أنت غير مسجل في منتدى الخليج . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
ضع أميلك وأضغط على إشتراك لكي يصلك كل ماهو جديد المنتدى :
آخر 10 مشاركات
دكتور حقن مجهري بالدقي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          أحجز عند اشطر دكتور متابعة الحمل فى الدقي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          هل تمتلك موقع ويب خاص بك ؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )           »          طريقة ايجاد حاسوبك أو هاتفك الايفون او الاندرويد في حال فقدته او سرق منك وتحديد هوية السارق (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 21 - )           »          Internet.Download.Manager.6.42.32 الأول عالميا لتحميل الملفات نسخة مفعلة + محمولة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 5 - )           »          الغسولات الطبية للمنطقة الحساسة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - )           »          سلطة الشمندر (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - )           »          علاج الدوالي و علاج دوالى الساقين نهائيا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          همسات متجدد باذن الله (الكاتـب : - مشاركات : 105 - )           »          كريب حلو (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 3 - )


الإهداءات


العودة   منتدى الخليج >
التسجيل المنتديات موضوع جديد التعليمـــات التقويم

حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( كاملة )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم إن الحمد للَّه نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده اللَّه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديممنذ /10-05-2012, 03:46 PM
  #8

 
الصورة الرمزية آخر طموحي أنت

آخر طموحي أنت غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 903
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 14,780
 النقاط : آخر طموحي أنت is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 2958
..

مدري هو تحدي .. زمن ولا لعانه ..~
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 

قلنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل بالأبطح شرق مكة وهو مكان فسيح واسع يشمل اليوم ما يسمى العدل والمعابده إلى الحجون، فنزل بالناس وأقام بهم أربعة أيام، يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء....

• يوم الأحد4 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة ذهب إلى الحرم وطاف وسعى وهو وجميع الصحابة وزوجاته ماعد عائشة رضي الله عنهم جميعاً .
............
• يوم الاثنين 5 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة
• نزل بالأبطح ولم يقرب النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة .
• المشهد الرابع والخمسين قدوم عليٌّ من سعايته من اليمن ببُدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلّ ترجلت ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت ونضحت البيت بنضوح فأنكر ذلك عليها ، وقال : من أمركِ بهذا ؟ فقالت : أبي أمرني بهذا ، وأمر أصحابه فحَلُّوا .
فذهب عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صدقت ، صدقت ، صدقت ، أنا أمرتها به » . وقال رسول الله لعلي : « ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ » قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهلَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «فإن معي الهدي ولولا أنَّ معي الهدي لأحللت، فلا تحلّ، وامكث حراماً كما أنت» .
وكان جماعة الهدي الذي قدم به علي بن أبي طالب من اليمن ، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة مائة بدنة .

قدم علي رضي الله عنه وكان عمره ثلاثة وثلاثون سنة ، لأن كان مولده قبل البعثة النبوية بعشـر سنين
وهو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم.
وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة
المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة
في يوم الثلاثاء 6 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة حصل مايلي:
المشهد الخامس والخمسين قدوم أبوموسى الأشعري ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أحججت ؟ » قال : نعم ، قال : « بما أهللت ؟ » قال : أهللت كأهلال النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : لبيك بإهلال كأهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال : « أحسنت » ، ثم قال : « هل معك من هدي ؟ » قال أبوموسى : لا ، قال : « طف بالبيت وبالصفا والمروة ، وأحل » .
وكان عمره وقت حجة الوداع ثلاثون سنة
يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه.. حتى لقد قال عنه الرسول:

" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"..! ياليت تسمع له وهو يقرأء

كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله.. قائلا له:

" شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى"..

