![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
يوسف الكويليت للاحتلال الخارجي دور في تدهور أي بلد يُستعمر، غير أن بعض البلدان استطاعت العكس؛ أن تناضل وتقف وتوحِّد أجزاءها بقانون الوطنية الشاملة، وبرؤية جزئية، فقد احتلت فرنسا فيتنام، ثم خلفتها أمريكا في الاحتلال بعد حرب شرسة، وبقوة شعبية وبإرادتها، توحد الشمال مع الجنوب، وبدأت مسيرة التنمية الحديثة. بينما أفغانستان الأكثر أمية والأطول في تاريخ الحروب، لم يجزئها احتلال السوفيت، والأمريكان، بينما انفصلت تشيكيا عن سلوفاكيا بالتراضي دون أي حوادث جانبية. وعلى مستوى الكوريتين، ليس الأمر متعلقاً بصراع أيديولوجي، بل بجنون الاستحواذ على السلطة في الشمال وتوريثها، على عكس الجنوب الذي ينتمي لحداثة العصر بديموقراطيته وتقدمه التقني، وربما كان هذا التفوق سبباً في حقد بقايا الحقبة الشيوعية، والصور كثيرة بين نزعة الانشطار والتوحيد، فبينما أوروبا تقفز على حواجز التاريخ والثأرات والتقسيمات المختلفة، اتخذت قرار الوحدة لاعتبارات وحدوية، لكيان يجب أن يكون جزءاً من كيانات كبرى اقتصادياً وأمنياً وثقافياً.. العرب وحدهم الذين يحتفلون بأعياد الانفصال، بدءاً من الوحدة المصرية السورية، والسعي مجدداً لفصل جنوب اليمن عن شماله، وكذلك السودان، ووضع العراق على لائحة تقسيم ثلاثية"؛ جنوب، وشمال، ووسط، وهي ليست أزمة استعمار، بل رغبة أحزاب وطوائف، وقيادات، تريد أن تكون على هرم هذه الكيانات المجهرية بأسماء الرؤساء ونوابهم وبرلماناتهم، والزحف يجري على أكثر من بلد إن لم تمزقه الخلافات الداخلية وحروبها، فهو يسير بالاتجاه المضاد للوحدة الوطنية.. الإيرلنديون حاربوا بريطانيا وسعوا للانفصال، ولكن جدلية العقل أعادت منطق الوحدة كضرورة إستراتيجية وعملية، وسعت أقليات أوروبية إلى التجزئة مثل الباسك في أسبانيا والشمال الإيطالي مع جنوبه، لكنها زوابع صغيرة ضاعت أمام المكاسب الشعبية لوحدة ثابتة.. السؤال الدائم: لماذا وحدنا كأمة عربية نعتمد مبدأ التقسيم وكأنه قدرنا؟ حتى أن الخلاف وصل إلى رسم الحدود بين الضفة وغزة، وهما في ميدان حرب دائمة مع إسرائيل، فعجزت أن توحدهم القضية. وهي أزمة عقل قبل أي تعليل آخر، ولعل صراع القبائل، ثم الأقاليم والمناطق والشعور السائد بأن الكل يحمل بذرة الزعيم بذاته، حتى لو جاءت الهيمنة على فصيل من قبيلة أو عدة قرى. هو تراكم الأمراض النفسية التي جعلت العربي الفرد يتناقض حتى مع نفسه وأبنائه، ومن هذه الأسباب نشأت فكرة أن الوحدة تضاد الأفكار والسلوكيات لكل المجتمعات العربية عندما تتعرض لأي نكسة.. صورتنا-خارجياً- أننا أمة بلا أجنحة، نطير بها إلى امتلاك الفرص قبل تضييعها في التنمية واستثمار الزمان والمكان، طالما نزعة الانفصال جزء من تركيبتنا النفسية والعقلية.. المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|