أنت غير مسجل في منتدى الخليج . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
ضع أميلك وأضغط على إشتراك لكي يصلك كل ماهو جديد المنتدى :
آخر 10 مشاركات
تكلفة الحقن المجهري 2026 في الدقي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          اشطر دكتور حقن مجهري في مصر (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          أفضل دكتور حقن مجهري في مصر (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          عودة من جديد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          أحجز عند اشطر دكتور متابعة الحمل فى الدقي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )           »          جمال مدرجات العنب في لافو سويسرا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - )           »          انطلاق ثورة كردية ضد الاحزاب الحاكمه شمال العراق (الكاتـب : - مشاركات : 4 - )           »          الاول من كانون الاول يوم الشهيد العراقي (الكاتـب : - مشاركات : 2 - )           »          لم يتبقى في بغداد سوى ٥عناصر.. التحالف الدولي "بالكامل" اصبح في كردستان (الكاتـب : - مشاركات : 4 - )           »          تجربتك مع د. احمد محمود : دقة ونتائج مبهرة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 2 - )


الإهداءات


مواضيع ننصح بقراءتها عودة من جديد
العودة   منتدى الخليج >
التسجيل المنتديات موضوع جديد التعليمـــات التقويم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديممنذ /01-26-2013, 10:30 AM
  #50

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
شبهات وردود
الحلقة الثانية : الرد على الشبهات التي أثارتها نشرة الشورى حول النص على الإمام علي (ع)</SPAN>
الفصل الخامس : الشورى السداسية برواية عمر بن ميمون

قال البغدادي : ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك حصر عمر الشورى بالستة كان ترشيحا خاضعا للقبول والرفض من الأمة .
اقول : قال الماوردي ان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة ، وقد روت المصادر السنية المعتبرة ان عمر قال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار فأجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا وأبى واحد فاشدخ رأسه .
نص الشبهة

قال البغدادي : « ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك استخلاف عمر للستة كان ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض من الأمة » .
الرد على الشبهة

اقول : ان قوله هذا رأىٌ شاذ وافقه عليه بعض السنة .
قال الماوردي : « وأما انعقاد الإمامة بعهد من قبله ، فهو مما انعقد الإجماع على جوازه ، ووقع الاتفاق على صحته ، لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما :
أحدهما : ان أبا بكر عهد بها إلى عمر فاثبت المسلمون إمامته بعهده .
والثاني : ان عمر عهد بها إلى أهل الشورى فقبلت الجماعة دخولهم فيها وخرج باقي الصحابة منها . . . فان لم يكن ولدا ولا والدا جاز ان ينفرد بعقد البيعة له وبتفويض العهد إليه وان لم يستشر فيه أحدا من أهل الاختيار لكن اختلفوا هل يكون ظهور الرضا منهم شرطا في انعقاد بيعته أولا ؟
فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى ان رضا أهل الاختيار شرط في لزومها للامة . .
والصحيح ان بيعته منعقدة ، وان الرضا بها غير معتبر لان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة » (1) .
وقال النووي وغيره : « اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ، وعلى انعقادها بأهل الحل والعقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره » (2) .
وقصة الشورى واستخلاف عثمان صريحة في أنها كانت بيعة من عبد الرحمن لعثمان بعد ما فوضه الأربعة ان يكون الأمر أمره ، ومن هنا قال عبد الرحمن لعلي بايع وإلاّ ضربت عنقك (3) .
ونحن نورد فقرات من رواية مفصلة رواها الطبري عن عمر بن شبة بأسانيده إلى عمرو بن ميمون .
قصة الشورى :

قال عمرو بن ميمون :
« ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت ! قال : من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته فان سألني ربي قلت : سمعت نبيك يقول (انه أمين هذه الأمة) (4) .
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته فان سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول (ان سالما شديد الحب لله) (5) .
فقال له رجل أدلك عليه ، عبد الله بن عمر . . . قال بحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد . . ان استخلفت فقد استخلف من هو خير مني ، وان اترك فقد ترك من هو خير مني ، ولن يضيع الله دينه .
فخرجوا ثم رجعوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا ، فقال كنت عزمت بعد مقالتي لكم ان انظر فأولي رجلا أمركم ، هو أحراكم ان يحملكم على الحق وأشار إلى علي (6) . . . فما أريد ان أتحملها حيا وميتاً (7) .
عليكم بهؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انهم من أهل الجنة) علي وعثمان وعبد الرحمن وسعد وطلحة والزبير فليختاروا رجلا . ثم دعا بهم وقال لهم إني نظرت فوجدتكم رؤساءهم وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلاّ فيكم .
وقال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم ، فان اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه ، وان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، فان رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم ، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس (8) .
واستشار عبد الرحمن الناس (9) فقال له عمار بن ياسر ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا ، فقال المقداد بن الأسود صدق عمار ان بايعت عليا قلنا سمعنا واطعنا .
وقال ابن أبي سرح ان أردت إلا تختلف قريش فبايع عثمان ، فقال عبد الله بن أبي ربيعة صدق ان بايعت عثمان قلنا سمعنا واطعنا .
وقال عمار : أيها الناس ان الله عز وجل أكرمنا بنبيه وأعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم .
فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية وما أنت وتأمير قريش لأنفسها (10) .
فقال سعد بن أبي وقاص : يا عبد الرحمن افرغ قبل ان يفتتن الناس .
ودعا عبد الرحمن على ا فقال له عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده .
قال أرجو ان افعل واعمل بمبلغ علمي وطاقتي (11) .
ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي ، فقال نعم فبايعه (12) .
فقال علي : حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان إلاّ ليرد الأمر إليك (13) .
فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فأني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان .
فقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا لا أقول ان أحداً اعلم ولا أقضى منه بالعدل أما والله لو أجد عليه أعوانا (14) .
فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة » (15) .
أقول ان هذه الرواية لا تدع شكا في ان حصر عمر الأمر في الستة على ان يبايعوا أحدهم لم يكن مجرد ترشيح ولو كان كذلك فما الداعي إلى الأمر بقتل الواحد إذا خالف الخمسة والاثنين إذا خالفا الأربعة ؟
ان التأمل في الفقرات التي أوردناها تلفت نظر القارئ إلى ان السلطة كانت بيد قريش وان المسلمين كانوا مغلوبين على أمرهم ، وان مثل عمار بن ياسر الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ان عمارا ملئ أيمانا إلى أخمص قدميه) (من ابغض عمار ابغضه الله تعالى) (16) كان يقال له حين هتف باسم علي ما أنت وتأمير قريش لأنفسها) .
ومن هنا قال المقداد (17) قوله « أما والله لو أجد عليه أعوانا » الآنف الذكر .
علي (عليه السلام) يتظلم من قريش :