• المشهد السادس والخمسين كأن النبي صلى الله عليه وسلم يزور سعد بن أبي وقاص
يقول .............كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع ، من وجع اشتد بي ، فقلت : إني قد بلغ بي من الوجع ، وأنا ذو مال ، ولا يرثني إلا ابنة ، أفاتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا . قلت : بالشطر ؟ فقال : لا . ثم قال : الثلث والثلث كبير ، أو كثير ، إنك أن تذر ورثتك أغنياء ، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في في امرأتك . فقلت : يا رسول الله ، أخلف بعد أصحابي ؟ قال : إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة ، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ، ويضر بك آخرون ، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم ، لكن البائس سعد بن خولة . يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة .
يقول الأمام النووي رحمه الله وفي هذا الحديث : حث على صلة الأرحام , والإحسان إلى الأقارب , والشفقة على الورثة , وأن صلة القريب الأقرب والإحسان إليه أفضل من الأبعد واستدل به بعضهم على ترجيح الغني على الفقير
وكان عمره وقت حجة الوداع أثنان وأربعون سنة و أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب
............................................
• يوم الأربعاء 7 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة
• • المشهد االسابع والخمسين وهو نازل بالأبطح خطب النبي صلى الله عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم أخبرهم بمناسكهم .........................الخ
قلنا المشهد االسابع والخمسين خطب النبي صلى الله عليه وسلم قبل التروية بيوم أخبرهم بمناسكهم............ وهو نازل بالأبطح
وذلك في يوم الأربعاء 7 ذي الحجة.. .................................................. .........
عجيب أمر هذا الدين، إنه دين عملي واقعي، بعيد عن المثاليات والتنظير، مع العظمة والسمو والكمال، تنـزيل من حكيم حميد.
فـ"الحج أشهر معلومات" ليس في كل وقت وحين، كالعمرة وكثير من العبادات، بل حددت بدايته ونهايته، ورسم لكل نسك وقت يناسبه، ويكون فيه أداؤه، لا يصح قبله ولا بعده
تأمل معي-بارك الله فيك- أيام الحج الخاصة، ابتداء من يوم الثامن –يوم التروية- إلى اليوم الثالث عشر آخر أيام التشريق، ستة أيام فقط إذا أردنا مراعاة الأفضل والأكمل، وإلا فهي ثلاثة أيام بلياليها، بل أقل من ذلك حيث لا تزيد على (60) ساعة؛ لمن أراد الاقتصار على الواجب دون سواه، ومع ذلك كم يُنجز في هذه الأيام، أو بالأصح في هذه الساعات من أعمال عظيمة، لو ترك الأمر لاختيار المسلم وظروفه لربما بقي عشرات الأيام لم ينجزها، إن لم تكن شهوراً أو أعواماً؛ ممن طبيعتهم التسويف والتأجيل، وتأخير عمل اليوم إلى الغد، وقد تأتيه منيّته قبل أن يجيء غده.
ومن هنا فإن العبرة ليست بطول الوقت وقصره، وإنما بما يجعله الله فيه من بركة ونفع، ولذلك أسباب كثيرة كالإخلاص، والترتيب، والأخذ بالعزيمة والحزم، ولو فعلنا ذلك في كل أيامنا وليالينا لتغيرت أحوالنا:
نعــــيب زماننا والعيب فينا
ومـــــا لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير حق
ولو نطق الزمان بنا هجانا
ولننظر إلى هذه الدقة المتناهية في الالتزام بالوقت، وتأثير ذلك على العبادة؛ إما صحة أو كمالاً، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقف في عرفة ولا ينصرف حتى تغيب الشمس ويختفي القرص، مع حاجته الماسة، وحاجة الناس إلى أن يسيروا إلى مزدلفة في النهار، وما خيّر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وهو الذي قال:" خذوا عني مناسككم"، ولذلك فالقول الراجح: أن من انصرف قبل مغيب الشمس بدون عذر، ولم يرجع فقد أَثِمَ وعليه دم.
وفي مزدلفة يكون الانصراف –إن تيسر-بعد الإسفار جداً وقبل طلوع الشمس، وهو زمن يسير لا يتعدى دقائق معدودة؛ كما فعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ورمي الجمار أيام التشريق يكون بعد الزوال ولا يكون قبله، فمن رمى الجمار قبل الزوال فعليه إعادة الرمي على القول الصحيح، إلا أصحاب الأعذار يوم الثاني عشر، فيجوز لهم التقديم، على القول الراجح.
ومن غابت عليه الشمس يوم الثاني عشر وتأخر في الخروج من منى بضع دقائق دون عذر؛لزمه المبيت ورمى الثالث عشر.
إنها تربية للمسلم على أداء الأعمال في أوقاتها وتعويد له على الدقة في الالتزام، وسرعة الإنجاز، وضبط المواعيد، { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا ْْ} .....وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،، بعض تأملات الشيخ الدكتور ناصر العمر ..
.................................................. ..............................................
في
يوم الخميس 8 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة
ويعتبر اليوم الثاني عشر في سفر النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة
هو يوم التروية جعل النبي صلى الله عليه وسلم مكة بظهر ، وأهلوا بالحج من الأبطح ، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال لها : ، انقضي رأسك ، واغتسلي ، وامتشطي ، ثم أهلِّي بالحج ، ودعي العمرة ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلي » ، ففعلت ، ونسكت المناسك كلها ، غير أنها لم تطف بالبيت. .
المشهد الثامن والخمسين ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقتة وتوجه إلى منى ، ضحى وأحرم الذين كانوا قد حلوا معه من الأبطح مهلين بالحج حين توجهوا إلى منى وانبعثت رواحلهم نحوها ،
المشهد التاسع والخمسين اجتمع المسلمون بمنى وصلى بها الظهر قصراً ركعتين ثم صلى كل صلاة في وقتها يقصر الرباعية منها (( العصر ، والمغرب والعشاء ، والفجر )) . .
وكأنما كان هذا النفير إلى منى يوم التروية تهيئة وإعداداً للنفير إلى عرفات.

