عجبت لك يا ابن آدم

 

عجبت لك يا ابن آدم

حياة ابن آدم
تولد إلى الدنيا صارخاً والناس حولك فرحين فأول فعلك فيها باكياً وهم بك يضحكون مسرورين فتولد واسم الله فى قلبك معمراً فكنت طفلا حبيب الله مؤدبا لا تعلم الخير من الخطأ الفادح
إلى أن كبرت فأصبحت معلما علمتَ الخير من الشر المحرم فوجدتُكَ كثير الذنب وجهك فاضحا علمت يا ابن آدم أن النفس قد يغلبها الهوى فويل لمن سلم نفسه للهوى
عجبت منك!!!.
نفسك تبكى على سوء لم تفعله قد فاتها ولم تبكِ على ذنب اقترفته كبيرا محرما فاليد رأيتها تسرق جيب رجل قد أحسن لها والّرِجلُ لا تمشِ الطريق إلى الحرام بل تأخذه هرولا ولسان ذمَّ الناس كلها ونم فى أقرب الناس إليه وكذبَّ
والعين هى بيت الهلاك الأعظم فالعين تزنى وزناها النظر إلى ما حرَّمَ
حزنت يا فلان على نظرة إلى الحرام لم ترَا ونسيت أنك على نارِ الأرض ضعيفاً مكبلا فما بالك بحر النار عليك فى جهنم والقلب وجدته عاصيا وقد قسى فلم يعد مطمئنا بذكر الله وقد ترك الذكر أحمدَ وغضِبَ حين سمع قيام الليل يستغفر فيه أخاه محمدَ
استهنت بالدنيا وتركت دينها ظناً منك أنك هكذا عشتها فهيهات هيهات لكل من عصى وجمع الخبيث مع الطيب فلا يختلط الزيت بالماء المطهر فلا تبخل على نفسك بالعمل المبارك فيه راحة الدنيا ونيل الآخرة.. فالكل يسعى للجنة وصحبة النبى المصطفى ونظرة فى وجه الرحمن الأكبر فتمنى لأخيك المسلم الخير وإن كنتم لستم من أم واحدة أو أب وارحمِ أختك فى الإسلام من شر الناس لها واحمها من نظرة فى عينيك تكون فى سهم يرديك على وجهك فى النار فتكون الجنة عليك محرمة تَفِه عقلك فلم يعد يتدبر فى القرآن آية.. وقسى قلبك وقل حب الله فيه والله أغنى عنك بحبك الضعيف وتيبس لسانك فلم يعد رطبا بذكر الله حينا وصُمّت أذنك عن سماع الخير يا إنسان فرأيت الذنب فيك وقد فشى وقل الخير فيك فأصبح نادرافهل لك من تفسير على فِعلِكَ غير أنك كنت فى دينك مقصرا ولربك عاصيا فعد إلى ربك باكيا على فعل ظلمتَ فيه نفسِكَ بنفسِكَ وأدعو الله أن يحميك من فِعلِكَ وأن يهديك ويهدى بك وأن ينصرك على الشيطان ونفسك فما الشيطان إلا وسوسة وهو ضعيف أمام رحمة ربك فتب إلى الله ناصحا ولا تعود


إلى ذنب اقترفته ثم عنه ابتعدت باعدا واخشع لذكر الله صاحيا وقم الليل مصليا واقضِ يومك مسبحا ومهللا وابتسم للخير ضاحكا.. وأدعو الله فى رحمته فرحمة الله واسعة إذ سمى نفسه الرحمن على العرش استوى وترجّى منه المغفرة فهو الغفور المبجلا قبل أن تودع الدنيا فتموت فلا حول لك ولا قوة إذ يقلبوك ويغسلوك وفى ثوب أبيض يكفنوك وفى النعش وضعوك وعلى الأكتاف حملوك وفى الطرقات شيعوك والناس يتعظون منك ويهللوك وفى القبر وضعوك فيقرؤن عليك وعلى وجهك كشفوك وعلى يمينك وضعوك وإلى القبلة وجهوك ثم بالطين لحدوك ثم نظروا إليك وودعوك وأغلقوا عليك قبرك وأظلموك فتسمع قرع نعالهم يمشون بعيدا ويتركوك فيعيشون حياتهم بعدك ثم ينسوك وتنتظر الملكين يأتوك فيقعدانك ويسألوك فتنظر إلى مقعدك إن كان فى الجنة أم النار بعد أن بشروك أو تعسوك فتنتظر فى قبرك حتى يوم الساعة الموعود فاعمل فى دنيتك لآخرتك قبل أن تموت فسألت الله أن يهدينى بكلامى ويهدى كل من سمعه ووعاه وفى قلبه اهتداه

المصدر: منتدى الخليج