وقد نبَّه علي (عليه السلام) في أحاديثه مرارا إلى هذه الحقيقة المرة في تغلب قريش بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) على الأمر كما في قوله : « اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فانهم قطعوا رحمي ، وصغرّوا عظيم منزلتي ، واكفأوا إنائي ، واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا إلا ان في الحق ان تأخذه ، وفي الحق ان تُمنعه ، فاصبر مغموما ، أو مُت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجاوصبرت من كظم الغيظ على أمرِّ من العلقم ، وآلم للقلب من حز الشفار (18) .
وقوله (عليه السلام) : « فجزى قريشا عني الجوازي فانهم ظلموني حقي واغتصبوني سلطان ابن امي » (19) .
وقوله : « لقد أخافتني قريش صغيرا ، وانصبتني كبيرا ، حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى » (20) .
وقوله في رسالته لاخيه عقيل : « فان قريشا قد اجتمعت على حرب اخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم ، وجهلوا حقي ، وجحدوا فضلي ، ونصبوا لي الحرب ، وجدُّوا في اطفاء نور الله ، اللهم فاجزِ قريشا عني بفعالها ، قد قطعت رحمي وظاهرت عليَّ . . . » (21) .
وقوله : « أما والله لقد تقمصها (22) فلان (23) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، (24) فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا (25) ، وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء (26) ، أو أصبر على طخية عمياء (27) . . . فرأيت الصبر على هاتا احجى . . . حتى إذا مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده . . . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لَشَدَّما تشطرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كَلْمُها . . . فصبرت على طول المدةوشدة المحنة (28) ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة ، زعم أني أحدهم ، فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائرولكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا (29) ، فصغا رجل (30) منهم لضغنه ، ومال (31) الآخر لصهره ، مع هن وهن (32) ، إلى ان قام ثالث (33) القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى ان انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بِطنته .
فما راعني إلا وانثيال الناس كعرف الضبع (34) إليَّ ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالآمر نكثت طائفة (35) ومرقت أخرى (36) وقسط آخرون (37) . . . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كِظَّةِ ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غار بها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز » (38) .
ومن الواضح ان الأنصار واغلب المهاجرين بعد ان انفلتوا من سلطان قريش (39) وعادت إليهم حريتهم تهافتوا على علي (عليه السلام) كتهافت الفراش يطلبون منه البيعة بصفته الشخص الذي دعا الكتاب والسنة إلى بيعته أما في زمن أبي بكر وعمر فلم تكن لهم حرية ان يبايعوا من أرادوا وأراده الكتاب والسنة إذ بايع خمسة أشخاص أبا بكر وهم عمر وأبو عبيدة وسالم من المهاجرين واسيد بن حضير وبشير بن سعد ومن تبعهما من الأنصار ممن كان حاضرا ولبّس الأمر على طائفة من الأنصار بسبب العصبية القبلية وأُجبِر الباقي على البيعة بشكل أو بآخر ، وقد أشار علي (عليه السلام) إلى هذه الحرية في إحدى خطبه بقوله « ولئن رُدَّ عليكم أمركم أنكم لسعداء » (40) . وأشار إلى التلبيس بقوله « ما ختلتكم عن أمركم ولا لبَّسته عليكم » .
______________________
(1) الأحكام السلطانية : 10 .
(2) فتح الباري ج16 : 334 .
(3) انساب الأشراف ج4 : 508 . واللفظ في صحيح البخاري ج9 : 98(فلا تجعل على نفسك سبيلا) .
(4) مما لا شك فيه ان هذا الحديث من الموضوعات وقد وضع في قبال ما عرف عن علي (عليه السلام)والأئمة من ولده أنهم أمناء الله في أرضه وحججه على عباده ، وتوجد زيارة لقبر علي (عليه السلام)معروفة بزيارة أمين الله .
(5) انظر أيضا في طبقات عمر بن سعد ج3 : 343 وتاريخ المدينة لابن شبة922 ومسند احمد بن حنبل ج1 : 20 ومختصر تاريخ بن عساكر ج4319 وقد كان أبو عبيدة وسالم أول من حضر من المهاجرين أمر السقيفة (الأحكام السلطانية ص7) قال في الاستيعاب : 568 في ترجمة سالم (وكان سالم من أهل فارس معدودا من المهاجرين لانه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة وقد روي انه هاجر مع عمر ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم وقد كان عمر يفرط في الثناء عليه ، وقد روي عنه انه قال لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى وذلك بعدما طعن فجعلها شورى) أقول والحديث من الموضوعات ولو تنزلنا وسلمنا به فان من الغريب ان يخضع أبو حفص لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في سالم (ان سالم شديد الحب لله) ولا يخضع لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي يوم خيبر (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده) ثم دعا عليا (عليه السلام) وهو ارمد فأعطاه الراية وكان الفتح على يده .
(6) انظر أيضا طبقات ابن سعد ج3 : 342 وفي انساب الاشراف ج3 : 103 قال عمر لئن ولوها الاجيلح ليركبن بهم الطريق، وانظر ايضا المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج5 : 446 ، وفي الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (تـ 694) ط2 بمصر 373 ، ج2 : 95 قال عمر لله درهم ان ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وان كان السيف على عنقه قال محمد بن كعب فقلت أتعلم ذلك منه ولا توليه فقال ان تركتهم فقد تركهم من هو خير مني .
(7) وفي رواية البلاذري 4 : 501 قال (اكره ان أتحملها حيا وميتا) قلت (بل تحمل أبو حفص حيا وميتا مسئولية إبعاد علي(عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله ورسوله فيه ، اما تحمله لذلك حياً فقد تبين حين شدَّ عن وسطه وذبَّ عن بيعة أبي بكر وفرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو ادى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما مر تفصيله في الفصل الثالث ، واما تحمله للأمر ميتا فقد تبيَّن حين ابتكر الشورى السداسية وعيَّن أفرادها وفرض على علي(عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول : ان لا يبايَع علي(عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين الاصوت الزبير في قبال عثمان الذي له اربعة اصوات هذا مضافا الى شرط جديد في البيعة وهو العمل بسيرة الشيخين وهو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط . الثاني : ان تُضمن بيعة علي لعثمان ولو كرها قبل ان يخرجوا من البيت وهو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة ويطالب المسلمين بنصرته وانه اذا بايع ولو كرها امنوا من تحركه ضدهم . الثالث : ان تخلق الاندادلعلي (عليه السلام) كالزبير الذي كان بالامس جنديا لعلي (عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثم صار بعد قتل عثمان نِدّاً له ينافسه على الامر ويقاتله عليه . وتذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان . قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته : « ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه الى داره قال سعيد فزادني وخط لي برجليه فقلت يا امير المؤمنين زدني فانه نَبَتَتْ لي نابتة من ولد واهل فقال حسبك واختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان... فوصلني واحسن وقضى حاجتي واشركني في امانته » . وسعيد بن العاص هو من اقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن احيحة بن امية وعثمان هو ابن عفان بن ابي العاص بن امية.
قال العلامة العسكري « ويتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بُتَّ فيه في حياة الخليفة عمر وتعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر.. » معالم الدرستين ج1/183.
(8) في طبقات بن سعد بسنده عن سماك ان عمر قال للانصار ادخلوهم بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والاّ فأدخلوا عليهم فاضربوا اعناقهم ج3 : 342 ، وفي انساب الأشراف للبلاذري4 : 503 قال عمر ليتبع الاقل الاكثر فمن خالفكم فاضربوا عنقه ومثله في كنز العمال 12 : 681 .
(9) وفي صحيح البخاري ج9 : 97 قال عبد الرحمن لاهل الشورى لست بالذي انافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه وفي ج5 : 22 قال عبد الرحمن لاهل الشورى اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت امري الى علي فقال طلحة جعلت امري الى عثمان وقال سعد قد جعلت امري الى عبد الرحمن بن عوف ثم قال عبد الرحمن لعلي وعثمان اجعلوه اليّ والله عليّ ان لاآلوا عن افضلكم .
(10) انظر ايضا انساب الاشراف تحقيق المحمودي ج2 : 144 خبر 142 .
(11) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 ان عليا (عليه السلام) قال لعبد الرحمن لما عرض عليه البيعة على كتاب الله وسنة النبي وسيرة ابي بكر وعمر قال : « ان كتاب الله وسنة نبيه لايحتاج معهما الى اجّيري أحد » . والأجيري بالكسر والتشديد : العادة والطريقة) .
(12) وفي صحيح البخاري:ابايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبدالرحمنوبايعه الناسس المهاجرونوالانصاروامراءالأجنادوالمسلمون
(13) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 قال علي (عليه السلام) لعبد الرحمن بن عوف انت مجتهد ان تزوي هذا الامر عني .
(14) جاء في تاريخ اليعقوبي ج2 : 163 قول المقداد : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم . وفي مروج الذهب ج2:343 قال المقداد : يا عبد الرحمن اعجب من قريش انما تطولهم على الناس بفضل اهل هذا البيت قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعده من ايديهم ، اما وايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالي أياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر).
(قال المسعودي وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار) .
قلت قد أورد الكلام مفصلا ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 9 : 56) نقلا عن سقيفة الجوهري :
قال عوانة قال إسماعيل قال الشعبي فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو فسمعته يقول ... اما و الله لو ان لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف ان تكون صاحب فتنة و فرقة. قال المقداد ان من دعا إلى الحق و أهله و ولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة و لكن من أقحم الناس في الباطل و آثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة و الفرقة. قال فتربد وجه عبد الرحمن ثم قال لو اعلم انك إياي تعنى لكان لي و لك شأن. قال المقداد إياي تهدد يا بن أم عبد الرحمن ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف. قال جندب بن عبد الله فاتبعته و قلت له يا عبد الله أنا من أعوانك ، فقال رحمك الله ان هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان و لا الثلاثة ، قال فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام) فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن و الله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل و الله المستعان. فقلت و الله انك لصبور قال فان لم اصبر فما ذا اصنع ، قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا و عبد الرحمن بن عوف فقالا كذا و كذا ثم قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي (عليه السلام) لقد صدق المقداد ، فماذا اصنع ؟ فقلت تقوم فى الناس فتدعوهم إلى نفسك وبخبرهم انك أولى بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإذا أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فان دانوا لك فذاك وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجة ، فقال (عليه السلام) : اترجو يا جندب ان يبا يعني من كل عشرة واحد ؟ قلت ارجو ذلك ، قال لكني لا ارجو ذلك ، لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك ان الناس ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد وقبيله واما قريش بينها تقول ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا ويرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش ودون غيرهم من الناس وهم ان وَلَوْه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبدا و متى كان في غيرهم تداولته قريش بينها لا و الله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبدا. فقلت جعلت فداك يا بن عم رسول الله لقد صدعت قلبي بهذا القول ا فلا ارجع إلى المصر فأوذن الناس بمقالتك و أدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذاك. قال فانصرفت إلى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا اعدم رجلا يقول لي ما اكره واحسن ما اسمعه قول من يقول دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك فأقول ان هذا مما ينفعني و ينفعك فيقوم عني و يدعني .
و زاد أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري حتى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبه أيام وَلِيَنا فبعث إليَّ فحبسني حتى كُلِّم فيَّ فخلى سبيلي .
وروى الجوهري قال نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم يا معشر المسلمين أنا قد كنا ما كنا نستطيع الكلام قلة و ذلة فأعزنا الله بدينه و وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مره و هاهنا مره ما أنا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله. فقال له هشام بن الوليد بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك ما أنت و ما رأت قريش لأنفسها انك لست في شىء من أمرها و إماراتها فتنح عنها. و تكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار و انتهروه فقال الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثم قام فانصرف.
(15) تاريخ الطبري ج4 : 224 عن عمر بن شبة عن علي بن محمد (المدائني) عن وكيع عن الاعمش عن ابراهيم (التيمي) ومحمد بن عبد الله الانصاري عن ابن ابي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب ، وابي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل ، ومبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ويونس بن ابي اسحق عن عمر و بن ميمون الاودي ، وفي تاريخ المدينة المطبوع لابن شبة ج3 ص 924 سقط من الرواية نحو من ثلاث ورقات من اولها مع الاسانيد . وقد روى الرواية ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2744-280 روى القسم الاول منها عن يونس عن الحسن وهشام بن عروة عن ابيه ، ومن هذا القسم قول عمر لابي طلحة « وقم على رؤوسهم (اي الستة اهل الشورى) فان اجتمع خمسة على رأي واحد وابي واحد فاشدخ راسه بالسيف . . » وروى القسم الثاني (ومنه قول المقداد واختلاف بني امية وبني هاشم) عن ابي الحسن المدائني وكلا القسمين لم ينسبهما الى عمرو بن ميمون . وقد حاول يحيى اليحيي في رسالته للماجستير (مرويات ابي مخنف) ط الرياض 1410 ان يجعل متن الرواية بقسميها على انها رواية ابي مخنف وان قصة الشورى في الطبري انما هي تلفيق بين متون رواية ابراهيم التيمي وشهربن حوشب وابي مخنف ، ولا دليل له على ذلك اذ لو كان الطبري قد صنع ذلك لاشار اليه كما هو ديدنه (نظير ما صنعه في المورد الذي رواه في ج4 ،213 ، وج4 : 198وغيرها) ولو كان ابن شبة صنعه لاشار اليه ولو اشار اليه لذكره الطبري عنه لان روايته انما هي رواية ابن شبة باسانيدها التي ذكرها ولم يضف اليها شيئا آخر . وقد حاول مؤلف رسالة الماجستير ايضا تضعيف رواية ابن سعد في الطبقات ج3 : 342 بسنده الى سماك بن حرب التي تفيد ان عمر امر بادخال اهل الشورى بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والا فلتضرب اعناقهم . بدعوى ان سليمان بن حرب ضعيف ونقل ذلك عن التقريب لابن حجر غير ان المؤلف لم ينقل للقارىء بأمانة ما وجده في المصدر اذ قال ابن حجر في التقريب (ان سماك بن حرب صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة) ، وهذا التخصيص قد قال به ابن المدائني قبل ابن حجر ، وفي ميزان الاعتدال للذهبي قال في ترجمة سماك (صدوق صالح من اوعية العلم مشهور وقال يعقوب بن شيبة هو في عكرمة غير صالح) .
(16) الاستيعاب : 1138 ترجمة عمار .
(17) قال في الاستيعاب : 1480 في ترجمته : كان قديم الاسلام وهو من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة وقد شهد مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) كلها .
(18) كلام : 217 نهج البلاغة الخطبة : 172 .
(19) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج9 : 306 .
(20) شرح النهج ج9 : 54 ومروج الذهب ج3 : 12 .
(21) الامامة والسياسة ج1 : 56 انساب الاشراف ج2 : 75 الاغاني ج15 : 46 نهج البلاغة ج3 : 68 حمهرة رسائل العرب ج1 : 595 .
(22) الضمير يرجع الى الخلافة والامرة
(23) يريد ابا بكر .
(24) أي لا يضاهيه في منزلته في زمانه احد .
(25) الكشح بين الخاصرة والجنب وطويت عنها كشحا كناية عن تركها .
(26) الجذاء المقطوعة .
(27) الطخية هي الظلمة ونسبة العمى اليها مجاز عقلي وانما يعمى القائمون فيها اذ لا يهتدون الى الحق ، والمعنى فكرت في حالين حال القيام وليس من ناصر الا اهل بيتي وافراد قلائل وهم لا يكفون للنصرة او الصبر على ظلمة وبعد عن الحق وعودة الى الجاهلية بأسم الاسلام وهي ظلمة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير كناية عن شدتها وطولها . ثم رأى (عليه السلام) ان الصبر على الحال الاخيرة احجى أي الزم واجدر عقلا وشرعا .
(28) استمرت هذه المحنة التي اشار اليها(عليه السلام) خمسا وعشرين سنة وتمثلت بالانقلاب على الاعقاب وكان ابرز مظاهره اضافة الى العدول عمن نصبه الله ورسوله حجة يهتدون بهديه ويحتكمون اليه لا الى غيره احياء بعض الاعراف الجاهلية (انظر الفصل السابع من هذا الكتاب) والمنع من نشر احاديث النبي (صلى الله عليه وآله)وبخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته (عليهم السلام) انظر مصادر ذلك صفحة 159 - 163 ، من وقد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن اهل البلاد المفتوحة شرقا وغربا بمنزلة اهل البيت (عليهم السلام) وقد اشار إلى ذلك (عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش ايام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها وارتفاع ذكرها في تلك الأيام وخمول ذكره (عليه السلام) (فكنا ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب) شرح النهج 2 : 299.
(29) اسـف الـطائر دنا مـن الارض . والمعنـى انه (عليه السلام) سالمهم فدنا منهم واقتـرب حين كانوا يرغبون بذلك وابتعد عنهـم حين يجد رغبتهـم فــي ذلك .
(30) يشير الى سعد بن ابي وقاص قال الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج « وكان في نفسه (أي سعد) شىء من علي كرم الله وجهه من قبل اخواله لان امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهور » .
(31) يشير الى عبد الرحمن بن عوف فقد كان صهرا لعثمان لان زوجته ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط كانت اختا لعثمان من امه .
(32) يشير الى اغراض اخرى كره ذكرها .
(33) يشير الى عثمان وقوله نافجا حضنيه أي رافعا لهما والحضن ما بين الابط والكشح ويقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه . والنثيل الروث . والخضم : الاكل باقصى الاضراس او ملء الفم بالمأكول . والبطنة البطر والاشر .
(34) عرف الضبع : ما كثر على عنقها من الشعر ويضرب به المثل في الكثرة والازدحام . وينثالون يتتابعون مزدحمين .
(35) يشير إلى طلحة والزبير وأتباعهما .
(36) يشير إلى أهل النهروان .
(37) يشير إلى أهل صفين .
(38) الخطبة : 3 . وهذه الخطبة هي المعروفة با الشقشقية وقد ذكروا في سبب تسميتها بذلك انه (عليه السلام) لما بلغ كلامه إلى الموضع الانف الذكر قام اليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس (رضي الله عنه) يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت فقال هيهات يابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
قال ابن عباس فوالله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث اراد .
قال ابن ابي الحديد حدثني شيخي ابو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة ، قال : قرأت على الشيخ ابي محمد عبد الله بن احمد المعروف يابن الخشاب هذه الخطبة ، فلما انتهيت الى هذا الموضع ، قال لي : لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له : وهل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف الا يكون بلغ كلامه ما اراد والله مارجع عن الاولين ولاعن الاخرين ، ولا بقي في نفسه احد لم يذكره الا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل . قال : فقلت له : اتقول انها منحولة ! فقال : لا والله ، واني لأعلم انها كلامه ، كما اعلم انك مصدق . قال : فقلت له : ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالى فقال انى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب ! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر . ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنِّفَت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها ، واعرف خطوط من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي .
قال ابن ابي الحديد : وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الانصاف) وكان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 : 203-206 .
(39) كان ذلك بسبب عوامل عدة اهمها اختلاف قريش مع عثمان بسبب ايثاره بالولايات والاموال بني امية دون غيرهم من قبائل قريش .