يوم الجمعة 9 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة
ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبَّة له من شَعَر تُضرب له بنَمِرة ،

المشهد الستين : سار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه من منى إلى عرفات. ، وكان يوم الجمعة. ، منهم المكبر ومنهم الملبي ، لا ينكر أحد منهم على صاحبه ، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة ، ويكون منزله ثَمَّ ، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى نمرة فوجد القبة قد ضربت له ، فنزل بها . .

المشهد الواحد والستين : زاغت الشمس أي دخل وقت صلاة الظهر أمر بالقصواء فرُحلت له ، فركب حتى أتى بطن الوادي ، فخطب الناس على جمل أحمر فقال : « إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيلٌُ، وربا الجاهلية موضوع كله ، وأول رباً أضع ربانا : ربا عباس بن عبدالمطلب ، فإنه موضوع كله ، واتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرّح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدَهُ إن اعتصمتم به كتاب الله ، ألا وإني فرَطكم على الحوض ، وأكاثر بكم الأمم ، فلا تسودوا وجهي ، ألا وإني مُستنقِذٌ أُناساً ، ومُستنقَذٌ مني أناس ، فأقول : يا رب ‍! أصيحابي ؟ فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، وأنتم تُسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ » قالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، وأديت ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك .
المشهد الثاني والستين : قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : « اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد – ثلاث مرات – ». .
ألا ما أعظم السؤال! وما أعظم المقام! ثلاث وعشرون سنة قضاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بلاغ ودعوة، وصبر ومصابرة، وجهد وجهاد، أُخْرِجَ -في سبيل بلاغ رسالات الله- من بلده وهي أحب البلاد إليه، وقوتل في بدر، وأصيب في أحد، وحوصر في الخندق، وشد على بطنه حجرين من الجوع وصُدَّ عن البيت، وقُتِل أقاربه وأقرب الناس إليه بين يديه، كل ذلك بلاغاً للدين وأداءً للرسالة، ومع ذلك يسأل ويستشهد على بلاغه أمته، فأجابته هذه الجموع كلها بالجواب الذي لا يمكن أن تجيب بغيره، وشهدت بالشهادة التي لا يحق لها أن تشهد بسواها، نطقت هذه الجموع بفم واحد: نشهد أنك قد بلَّغت ونصحت وأديت الذي عليك، ورفع – صلى الله عليه وسلم- إصبعه الشريفة إلى السماء، وجعل ينكتها إلى الناس وهو يقول:"اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد".
المشهد الثالث والستين : وكان من عجاب هذا الموقف أن الذي كان يبلغ عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للناس، ويصرخ فيهم بمقاله هو (ربيعة بن أمية بن خلف)! هذا الذي قتل أبوه في بدر هبرا بالسيوف، وهو يقاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا ابنه يبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويصرخ في الناس بكلماته ألا إنها أنوار النبوة وهدي الرسالة أطفأت ترات الجاهلية في القلوب التي كانت تتوارث الحقد، وتستعر فيها حرارة الثأر

