منذ /07-24-2013, 01:05 AM
#1
|
|
 |
|
 |
|

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرقيعان قديما وحديثا
ليالي القرقيعان ليلة الرابع عشر والخامس عشروالسادس عشر
من شهر رمضان هي في الأصل ليلة النصف من شهر رمضان
ولكن الأهالي أسرعوا في إسعاد الأطفال بأن يتفدّموا ليله .
كونه مناسبة لاحتفال الأطفال بتمكنهم من صيام النصف الأول من رمضان
وأن ما تبقى من الشهر أقل مما فات، مما يدفع الأهالي لتشجيعهم، بمنحهم المكسرات والحلوى
تشجيعا منهم لهم على صمودهم هذه المدة.

والقرقيعان من أكبر وأهم المناسبات عند الأطفال ، فما يكاد يمر يوم العاشر من رمضان حتى ترى الأطفال يستعدّون لهذه المناسبه ويحصون المنازل والأحياء التي سيطرقونها ، كما تقوم الأمهات بخياطة أكياس القرقيعان ويجعلونها تتدلّى حول أعناقهم
كما يقوم أصحاب الدكاكين الذي يبيعون المكسّرات بخلط الحلويات مع النخي والنقل والسبال والبيذان والجوز والتين المجفّف
وهذه المكسّرات هي القرقيعان نفسه ، وكلمة قرقيعان شعبيّه تعني الشيء المخلوط والمتعدّد الأصناف ،
وما تكاد شمس ليلة الرابع عشر تغرب حتى يتناول الأطفال الإفطارسريعاً
ويتجمّعون ويسيرون في شبه مظاهره
وهم يردّدون أهازيج القرقيعان وأناشيده ،
وتختلف أناشيد البنات عن أهازيج الأولاد ..
فللبنات أنشوده خاصّه هي :
كَركَيعان وكَركَيعان * بيت كَصير برميضان
عادت عليكم صيام * كل سنه وكل عام
يالله سلّم ولدهم * يالله خلّه لُمّه
عسى البكعا ما تخمّه * ولا توازي على أمه
عطونا الله يعطيكم * بيت مكه يودّيكم
يالمكّه يالمعموره * يام السلاسل والذهب والنوره

أما الأولاد فيردّدون أهزوجه قصيره جداً وهي :
( سلّم ولدهم يالله خلّه لأمه يالله ) .
ولا يختلط الأولاد مع البنات في جمع القرقيعان ، ومن يقوم من الأولاد بمرافقة أخواته
يتعرّض للسخريه ويصفونه بأنه بنت ، وتجمع البنات القرقيعان من البيوت المجاوره والقريبه من منازلهن فقط .

أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الفريج ، ويخترقون حدود الفرجان الأخرى
وقد يتعرّضون للضرب من أولاد الفريج البعيد ، وكثيراً ما تحصل الهوشات أو يتعرّضون لخطف ما جمعوه من القرقيعان
حيث يقوم الأولاد الأكبر سناً بمهاجمة الأولاد الصغار وقطع أكياسهم ونهبها
وبعض الأولاد لا يقرقعون ولكنّهم يكونون عصابات خاصّه .. يتنكَرون بالملابس الغريبه ***س الغوص
وهو سروال أسود طويل وله أكمام لليدين ، وبعضهم يلبس الأقنعه والطرابيش
التي تثير الرعب في قلوب الصغار ويسلّمون ما جمعوه إلى أولئك الأشقياء !

و يشارك ( أبو طبيله ) وهو المسحراتي في جمع القرقيعان ومعه حماره
ويستمر في ترديد الدعوات ، وإذا تأخر العطاء
قال : ( يسوق الحمير لوما يسوق )
فإذا قال أهل البيت ( يسوق ) انصرف ، وإذا قالوا :
( ما يسوق )
أخذ يردّد المزيد من الدعاء حتى يقدّمون له القرقيعان ثم
ينصرف وهو يردّد :
( عساكم تعودونه وكل سنه تصومونه ) .

ومع تطور المجتمع، وانعكاس الوفرة المالية على أفراده، تغير القرقيعان حيث انصرفت العائلات الميسورة
إلى إقامة حفلات خاصة بهذه المناسبة، بدلا من أن يجوب الأطفال الشوارع حفاظا على سلامتهم
خاصة بعد زيادة عدد السيارات، والتهور المروري الذي تعاني منه البلاد.
وتوزع الآن دعوات شبيهة بتلك التي تقدم لحفلات الزفاف، تطلب من الضيوف الحضور
إلى البيت الفلاني، في الموعد كذا، للاحتفال بـ«القرقيعان»، وتستضيف بعض الأسر فرقة غنائية
أو شخصيات مشهورة محببة للأطفال، ناهيك عن تسجيل أغنية خاصة بالمحتفى به أو بها.!
وتصل تكلفة الاحتفال بمناسبة القرقيعان هذه الأيام إلى 500 دينار (حوالي 1500 دولار أميركي)
أما إذا فضل ذوو المحتفى به أو بها إقامة الاحتفال بصالة أحد الفنادق، فسترتفع التكلفة لتتعدى
العشرة آلاف دولار بالحد الأدنى، لتلحقها التجهيزات الخاصة بالصالة من تنسيق ورود وهدايا خاصة
ونظام سمعي وضوئي وبوفيه وغيرها، ليقف الرقم عند مشارف المائة ألف دولار، وهو المبلغ الفعلي
الذي تدفعه بعض الأسر الميسورة الحال للاحتفاء بصغارها، لتتحول المناسبة الرمضانية البسيطة إلى
عادة مكلفة يعتريها البذخ، بداعي المفاخرة والتبذير،
لينحرف «القرقيعان» من فرصة للأطفال ليحتفلوا بصومهم النصف الأول من رمضان
إلى مناسبة للتفاخر بمن يحتفل بهذه المناسبة أفضل من غيره.
|
|
 |
|
 |

|
|
|
|