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-26-2013, 10:35 AM
  #51

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
شبهات وردود
الحلقة الثانية : الرد على الشبهات التي أثارتها نشرة الشورى حول النص على الإمام علي (ع)</SPAN>
الفصل الخامس : الشورى السداسية برواية عمر بن ميمون

قال البغدادي : ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك حصر عمر الشورى بالستة كان ترشيحا خاضعا للقبول والرفض من الأمة .
اقول : قال الماوردي ان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة ، وقد روت المصادر السنية المعتبرة ان عمر قال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار فأجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا وأبى واحد فاشدخ رأسه .
نص الشبهة

قال البغدادي : « ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك استخلاف عمر للستة كان ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض من الأمة » .
الرد على الشبهة

اقول : ان قوله هذا رأىٌ شاذ وافقه عليه بعض السنة .
قال الماوردي : « وأما انعقاد الإمامة بعهد من قبله ، فهو مما انعقد الإجماع على جوازه ، ووقع الاتفاق على صحته ، لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما :
أحدهما : ان أبا بكر عهد بها إلى عمر فاثبت المسلمون إمامته بعهده .
والثاني : ان عمر عهد بها إلى أهل الشورى فقبلت الجماعة دخولهم فيها وخرج باقي الصحابة منها . . . فان لم يكن ولدا ولا والدا جاز ان ينفرد بعقد البيعة له وبتفويض العهد إليه وان لم يستشر فيه أحدا من أهل الاختيار لكن اختلفوا هل يكون ظهور الرضا منهم شرطا في انعقاد بيعته أولا ؟
فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى ان رضا أهل الاختيار شرط في لزومها للامة . .
والصحيح ان بيعته منعقدة ، وان الرضا بها غير معتبر لان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة » (1) .
وقال النووي وغيره : « اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ، وعلى انعقادها بأهل الحل والعقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره » (2) .
وقصة الشورى واستخلاف عثمان صريحة في أنها كانت بيعة من عبد الرحمن لعثمان بعد ما فوضه الأربعة ان يكون الأمر أمره ، ومن هنا قال عبد الرحمن لعلي بايع وإلاّ ضربت عنقك (3) .
ونحن نورد فقرات من رواية مفصلة رواها الطبري عن عمر بن شبة بأسانيده إلى عمرو بن ميمون .
قصة الشورى :

قال عمرو بن ميمون :
« ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت ! قال : من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته فان سألني ربي قلت : سمعت نبيك يقول (انه أمين هذه الأمة) (4) .
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته فان سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول (ان سالما شديد الحب لله) (5) .
فقال له رجل أدلك عليه ، عبد الله بن عمر . . . قال بحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد . . ان استخلفت فقد استخلف من هو خير مني ، وان اترك فقد ترك من هو خير مني ، ولن يضيع الله دينه .
فخرجوا ثم رجعوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا ، فقال كنت عزمت بعد مقالتي لكم ان انظر فأولي رجلا أمركم ، هو أحراكم ان يحملكم على الحق وأشار إلى علي (6) . . . فما أريد ان أتحملها حيا وميتاً (7) .
عليكم بهؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انهم من أهل الجنة) علي وعثمان وعبد الرحمن وسعد وطلحة والزبير فليختاروا رجلا . ثم دعا بهم وقال لهم إني نظرت فوجدتكم رؤساءهم وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلاّ فيكم .
وقال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم ، فان اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه ، وان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، فان رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم ، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس (8) .
واستشار عبد الرحمن الناس (9) فقال له عمار بن ياسر ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا ، فقال المقداد بن الأسود صدق عمار ان بايعت عليا قلنا سمعنا واطعنا .
وقال ابن أبي سرح ان أردت إلا تختلف قريش فبايع عثمان ، فقال عبد الله بن أبي ربيعة صدق ان بايعت عثمان قلنا سمعنا واطعنا .
وقال عمار : أيها الناس ان الله عز وجل أكرمنا بنبيه وأعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم .
فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية وما أنت وتأمير قريش لأنفسها (10) .
فقال سعد بن أبي وقاص : يا عبد الرحمن افرغ قبل ان يفتتن الناس .
ودعا عبد الرحمن على ا فقال له عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده .
قال أرجو ان افعل واعمل بمبلغ علمي وطاقتي (11) .
ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي ، فقال نعم فبايعه (12) .
فقال علي : حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان إلاّ ليرد الأمر إليك (13) .
فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فأني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان .
فقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا لا أقول ان أحداً اعلم ولا أقضى منه بالعدل أما والله لو أجد عليه أعوانا (14) .
فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة » (15) .
أقول ان هذه الرواية لا تدع شكا في ان حصر عمر الأمر في الستة على ان يبايعوا أحدهم لم يكن مجرد ترشيح ولو كان كذلك فما الداعي إلى الأمر بقتل الواحد إذا خالف الخمسة والاثنين إذا خالفا الأربعة ؟
ان التأمل في الفقرات التي أوردناها تلفت نظر القارئ إلى ان السلطة كانت بيد قريش وان المسلمين كانوا مغلوبين على أمرهم ، وان مثل عمار بن ياسر الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ان عمارا ملئ أيمانا إلى أخمص قدميه) (من ابغض عمار ابغضه الله تعالى) (16) كان يقال له حين هتف باسم علي ما أنت وتأمير قريش لأنفسها) .
ومن هنا قال المقداد (17) قوله « أما والله لو أجد عليه أعوانا » الآنف الذكر .
علي (عليه السلام) يتظلم من قريش :