المشهد الرابع والستين : أذّن بلال بنداء واحد ، ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر، ولم يُصلِّ بينهما شيئاً .
المشهد الخامس والستين : ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حتى أتي الموقفَ ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل حبلَ المشاة بين يديه.، واستقبل القبلة..
وكان من دعائه : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير » ، وقال : « أفضل الدعاء وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ». .
وكان يقول : « لبيك إله الحق لبيك. ، لبيك اللهم لبيك » ، وقال : « إنما الخير خير الآخرة »..
وتمارى الناس في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم ، وقال بعضهم : ليس بصائم،
المشهد السادس والستين : أرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه..

المشهد السابع والستين : وبينما رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغسلوه بما وسدر ، وكفّنوه في ثوبين ، ولا تمسّوه طيباً ، ولا تخمروا رأسه ولا وجهه ، ولا تحنطوه ، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً ».. رجلٌ من غمار الناس، لا نعرف اسمه ولا قبيلته ولا بلده، ولكن ربه الذي خلقه يعلم حاله وإليه مآله، فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه طيباً ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً" الله أكبر .

المشهد الثامن والستين أتاه الناس من أهل نجد فسألوه عن الحج ؟ فقال : « الحج عرفة ، فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جَمْع فقد تمَّ حجه ، وأيام منى ثلاثة ؛ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه » .
وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في موقفه ذلك بارزاً للناس، مشرفاً عليهم، يجيئه أعرابي من قيس يقال له: ابن المنتفق وصِف له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-فتطلبه حتى لقيه بعرفات قال: فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عنه، فقال: دعوا الرجل، أرب ماله، قال: فزاحمت حتى خلصت إليه فأخذت بخطام راحلته فما غير علي، قال: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني من النار، وما يدخلني الجنة؟ قال: فنظر إلى السماء ثم أقبل إلي بوجهه الكريم فقال: لأن كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وطولت فاعقل علي: اعبد الله لا تشرك به شيئاً، وأقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وصم رمضان" وجاء الأعراب الذين وافوا الموقف يطيفون برسول الله – صلى الله عليه وسلم- ويدنون إليه ليروا محياه، فإذا استنار لهم وجهه قالوا: هذا الوجه المبارك .
المشهد التاسع والستين : أردف رجلاً ينادي يها في الناس..
ووقف أناس بعرفة مكاناً بعيداً من الموقف ، فأرسل إليهم ابن مربع الأنصاري فقال لهم : إني رسولُ رسول الله إليكم يقول لكم : « كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم »..
"""""""""""""""""""""""""""""""
مشهد عظيم : فقد قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عشية يومه تلك في حال من التضرع واللهج بالدعاء حتى ظن أصحابه أنه قد صام يومه ذلك لما رأوا من انقطاعه للعبادة والدعاء . وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، كاستطعام المسكين منكسراً لربه- عز وجل- حتى إنه عندما اضطربت به راحلته فسقط خطامها تناوله بيد، وأبقى يده الأخرى مبسوطة يدعو بها.
وكان صلى الله عليه وسلم- لهجاً بالثناء على الله تهليلاً وتحميداً وتلبية (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
..............................................

المشهد السبعين : نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل : ( اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) الآية. .
ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً حتى غربت الشمسُ وذهبت الصُّفرَة قليلاً حتى غاب القرص .
المشهد الواحد و السبعين : قال : « وقفت ههنا وعرفة كلها موقف. ، وارتفعوا عن بطن عرفة ». ،

المشهد الثاني و السبعين : وقال : « يا بلال ، أنصِتْ لي الناس » ، فقام بلال فقال : أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنصت الناس ، فقال : « معاشر الناس ! أتاني جبريل آنفاً ، فأقرأني من ربي السلام، وقال : إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات ، وأهل المشعر ، وضمن لهم التبعات » ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، هذا لنا خاصة ؟ قال : « هذا لكم ، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة » ، فقال عمر بن الخطاب : كثر خير الله وطاب.،

المشهد الثالث و السبعين : وأردف صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد خلفه ، وأفاض وعليه السكينة رافعاً يديه يدعو ، وقد شنق للقصواء الزمام ، حتى إن رأسها ليصيب مَورِك رَحلِهِ ، نعم دعا بأسامة بن زيد، ليكون ردفه، فتنادى الناس يدعون أسامة واشرَأبَّت أعناق الأعراب ينتظرون هذا الذي حظي بشرف ردف النبي – صلى الله عليه وسلم-، وظنوه رجلاً من كبار أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-، فما فجئهم إلا وشاب أسود أفطس أجعد يتوثب ناقة النبي – صلى الله عليه وسلم-، ثم يلتزمه من خلفه ليكون له -من بين أهل الموقف كلهم- شرف الارتداف مع النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال حدثاء العهد بالإسلام متعجبين: أهذا الذي حبسنا ابتغاؤه! وكأنما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بهذا الانتخاب والاختيار يعلن تحطيم الفوارق بين البشر، ويدفن تحت مواطئ راحلته النعرات الجاهلية، والفوارق الطبقية، والنزعات العنصرية، ليعلن بطريقة عملية أنه لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى.
المشهد الرابع و السبعين : الناس يضربون الإبل يميناً وشمالاً ، يلتفت إليهم ويقول.: « رويداً أيها الناس ، السكينة السكينة ، فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل ». ، وكان صلى الله عليه وسلم يسير العَنَق "، فإذا وجد فجوة نصَّ، وكلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد . .
المشهد الخامس و السبعين : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشِّعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ ، ثم ذهب إلى الغائط فبال ، فلما رجع صبَّ عليه أسامة الوضوء من الإداوة ، فتوضأ فلم يسبغ الوضوء .

المشهد السادس و السبعين : فقال له أسامة بن زيد : الصلاة يا رسول الله ! فقال : « الصلاة أمامك » ، فركب حتى أتى المزدلفة ، فنزل فتوضأ فأسبغ ، ثم أقيمت الصلاة فجمع بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً ؛ صلى المغرب ثلاث ركعات ، ثم أناخ كلُّ إنسان بعيره في منزله ، ولم يحُلُّوا حتى أقام العشاء الآخرة فصلى العشاء ركعتين ؛ ثم حلُّوا" .
المشهد السابع و السبعين استأذنت سودة بنت زمعة أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ثبطة : ثقيلة ، فأذن لها ، فدفعت قبل حطمة الناس.، وقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفة أهله فيهن أم حبيبة ، وأم سلمة ، وأغيلمة عبدالمطلب وفيهم ابن عباس بليل.، وقال : « يا بني أخي ، يا بني ، يا بني هاشم تعجّلوا قبل زحام الناس ، ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس »..
وكان يقول صلى الله عليه وسلم في جمع : « لبيك اللهم لبيك »..
المشهد الثامن و السبعين اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حين تبيّن له الصبح بأذان وإقامة..
وقال له عروة بن مضرس : يا رسول الله ، جئتك من جبل طيء أتعبت نفسي وأنضيت راحلتي ، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج ؟
فقال : « من شهد معنا هذه الصلاة ـ يعني صلاة الفجر ـ بجمع ووقف معنا حتى يفيض منه ، وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلاً أو نهاراً ، فقد تم حجه وقضى تفثه.، ومن لم يدرك جمعاً مع الإمام والناس فلم يدرك ». .
المشهد التاسع و السبعين ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فرقى عليه ، فاستقبل القبلة ، فدعا الله عز وجل وحمد الله وكبره وهلّله ووحده ، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً ، وقال : « وقفت ههنا ، والمزدلفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن مُحسِّر ». ،
يوم السبت 10 ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة
المشهد الثمانين : دفع قبل أن تطلع الشمس ، وعليه السكينة ، وأردف الفضل بن عباس. وكان رجلاً حسَنَ الشَّعْر أبيض وسيماً ،
.....................
نكمل معكم الحلقه القادمة .............عطوني فرصة اليوم
يوم عيد ........تريدوني أكمل عطوني حلاوة العيد


..............................................
من هو هذا الوسيم الذي ركب مع النبي من مزدلفة إلى منى
هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبوه العباس بن عبد المطلب شيخ قريش وزعيمها، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.

شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع، وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من جُمع (المزدلفة) إلى منى، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله،
أنجب الفضل ابنة واحدة هي أم كلثوم بنت الفضل، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.

شهد الفضل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في غسله وهو الذي كان يصب الماء على علي بن أبي طالب.
سبحان ربي ركب الفضل ولم يتوقع أنه بعد تسعين يوم سوف يفقد الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
.................................................. ........................
قلنا وأردف الفضل بن عباس . وكان رجلاً حسَنَ الشَّعْر أبيض وسيماً ،
المشهد الواحد والثمانين: فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظُعُنٌ تجرين (جمع ظعينة وهي : المرأة ) ، فطفق الفضل ينظر إليهن ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل ، فحول وجهه إلى الشق الآخر ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل ، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر. .
المشهد الثاني والثمانين: هو لما أتى بطن مُحَسّر حرك قليلاً ، وقال : « عليكم السكينة ، ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة ..
المشهد الثالث والثمانين: طفق يعلم الناس مناسكهم حتى بلغ الجمار ، وقال : « عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة » ، والنبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده : كما يخذف الإنسان ،
المشهد الرابع والثمانين: قال لابن عباس : « هاتِ القط لي » ، فلقط له حصيات نحواً من حصى الخذف ، فلما وضعهن في يده قال : « مثل هؤلاء ثلاث مرات ، وإياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ». .
ابن عباس هو عبد الله بن عباس
يكنى أبا العباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .
قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.
المشهد الخامس والثمانين: سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة الكبرى التي عند الشجرة ، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ، فرماها ضحى ، بسبع حصيات مثل حصى الخذف ، يكبر مع كل حصاة منها ، ثم قطع التلبية مع آخر حصاة .
رمى من بطن الوادي .وهو على راحلته الصهباء ، لا طرد ولا ضرب ولا إليك إليك ، وهو يقول : « يا أيها الناس خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه .
المشهد السادس والثمانين: كان الفضل بن العباس خلفه يستره من الحر .
المشهد السابع والثمانين: ازدحم الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس ، لا يقتل بعضكم بعضاً ، ولا يصب بعضكم بعضاً ، وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف » ..
المشهد الثامن والثمانين: لقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال : يا رسول الله ، ألنا هذه خاصة ؟ قال : « لا ، بل لأبد ». .
المشهد التاسع والثمانين: قال لجرير : «استنصت الناس» . فخطبهم يوم النحر حين ارتفع الضحى . بين الجمرات .على ناقته العضباء واضع رجليه في الغرز يتطاول ليسمع الناس ، مردفاً أسامة بن زيد، وأسامة رافع عليه ثوبه يظله من الحر ، وبلالٌ آخذ بقود راحلته ، والناس بين قاعد وقائم ، فحمد الله وأثنى عليه . وقال : « يا أيها الناس ، الا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً ، منه أربعة حُرُم ؛ ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان » ، ثم قال : « أي يوم هذا ؟ » فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : « أليس يوم النحر ؟ » فقالوا : بلى ! ثم قال : « أي شهر هذا ؟ » فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : «أليس ذا الحجة ؟ » فقالوا : بلى ! ثم قال : « أي بلد هذا ؟ » فقالوا : الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : « أليست البلدة الحرام ؟ » فقالوا : بلى ! قال : هذا يوم الحج الأكبر : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، إلى يوم تلقون ربكم ـ فأعادها مراراً ـ ، ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه ، ولا يجني والدٌ على والد ، ولا مولودٌ على والده ، ألا إن المسلم أخو المسلم ، فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه ، ألا إن الشيطان قد أيس أن يُعبد في بلدكم هذا أبداً ، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم ، فيرضى بها ، فاحذروا ، يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إنْ اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً ، كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع ، وأول ما أضع منها دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل ، ألا وإن كل رباً من ربا الجاهلية موضوع ، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون ، ألا واستوصوا بالنساء خيراً ، فإنما هن عوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجرون في المضاجع ، واضربوهن ضرباً غير مبَرّح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، ألا وإن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم ، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : « اللهم هل بلغت ؟ » قالوا : نعم قد بلغت ، قال : « اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ، نضّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لولاة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، إن أمر عليكم عبد أسود مجدّع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا ، ما أقام بكم كتاب الله عز وجل ، ولا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض » . .
فقال رجل من طوائف الناس : يا رسول الله ، ماذا تعهد إلينا ؟ فقال : « اعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأطيعوا إذا أمرتم ؛ تدخلوا جنة ربكم »..
وقال : « أوصيكم بالجار » . .
وقال : « إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، وحسابهم على الله ، نومن ادعى على غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه ، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة ، لا تنفق امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها » ، فقيل : يا رسول الله ، ولا الطعام ؟ قال : « ذاك أفضل أموالنا » ، ثم قال : « العارية مؤادة . ، والمنيحة مردودة .، والدين مقضي .، والزعيم غارم » .. والزعيم أي (الكفيل ؛ والمعنى : يلزمه أداء ما ضمن وكفل .).
المشهد التسعين : ودع النبي صلى الله عليه وسلم الناس ، فقالوا : هذه حجة الوداع.
ثم انصرف إلى المنحر ، فقال : « هذا المنحر ، ومنى كلها منحر »
المشهد الواحد و التسعين : نحر ثلاثاً وستين بدنة بيده. ، قياماً مقيدة ، ثم أعطى علياً فنحر ما بقي ، وأشركه في هديه". وقال له : « قم على البدنة وتصدق بلحمها وجلدها وأجِلَّتها. على المساكين ولا تعط الجزار منها شيئاً . نحن نعطه من عندنا.» .

المشهد الثاني و التسعين : أن ‏ ‏علي بن أبي طالب أكمل الباقي ‏حيث ‏
‏أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أمره أن يقوم على ‏ ‏بدنه ‏ ‏وأمره أن يقسم ‏ ‏بدنه ‏ ‏كلها لحومها وجلودها ‏ ‏وجلالها ‏ ‏في المساكين ولا يعطي في جزارتها منها شيئا ))
المشهد الثالث و التسعين : قال للحلاق معمر بن عبدالله بن نضلة : « خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ، ثم الأيسر » ، ثم
أعطى شعره لأبي طلحة وأمره أن يقسمه بين الناس ، فقسمه بين الناس ، من شعرة وشعرتين ، وقلّم النبي صلى الله عليه وسلم أظفاره
وحلقت طائفة من أصحابه وقصر بعضهم فقال : « رحم الله المحلقين مرتين » ، قالوا : يا رسول الله ، والمقصرين ! قال : « والمقصرين »
المشهد الرابع و التسعين : ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قِدر ، فطبخت فأكل من لحمها وشرب من مرقها ، واشترك أصحابه في كل جزور سبعة وفي كل بقرة سبعة ، قال جابر بن عبدالله : كنا لا نأكل من البدن إلا ثلاث منى ، فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : « كلوا وتزودوا » قال جابر : فأكلنا وتزودنا ، حتى بلغنا بها المدينة.
وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة
المشهد الرابع و التسعين : وقال لثوبان : « ثوبان أصلح لي هذا اللحم » ، قال ثوبان : فلم أزل أطعمه منه حتى قدم المدينة .
المشهد الخامس و التسعين طيبته عائشة بطيب فيه مسك
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته للناس يفتيهم ، وطفق الناس يسألونه ، وكان الفضل بن عباس رديفه ، فجاءت امرأة شابة من خثعم فقالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً ، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال : « نعم » ، فجعل الفضل ينظر إليها ، وتنظر إليه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ، فقال العباس : يا رسول لم لويت عنق ابن عمك ؟ قال : « رأيت شاباً وشابة ، فلم آمن الشيطان عليهما »
المشهد السادس و التسعين ثم جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، حلقت قبل أن أنحر ؟ قال : « انحر ولا حرج» ، ثم جاء آخر فقال : حلقت قبل أن أرمي ؟ قال : « لا حرج » ، ثم جاء آخر فقال : طفت قبل أن أذبح ؟ قال : « اذبح ولا حرج » (ثم جاء آخر فقال : إني نحرت قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ولا حرج » ، ثم جاء آخر فقال : إني أفضت قبل أن أحلق ؟ قال : « احلق أو قصر ولا حرج ، ثم جاءه آخر فقال : طفت قبل أن أرمي ؟ قال : « لا حرج » ، وقال رجل : يا رسول الله ، سعيت قبل أن أطوف قال: « لا حرج » .
فما سئل يومئذٍ عن شيء قدم قبل شيء إلا قال : « لا حرج ، لا حرج »، وقال: « لقد أذهب الله الحرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم ، فذلك الذي حرج وهلك » .

