الأبتسامة فى الزمن الباكى
كانت مناسبة تسمى العيد
وكل عام وأنتم بخير
أستفيق على رنينك أيها الزمن الباكى
لأنك حكايتي الحزينه فى امه غمرتها العتمه وسط النهار
والأوراق تتساقط ويأتى العيد الجديد مكحلا مثل مهره أصيلة
فقدت توازنها وضلت طريقها وسط أهات الصغار والكبار
وهم يدفنون الفرح فى هذا اليوم ( الجميل ) ، ويطلقون الحسره
التى ترافقها صورهم العديدة التى تتحدث بأكثر من لغه
الا أنها تلتقى معا عند نقطه سوداويه ذات أبعاد حاده
لتشكل حاله طبيعيه لأنسان هذا القرن الذى يلهث بلا هدف
وكل عام وأنتم بخير
لا أستطيع تلوين المفردات كما تطلبها المناسبات التى ترفع
مشعل البهجه على أعمده خاويه ...
ولكن بلا شعور أجد الواجب يضغط على أنفاسي
وأبدأ الرحله الشيقه الشاقه على سور الورقه
وأطلق كشافاتي المسكينه لكل الذين يعانون من فقدان الأحساس
بالزمن ولا يتذكرون المنجز والمضمر الذى قضي ....
والذى يولد.. ويعيشون فى صومعه كئيبه لا يرون فيها غير أنفسهم
ويولد زمن من جديد وسط أبتسامات كاذبه
وفى هذا اليوم ( الجميل ) أقول
طوبى للمعذبين ..
طوبى للجياع الذين يتصارعون مع الموت بضعفهم ..
طوبى لذلك العجوز الذى حنى الدهر ظهره ..
طوبى للذين يتصدرون بصدورهم العاريه من أجل تراب الأجداد ..
طوبى لمن يتحسس أوجاع الأخرين بوعيه ..
وكل عام وأنتم بخير
أتذكرك أيها الطفل الجائع أشراقه مثل صلاه الفجر
يؤديها ذلك المقاتل الشهم فى ساحه القتال ..
أتذكرك وعلى رفيف شفتيك أقرأ حكايات معذبه
تجعلني أواجه حساسيه دمى ..
أعرف أنك فقدت الأحساس بالزمن ..
ولا تعرف للعيد حكايه فلا تكترث بأبتسامه العيد الكاذبه
التى يحملها البعض .. انه الهروب المعلن لضعفاء
لا يسمعون صراخ دمك ..
وأمام هذا وذاك .. القهر .. والتخازل .. و الأغتصاب
والدمار .. الكذب والخيانه ..
وأستغلال الأنسان بأسم حقوقه ..
هل يحق لنا العزف على أوتار القيثاره لينطلق الفرح
وذلك الحب المدفون بين الأورده خوفا من الأغتيال ؟
أم نتطلع الى الوجوه الباسمه .. نشاركها ببسمه كاذبه
على ضوء ما تحتمه علينا اللياقه ؟
لا . لا أصلب أبتسامتي وأتدفأ بموقد الرغبات ..
ولا أمحو ذاكره حزني خجلا ..
بل أرسم على خارطه الصبر أمنيتي عسى أن تتكئ
كل الحكايات على حرقه قلوبنا من أجل الجياع
والمساكين فى طول البلاد وعرضها
حتى نلون كريات دمنا بالحياه فقط
لنتذكر ذلك فى هذا اليوم (الجميل )
وكل عام وأنتم بخير
طائر الليل الحزين