وقد نبَّه علي (عليه السلام) في أحاديثه مرارا إلى هذه الحقيقة المرة في تغلب قريش بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) على الأمر كما في قوله : « اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فانهم قطعوا رحمي ، وصغرّوا عظيم منزلتي ، واكفأوا إنائي ، واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا إلا ان في الحق ان تأخذه ، وفي الحق ان تُمنعه ، فاصبر مغموما ، أو مُت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجاوصبرت من كظم الغيظ على أمرِّ من العلقم ، وآلم للقلب من حز الشفار (18) .
وقوله (عليه السلام) : « فجزى قريشا عني الجوازي فانهم ظلموني حقي واغتصبوني سلطان ابن امي » (19) .
وقوله : « لقد أخافتني قريش صغيرا ، وانصبتني كبيرا ، حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى » (20) .
وقوله في رسالته لاخيه عقيل : « فان قريشا قد اجتمعت على حرب اخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم ، وجهلوا حقي ، وجحدوا فضلي ، ونصبوا لي الحرب ، وجدُّوا في اطفاء نور الله ، اللهم فاجزِ قريشا عني بفعالها ، قد قطعت رحمي وظاهرت عليَّ . . . » (21) .
وقوله : « أما والله لقد تقمصها (22) فلان (23) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، (24) فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا (25) ، وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء (26) ، أو أصبر على طخية عمياء (27) . . . فرأيت الصبر على هاتا احجى . . . حتى إذا مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده . . . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لَشَدَّما تشطرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كَلْمُها . . . فصبرت على طول المدةوشدة المحنة (28) ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة ، زعم أني أحدهم ، فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائرولكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا (29) ، فصغا رجل (30) منهم لضغنه ، ومال (31) الآخر لصهره ، مع هن وهن (32) ، إلى ان قام ثالث (33) القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى ان انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بِطنته .
فما راعني إلا وانثيال الناس كعرف الضبع (34) إليَّ ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالآمر نكثت طائفة (35) ومرقت أخرى (36) وقسط آخرون (37) . . . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كِظَّةِ ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غار بها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز » (38) .
ومن الواضح ان الأنصار واغلب المهاجرين بعد ان انفلتوا من سلطان قريش (39) وعادت إليهم حريتهم تهافتوا على علي (عليه السلام) كتهافت الفراش يطلبون منه البيعة بصفته الشخص الذي دعا الكتاب والسنة إلى بيعته أما في زمن أبي بكر وعمر فلم تكن لهم حرية ان يبايعوا من أرادوا وأراده الكتاب والسنة إذ بايع خمسة أشخاص أبا بكر وهم عمر وأبو عبيدة وسالم من المهاجرين واسيد بن حضير وبشير بن سعد ومن تبعهما من الأنصار ممن كان حاضرا ولبّس الأمر على طائفة من الأنصار بسبب العصبية القبلية وأُجبِر الباقي على البيعة بشكل أو بآخر ، وقد أشار علي (عليه السلام) إلى هذه الحرية في إحدى خطبه بقوله « ولئن رُدَّ عليكم أمركم أنكم لسعداء » (40) . وأشار إلى التلبيس بقوله « ما ختلتكم عن أمركم ولا لبَّسته عليكم » .
______________________
(1) الأحكام السلطانية : 10 .
(2) فتح الباري ج16 : 334 .
(3) انساب الأشراف ج4 : 508 . واللفظ في صحيح البخاري ج9 : 98(فلا تجعل على نفسك سبيلا) .
(4) مما لا شك فيه ان هذا الحديث من الموضوعات وقد وضع في قبال ما عرف عن علي (عليه السلام)والأئمة من ولده أنهم أمناء الله في أرضه وحججه على عباده ، وتوجد زيارة لقبر علي (عليه السلام)معروفة بزيارة أمين الله .
(5) انظر أيضا في طبقات عمر بن سعد ج3 : 343 وتاريخ المدينة لابن شبة922 ومسند احمد بن حنبل ج1 : 20 ومختصر تاريخ بن عساكر ج4319 وقد كان أبو عبيدة وسالم أول من حضر من المهاجرين أمر السقيفة (الأحكام السلطانية ص7) قال في الاستيعاب : 568 في ترجمة سالم (وكان سالم من أهل فارس معدودا من المهاجرين لانه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة وقد روي انه هاجر مع عمر ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم وقد كان عمر يفرط في الثناء عليه ، وقد روي عنه انه قال لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى وذلك بعدما طعن فجعلها شورى) أقول والحديث من الموضوعات ولو تنزلنا وسلمنا به فان من الغريب ان يخضع أبو حفص لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في سالم (ان سالم شديد الحب لله) ولا يخضع لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي يوم خيبر (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده) ثم دعا عليا (عليه السلام) وهو ارمد فأعطاه الراية وكان الفتح على يده .
(6) انظر أيضا طبقات ابن سعد ج3 : 342 وفي انساب الاشراف ج3 : 103 قال عمر لئن ولوها الاجيلح ليركبن بهم الطريق، وانظر ايضا المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج5 : 446 ، وفي الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (تـ 694) ط2 بمصر 373 ، ج2 : 95 قال عمر لله درهم ان ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وان كان السيف على عنقه قال محمد بن كعب فقلت أتعلم ذلك منه ولا توليه فقال ان تركتهم فقد تركهم من هو خير مني .
(7) وفي رواية البلاذري 4 : 501 قال (اكره ان أتحملها حيا وميتا) قلت (بل تحمل أبو حفص حيا وميتا مسئولية إبعاد علي(عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله ورسوله فيه ، اما تحمله لذلك حياً فقد تبين حين شدَّ عن وسطه وذبَّ عن بيعة أبي بكر وفرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو ادى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما مر تفصيله في الفصل الثالث ، واما تحمله للأمر ميتا فقد تبيَّن حين ابتكر الشورى السداسية وعيَّن أفرادها وفرض على علي(عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول : ان لا يبايَع علي(عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين الاصوت الزبير في قبال عثمان الذي له اربعة اصوات هذا مضافا الى شرط جديد في البيعة وهو العمل بسيرة الشيخين وهو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط . الثاني : ان تُضمن بيعة علي لعثمان ولو كرها قبل ان يخرجوا من البيت وهو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة ويطالب المسلمين بنصرته وانه اذا بايع ولو كرها امنوا من تحركه ضدهم . الثالث : ان تخلق الاندادلعلي (عليه السلام) كالزبير الذي كان بالامس جنديا لعلي (عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثم صار بعد قتل عثمان نِدّاً له ينافسه على الامر ويقاتله عليه . وتذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان . قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته : « ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه الى داره قال سعيد فزادني وخط لي برجليه فقلت يا امير المؤمنين زدني فانه نَبَتَتْ لي نابتة من ولد واهل فقال حسبك واختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان... فوصلني واحسن وقضى حاجتي واشركني في امانته » . وسعيد بن العاص هو من اقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن احيحة بن امية وعثمان هو ابن عفان بن ابي العاص بن امية.
قال العلامة العسكري « ويتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بُتَّ فيه في حياة الخليفة عمر وتعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر.. » معالم الدرستين ج1/183.
(8) في طبقات بن سعد بسنده عن سماك ان عمر قال للانصار ادخلوهم بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والاّ فأدخلوا عليهم فاضربوا اعناقهم ج3 : 342 ، وفي انساب الأشراف للبلاذري4 : 503 قال عمر ليتبع الاقل الاكثر فمن خالفكم فاضربوا عنقه ومثله في كنز العمال 12 : 681 .
(9) وفي صحيح البخاري ج9 : 97 قال عبد الرحمن لاهل الشورى لست بالذي انافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه وفي ج5 : 22 قال عبد الرحمن لاهل الشورى اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت امري الى علي فقال طلحة جعلت امري الى عثمان وقال سعد قد جعلت امري الى عبد الرحمن بن عوف ثم قال عبد الرحمن لعلي وعثمان اجعلوه اليّ والله عليّ ان لاآلوا عن افضلكم .
(10) انظر ايضا انساب الاشراف تحقيق المحمودي ج2 : 144 خبر 142 .
(11) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 ان عليا (عليه السلام) قال لعبد الرحمن لما عرض عليه البيعة على كتاب الله وسنة النبي وسيرة ابي بكر وعمر قال : « ان كتاب الله وسنة نبيه لايحتاج معهما الى اجّيري أحد » . والأجيري بالكسر والتشديد : العادة والطريقة) .
(12) وفي صحيح البخاري:ابايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبدالرحمنوبايعه الناسس المهاجرونوالانصاروامراءالأجنادوالمسلمون
(13) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 قال علي (عليه السلام) لعبد الرحمن بن عوف انت مجتهد ان تزوي هذا الامر عني .
(14) جاء في تاريخ اليعقوبي ج2 : 163 قول المقداد : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم . وفي مروج الذهب ج2:343 قال المقداد : يا عبد الرحمن اعجب من قريش انما تطولهم على الناس بفضل اهل هذا البيت قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعده من ايديهم ، اما وايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالي أياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر).
(قال المسعودي وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار) .
قلت قد أورد الكلام مفصلا ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 9 : 56) نقلا عن سقيفة الجوهري :
قال عوانة قال إسماعيل قال الشعبي فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو فسمعته يقول ... اما و الله لو ان لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف ان تكون صاحب فتنة و فرقة. قال المقداد ان من دعا إلى الحق و أهله و ولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة و لكن من أقحم الناس في الباطل و آثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة و الفرقة. قال فتربد وجه عبد الرحمن ثم قال لو اعلم انك إياي تعنى لكان لي و لك شأن. قال المقداد إياي تهدد يا بن أم عبد الرحمن ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف. قال جندب بن عبد الله فاتبعته و قلت له يا عبد الله أنا من أعوانك ، فقال رحمك الله ان هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان و لا الثلاثة ، قال فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام) فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن و الله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل و الله المستعان. فقلت و الله انك لصبور قال فان لم اصبر فما ذا اصنع ، قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا و عبد الرحمن بن عوف فقالا كذا و كذا ثم قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي (عليه السلام) لقد صدق المقداد ، فماذا اصنع ؟ فقلت تقوم فى الناس فتدعوهم إلى نفسك وبخبرهم انك أولى بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإذا أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فان دانوا لك فذاك وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجة ، فقال (عليه السلام) : اترجو يا جندب ان يبا يعني من كل عشرة واحد ؟ قلت ارجو ذلك ، قال لكني لا ارجو ذلك ، لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك ان الناس ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد وقبيله واما قريش بينها تقول ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا ويرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش ودون غيرهم من الناس وهم ان وَلَوْه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبدا و متى كان في غيرهم تداولته قريش بينها لا و الله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبدا. فقلت جعلت فداك يا بن عم رسول الله لقد صدعت قلبي بهذا القول ا فلا ارجع إلى المصر فأوذن الناس بمقالتك و أدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذاك. قال فانصرفت إلى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا اعدم رجلا يقول لي ما اكره واحسن ما اسمعه قول من يقول دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك فأقول ان هذا مما ينفعني و ينفعك فيقوم عني و يدعني .
و زاد أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري حتى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبه أيام وَلِيَنا فبعث إليَّ فحبسني حتى كُلِّم فيَّ فخلى سبيلي .
وروى الجوهري قال نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم يا معشر المسلمين أنا قد كنا ما كنا نستطيع الكلام قلة و ذلة فأعزنا الله بدينه و وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مره و هاهنا مره ما أنا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله. فقال له هشام بن الوليد بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك ما أنت و ما رأت قريش لأنفسها انك لست في شىء من أمرها و إماراتها فتنح عنها. و تكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار و انتهروه فقال الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثم قام فانصرف.
(15) تاريخ الطبري ج4 : 224 عن عمر بن شبة عن علي بن محمد (المدائني) عن وكيع عن الاعمش عن ابراهيم (التيمي) ومحمد بن عبد الله الانصاري عن ابن ابي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب ، وابي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل ، ومبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ويونس بن ابي اسحق عن عمر و بن ميمون الاودي ، وفي تاريخ المدينة المطبوع لابن شبة ج3 ص 924 سقط من الرواية نحو من ثلاث ورقات من اولها مع الاسانيد . وقد روى الرواية ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2744-280 روى القسم الاول منها عن يونس عن الحسن وهشام بن عروة عن ابيه ، ومن هذا القسم قول عمر لابي طلحة « وقم على رؤوسهم (اي الستة اهل الشورى) فان اجتمع خمسة على رأي واحد وابي واحد فاشدخ راسه بالسيف . . » وروى القسم الثاني (ومنه قول المقداد واختلاف بني امية وبني هاشم) عن ابي الحسن المدائني وكلا القسمين لم ينسبهما الى عمرو بن ميمون . وقد حاول يحيى اليحيي في رسالته للماجستير (مرويات ابي مخنف) ط الرياض 1410 ان يجعل متن الرواية بقسميها على انها رواية ابي مخنف وان قصة الشورى في الطبري انما هي تلفيق بين متون رواية ابراهيم التيمي وشهربن حوشب وابي مخنف ، ولا دليل له على ذلك اذ لو كان الطبري قد صنع ذلك لاشار اليه كما هو ديدنه (نظير ما صنعه في المورد الذي رواه في ج4 ،213 ، وج4 : 198وغيرها) ولو كان ابن شبة صنعه لاشار اليه ولو اشار اليه لذكره الطبري عنه لان روايته انما هي رواية ابن شبة باسانيدها التي ذكرها ولم يضف اليها شيئا آخر . وقد حاول مؤلف رسالة الماجستير ايضا تضعيف رواية ابن سعد في الطبقات ج3 : 342 بسنده الى سماك بن حرب التي تفيد ان عمر امر بادخال اهل الشورى بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والا فلتضرب اعناقهم . بدعوى ان سليمان بن حرب ضعيف ونقل ذلك عن التقريب لابن حجر غير ان المؤلف لم ينقل للقارىء بأمانة ما وجده في المصدر اذ قال ابن حجر في التقريب (ان سماك بن حرب صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة) ، وهذا التخصيص قد قال به ابن المدائني قبل ابن حجر ، وفي ميزان الاعتدال للذهبي قال في ترجمة سماك (صدوق صالح من اوعية العلم مشهور وقال يعقوب بن شيبة هو في عكرمة غير صالح) .
(16) الاستيعاب : 1138 ترجمة عمار .
(17) قال في الاستيعاب : 1480 في ترجمته : كان قديم الاسلام وهو من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة وقد شهد مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) كلها .
(18) كلام : 217 نهج البلاغة الخطبة : 172 .
(19) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج9 : 306 .
(20) شرح النهج ج9 : 54 ومروج الذهب ج3 : 12 .
(21) الامامة والسياسة ج1 : 56 انساب الاشراف ج2 : 75 الاغاني ج15 : 46 نهج البلاغة ج3 : 68 حمهرة رسائل العرب ج1 : 595 .
(22) الضمير يرجع الى الخلافة والامرة
(23) يريد ابا بكر .
(24) أي لا يضاهيه في منزلته في زمانه احد .
(25) الكشح بين الخاصرة والجنب وطويت عنها كشحا كناية عن تركها .
(26) الجذاء المقطوعة .
(27) الطخية هي الظلمة ونسبة العمى اليها مجاز عقلي وانما يعمى القائمون فيها اذ لا يهتدون الى الحق ، والمعنى فكرت في حالين حال القيام وليس من ناصر الا اهل بيتي وافراد قلائل وهم لا يكفون للنصرة او الصبر على ظلمة وبعد عن الحق وعودة الى الجاهلية بأسم الاسلام وهي ظلمة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير كناية عن شدتها وطولها . ثم رأى (عليه السلام) ان الصبر على الحال الاخيرة احجى أي الزم واجدر عقلا وشرعا .
(28) استمرت هذه المحنة التي اشار اليها(عليه السلام) خمسا وعشرين سنة وتمثلت بالانقلاب على الاعقاب وكان ابرز مظاهره اضافة الى العدول عمن نصبه الله ورسوله حجة يهتدون بهديه ويحتكمون اليه لا الى غيره احياء بعض الاعراف الجاهلية (انظر الفصل السابع من هذا الكتاب) والمنع من نشر احاديث النبي (صلى الله عليه وآله)وبخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته (عليهم السلام) انظر مصادر ذلك صفحة 159 - 163 ، من وقد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن اهل البلاد المفتوحة شرقا وغربا بمنزلة اهل البيت (عليهم السلام) وقد اشار إلى ذلك (عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش ايام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها وارتفاع ذكرها في تلك الأيام وخمول ذكره (عليه السلام) (فكنا ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب) شرح النهج 2 : 299.
(29) اسـف الـطائر دنا مـن الارض . والمعنـى انه (عليه السلام) سالمهم فدنا منهم واقتـرب حين كانوا يرغبون بذلك وابتعد عنهـم حين يجد رغبتهـم فــي ذلك .
(30) يشير الى سعد بن ابي وقاص قال الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج « وكان في نفسه (أي سعد) شىء من علي كرم الله وجهه من قبل اخواله لان امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهور » .
(31) يشير الى عبد الرحمن بن عوف فقد كان صهرا لعثمان لان زوجته ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط كانت اختا لعثمان من امه .
(32) يشير الى اغراض اخرى كره ذكرها .
(33) يشير الى عثمان وقوله نافجا حضنيه أي رافعا لهما والحضن ما بين الابط والكشح ويقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه . والنثيل الروث . والخضم : الاكل باقصى الاضراس او ملء الفم بالمأكول . والبطنة البطر والاشر .
(34) عرف الضبع : ما كثر على عنقها من الشعر ويضرب به المثل في الكثرة والازدحام . وينثالون يتتابعون مزدحمين .
(35) يشير إلى طلحة والزبير وأتباعهما .
(36) يشير إلى أهل النهروان .
(37) يشير إلى أهل صفين .
(38) الخطبة : 3 . وهذه الخطبة هي المعروفة با الشقشقية وقد ذكروا في سبب تسميتها بذلك انه (عليه السلام) لما بلغ كلامه إلى الموضع الانف الذكر قام اليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس (رضي الله عنه) يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت فقال هيهات يابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
قال ابن عباس فوالله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث اراد .
قال ابن ابي الحديد حدثني شيخي ابو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة ، قال : قرأت على الشيخ ابي محمد عبد الله بن احمد المعروف يابن الخشاب هذه الخطبة ، فلما انتهيت الى هذا الموضع ، قال لي : لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له : وهل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف الا يكون بلغ كلامه ما اراد والله مارجع عن الاولين ولاعن الاخرين ، ولا بقي في نفسه احد لم يذكره الا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل . قال : فقلت له : اتقول انها منحولة ! فقال : لا والله ، واني لأعلم انها كلامه ، كما اعلم انك مصدق . قال : فقلت له : ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالى فقال انى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب ! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر . ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنِّفَت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها ، واعرف خطوط من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي .
قال ابن ابي الحديد : وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الانصاف) وكان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 : 203-206 .
(39) كان ذلك بسبب عوامل عدة اهمها اختلاف قريش مع عثمان بسبب ايثاره بالولايات والاموال بني امية دون غيرهم من قبائل قريش .




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-26-2013, 10:48 AM
  #52

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
شبهة حديث الاسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
يعد الاسراء والمعراج معجزة ثالبتة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا فقد حاول اعداء هذا الدين ترويج شبهات وافتراءات حول هذه المعجزة الخالدة. وقد كان اكثر تركيز هؤلاء الحاقدين ومن ضمنهم منتديات القذارة النصرانية على حديث نبوي رواه الامام البخاري في صحيحه.
وقبل ان نشرع في الرد عليهم من كتب علماؤنا الافاضل وفتاويهم الجليلة لا بد ان نعرض بشيء من الاختصار الى حادثة الاسراء والمعراج نفسها.
يقول تعالى في محكم التنزيل "سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لنُرِيَهُ من آياتنا إنَّهُ هو السميعُ البصير" الاسراء 1
روى الامام مسلم في كتاب (باب الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفرض الصلاة) حدثنا شيبان بن فروخ حثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيتُ البراق- وهو دابة ابيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه- قال فركبته حتى اتيت بيت المقدس-قال- فربطته بالحلقة التي يربط به الانبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجائني جبريل -عليه السلام- باناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل - صلى الله عليه وسلم- اخترتَ الفطرة ثم عرج بنا الى السماء ......" الى اخر الحديث بطوله.
اما اقوال العلماء في هذه الحادثة فنوردها على الاجمال وهي مبسوطة في كتب التفسير لمن شاء الاستزادة.
يقول الامام السيوطي في كتابه (الاسراء والمعراج):
"اختلف في الاسراء والمعراج هل كانا في ليلة واحدة ام لا وايهما كان قبل الاخر وهل كان في اليقظة او في المنام او بعضه في اليقظة وبعضه في المنام وهل كان مرة او مرتين او مرات ... إلا أن ما اتفق عليه الجمهور والفقهاء والمتكلمين الى انهما وقعا في ليلة واحدة في اليقظة وتواردت عليه الاخبار الصحيحة. اذ ان العبد مجموع من الروح والجسد ولو كان مناما لم يقل (بعبده) بل بروح عبده ولانه حُملَ على البراق والروح لا تحمل انما البدن" انتهى
ويقول الامام ابن كثير في تفسيره (تفسير القران العظيم):
" والحق انه عليه السلام أسريَ به يقظة لا مناما من مكة الى بيت المقدس وربط الدابة عند الباب ودخل فصلى في قبلة المسجد تحية المسجد ركعتين ثم اتى المعراج وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها فصعد فيه الى السماء الدنيا ثم الى بقية السماوات السبع فتلقاه من كل سماء مقربوها وسلم عليه الانبياء عليهم السلام الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم"انتهى (قلت: والحلقة التي ربط بها النبي صلى الله عليه وسلم البراق كانت في باب المغاربة احد ابواب القدس ولقد سرقها يهود عليهم لعائن الله)
ويقول الامام الشعراوي في تفسيره:
"ان الاسراء حدث ليلا فكانت هذه كافية للدلالة على وقوع الحادثة ليلا (لان السرى المشي ليلا) فقد يقول قائل لماذا لم يحدث الاسراء نهارا؟ نقول: حدث الاسراء ليلا لتظل المعجزة غيبا فلو ذهب في النهار لرأه الناس في الطريق ذهابا وايابا فتكون المسالة اذا حسية مشاهدة لا مجال فيها للايمان بالغيب. ولذلك قال الصديق رضي الله عنه "انا لنصدقه في ابعد من هذا نصدقه في خبر السماء - الوحي- فكيف لا نصدقه في هذا؟" اذن الحق سبحانه جعل هذا الحادث محكاً للايمان وممحصاً ليقين الناس. والاسراء كان بالروح والجسد معا فهذا مجال الاعجاز ولو كان بالروح فقط ما كذبه كفار مكة" انتهى
اذا تقرر هذا فالمعجزة ثابتة لا مجال لانكارها.
ولكن ما هي الشبهة التي يروجها هؤلاء الحاقدون؟؟
ورد في صحيح البخاري حديث الاسراء في كتاب التوحيد برواية شريك بن ابي نمر.
وقد علق العلماء على هذه الرواية كثيرا وانه قد ورد فيها الفاظ منكرة. وهذا ما استغله الحاقدون فروجوا الامر على انه شبهة من شدة جهلهم وقلة عقولهم.
ومن اهم ما انكره العلماء على رواية شريك هذا:
1- مخالفته محل سدرة المنتهى وانها فوق السماء الدنيا
2- ذكر الكوثر انه في السماء الدنيا وهو في الجنة
3- نسبة الدنو والتدلي لله عز وجل والمشهور في الحديث انه لجبريل عليه السلام
4- رجوعه صلى الله عليه وسلم الى رب العزة ليساله تخفيف الصلاة الى اقل من الخمس مع العلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك.
اما موقف العلماء من هذا الحديث فهو كما يلي:
أولا: قال الامام ابن كثير ما نصه "شريك بن عبد الله بن ابي نمر اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه" انظر تفسير ابن كثير
وقال البيهقي في دلائل النبوة " في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم انه صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه سبحانه"
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم "وقد جاء في رواية شريك في هذا الحديث اوهام انكرها عليه العلماء وقد نبه الامام مسلم على ذلك بقوله(فقد قدم واخر وزاد ونقص) وقد زاد شريك زيادة مجهولة واتى بالفاظ غير معروفة وشريك ليس بالحافظ عند اهل الحديث"
وقال الالباني رحمه الله في كتابه (الاسراء والمعراج):
"ولعل هذا الاختلاف من شريك نفسه فانه وان كان من رجال الشيخين فقد تكلموا في حفظه كما تراه مبسوطا في كتب الرجال وقد قال عنه ابن حجر نفسه الذي شرح صحيح البخاري في كتابه (التقريب) : صدوق يخطىء." انتهى
اذا تقرر هذا فلا حجة لاعداء الدين في التعليق على هذه الشبهة التي يروجون لها كثيرا عبر مواقعهم النتنة وحتى لو جاءت هذه الرواية في صحيح البخاري.
صحيح ان الامة قد تلقت صحيح البخاري ومسلم بالقبول ولكن العلماء قد اوردوا فيهما اخطاء لا تقلل من مكانتهما عند المسلمين والعصمة فقط للانبياء. علما ان هذه الاخطاء هي قليلة جدا وفي احاديث محدودة لا تتجاوز المئتي حديث
والله الهادي الى سواء السبيل






 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-27-2013, 10:46 PM
  #53

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
باركالله فيكم




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-29-2013, 06:02 PM
  #54

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
شبهات وردود
قوله أن النبي نهي عن الصلاة البتراء
نقول أن حديث ( لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ) غير موجود في كتب السنة على الإطلاق , وهو موجود بكل تأكيد في عقول الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!

قوله " قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد " دليل على لزوم الصلاة على الآل .

نقول لقد وردت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة على الآل ليس واجبة , منها قوله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به . مسند أحمد (( 15126 )) وكذلك قوله أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة. سنن الترمذي (( 446 )) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه . مسند أحمد (( 1574 )) وكل هذه الأحاديث وغيرها لم يُذكر فيها الصلاة على الآل .

قوله أنه لا دليل على جواز الصلاة على الصحابة .

نقول اختلف أهل السنة في حكم الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال بالمنع مالك والشافعي والمجد ابن تيمية، وحجتهم في ذلك أن ابن عباس قال (( لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار )) وقال بالجواز أحمد بن حنبل واختاره أكثر أصحابه كالقاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر واحتجوا بما روى عن على أنه قال لعمر: صلى الله عليك .. راجع مجموع الفتاوى جـ22 ص (472 ـ 474). واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة فيقال (( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً )) الأذكار للإمام النووي ص (177) وانظر مسائل من فقه الكتاب والسنة لعمر الأشقر ص (62 ـ 63).




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-29-2013, 06:02 PM
  #55

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
شبهات وردود
قوله " وجعلت لي الأرض مسجداً " دليل على جواز الصلاة على التربة

قال العراقي: أراد بالطيبة الطاهرة وبالطهور المطهر لغيره فلو كان معنى طهوراً طاهراً لزم تحصيل الحاصل وفيه أن الأصل في الأشياء الطهارة وإن غلب ظن النجاسة وأن الصلاة بالمسجد لا تجب وإن أمكن بسهولة وكان جاراً بالمسجد وخبر لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد لم يثبت وبفرضه المراد لا صلاة كاملة وهذا الخبر وما بعده قد احتجت به الحنفية على جواز التيمم بسائر ما على وجه الأرض ولو غير تراب وأخذ منه بعض المجتهدين أنه يصح التيمم بنية الطهارة المجردة لأنه لو لم يكن طهارة لم تجز الصلاة به وخالف الشافعي وردَّ ذلك بأنه مجاز لتبادر غيره والأحكام تناط باسم الحقيقة دون المجاز وبأنه لا يلزم من نفي الطهارة الحقيقية نفي المجازية.

قوله أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها .

أقول سوف أنقل الرواية كاملة حتى تتبين لنا الأمانة التي ألتزم بها القوم !! جاء في سنن أبي داود وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: كنت أصلِّي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآخذ قبضةً من الحصى لتبرد في كفي، أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر (!!) وعند البيهقي عن أنس في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (!) فهذه الأحاديث واضحة بفضل الله ولا تحتاج إلى شرح طويل , فصحابة الكرام لم يفعلوا ذلك تقرباً إلى الله كما يفعل الرافضة المبطلة, إنما فعلوا ذلك لأجل حاجة والتي هي شّدة الحّر .