المشهد السابع و التسعين: فجاء الأعراب ناس كثير من كل نحو من ههنا عن يمينه ويساره صلى الله عليه وسلم فسكت الناس لا يتكلم غيرهم وكأن على رؤوس أصحابه الطير ، فقالت الأعراب : يا رسول الله ! هل علينا جناح أن لا نتداوى ؟ قال : « تداوَوْا عباد الله ، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم » ، قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي العبد؟ قال : « خُلُق حسن »
ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : قد نحرت ههنا ، ومنى كلها منحر ، وكل فجاج مكة طريق ومنحر ، فانحروا في رحالكم » .
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت
.. فطاف بالبيت وهو على راحلته ؛ ليراه الناس وليشرف وليسألوه ، فإن الناس غشوه ، واستلم الحجر بمحجن كان معه كراهية أن يضرب عنه الناس ، وقبّل طرف المحجن ، وكبّر ، ولم يرمل ، وطاف أصحابه بالبيت ، ثم طاف الذين أهلوا بالعمرة بين الصفا والمروة وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فلم يطوفوا بين الصفا والمروة .
.. أتى صلى الله عليه وسلم إلى السقاية فاستسقى ، فقال العباس : يا فضل اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها ، فقال : « اسقني » فقال : يا رسول الله ، إنهم يجعلون أيديهم فيه ، فقال : « اسقني مما يشرب منه الناس » ، فشرب منه ، ثم أتى على راحلته وخلفه أسامة بن زيد بني عبدالمطلب وهم يسقون على زمزم، فقال : « أحسنتم وأجملتهم ، انزعوا بني عبدالمطلب » ، فناولوه دلوافيه نبيذ فشرب منه ومج فيه وسقى فضله أسامة ثم أفرغوها في زمزم ، ثم قال : « لولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم » .
وصلى الظهر بمكة
ثم رجع إلى منى ، فمكث بها ليالي أيام التشريق ،
المشهد الثامن و التسعين: أنزل الناس منازلهم ، فقال : « لينزل المهاجرون هاهنا وأشار إلى ميمنة القبلة ، والأنصار هاهنا ، وأشار على ميسرة القبلة ، ثم لينزل الناس حولهم » .
المشهد التاسع و التسعين: استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له.
المشهد المائة : بات صلى الله عليه وسلم ليلة النحر عند أم سلمة فدخل عليه وهب بن زمعة ورجل من آل أبي أمية متقمصين ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفضتما ؟ » قال : لا . قال : « فانزعا قميصكما » ، فنزعاهما ، فقال له وهب : ولم يا رسول الله ؟ فقال : هذا يوم أرخص لكم فيه إذا رميتم الجمرة ونحرتم هدياً إن كان لكم فقد حللتم من كل شيء حرمتم منه إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت ، فإذا رميتم ولم تفيضوا حتى أمسيتم ، صرتم حرماً كما كنتم أول مرة حتى تطوفوا البيت »





....................................







 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الحد, رسول, كاملة, عنده

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com

( 2007 - 2025 )

{vb:raw cronimage}

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى