منذ /04-17-2010, 08:22 AM
#1
|
|
في الليلة ِ الأخيرة من ذاكَ الشتاء ...
كنتُ أجوبُ الطرقات دونَ وُجْـهَة ٍ أو غاية …
مرتدياً ثيابَ عشقي البالية ...
ومُـتـَـدَفـِـئـا ً بـِ بعض ٍ من مشاعري...
الباردة َ كما الطقس ...
أبحثُ عن شئ ٍ مجهول …
ربما بداخلي أو في أعيُـن ِ الخلق …
أو ما بينَ مسامات ِ حجارة ِ الرصيف ِ المُهشــَّـمة...
أو لربما في إحدي أقاصيص ِ الشعر ِ العتيق ...
ومع علمي بجهلي بما أريد...
امتطيتُ قدمايَ وسِـرتُ ببطئ ٍ شديد …
كمجنون ٍ يرتشِـفُ قدحَـاً من الهواء …
أو كـَ سـِكــِّـير ٍ يُـلوِّحُ بقدميْـه ِ لأضواءِ السيارات ِ من بعيد ...

أوعية ُ السماءِ من فوقي تـُبلـِّـلُ ما في رأسِـيَ الصغير ...
من أفكار ٍ مرهقة َ الوجه، شاحبةَ اللون ِ سوداء ...
وعلى حافة ِ الطريق أناسٌ يرمـِقـُـونـَنـِـي ...
بنصفِ نظرة ٍ من على فتحة ِ باب ِ العين ...
ويتصدَّقون عليَّ بابتسامة ٍ يتيمة ...
قد دارَ عليها الزمانُ مدَّة َ حـَوْ لـَـيْـن...
أضمرتُ ذلك في قلبي ومضيت..
وقلتُ في نفسي معذورونَ فلا بأس ...

على يميني حانة ُ عشق ٍ قد نهشتها أنيابُ الدهر ...
ونــَهَـلــَـتْ من حجارتـِها أمطارُ السَّمـَا حدَّ الارتواء ...
وبيوت العناكب ِ تستوطنُ كلَّ ركن ٍ من أركانها ...
و أعلى السَّـطـْـح ِ حَمَامة ...
قابعةً فوق عُـشٍّ من قش ٍّ و زجاج ...
أظنـُّـها أرملة ً ، وقد كانت تـَرقِـدُ علي بيضتين ...
قد يُـتــِّـم َ ما بداخلِـهـِـمَا قبل لحظة ِ الميلاد ...
كــَ يُـتـْـم ِ عشقي لحظة َ وأد ِ الاشتياق ...

أقمارٌ سوداء تسْـتــَـتِـرُ خلفَ عباءَة ِ الليل ...
وصفيرُ الرياح ِ يكادُ يصيبُني بالصمَـم ْ ...
وعلى جانبيِّ الطريق ...
أعمدة ُ دخان ٍ تتصاعدُ شيئاً فشيئاً لـِـتــُـعانقَ السماء ...
وجَـدَّة ٌ بالجوار تصنعُ شيئاً لأحفادِها ...
وأنا لازلتُ على حالي أسيرُ مُـتــَـحَـامِـلَ الخُطـَـي ...
ومع كلِّ زخَّـة ِ مطر ، أسافرُ بــِ هذياني بعيداً إلى ...
سنة ٍ قد مضتْ على أُفـُول ِ قمري البَشَري ...

كانت ليلة ُ شتاء ٍ دافئـَـة ٍ استثنائية ...
وأظـُـنُّـها كانت آخر ليالـِـيه ...
كنتُ أنا على شـُـرفَـَـة ِ حُـجْـرتِــي ...
أُداعبُ قمرَ السما وأُغازلـُه ...
ونجومُ الليل ِ فد بدأت بالتثاؤب ِ لـِـتــَـغـْـفُــوَ بين أحضانـِـه ...
نظرتُ إلى ساعتي القديمة وأمعنتُ النظر ...
فرأيتُ عقاربَ ساعتي قد تجمَّـدت منذ ُ آخر لقاء ٍ بيننا ...
واحتضنت بعضها بعضاً لـِـتقِـفَ مجتمعة ً على ...
ساعة ٍ واحدة ...
تاريخ ٍ واحد ...
وكأنـَّها تـهمسُ في أُذني قائلة ً ...
يا بُـنـَـي قد استبدلتني بساعات ٍ كثيرة أغلى مني ثمناً ...
ومع ذلك فأنا تاريـخُـكَ الأبدي ...
أنا ماضيكَ وحاضـِـرُك ...
وأنا الشاهدة ُ الوحيدة على آخر ِ ليلة ِ شتاء ٍ بينكـُـما ...
يابـُـني وإن كَـثــُرَت ساعاتــُـكَ فاعلم ...
بأنني سأبقي آخرَ ساعة ٍ مُـتــَـبـَـقـِـية ٍ لديك .
مما تصفحت :20:
|

|
|
|