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
قديممنذ /01-29-2013, 06:07 PM
  #56

 
الصورة الرمزية كيان انسان

كيان انسان غير متواجد حالياً

 
 رقم العضوية : 1559
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 الجنس : ذكر
 الدولة : Saudi Arabia
 مجموع المشاركات : 3,841
 النقاط : كيان انسان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10
 قوة التقييم : 770
:happy::184:
قـائـمـة الأوسـمـة


 

 

 

 

 
أ.د محمود حمدي زقزوق
قالوا إنه :

·
تزوج زوجة ابنه بالتبني زيد بن حارثة.

· أباح لنفسه الزواج من أي امرأة تهبه نفسها الخلاصة أنه شهواني.

الرد على الشبهة
:

الثابت المشهور من سيرته أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر.

والثابت كذلك أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلي رغبة في الاستكثار من البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عِزًّا ومنعة بين القبائل.

ومن الثابت كذلك في سيرته الشخصية اشتهاره بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة، رغم امتلاء المجتمع الجاهلي بشرائح من الزانيات اللاتي كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتع المحرمة.

ومع هذا كله ـ مع توفر أسباب الانحراف والسقوط في الفاحشة في مجتمع مكة ـ لم يُعرَف عن الرسول محمد إلا التعفف والطهارة بين جميع قرنائه؛ ذلك لأن عين السماء كانت تحرسه وتصرف عنه كيد الشيطان.

ويُرْوَى في ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.
هذه
واحدة..

أما الثانية
فهي أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب في الزواج لم يبحث عن "البكر" التي تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالي خمسة عشر عامًا، ثم إنها ليست بكرًا بل هي ثيب، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين؛ وهي السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هي التي اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله .

والثالثة
أنه بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - ا - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذي كانت أمه السيدة "مارية" القبطية.

والرابعة
أنه عاش عمره بعد وفاتها - ا - محبًّا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرها وهي مآثر لها خصوص في حياته وفي نجاح دعوته فيقول في بعض ما قال عنها: [ صدقتني إذ كذبني الناس وأعانتني بمالها ]. بل كان لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن كن من صديقاتها، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة - ا.

أما تعدد زوجاته فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها
:

أولاً
: كان عُمْرُ محمد في أول زواج له بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهي السنّ التي تنطفئ فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتي تركتهم خديجة - ا -.

وفيما يلي بيان هذا الزواج وظروفه.

الزوجة الأولى
: سودة بنت زمعة: كان رحيل السيدة خديجة - ا - مثير أحزان كبرى في بيت النبي وفي محيط الصحابة - رضوان الله عليهم - إشفاقًا عليه من الوحدة وافتقاد من يرعى شئونه وشئون أولاده. ثم تصادف فقدانه عمه أبا طالب نصيره وظهيره وسُمِّىَ العام الذي رحل فيه نصيراه خديجة وأبو طالب عام الحزن.

في هذا المناخ.. مناخ الحزن والوحدة وافتقاد من يرعى شئون الرسول وشئون أولاده سعت إلى بيت الرسول واحدة من المسلمات تُسمى خولة بنت حكيم السلمية وقالت: له يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلّة لفقد خديجة فأجاب : [ أجل كانت أم العيال وربة البيت]، فقالت يا رسول الله: ألا أخطب عليك .
فقال الرسول : ولكن – من بعد خديجة ! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيره فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج.. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها بمكة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن سودة هذه كانت زوجة للسكران بن عمرو وتوفي عنها زوجها بمكة فلما حلّت تزوجها الرسول وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة، وكان ذلك في رمضان سنة عشر من النبوة.

وعجب المجتمع المكي لهذا الزواج لأن "سودة" هذه ليست بذات جمال ولا حسب ولا تصلح أن تكون خلفًا لأم المؤمنين خديجة التي كانت عند زواج الرسول بها جميلة وضيئة وحسيبة تطمح إليها الأنظار.

وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هي الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة، فهي مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.

وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفي زوجها وتركها امرأة تحتاج هي وبنوها إلى من يرعاهم.

الزوجة الثانية بعد خديجة
: عائشة بنت أبى بكر الذي يقول عنه الرسول : "إن من آمن الناس علىّ في ماله وصحبته أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام..".

ومعروف من هو أبو بكر الذي قال عنه الرسول متحدثاً عن عطائه للدعوة " ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبى بكر "، وأم عائشة هي أم رومان بنت عامر الكناني من الصحابيات الجليلات، ولما توفيت نزل رسول الله إلى قبرها واستغفر لها وقال: "اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك "، وقال عنها يوم وفاتها:

"من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" ولم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً؛ ولذا لم يجد أي رجل من المشركين في هذا الزواج أي مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا في ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول وتشهيرًا به بأنه رجل شهواني غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا في ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما في هذه النماذج:
- فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول من هالة بنت عم آمنة التي تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول .

- وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها.

- وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذي بين المصطفي وبين " عائشة " 1.
كان هذا واقع المجتمع الذي تزوج فيه الرسول بعائشة. لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدًا من بعض أهل الكتاب لم ترَ أعينهم إلا زواج محمد بعائشة والتي جعلوها حدث الأحداث - على حد مقولاتهم - أن يتزوج الرجل الكهل بالطفلة الغريرة العذراء 2.

قاتل الله الهوى حين يعمى الأبصار والبصائر!

الزوجة الثالثة
: حفصة بنت عمر الأرملة الشابة: توفي عنها زوجها حنيس بن حذافة السهمي وهو صحابي جليل من أصحاب الهجرتين - إلى الحبشة ثم إلى المدينة - ذلك بعد جراحة أصابته في غزوة أُحد حيث فارق الحياة وأصبحت حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة وهي شابة.

وكان ترمّلها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب الذي كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها تخبو يومًا بعد يوم..

وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذي لا يتردد فيه الرجل من أن يخطب لابنته من يراه أهلاً لها..

بهذه المشاعر تحدث عمر إلى الصديق " أبى بكر " يعرض عليه الزواج من حفصة لكن أبا بكر يلتزم الصمت ولا يرد بالإيجاب أو بالسلب.

فيتركه عمر ويمضى إلى ذي النورين عثمان بن عفان فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه عثمان بالرفض..

فتضيق به الدنيا ويمضى إلى الرسول يخبره بما حدث فيكون رد الرسول عليه هو قوله: [يتزوج حفصةَ خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان خيرًا من حفصة] 3.

وأدركها عمر - - بفطرته إذ معنى قول الرسول فيما استشعره عمر هو أن من سيتزوج ابنته حفصة هو الرسول نفسه وسيتزوج عثمان إحدى بنات الرسول .

وانطلق عمر إلى حفصة والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة وارتياح القلب إلى أن الله قد فرّج كرب ابنته.

الزوجة الرابعة
: أم سلمة بنت زاد الراكب: من المهاجرين الأولين إلى الحبشة وكان زوجها أبو سلمة عبد الله ابن عبد الأسد المخزومي أول من هاجر إلى يثرب المدينة من أصحاب محمد . جاءت إلى بيت النبي كزوجة بعد وفاة " أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية " بزمن غير قصير.
سليلة بيت كريم، فأبوها أحد أجواد قريش المعروفين بلقب زاد الراكب؛ إذ كان لا يرافقه أحد في سفر إلا كفاه زاده.

وزوجها الذي مات عنها صحابي من بني مخزوم ابن عمة المصطفي وأخوه من الرضاعة ذو الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وكانت هي و زوجها من السابقين إلى الإسلام. وكانت هجرتهما إلى المدينة معًا وقد حدث لها ولطفلها أحداث أليمة ومثيرة ذكرتها كتب السير. رضي الله عن أم سلمة..

ولا نامت أعين المرجفين.

الزوجة الخامسة
: زينب بنت جحش: لم أرَ امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبديلا إلا لنفسها في العمل الذي تتصدق وتتقرب به إلى الله عز وجل4.

هكذا تحدثت أم المؤمنين عائشة - ا– عن " ضرّتها " زينب بنت جحش. أما المبطلون الحاقدون من بعض أهل الكتاب فقالوا: أُعْجِب محمد ـ وحاشا له - بزوجة متبناه " زيد بن حارثة " فطلقها منه وتزوجها.

ويرد الدكتور هيكل في كتابه "حياة محمد"5 على هذا فيقول: إنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم تارة أخرى، والخصومة القديمة للإسلام تأصلت في النفوس منذ الحروب الصليبية هي التي تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون.

والحق الذي كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله .. هو أن زواج محمد من زوجة ابنه بالتبني زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة ـ عادة التبني ـ التي هي في الحقيقة تزييف لحقائق الأمور كان لها في واقع الناس والحياة آثار غير حميدة.

ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت في مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة بل نبي الرسالة الخاتمة نفسه ليتم على يديه وفي بيته الإعلان العلمي عن إبطال هذه العادة.

وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة الآيات القرآنية التي جاءت إعلاناً عن هذا الحكم المخالف لعادات الجاهلية وتفسيرًا للتشريع الجديد في هذه ـ المسألة و في موضوع الزواج بزينب حيث تقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين6.

ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم 7.

وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً8.
مرة أخرى نذكر بأن زواج الرسول من زينب لم تكن وراءه أبدًا شهوة أو رغبة جنسية وإنما كان أمرًا من قدر الله وإرادته لإبطال عادة التبني من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة في المجتمع الجاهلي الذي كانت عادة التبني أصلاً من أصوله وتقليدًا مستقرًا فيه، فكان السبيل لأبطالها أن يتم التغيير في بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه .

وقد فطنت السيدة " زينب بنت جحش " نفسها إلى هذا الأمر فكانت تباهي به ضراتها وتقول لهن:" زوجكن أهاليكن وزوجني ربي من فوق سبع سمَاوات"9.

أما لماذا كان زيد بن حارثة نفسه يتردد على الرسول معربًا عن رغبته في تطليق زينب؛ فلم يكن - كما زعم المرجفون - أنه شعر أن الرسول يرغب فيها فأراد أن يتنازل عنها له..

ولكن لأن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه؛ ذلك أن زينب بنت جحش لم تنس أبدًا ـ وهي الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا عند بعض أهلها وأنه ـ عند الزواج بها ـ كان مولىً للرسول أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة.

