مجلة نور الشمس المصوره

 

	بسم الله الرحمن الرحيم

	لا يعرف الناس قيمة الإنسان إلا بعد أن يموت : للأسف هذه ملاحظة تكاد تنطبق على كل المجتمعات في كل زمان ومكان . لا يكاد يعرف الناس قيمة المرء إلا بعد أن يموت . عندما يموت , وعندما يموت فقط يعرف الناس قيمته ويذكرون ما عنده من خير وما عنده من حسنات . صحيح أن الإسلام طلب منا أن نذكر موتانا بخير , وأن نذكر محاسن موتانا , وصحيح كذلك أن الناس ربما لا يذكرون الشخص بالخير في حياته حتى لا يناله الإعجاب بنفسه وأن لا ينفخ فيه الشيطان فيغتر بنفسه ويناله شيء من الكبرياء . وأما الميت فهو مبرأ من الكبرياء بعد وفاته لأنه انقطع عمله بشكل عام . ومع ذلك فإن الملاحظ على الناس - أغلب الناس في كل زمان ومكان - أنهم يبالغون في التكتم على حسنات الغير في حياتهم , فلا يكادون يذكرون لهم حسنة من حسناتهم مهما كانت في الحقيقة كثيرة ومتعددة , ثم ... بعد وفاة الواحد من الناس ( أي واحد ) يتهاطل الناس من كل مكان ليتحدثوا جهارا نهارا وفي كل المنتديات عن حسنات هذا الميت التي يضخمونها , ويضيفون إليها حسنات لم تكن للميت أبدا , بل إنهم يتحدثون في كثير من الأحيان عن الميت وكأنه لا سيئة له أبدا أو كأنه معصوم والعياذ بالله تعالى . وصدق من قال " كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده ".