفاتي في بانكوك، وراحوا يتوقعون وصول الجثمان الثلاثاء إلى وطني الكويت». وأضاف ولد الديرة «لم يدفعني للغضب التشاؤم من مواجهة الموت، لكنني أتحدث الآن بلسان مئات من الشخصيات التي أماتتها شائعات الـ(بلاك بيري) وكفنتها، على الرغم من أنها لاتزال حيّة ترزق، ليتسبب أصحابها باستهتارهم في كوارث نفسية وأسرية بالغة الخطورة، وهم للأسف فئة لا تصطاد إلا في الظروف والأحوال الاستثنائية السيئة، فيأتون إلى مريض معلقة حياته بيد الرحمن، أو زوجين اختلفا ليسارعا بادعاء انفصالهما، لا يهم لديهم الموضوع بقدر ما يهمهم إثارة اللغط ونشر الأكاذيب». ![]() واستبعد «ولد الديرة» أن تكون للمنافسة الفنية أثر في انتشار تلك الشائعات، مشيراً إلى أن الوسط الفني فيه الكثير من الإشكاليات المرتبطة بالمنافسة، لكن مساوئ ذلك الوسط، حسب الفنان الكويتي، لا تصل إلى هذا الأسلوب المتدني من الشائعات، مضيفاً «هؤلاء أنفسهم وأشباههم هم من نسجوا شائعات مماثلة حول أحلام وعبدالله الرويشد ومحمد عبده والجسمي وآخرين». «ولد الديرة» الذي يغيب عن ديرته وبلده للمرة الأولى لنحو عامين متوقف لظروف مرضه عن العمل، ومقل جداً في التواصل مع الإعلام، لأنه مقتنع بأن التواصل الإعلامي يجب أن يكون حول أعماله الفنية، وليس عن حالته المرضية، كي لا يختلط الفني بالإنساني ويؤثر الأخير في أحكام الجماهير والنقاد بشأن أعماله، لكنه استدرك «كانت قناعتي بأن السرطان مرض عضوي يجب ألا تظهر آثاره على روح المصاب به، لاسيما إذا كان فناناً، إحدى ملامح عمله منح الضحكة للجمهور، لكنني اخترت التواصل الإعلامي هذه المرة بعد أن تأكدت أن الصمت أوشك أن يحيل شائعة الوفاة إلى حقيقة، تاركاً جروحاً عميقة في أحشائي، وهو الأمر الذي أسعى بالوقوف عنده إلى تقليص فرص تكراره مع زملاء آخرين». قضاء شهر رمضان المقبل مع الأهل والخلان كان الأمل الذي استجمع ولد الديرة قواه لأجله، لتكثيف محاربة السرطان كيميائياً، بعد أن خضع لأربع عمليات جراحية، مضيفاً «حتى هذا الأمل تبدد بعد أن عاود المرض مهاجمتي، وبعد استئصاله من المعدة، هاجمني في الكتف، وبعدها هاجمني في أعلى ساقي، وكلها مناطق تم اسئصاله منها بالجراحة، ما جعل الطبيب المعالج يأمر بتكثيف العلاج الكيماوي الذي يجعلني خائر القوى بشكل دائم». لهذا لم يستطع «ولد الديرة» الإجابة بشكل قاطع حول تقييمه لما يتم تقديمه في الفترة الأخيرة من أعمال درامية على مختلف القنوات الخليجية، مضيفاً «لم أعد أتابع سوى أقل القليل، وما يسمح به عاملان أولهما ظروفي الصحية، وثانيهما فارق التوقيت الذي يراوح ما بين أربع وخمس ساعات مع معظم دول الخليج، وكان آخر الأعمال التي تابعتها ونالت إعجابي بشكل كبير الجزء الثاني من مسلسل (ريح الشمال) الذي أنتجه الفنان أحمد الجسمي». «ولد الديرة» الذي يؤكد دائماً أن بلده الثاني هو الإمارات، كونه من أم إماراتية، والكثير من أفراد عائلته إماراتيون، ومنهم ابن خالته الفنان جمال مطر، أبدى إعجاباً شديداً أيضاً بحركة الإنتاج الدرامي التي باتت تحتضنها الإمارات، مضيفاً «ليس هذا فحسب، بل إن الازدهار الحضاري للدولة في الإمارات انعكس بشكل جلي على الحركة الفنية التي باتت تتسم بتطويع التقنية العصرية على نحو نموذجي، وهو ما جعل الكثير من المسارح، ومنها المسرح الوطني في أبوظبي، تقترب قاعاتها من جماليات دور الأوبرا العالمية، وهو ما يبشر بمزيد من الحراك الفني المثمر». وفنياً اعتبر الابتعاد عن تصنيف الأعمال الخليجية بناء على اسم بلد الانتاج أحد أهم منجزات المشروعات الإنتاجية في المرحلة الأخيرة، مضيفاً «قناعاتي وقناعات معظم الفنانين الخليجيين ضد تصنيف المسلسلات الخليجية، لاسيما أن المسلسل الواحد يضم فنانين من مختلف بلدان دول مجلس التعاون في معظم الأحوال، وهو أمر يأتي بشكل تلقائي، لأن عادات الشعوب الخليجية وتقاليدها واحدة، وليس هناك سوى بعض الاختلافات البسيطة في اللهجات التي أصبحت مألوفة لدى الجميع بسبب انتشارها في المسلسلات». وأضاف ولد الديرة «أمنياتي في هذا الصدد بعد أن تخلصنا من مخاطر التصنيف الفني الخليجي أن نتخلص من تصنيف عربي أوسع، مازال البعض بحسن نية يؤكد وجوده بين مسلسلات مصرية وأخرى سورية أو أردنية أو حتى خليجية، لكنني أطمح إلى اليوم الذي يشار فيه فقط إلى المسلسل العربي بأنه كذلك، دون الإعلاء من أي نعرة قطرية». المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
|
|