فهو ـ وإن تبناه محمد وبات يسمى زيد بن محمد في عرف المجتمع المكي كله، لكنه عند العروس الحسيبة الشريفة والجميلة أيضا ما يزال ـ كما كان بالأمس - الأسير الرقيق الذي لا يمثل حُلم من تكون في مثل حالها من الحسب والجمال وليس هذا بغريب بل إنه من طبائع الأشياء.

ومن ثم لم تتوهج سعادتها بهذا الزواج، وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ في نفسه توهج السعادة هو الآخر، وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول يشكو زينب إليه كما جاء في البخاري من حديث أنس قال: جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل يقول له: [أمسك عليك زوجك واتق الله]10 قال أنس: لو كان النبي كاتمًا شيئًا لكتم هذا الحديث.

لكن الرسول كان يقول له كما حكته الآية: أمسك عليك زوجك ولا تسارع بتطليقها.

وزينب بنت جحش هي بنت عمة الرسول - كما سبقت الإشارة – وهو الذي زوجها لمولاه "زيد" ولو كانت به رغبة فيها لاختارها لنفسه؛ وخاصة أنه رآها كثيراً قبل فرض الحجاب، وكان النساء في المجتمع الجاهلي غير محجبات فما كان يمنعه – إذًا – من أن يتزوجها من البداية! ولكنه لم يفعل.

فالأمر كله ليس من عمل الإرادة البشرية لهم جميعًا: لا لزينب ولا لزيد ولا لمحمد ، ولكنه أمر قدري شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين في قضية إبطال عادة "التبني" التي كانت سائدة في المجتمع آنذاك.

يؤكد هذا ويدل عليه مجموع الآيات الكريمة التي تعلقت بالموضوع في سورة الأحزاب.
أما الجملة التي وردت في قوله تعالى: وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه11. فإن ما أخفاه النبي هو كتم ما كان الله قد أخبره به من أن زينب ـ يومًا ما ـ ستكون زوجًا له؛ لكنه لم يصرح به خشية أن يقول الناس: إنه تزوج زوجة ابنه بالتبني12.

الزوجة السادسة
: جويرية بنت الحارث الخزاعية: الأميرة الحسناء التي لم تكن امرأة أعظم بركة على قومها منها فقد أعتق الرسول بعد زواجه بها أهل مائة بيت من بني المصطلق التي هي منهم.

كانت ممن وقع في الأسر بعد هزيمة بني المصطلق من اليهود في الغزوة المسماة باسمهم. وكاتبها من وقعت في أسره على مال فذهبت إلى الرسول فقال لها: "أو خير من ذلك قالت: وما هو قال: أقضى عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: وقد أفاقت من مشاعر الهوان والحزن: نعم يا رسول الله. قال: قد فعلت"13.

وذاع الخبر بين المسلمين: أن رسول قد تزوج بنت الحارث بن ضرار زعيم بني المصطلق وقائدهم في هذه الغزوة..

معنى هذا أن جميع من بأيديهم من أسرى بني المصطلق قد أصبحوا بعد هذا الزواج كأنهم أصهار رسول الله .

وإذا تيار من الوفاء والمجاملة من المسلمين للرسول تجسد في إطلاق المسلمين لكل من بأيديهم من أسرى بني المصطلق وهم يقولون: أصهار رسول الله، فلا نبقيهم أسرى.

ومع أن زواج الرسول بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذي جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عزة.. فإذا هو يرحمها بالزواج، ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذا تصبح واحدة من أمهات المؤمنين.
ويقولون: إنه نظر إليها.

وأقول: أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه ـ وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة – هو الذي حرك في نفسه عاطفة الرحمة التي كان يأمر بها بمن في مثل حالتها ويقول: [ارحموا عزيز قوم ذل]، فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس.

على أن النظر شرعًا مأذون به عند الإقدام على الزواج - كما في هذه الحالة - وكما أمر به أحد أصحابه عند رغبته في الزواج - قائلاً له: [انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما]14.

وقد توفيت في دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهي في السبعين من العمر - ا.

الزوجة السابعة
: صفية بنت حُيىّ ـ عقيلة بنى النضير: إحدى السبايا اللاتي وقعن في الأسر بعد هزيمة يهود بني النضير أمام المسلمين في الوقعة المسماة بهذا الاسم، كانت من نصيب النبي فأعتقها وتزوجها: فماذا في ذلك! ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعًا في ذلك؛ وإنما كان موقفًا جانب الإنسانية فيه هو الأغلب والأسبق.
فلم يكن هذا الموقف إعجابًا بصفية وجمالها؛ ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التي يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن أوقعتهن ظروف الهزيمة في الحرب في حالة الاستضعاف والمذلة, لا سيما وقد أسلمن وحسن إسلامهن.

فقد فعل ذلك مع "صفية بنت حُيىّ" بنت الحارس عقيلة بني النضير اليهود أمام المسلمين في الموقعة المعروفة باسم غزوة بني قريظة بعد انهزام الأحزاب وردّهم مدحورين من وقعة الخندق.

الزوجة الثامنة
: أم حبيبة بنت أبى سفيان نجدة نبوية لمسلمة في محنة: إنها أم حبيبة "رملة" بنت أبى سفيان كبير مشركي مكة وأشد أهلها خصومة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه.

كانت زوجًا لعبيد الله بن جحش وخرجا معًا مهاجرين بإسلامهما في الهجرة الأولى إلى الحبشة، وكما هو معروف أن الحبشة في عهد النجاشي كانت هي المهجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعدوانهم عليهم؛ فإذا هم يجدون في – ظل النجاشي – رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حس إيماني جعله يرحب بأتباع النبي الجديد الذي تم التبشير بمقدمه في كتبهم على لسان عيسى بن مريم– عليه السلام – كما تحدث القرآن عن ذلك في صورة الصف في قوله: وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد15.
لكن أم حبيبة بنت أبى سفيان كانت وحدها التي تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة؛ ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله في النصرانية وما أصعب وأدق حال امرأة باتت في محنة مضاعفة: محنتها في زوجها الذي ارتد وخان..

ومحنتها السابقة مع أبيها الذي فارقته مغاضبة إياه في مكة منذ دخلت في دين الله الإسلام..

وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الاغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التي كانت تنتظرها والتي رزقت بها من بعد وأسمتها "حبيبة".. كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتحنة من كل ناحية والمبتلاة بالأب الغاضب والزوج الخائن!!
لكن عين الله ثم عين محمد سخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسّر العين ويهون الخطب، وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة، وبدل أن كانت " أم حبيبة " أصبحت " أم المؤمنين " وزوج سيد المسلمين - صلوات الله وسلامه عليه.
والحق أقول: لقد كان نجاشي الحبشة من خلّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين بنت أبى سفيان بصفة خاصة. فأنفذ في أمرها مما بعث به إليه رسول الله أن يخطبها له.

وكانت خطبة الرسول لأم حبيبة بنت أبى سفيان نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاة في الغربة؛ عوضتها عن الزوج الخائن برعاية سيد البشر ؛ وعوضتها عن غضب الأب "أبى سفيان" برعاية الزوج الحاني الكريم صلوات الله عليه.

كما كانت هذه الخطبة في مردودها السياسي ـ لطمة كبيرة لرأس الكفر في مكة أبى سفيان بن حرب الذي كان تعقيبه على زواج محمد لابنته هو قوله: "إن هذا الفحل لا يجدع أنفه"؛ كناية عن الاعتراف بأن محمدًا لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة - وهو على رأسهم - على هزيمته والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر.

كان هذا الاعتراف من أبى سفيان بخطر محمد وقوته كأنه استشفاف لستر الغيب أو كما يقول المعاصرون: تنبؤ بالمستقبل القريب وتمام الفتح.

فما لبث أن قبل أبو سفيان دعوة الرسول إياه إلى الإسلام وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

وتقدم أحد الصحابة إلى رسول الله يسأله قائلاً: " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فهلا جعلت له ما يحل عقدته ويسكن حقده وغيظه، فقال صلوات الله وسلامه عليه في ضمن إعلانه التاريخي الحضاري العظيم لأهل مكة عند استسلامهم وخضوعهم بين يديه:

· من دخل داره فهو آمن.

· ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.

· ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "16.

وانتصر الإسلام وارتفع لواء التوحيد ودخل الناس في دين الله أفواجًا. وفي مناخ النصر العظيم.. كانت هي سيدة غمرتها السعادة الكبرى بانتصار الزوج ونجاة الأب والأهل من شر كان يوشك أن يحيط بهم.

تلكم هي أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبى سفيان التي أحاطتها النجدة النبوية من خيانة الزوج وبلاء الغربة ووضعتها في أعز مكان من بيت النبوة.

الزوجة التاسعة: ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل: آخر أمهات المؤمنين.. توفي عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامري؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذي زوجها رسول الله ؛ حيث بنى بها الرسول ـ في " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها.

وقيل: إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفزت من فوق بعيرها وقالت: البعير وما عليه لرسول الله ، وقيل: إنها هي التي وهبت نفسها للنبي والتي نزل فيها قوله تعالى: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..17.

كانت آخر أمهات المؤمنين وآخر زوجاته صلوات الله وسلامه عليه.
----------------
1 تراجم لسيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطئ: ص 250 وما بعدها.

2 المصدر السابق.

3 انظر سيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطئ ص 324 4 صحيح مسلم كتاب الفضائل.

5 حياة محمد ص 29.

6 الأحزاب: 40.

7 الأحزاب: 5.

8 الأحزاب: 37.

9 رواه البخاري كتال التوحيد 6108.

10 رواه البخاري كتاب التوحيد.

11 الأحزاب: 37.

12 انظر فتح الباري 8 / 371 عن سيدات بيت النبوة لبنت الشاطئ ص 354.

13 رواه البخاري: فتح الباري _ كتال النكاح باب 14.

14 رواه البخاري: فتح الباري ـ كتاب النكاح باب 36.

15 الصف: 6.

16 رواه البخاري – فتح الباري – " كتاب المغازي ".

17 الأحزاب: 50.




 

 

 

 

 

 

 

 

 




 
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, متجدد, إخواني, وردود:, شبهات

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com

( 2007 - 2025 )

{vb:raw cronimage}

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى